الصدر يؤكد سعيه لأغلبية برلمانية توصله لرئاسة الحكومة وأنصاره يتظاهرون دعماً له وسط بغداد

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: نظّم أتباع التيار الصدري، أمس الجمعة، صلاةً موحدّة في العاصمة العراقية بغداد، ومحافظات البلاد الأخرى، قبل أن ينطلقوا بتظاهرات حاشدة لدعم زعيمهم مقتدى الصدر، ومقترحاته بشأن خوض غمار الانتخابات المقبلة (مقررة في 6 حزيران/ يونيو 2021).
ووفقاً لمصادر متطابقة (صحافية وشهود) فإن أتباع التيار الصدري تجمعوا في ساحة التحرير، وسط العاصمة، منذ ليلة أمس الأول، تمهيداً لمشاركتهم في التظاهرات التي دعا إليها المقرب من الصدر، محمد صالح العراقي، في منشور على صفحته في «فيسبوك».
وصباح أمس، تجمّع الآلاف من أتباع الصدر، من محافظات النجف وكربلاء بالإضافة إلى بغداد، في ساحة التحرير، وأدوا صلاة الجمعة قبل أن يشاركوا في تظاهرة داعمة لزعيمهم.

«كلا كلا أمريكا»

ووفقاً للمصادر فإن المتظاهرين رددوا شعارات «كلا كلا أمريكا» و«كلا كلا للإرهاب» فضلاً عن شعارات أخرى تدفع باتجاه تولي «الصدريين» منصب رئاسة الوزراء وتحقيق أغلبية برلمانية تمكّنهم من تحقيق هذا الهدف، تزامناً مع فعلٍ مماثل في محافظات الوسط والجنوب.

«انحلال وانحراف»

وجدد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر رغبته بالفوز بالانتخابات التشريعية المقبلة وتحقيق الأغلبية البرلمانية لتسمية رئيس الحكومة الاتحادية من تياره.
وقال، في خطبة صلاة الجمعة التي وجهها للآلاف من أتباعه في ساحة التحرير وسط بغداد وباقي المحافظات: «اليوم نحن ملزمون بالدفاع عن ديننا وعقيدتنا ووطننا أمام هذا الانحلال والانحراف والإلحاد العلني، وازدياد الفسق والفجور وكثرة الفاحشة والانحلال الخلقي والتبعية والتشبه بالغرب الكافر».
وأضاف: «نعم، نحن ملزمون بالدفاع عن معتقداتنا السماوية بالطرق المشروعة، لا بالعنف والقتل والصّلب والحرق وقطع الطرق أو بالاحتلال والقصف والظلم».
وتابع: «نحن أيضاً ملزمون بالدفاع عن العراق أمام الفاسدين الذين اعتلوا الكراسي والمناصب الحساسة في البلد، فمشروع الإصلاح أمانة في أعناقنا ولن نحيد عنه».
ومضى الصدر مخاطباً أتباعه: «أيها الأخوة الأحبة. نحن وإياكم نستلهم ثورتنا ضد الظلم والاحتلال والفساد والانحراف من ثورة إمامنا الحسين عليه السلام والذي ضحى بنفسه وأبنائه وأتباعه من أجل الحق ومن أجل الإصلاح في أمة جده».
وزاد: «ونحن اليوم نصلح في وطن أجدادنا وسادتنا وأوليائنا وأنبيائنا وآبائنا الذي مازال شعبه أسيرا للظلم والفقر وقد تكالبت عليه الأيدي من الداخل والخارج».
وقال أيضاً: «ويا أيها الإخوة، إننا لسنا طامعين بالحكم إنما نطمع برحمة الله وتوفيقه ونصره. اللهم فانصرنا على القوم الفاسدين والقوم الظالمين والقوم المنحرفين الذين يريدون بعراقنا السوء، فَمِنهُم مَن يُريدونَ إخضاع الشعب والتسلط عليه ومنهم من يُريد نهب ثرواته ومنهم من يريد أن يبقى العراق أسير الخارج شرقاً أو غرباً ومنهم من يريد التطبيع مع العدو الصهيوني الغاصب ومنهم من يريد أن تشيع الفاحشة والزواج المثلي والثمالة وما إلى غير ذلك كثيرة».
وأضاف: «فاليوم نحن ملزمون أن ندافع عنه تحت قبة البرلمان بأغلبية صدرية مؤمنة بالاصلاح ومؤمنة بالدين والعقيدة والوطن بأغلبية مضحية دنياها أمام دينها ومضحية بنفسها أمام وطنها، لا تنحرف مقدار ذرة أمام مغريات الدنيا. فمن حصن نفسه فليعينني بورع واجتهاد وعفة وسداد على إكمال المشروع وبوحدة الصف والتعالي على الخلافات أو أطماع دنيوية كما تعاهدنا سابقا أمام أسوار المنطقة الخضراء، لنصلح لرئاسة وزراء أبوية عادلة تحب وطنها وتريد له الهيبة والاستقلال والسيادة والرفاهية بلا فاسدين ولا شغب ولا احتلال ولا إرهاب ولا انحراف».

