الصادق المهدي لإقليم شمال العراق: خذوا العبرة من جنوب السودان

حجم الخط
3

“القدس العربي”- وكالات: حدَّر الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة القومي، أكبر أحزاب المعارضة السودانية، من أن فكرة الانفصال التي كرس لها الاستفتاء في إقليم شمالي العراق، “خاطئة وخطيرة للغاية”.

جاء ذلك، خلال مقابلة أجرتها الأناضول مع المهدي، محذراً من أن انفصال إقليم شمالي العراق يصب في مصلحة إسرائيل “العدو” الإستراتيجي للأمة، وطالبهم بأخذ العبرة من انفصال جنوب السودان عن الوطن الأم.

كما تطرق إلى اتفاق المصالحة الذي جرى التوصل إليه مؤخراً، بين حركتي “فتح” و”حماس” الفلسطينيتين، وقضايا أخرى.

وفيما يتعلق بالاستفتاء، قال المهدي: “أعتقد أن الأكراد (شمالي العراق) شعب لديه قضية، ويريدون أن تكون لديهم هوية ثقافية مُعترف بها (..) ويرون أن لديهم مشكلة، لكن الانفصال ليس الحل”.

وأكد أن “الحل يكمن في التفاهم مع الدول القائمة على الحقوق المستحقة (لم يذكرها)، لأن فكرة الانفصال خاطئة وخطرة للغاية، لأن هناك أكراد في سوريا والعراق وتركيا، وإذا انفصل الإقليم عن العراق، فإن هذه الدول ستتمزق”.

واعتبر المهدي أن “تمزّق هذه البلدان يصب في مصلحة العدو الاستراتيجي للأمة وهو إسرائيل”.

وفي خطوة تعارضها قوى إقليمية ودولية، والحكومة المركزية في بغداد، أجرى إقليم شمال العراق، في 25 سبتمبر/ أيلول الماضي، استفتاء الانفصال عن العراق، وسط تصاعد التوتر مع الحكومة العراقية.

وإثر ذلك، بدأت بغداد فرض حظر على الرحلات الجوية الدولية من وإلى الإقليم عقب رفض إدارة الإقليم تسليم مطاري أربيل والسليمانية للحكومة المركزية.

ويرى المهدي أن كل الدول التي جرّبت الانفصال “كوسيلة للإصلاح والإنصاف، وجدت عكس ذلك، كما حدث بالنسبة للسودان حين انفصلت دولة الجنوب عنه”.

وتعاني دولة الجنوب، التي انفصلت عن السودان عبر استفتاء شعبي في 2011، من حرب أهلية بين القوات الحكومية وقوات المعارضة، اتخذت بعدًا قبليًا، وخلفت آلاف القتلى وشردت مئات الآلاف.

وطالب رئيس حزب الأمة القومي بـ”تعديل حق تقرير المصير الموجود في الميثاق العالمي لحقوق الإنسان، ليشمل الدول المحتلة فقط، أما في الدول الوطنية (المستقلة)، فإن ممارسة ذلك يعني إلغاء كيان الدول الوطنية الموجود حاليًا”.

واستطرد بالقول: “هذه الدول (المستقلة) هي وحدات معتمدة لدى الأمم المتحدة، وإذا ألغيناها فذلك يعني أننا نمزق الأمم المتحدة”.

وكشف المهدي عن خطاب مفتوح أرسله إلى رئيس إقليم شمالي العراق، مسعود بارزاني، وناشده فيه بـ”مراجعة كل ذلك النهج (الانفصال)، والاتجاه نحو الحوار ضمن وحدة العراق”.

وأعلن المعُارض السوداني “تأييده لوحدة الدول الوطنية بصورة قوية جدًا، مع الحرص على الحوار مع المجموعات الوطنية المتظلمة (في إشارة إلى المطالبين بالانفصال)، لإيجاد حلول على أساس احترام الهوية والمساواة في المواطنة”.

**الوحدة الفلسطينية

وفيما يتعلق بملف المصالحة الفلسطينية، والاتفاق الذي جرى توقيعه 12 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بالعاصمة المصرية القاهرة بين حركتي “فتح” و”حماس”، قال المهدي إن إتمامها “الآن معقول وهذا شيء مهم جداً”.

وأشار إلى اتصالات أجراها مؤخرا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس مكتب “حماس” السياسي السابق، خالد مشعل، ناشدهما خلالها بـ”توحيد كلمتهما”.

وقال المهدي إن “أساس المرحلة المقبلة في نضال الشعب الفلسطيني لتحقيق أهدافه يقوم على استخدام القوة الناعمة (في إشارة إلى المفاوضات)”.

واستطرد القول: “هناك فرصة كبيرة لاستخدام القوة الناعمة، خاصة مع وجود تيار قوي يتمثل بحركة مقاطعة إسرائيل (BDS – تأسست سنة 2005)”.

واستدرك المهدي: “هذا لا يعني إلغاء أو إسقاط الحق في المقاومة (الفلسطينية ضد إسرائيل)، وهو حق مشروع وضروري، ولكن المسألة مسألة مراحل”.

“لا شك أن المقاومة الفلسطينية، أثبتت صموداً عظيماً في قطاع غزة، من خلال التصدي لكل حركات الإذلال والإخضاع الإسرائيلية، وكان هذا عملاً وإنجازاً عظيماً”، يضيف رئيس حزب الأمة القومي.

