الصراع السوري يمتد إلى لبنان بعد مقتل مسلحين من حزب الله

حجم الخط
4

الهرمل (لبنان) ـ رويترز: في أحد الطرق بشمال شرق لبنان ازدحمت حركة المرور ودوت أبواق سيارات الإسعاف وتحركت عربات مملوءة بالمشيعين وراء نعوش بينما كانت جماعة حزب الله تعيد مقاتليها الجرحى والقتلى من سورية إلى لبنان. ومع عودة جثث القتلى الذين سقطوا في المعركة الدائرة على الحدود في القصير يلوح شبح العنف بلبنان مع اتساع نطاق الصراع بين الرئيس السوري بشار الأسد المدعوم من إيران ومعارضيه السنة. وتشكل مساعي حزب الله لإنقاذ الأسد اختبارا للسلام الطائفي الهش في لبنان وتهدد بإثارة صراع أوسع نطاقا على السلطة في المنطقة.
ورغم أن جماعة حزب الله نفت كثيرا تدخلها في سورية لدعم الأسد فقد أرسلت هذا الأسبوع مئات من رجالها للقتال في بلدة القصير الصغيرة الاستراتيجية أصيب العشرات منهم بجروح وقتل ما يتراوح بين 20 و50 آخرين.
وعادت نعوش القتلى يرافقها مسلحون من حزب الله في مواكب جنائزية رفعت فيها راية الجماعة الصفراء إلى قرى شيعية في وادي البقاع بشمال شرق لبنان مما يقضي على أي تكهنات بشأن دعمها للأسد والأقلية العلوية التي ينتمي إليها.
واستقبلت مستشفيات حول بلدة الهرمل الجرحى ومنع عاملوها الصحفيين من الدخول مؤكدين أنه ‘ما من شيء يمكن رؤيته’ .. لكن لا يخفى أن دائرة الحرب قد اتسعت.
ومع اشتباك سنة وعلويين في مدينة طرابلس اللبنانية الساحلية المجاورة في أعنف قتال طائفي بالمدينة على الإطلاق يبدو جليا أن وتيرة امتداد العنف إلى خارج حدود سورية تتسارع.
من جهة أخرى تصاعدت أعمال القتل الطائفية في العراق وانفجرت قنابل في تركيا واستهدفت غارات جوية إسرائيلية في سورية أسلحة إيرانية لحزب الله .. كل هذا في الوقت الذي تظل فيه القوى العالمية منقسمة في سعيها لدفع الطرفين المتناحرين في سورية إلى إجراء محادثات سلام.
ويرى رامي خوري من الجامعة الأمريكية في بيروت أن تدخل حزب الله في سورية يهدد بنتائج عسكية على لبنان بل قد يذكي حربا إقليمية.
وقال ‘ذلك سيزيد بشكل كبير من احتمال نشوب صراع داخلي لبناني واسع بين الجماعات الموالية لحزب الله والمناوئة له مما يضع السنة في مواجهة الشيعة بصورة عامة بينما يدفع إلى حرب أخرى كبيرة مع إسرائيل أو مشاركة محتملة في حرب بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة وإيران وسورية من جهة أخرى.’
وتقوم إيران بتسليح حزب الله منذ الحرب الأهلية التي عصفت بلبنان في الثمانينات. ويفوق تسليح الجماعة تسليح الحكومة اللبنانية وكذلك مجموعات أخرى مثل السنة والمسيحيين والدروز والفلسطينيين.
ولكن دعم الجماعة الشيعية لمساعي الأسد الرامية لقمع الانتفاضة السنية أدى إلى نفور بعض العرب منها بعد أن كانوا يكنون لها الاحترام لمحاربتها إسرائيل على الأقل. وربما أثارت الجماعة أيضا غضب شيعة لبنان الذين يعولون على حماية حزب الله لهم في الداخل ولكنهم لا يرغبون بالضرورة في الموت في سبيل إيران في تناحرها مع قوى عربية وغربية.
ويقول رفيق نصر الله المحلل السياسي في بيروت القريب من حزب الله إن الجماعة اضطرت إلى التدخل في سورية لحماية المصالح اللبنانية وأخذت في الاعتبار احتمال مواجهة رد فعل عنيف من جماعات منافسة.
وأضاف ‘ليس هناك دولة لبنانية بل هناك جماعات في الجهاز الأمني هنا تخدم قوى أو دولا إقليمية مختلفة… مهمة حزب الله هي حماية لبنان وحدوده وهو يفعل ما ينبغي عليه أن يفعله.’
وتابع ‘هذه معركة حاسمة’ في إشارة إلى القصير القريبة من حمص والتي سيطر عليها مقاتلو المعارضة السورية لتوفير طرق إمداد من لبنان وتعطيل الحركة بين دمشق والمنطقة العلوية في سورية.
وقال نصر الله ‘يعتقد حزب الله أن هذه المعركة لها أهمية استراتيجية كبيرة وسيتحمل العواقب.’ وأشارت تقارير واردة من سورية إلى أن مقاتلي حزب الله وقوات الأسد أحرزوا بعض المكاسب في البلدة. وفي الخطوط الأمامية يبدو أن التدخل قد زاد من النعرات الطائفية بين المعارضين الذين يخشون خسارة موقع مهم.
ومن حمص قال مقاتل ذكر أن اسمه أبو بلال لرويترز إن سقوط القصير ‘سيغير تماما مسار الكفاح في محافظة حمص من ثورة إلى هجوم كبير على العلويين والشيعة أينما كانوا.’
وأضاف ‘جميع كتائب المعارضة هنا تتفق على هذا. وكل طرف في هذا الصراع يعلم أن هذا هو مكمن الخطر في حمص.’
وقوات حزب الله صغيرة مقارنة بعشرات الآلاف من القوات المسلحة بالدبابات والطائرات المقاتلة التي يستطيع الأسد استدعاءهم حتى بعد انشقاق سنة عن جيشه. غير أن قوات حزب الله تضم آلاف المقاتلين بينهم كثيرون شاركوا في الحرب ضد إسرائيل عام 2006.
ولم يكن تحالف حزب الله مع الأسد سهلا بالنسبة للجماعة على الساحة الإقليمية ولكن قادة الجماعة يقولون إنه مهم لما يسمونه ‘محور المقاومة’ وهو وصف تستخدمه للإشارة إلى تحالفها مع طهران ودمشق ضد إسرائيل.
وبعد أن كان حزب الله ينال إعجاب العالم العربي لوقوفه في وجه إسرائيل بات البعض يصفه الآن ‘يحزب الشيطان’ أو بأنه أداة طائفية في يد إيران.
وقال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري وهو سني له حلفاء أقوياء في السعودية هذا الأسبوع ‘لقد اختار حزب الله أن يستنسخ الجرائم الإسرائيلية بحق لبنان وأهله ليطبقها على أهل مدينة القصير السورية.’
وأضاف أن حزب الله ‘تحول إلى رأس حربة في جريمة موصوفة ينفذها النظام ضد شعبه بل إلى ما يمكن وصفه بجيش الدفاع الإيراني عن نظام بشار الأسد.’
وبدوره سعى حزب الله إلى تحسين صورته أمام العرب باتهام أعدائه من المعارضة في القصير بتلقي دعم من إسرائيل وقوى غربية ليبرر تدخله في إطار ‘مقاومة’ إسرائيل.
وقال أمين حطيط المعلق اللبناني القريب من حزب الله ‘إسرائيل موجودة في القصير… فالهجوم على سورية هو جزء من هجوم إسرائيلي بقيادة أجنبية على سورية.’ وأضاف ‘هذا حزب يدافع عن أيديولوجية وليس عن جنسيات. لذا سيذهب مقاتلوه إلى أي مكان يوجد فيه أعداء يعارضون معتقداتهم. وسيذهبون طواعية’.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول خالد يوسف:

