الصوماليون يتطلعون للنظام بعد سنوات من الفوضي
ايطاليا تعترف بالحكومة الصومالية وتعين سفيرا الصوماليون يتطلعون للنظام بعد سنوات من الفوضيمقديشو ـ من محمد علي بيلي: رحب الصوماليون الذين عاشوا لفترة طويلة بلا حكومة الجمعة باتفاق لتنشيط أحدث محاولة لبناء دولة قادرة علي العمل وانهاء حالة الفوضي الشاملة حتي أن البعض أبدي تشوقه لوجود حكومة يدفع لها الضرائب.وكان الفصيلان في الادارة الصومالية الوليدة قد اتفقا الخميس علي انعقاد البرلمان في الصومال في غضون 30 يوما بعد انقسام تعذر اصلاحه منذ أواخر عام 2004.واذا انعقد الاجتماع فسيكون أول اجتماع للحكومة منذ أن عادت لارض الوطن من كينيا قبل عام تقريبا. واحتلت الحكومة الصومالية التي تشكلت في كينيا بعد محادثات سلام العناوين الرئيسية بعد شجار بالكراسي في جلسة برلمانية بفندق في نيروبي حدد لغة الحوار الذي ساد خلال العام التالي. لكن الصومال يأمل أن تكون الخطوة الصغيرة التي تحققت من خلال الاتفاق الذي وقعه في مدينة عدن اليمنية الرئيس الصومالي عبد الله يوسف ورئيس البرلمان شريف حسن شيخ الخطوة الاولي نحو بدء ادارة شؤون الدولة.وقالت حوا علي من متجرها الصغير في شمال العاصمة الصومالية مقديشو التي تركت المعارك اثارا بها وهي أيضا مصدر التوتر الرئيسي للانقسام في الحكومة نتطلع لتحقيق سلام دائم ودفع الضرائب للحكومة .وخيب الاتفاق امال البعض لانه لم يحل صراحة الخلاف الرئيسي بخصوص مقر الحكومة. واتخذ يوسف ومؤيدوه مقرا لهم في مدينة جوهر التي تبعد 90 كيلومترا شمالي مقديشو التي يقولون انها عير امنة الي حد بعيد. ويقول حسن وزعماء الميليشيات الاقوياء في الحكومة وأكثر من مئة عضو في البرلمان ان مقديشو يجب ان تكون مقر الحكومة حسبما ينص الميثاق الوطني الانتقالي.ويقول الصوماليون انهم مستعدون لفعل أي شيء من شأنه مساعدة الحكومة علي اقرار السلام الذي لم يعرفوا طعمه منذ أن أطاح الميليشيات بالرئيس السابق محمد سياد بري في عام 1991 ليبدأ عهد من الفوضي. قالت عائشة حسن وهي طالبة جامعية عمرها 23 عاما لا استطيع ان اتذكر هيئة الحكومة… لكنني علي استعداد لان اساعد بكل طاقتي .وخرج الاف السكان في مدينة بايدوا الجنوبية في مسيرات الجمعة يحملون لافتات تؤيد الاتفاق. ومدينتهم واحدة من المناطق المحايدة التي بحث الطرفان امكانية أن تكون مقرا لاجتماع البرلمان. وقالت فاي حسين وهي أم لاثنين لرويترز نحتاج الي السلام والاستقرار لنطور حياتنا .والتزم زعماء الميليشيات في مقديشو ممن يتولون مناصب في الحكومة الصمت متحاشين ابداء رأيهم في الاتفاق. وقال عبدي عبد الله سعيد وهو عضو في البرلمان يؤيد فصيل مقديشو يجب ألا يتجاهل الرئيس زعماء الميليشيات… لن يتحقق شيء اذا لم يصبحوا طرفا في الاتفاق .ومن جهة اخري اعترفت ايطاليا رسميا بالحكومة الانتقالية الصومالية وعينت سفيرا للصومال، خلال زيارة قام بها الخميس الي جوهر نائب وزير الخارجية الايطالي الفريدو مانتيكا.وخلال زيارته الي جوهر (90 كلم شمال مقديشو)، قدم نائب وزير الخارجية الايطالي رسميا الي السلطات الصومالية، الديبلوماسي فرانشيسكو لاناتا الذي سيشغل منصب السفير الايطالي للصومال.الا ان لاناتا سيبقي مقيما في نيروبي.وقال مانتيكا ان الهدف من زيارته هو التأكيد علي ان ايطاليا ترغب في الاضطلاع بدور كبير في اعادة اعمار الصومال. واضاف في ختام لقاء مع رئيس الوزراء الصومالي علي محمد غيدي ان هذا الهدف اصبح حقيقة الان .واوضح ابتداء من الخميس، تستأنف العلاقات بين ايطاليا والصومال . يذكر ان جنوب الصومال محمية ايطالية.من جانبه، اكد غيدي بعدما تسلم اوراق اعتماد السفير لاناتا انه حلم بالنسبة الينا ان تقوم الحكومة الايطالية بزيارة الي جوهر .وايطاليا هي البلد الاوروبي الثاني الذي يعترف بالحكومة الانتقالية ويعين سفيرا، بعد بلجيكا في كانون الاول (ديسمبر).كذلك عينت الصين والاتحاد الافريقي وجــامعة الدول العربية سفراء للصومال.وتشهد الصومال، البلد الفقير في القرن الافريقي، منذ 1991 مواجهات بين زعماء الحرب اسفرت عن مقتل ما بين 300 الي 500 الف شخص. وانشأت منذ سنة مؤسسات جديدة (رئيس ورئيس وزراء وبرلمان) يواجه اعضاؤها انقسامات حادة. (رويترز)