ويزيد بالقول: “ينبغي أن تكون المقاومة معروفة ومستمرة ومعتمدة، يُتفق على دورها فلسطينياً”.

واستطرد الحديث: “هذا لا يعني أن يتم ذلك على حساب وحدة الفلسطينيين، لأن إسرائيل والقوة المعادية (الموالية لها)، كانت تراهن على انقسام الشعب الفلسطيني”.

ومضى المهدي يقول: “هذا الضعف (الانقسام) يجب أن يزول، ولا بد أن تقف كل الدول العربية والإسلامية موقفا استراتيجيا داعماً للحق الفلسطيني والعربي، وعدم التعامل مع إسرائيل إلا بموجب رد الحقوق المغتصبة”.

وأعرب المهدي عن أمله في استمرار الاتفاق بين الحركتين، وكذلك الاحتكام للشعب الفلسطيني فيما يتعلق بإجراء انتخابات حرة ونزيهة.

**التطبيع مع إسرائيل

وأكد المهدي “بطلان الدعوات للتطبيع مع إسرائيل”.

وقال إن “هناك جهات دولية (لم يسمّها) تشجع هذا الاتجاه (التطبيع)، لأنها تعتبر أن المواجهة والخطر تتمثل في إيران وليس إسرائيل”.

وشدَّد المهدي على أن “إيران جزء من التركيبة الجيوسياسية في المنطقة، ولا يمكن مقارنتها بكيان غريب مغروس (في إشارة إلى إسرائيل)”.

وأكد أن “التركيز على عداء إيران وصداقة إسرائيل فكرة خاطئة، وخطيئة في الوقت نفسه، وللأسف هناك بعض الجهات العربية تستجيب لهذا التوجه”.

ولم ينكر المهدي وجود مشاكل مع إيران وجيرانها، مؤكداً أن حلها يكون بالحوار لا المواجهة.

ودعا إلى “إغلاق الباب أمام أي فتنة تقوم على أساس طائفي أو قومي”.

واقترح إيجاد معاهدة أمنية بين العرب وتركيا وإيران، لإيجاد موقف موحد ضد إسرائيل بعيداً عن التطبيع.

وزاد المهدي القول: “يجب أن تتخذ الجامعة العربية قراراً أساسياً حول إقامة معاهدة أمنية ثلاثية، في إطار الوجود الإقليمي التركي الإيراني العربي”.

ويرى أنه “لا بد من سير الموقف العربي السني في اتجاه تسوية استراتيجية أمنية واقتصادية مع دول أخرى، أهمها تركيا”.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول علي:

    والله يمكن للاكراد اقامة دولة في روسيا والولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا ، لكن لا يمكنهم اقامة مثل هذه الدولة في العراق.

  2. يقول علي النويلاتي:

    إقتراح المناضل الصادق المهدي لإقامة معاهدة أمنية ثلاثية، في إطار الوجود الإقليمي التركي الإيراني العربي، وتحرير القدس الشريف ومقدسات المسلمين من الاحتلال الإسرائيلي يجب أن تؤخذ محمل الجد ويجري تبنيها من قبل جميع القوى والأحزاب والقيادات ومؤسسات المجتمع المدني في العالم العربي وتركيا وإيران. رغم أكثر من سبعين سنة من الإحتلال والتطهير العرقي والعدوان والجرائم التي ترتكبها إسرائيل وخروقاتها الشنيعة للقرارات والقوانين الدولية، فالعالم عجز عن ردع إسرائيل وإجبارها على إحترام القوانين والقارارت الدولية والإعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وحقه في العودة إلى وطنه والمساواة والإستقلال.

    لقد أثبت العالم أنه لا يفهم ولا يحترم سوى لغة القوة. توحيد القوى العربية والإسلامية هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين ومقدسات العرب والمسلمين، وهو السبيل الوحيد لكي يفرض العرب والمسلمين إحترامهم في العالم.

  3. يقول صابر جاف/لندن:

    حلم المعاهدة الثلاثية لاسترداد فلسطين كما يقترح السيد صادق المهدي طفولي وحتى لو توحدت الفرس والعرب والترك نظريا في المنطقة فكيف بجيوشها مواجهة إسرائيل التي تمتلك اكثر من مئتي قنبلة نووية .وثم كيف يتخلى هذه البلدان عن أفكارهم القومية الشوفينية وحتى لو قاتلت باسم الإسلام فهناك قوميات أخرى ضمن هذه البلدان لا تريد أن تحارب باسم هذه القوميات والتاريخ اذا أعادت نفسها ستكون مأساة في المرة الأولى وكوميديا في المرة الثانية فالكورد مثلا لن يقاتلوا لتحرير ارض العرب باسم الإسلام كي ينالوا ثوابهم بالأسلحة الكيمياوية والتدمير والتهجير والترحيل وانكار وجودهم من قبل هؤلاء المسلمين أو المتاسلمين وهكذا نلنا ثواب حسناتنا بتحريرنا للقدس من الصليبيين بكل انواع الدمار والتطهير العرقي تقديرا لجهود صلاح الدين .فاسترداد فلسطين حلم وتوحيد قريتين
    من قراكم حلم وتخلي التركي والفارسي والعربي عن شوفينته حلم وقتال الامم الاخرى مرة أخرى تحت راياتكم حلم فاحلموا واحلموا ولكم كل الحق أن تحلموا.

إشترك في قائمتنا البريدية