    فراغ دستوري في لبنان وتفكك مؤسسات الدوله من جيش وقوى أمن وبؤر أمنيه في كل مكان حزب الله يجر لبنان الى اقتتال مذهبي بسبب تدخله العسكري في سوريا ضد الشعب السوري .جيش لبناني ينقسم على نفسه كتائب تناصر الشيعه واخرى تناصر السنه والسلاح موجود في كل مكان .وكل أجهزة مخابرات دول العالم موجوده في لبنان وشعب منقسم على نفسه وكل فئه تحتمي بطائفتها وتتكتل وتتقوقع وكثير من الافاعي تبخ الكثير من السموم والفتنة نطل برأسها وتكاد تطل بكل شخصها الكريه وكل الاشارات تقول أن لبنان سينفجر والمسأله مسألة وقت

  2. يقول اقزاب:

    لقد ورط حزب الله نفسه في سوريا ولا اناقة ولا جمال له في ذلك فقط خسر جنوده وسمعته في كافة البلدان العربية خصوصا نحن في شمال افريقيا

  3. يقول Ahmad Omar:

    مرتزقه وتنابل ومجرمين من 30 دوله دخلو سوريا بالمئات او بألالاف لمقاتلة الجيش العربي السوري ونشر الفتنه في سوريا وبلاد الاسلام كلها..! مرتزقه وتكفيرين تدعمهم امريكاواسرائيل وبريطانيا وفرنسا وتركيا ومشيخات الخليج والاردن وما حدا اعترض.!! نصف سوريا دمر وما حدا زعل..!! والان يبكون من سريه مشاه لحزب الله..!!

  4. يقول ﺍﺑﻮ ﺯﻯﺩ:

    ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺑﺎﻳﺪﻱ ﺗﺮﻛﻴا ﻭﺍﻟﺤﺰﺏ ﻭﺍﺑﻨﻆﺎﻡ ﺑﺎﻳﺪﻱ ﺍﻳﺮﺍﻥ ﻭﺍﻟﺨﺎﺳﺮ ﻫﻢ العرب…ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻭﺍﺳﺮﺍﺉﻳﻞ

إشترك في قائمتنا البريدية