لندن ـ «القدس العربي»: اضطر الضباط والجنود الذين انشقوا عن الجيش السوري لمراقبة الحرب الأهلية السورية المندلعة في بلادهم منذ أكثر من ثلاثة أعوام عن بعد وفي مخيمات اللاجئين في تركيا. فبدلا من المشاركة في الحرب بطريقة عملية وتشكيل طليعة قتالية فإنهم يتابعون الحرب عبر شاشات التلفاز أو شبكة «واي- فاي» التي تدعم كلفتها الحكومة التركية.
وتشير صحيفة «وول ستريت جورنال» للعقيد مالك الكردي الذي انشق عن الجيش في بداية الإنتفاضة وهرب إلى تركيا، حيث انضم للضباط المنشقين عن الجيش على أمل تلقي السلاح من الغرب والعودة مرة ثانية إلى سوريا لمواجهة نظام بشار الأسد.
ولكنه يقضي وقته في مخيم أبايدين التركي يتبادل الأحاديث مع رفاقه ويلعب الورق كما تقول الصحيفة.
وتقول إن المخيم يعبر عن الفرص الضائعة التي تعرقلت بسبب تعقيدات النزاع والخلافات حول الكيفية المثلى للتعامل مع خطر المتشددين، ولهذا لم يتم التعامل أو الاستفادة من الضباط الذين أسكنتهم الحكومة التركية في المخيم.
وتأتي حالة الإهمال التي تعرضوا ويتعرضون لها على خلاف الاستقبال الحافل لهم والثناء على قرارهم التخلي عن نظام الأسد الديكتاتوري. وتشير الصحيفة لحس المرارة الذي يعتري الضباط اليوم. ويقول الكردي إن المعارضة كان لديها من المناطق والمعنويات ما يكفي لبناء جيش نظامي أما اليوم «فلا».
ومع صعود خطر تنظيم الدولة الإسلامية – داعش وحاجة الولايات المتحدة لقوات على الأرض لدعم استراتيجيتها، عاد النقاش حول إمكانية لعب الضباط المنشقين دورا خاصة بعد قرار الحكومة التركية السماح بتدريب مقاتلي المعارضة على أراضيها. لكن بعد سنوات من التجاهل لا يعرف إن كان بإمكانهم لعب الدور الذي تريد الولايات المتحدة منهم لعبه وإن كانوا هم أنفسهم راغبين بالمشاركة خاصة أنهم يريدون استخدام ما تبقى لديهم من طاقة قتالية لمواجهة نظام الأسد وليس تنظيم داعش.
وينقل التقرير عن الطيار محمد العلي (28 عاما) قوله إن الضباط «تدهورت نفسياتهم ومن الناحية الجسدية فقدوا لياقتهم البدنية». مشيرا «للخسارة» التي حصلت.
ورغم كل هذا ترى إدارة أوباما إن فكرة الفرصة الضائعة بالنسبة لضباط مخيم أبايدين ليست صحيحة حسب الصحيفة. وترى إدارة أوباما أن الضباط منقسمون على أنفسهم وأرسلوا رسائل غامضة حول استعدادهم للعودة إلى سوريا. وبحسب مسؤول فقد توقع الضباط السوريون دعما سريعا لهم من الأمريكيين لهم في البداية أي عندما انشقوا وهربوا إلى تركيا.
مملة وتحت الرقابة
وتصف الصحيفة الحياة في المخيم بأنها مملة وتحت رقابة مشددة من السلطات التركية، ويمتد المخيم الذي يأخذ اسمه من البلدة الحدودية أبايدين على طول 24 فدانا وتحيط به المزارع ويضم مسجدا ومدرسة وروضة أطفال وعيادة صحية وساحة للالعاب الرياضية. ويعيش فيه ضباط الجيش السوري المنشقون عن نظام الأسد، وخمسهم كانوا من كبار العسكريين في الجيش السوري. يعيش كل واحد مع عائلته وأطفاله في وحدة سكنية مكونة من غرفة واحدة.
وتقول الصحيفة إن المخيم ليس سجنا لكن اللاجئين فيه ليسوا أحرارا للدخول والخروج إليه بدون إذن، وتحرسه القوات التركية وتحيط به أبراج مراقبة. ويضيف التقرير أن المخابرات التركية تنقل بعض سكانه من تركيا إلى سوريا في بعض الأحيان.
وتقول إن كل ضابط لديه بطاقة ائتمان يتم شحنها بشكل منتظم من قبل الحكومة التركية حيث يستخدم الضباط المال لشراء الطعام والسجائر ومتطلبات العائلة.
وكان العقيد الكردي أول ضابط ينشق عن النظام حيث دعا زملاءه من موقعه في البحرية السورية بمدينة اللاذقية دعم التظاهرات السلمية، وبعد اكتشاف أمره قرر الهروب في 27 آب/ أغسطس 2011 إلى تركيا.
وتم إسكان الضباط أولا في خيام وبعد ذلك قررت الحكومة التركية تأمين سكن أفضل لهم خاصة بعد اختطاف العقيد حسين هرموش. كما حاولت الحكومة التركية تخفيف حدة التوتر بين اللاجئين الذين رفض بعضهم السكن في نفس المكان مع جنود خدموا نظام الأسد.
جيش للمعارضة
وكان قائد القوات البريطانية السابق سير جنرال ديفيد ريتشاردز قد اقترح الاستفادة من الضباط السوريين المقيمين في أبايدين وتشكيل وحدة قتالية منهم حيث أقام الضباط علاقات سرية مع وحداتهم السابقة للإنضمام للجيش الذي اقترحه ريتشاردز.
وكما هو معروف فقد تقدم الجنرال البريطاني بالخطة واقترح فيها برنامج تدريب لمدة عام بعدها يدخل الضباط والمقاتلون إلى سوريا.
ولو وافقت الحكومتان البريطانية والأمريكية لاستطاع الجيش الحر الزحف باتجاه دمشق بحلول عام 2013.
وترددت الحكومة البريطانية بالموافقة على الخطة التي أخبر مستشاروها الجنرال ريتشاردز بإنها معقدة ولا يمكن للوضع تحملها، فيما لم يبد العسكريون الأمريكيون اهتماما بها، ولهذا تم وضعها على الرف.
ويشير التقرير لاهتمام الرئيس التركي طيب رجب أردوغان بضباط أبايدين، حيث كان مع تدريب مقاتلين سوريين، ولكنه لم يكن راغبا بتحمل تركيا العمل منفردة. ونظرا لانتقاد المعارضة التركية لموقف أردوغان الذي دعا للإطاحة بالأسد فلم يكن يريد تسليط الضوء على وجود الضباط السوريين على الأراضي التركية.
وعندما انشق رئيس الوزراء رياض حجاب في آب/ أغسطس 2012 قال للضباط إنه سيحاول تأمين دور لهم في داخل المعارضة، فيما قال العقيد الكردي إنهم حاولوا اقناع الغرب بقدرتهم على إنشاء جيش نظامي، لكن تشرذم المعارضة أثر على طموحات الضباط. وتشير الصحيفة إلى أن المخابرات التركية قيدت من دخول مسؤولي الولايات المتحدة للمخيم بمن فيهم مسؤولو الاستخبارات الأمريكية.
ومع مرور الوقت بدأت الإدارة الأمريكية بالتساؤل عن الدور الذي يمكن للمنشقين لعبه خاصة أن المقاتلين في داخل سوريا أثبتوا قدراتهم في ساحة المعارك، ومن هنا خفت حماس حتى من كان داعيا للاستفادة من المنشقين حسبما نقلت عن السفير الأمريكي السابق في سوريا روبرت فورد.
وأشار فورد إلى أن عملية فرض الضباط السوريين في تركيا على الساحة السورية كان سيرفضه القادة الميدانيون الذين كانوا يجلسون في المخيمات ويتمتعون بالإنترنت فيما كان الآخرون يقاتلون في الداخل.
غياب الثقة
ورغم عودة بعض الضباط إلى سوريا إلا أن البقية انتظرت خطة واضحة تجعلهم يقاتلون من أجل شيء أكبر. لكن الضباط اكتشفوا حقيقة غياب الخطة عندما تراجع أوباما عن معاقبة النظام السوري على استخدامه السلاح الكيماوي في الغوطة قرب دمشق في آب/ أغسطس 2013.
وأدى قرار أوباما لانشقاقات داخل صفوف المعارضة المعتدلة وانضمام عدد من أفرادها للجماعات المتشددة مثل جبهة النصرة، حسب القيادي أبو حمزة الذي يقول إن قرار عدم ضرب الأسد أضر بالمعارضة المعتدلة وأثر على معنوياتها.
ويشير الكردي الى إن المخابرات الأمريكية استدعته وعدد من الضباط لاجتماع في اسطنبول خريف العام الماضي وعرضت فكرة تدريب أعداد من المعارضة، لكن الجميع دعوا إلى إنشاء جيش نظامي.
ومع صعود تنظيم الدولة الإسلامية، عادت فكرة تدريب المعارضة للنقاش وبقوة حيث أعلن الرئيس أوباما عن خطط بهذا الشأن، لكن ضباط أبايدين غير راضين عن الغارات الجوية التي تستهدف داعش فقط دون النظام.
ويقول العقيد الكردي إن المعارضة المعتدلة كان بإمكانها تحقيق شيء مختلف قبل عامين لو وجدت الدعم الكافي أما الآن فمعظم أفرادها إما تركوا المقاومة أو انضموا للجماعات الجهادية. ويتهم بعض أفراد المعارضة الولايات المتحدة أنها تقوم بتقوية نظام الأسد باستهدافها داعش وحده، مع أن الرئيس باراك أوباما كان واضحا في قمة العشرين في بريزبين نهاية الأسبوع عندما أكد أن الأسد فقد شرعيته ولا توجد هناك فرصة للتعاون معه. وفي النهاية فربما أدى تخبط الإستراتيجية الأمريكية في سوريا لصعوبة تحشيد عدد من قوات المعارضة لبرامج التدريب، وبخاصة بعد انهيار الجماعات التي تلقت دعما عسكريا من «سي أي إيه» مثل حركة حزم وجبهة ثوار سوريا اللتين تراجعتا أمام مقاتلي جبهة النصرة.
ويعلق الكردي على الخطط الأمريكية بقوله «سمعنا عن الخطط الأمريكية، ولكن الثقة مفقودة». مشيرا إلى أن الرأي العام يثق بالراديكاليين أكثر من ثقته بالغرب.
أسرى الألقاب
ليس الضباط المنشقون عن النظام هم وحدهم أسرى المكان، يعيشون في مخيم تحرسه القوات التركية، بل الناشطون في الثورة السورية التي تغلبت ألقابهم وكناهم التي حملوها في بداية الانتفاضة عام 2011 للتخفي والهروب من النظام وأمنه على أسمائهم الحقيقية.
وأشار رجا عبدالرحمن قبل أيام في تقرير له نشرته صحيفة «لوس أنجليس تايمز» إلى الكيفية التي تغلب فيها اللقب على الاسم وذلك في حالة أبو فراس، واسمه عبدالكريم ليلى، حيث أصبح المتحدث باسم الجبهة الإسلامية.
ورغم ابتعاد النظام عن مناطق المعارضة إلا أن الإسم لزم الناشطين، فعبدالكريم/ أبو فراس لم يعد ذلك الشخص الذي كان يبحث عن عمل بعد تخرجه من الجامعة، ويقضي الشهور وهو يتنقل من بلدة لأخرى كمدرس غير متفرغ لمادة علم الاجتماع. واليوم يقضي وقته في لقاءات مع القيادات العسكرية.
ويزور الجبهات وينشر الأخبار عن المقاتلين لإظهار أن «الثورة» لم تنته. لكن الاسم الذي تبناه هو منذ بدايتها وإن تغلب على أسمائهم الحقيقية لم يعد يفارقهم.
ومع تواصل الحرب وجد الناشطون أنفسهم أسرى لهذه الشخصيات التي حملوها غير قادرين على العودة لحياتهم الطبيعية أو الانتقال من الحرب التي تركت السوريين أمام واقع جديد فرض عليهم التكيف معه.
وبالنسبة لأبو فراس فقد نسيت أمه اسمه وأصبحت تناديه بلقبه الحالي، وتصحح نفسها عندما تتذكر اسمه الأول. وتقول تقى عفش زوجته إنه مثل رجل يحمل هويتين.
ويقول أبو فراس إنه قرر حمل هذا الإسم عندما نسي هويته في مقهى للإنترنت كان يقوم فيه بتحميل صور عن التظاهرات من هاتفه المحمول، عندما دخلت قوات الأمن المقهى، وهو ما اضطره للهرب، وعندها قرر صناعة هوية جديدة له «باسم حركي».
ويقول أبو فراس «فكرنا في أكثر من اسم لكن هذا كان أكثر موسيقية». وبحلول عام 2012 عندما بدأ بالظهور على التلفاز مستخدما كنيته أو اسمه الجديد أصبح الاسم علما عليه. ويرى الكاتب إن الإنتفاضة التي فشلت في بناء شخصية سياسية أو عسكرية دائمة الحضور تحول المتحدثون والإعلاميون فيها لشخصيات معروفة نيابة عن المعارضة.
وتقول والدة أبو فراس إن عبدالكريم كان يذهب للمسجد ويدرس أما أبو فراس اليوم فلا أعرف ماذا يفعل. فقد أخذت الحرب ابنها الصغير عبدالكريم الذي سمي على اسم والده ومن ثم قتل ابنها الأكبر مأمون العام الماضي في مواجهة مع قوات النظام.
ونفس الأمر حدث مع قصي زكريا الذي يقول إن «قصي ولد من المعاناة والحرمان والثورة ومن الموت والأسلحة الكيماوية والحصار»، و «لهذا فله حضور قوي في داخلي». يقول زكريا واسمه الحقيقي قاسم عيد من بلدة المعضمية قرب دمشق، إنه اخترع هذا الإسم عندما جمع بين اسم عمه واسم ممثل «قصي الخولي» الذي مثل في مسلسل «الولادة من الخاصرة» والذي صور الفساد في سوريا.
ولكن الاسم لم يبدأ حضوره الحقيقي إلا في صيف عام 2013 أي بعد الهجمات الكيماوية عندما رافق فرق الامم المتحدة التي حققت في هجوم المعضمية الكيماوي نظرا لإتقانه اللغة الإنكليزية.
وبعدها أصبح بمثابة المتحدث باسم البلدة، خاصة بعد فرض الحكومة الحصار عليها. ورغم خروجه من سوريا إلا إن الإسم الجديد رافقه ولم يغادره.
واستخدمت سامنثا باور، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة للتوضيح أمام مجلس الأمن الأسباب الداعية لإحالة ملف سوريا للمحكمة الجنائية الدولية. وشارك في عدد من لجان الأمم المتحدة وقدم شهادة عن الحياة في ظل الحصار وقابل دبلوماسيين من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والكويت والسعودية والأردن. وقام بجولة في الولايات المتحدة، حيث وجد صعوبة في حجز غرفة في الفندق نظرا لأن الحجز تحت اسمه المستعار وهويته تحمل اسمه الحقيقي.
وبالمقارنة بين زكريا وقاسم فالأول مشهور في غوغول أما الآخير فلا شيء عنه. ونفس الأمر يقال عن توني طيب، وهو الاسم المستعار لقصي الحسيني.
ويقول إنه اختار اسم توني حتى يشجع أصدقاءه المسيحيين لدعم الثورة. وبقي يستخدم اسمه الجديد إلا في حالات قليلة كان فيها يزور عائلته في أحياء أخرى من حلب. وعندما خرج لتركيا حاول الجمع بين هويته الحقيقية والمستعارة لـكن هويتــه المســتعارة تفــوقت.
من إبراهيم درويش:
هذا مصير من يخون وطنه ويعيشوه في اوهام ورديه ويصبح مثل مصيفة الغور لا صيفي صيف ولا عرضو نابو =مثل عربي= وهذا ما حدث مع هؤلاء المنشقين وما عليهم الا ان يندبو حظهم
ما على النظام السادي الذي ذبح شعبه وباع ضميره لطهران الا ان يندب حظه وفشله في الحفاظ على ولاء الشعب له وعلى وحدة جيشه وحولدولته الى انترناشيونال لاند بالدبابيس والصمغ هذه الدمىالوطنية واقفة !
أخ محمد من فلسطين … و هل الفلسطينين الذين كانوا في مخيم اليرموك و هاجروا في بقاع الارض بسبب الدمار و الظلم هم ايضا خونة و عملاء …
الله يرضى عليك و على فلسطين الي بنحبها لا تغلط بحق ضباط شرفاء رفضوا ان يقتلوا شعبهم و ناسهم …
بالمناسبة انا فلسطيني من سوريا و تركت سوريا انا و اهلى الي ضلوا عايشين طبعا … ظلم يا محمد و قتل و دمار … يعني فلم حرب غزة بس عرض متواصل من ٤ سنوات