«هداية الجميع»

واستدرك يقول: «نعم ندافع بكل سلمية ونُريد هداية الجميع، فالقتل والعنف آخر الكي ولسنا بصدده ولا هو ما تربينا عليه، فالناس ما بين أخ لنا أو نظير لنا، ولن نتوانى عن ما ينفعهم وينفع الوطن وجيرانه وضيوفه وبعثاته وزاره وفسيفساءه العقائدية والقومية والفكرية من أغلبية وأقلية».
وختم بالقول: «فصلوا صلاتكم داعين للجميع بالهداية والصلاح تحت كلمة الحق والإصلاح والاعتدال. والسلام على من اتبع الهدی».

نائب عن كتلة «سائرون»: قادرون على التغيير والإصلاح وتقويم العملية السياسية

في الأثناء، أكد عضو البرلمان عن كتلة «سائرون» سلام الشمري، أمس، قدرة التيار الصدري على التغيير والإصلاح وتقويم العملية السياسية.
وقال، في بيان صحافي، إن «تظاهرة مئات الآلاف من أبناء التيار ومؤيديه في ساحة التحرير وإقامة صلاة الجمعة دليل واضح على قدرة التيار ومؤيديه على تقويم العملية السياسية وتأييد زعيمهم مقتدى الصدر حول الانتخابات المبكرة».
وأضاف، أن «ما يحدث في التحرير رسالة واضحة لكل الفاسدين والمرجفين أن التيار وأبناءه على العهد بمكافحة الانحلال والفساد وضد الاحتلال» مشددا على «ضرورة أن ينضم أبناء الشعب كافة لدعوات الإصلاح التي لا تخص مكونا أو طائفة بل هي للعراقيين جميعا».
كذلك، أكد إمام وخطيب الصلاة الموحدة في بغداد، خضير الأنصاري، الاستمرار بطريق الاصلاح مهما بلغت التضحيات
وقال إنهم ليسوا طامعين بالحكم بل يريدون الإصلاح وإنهاء حالة «الانحلال والفساد» وإنهم ملزمون بالدفاع عن «المبادئ والإصلاح بأغلبية صدرية لا تنحرف أمام مغريات الدنيا».
كما دعا إمام وخطيب صلاة الجمعة في مصلى التيار الصدري في منطقة خمسة ميل وسط البصرة، أزهر الكناني، اتباع التيار إلى المشاركة في الوقفة التضامنية المؤيدة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في منطقة الأربع شوارع وسط المحافظة.
ولفت، في خطبة الجمعة، أن «الأوضاع التي يمر بها العراق دفعت الصدر إلى الأخذ على عاتقه مسؤولية المشروع السياسي والرغبة بخوض الانتخابات بغية الحصول على رئاسة الوزراء من خلال صناديق الاقتراع بإرادة حرة تغير معالم المحاصصة والفساد ضمن الاطر الصحيحة التي ينشدها المحرومون» حسب تعبيره.

مواجهات

في الموازاة، وقعت مواجهات بين أنصار التيار الصدري ومحتجي معارضين للسلطة، في ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية، أدت إلى مقتل شخص وإصابة 49 آخرين من المتظاهرين.
وأظهرت مقاطع مصورة وقوع إصابات بين صفوف متظاهري الناصرية بعد اقتحام أتباع التيار الصدري ساحة الحبوبي بالرصاص الحي، فيما احترقت عدد من الخيام فيها جراء المواجهات، وفقا لناشطين.
وأعلنت دائرة صحة ذي قار، وفاة شخص وإصابة 40 آخرين، فيما أصيب 5 عناصر من القوات الأمنية بينهم ضابط، خلال المواجهات.
وذكر الناطق باسم إعلام الدائرة، عمار بشار الزاملي، أن «حصيلة احتكاك تظاهرات ساحة الحبوبي بلغت وفاة شخص واحد إثر طلق ناري، فضلا عن، حالة خطرة». وأضاف أن «الإصابات الخفيفة بلغت 40 شخصا، بينهم 5 بطلق ناري والآخرين بالحجارة والآلات الحادة».
وتابع، أن «هناك خمس إصابات من القوات الأمنية بينهم ضابط». ولاحقا أكدت مصادر طبية ارتفاع عدد القتلى إلى 4.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية