صحف مصرية: العالم بين مقصلتين الموت جوعا أو بكورونا… وأمريكا تنضم لنادي العالم الثالث

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: استدعي أنصار التيار الإسلامي أمس الاثنين 1 يونيو/حزيران مقولة للمفكر القبطي رفيق حبيب، إذ كان يرى أن «إفشال الإسلاميين في الحكم استراتيجية حياة أو موت بالنسبة للقوي العلمانية.. حتى لو غرقت سفينة الوطن». اما الكاتب شوقي عقل فخرج بحكمة من جراء ما يشهده العالم من ذعر جماعي: «الحكم المستقاة من قصة الوباء هي، أن موتا عن موت يفرق، وعلى الشعوب أن تختار! وإن الحاكم في زمن الوباء لا يختار بين أن تأكل أو لا تأكل، بل بين أن تعيش أو أن لا تعيش! إن الوباء قد يصيب الأثرياء، ولكنه يقتل الفقراء! إن الوباء ضعيف مع كبار السن إن كان معهم رقم هاتف الوزيرة، قاتل مع صغارهم إن لم تكن معهم ولو كمامة! إن الثروة سد، والفقر قبر، والكوسة دواء! ولا عزاء لمن عاش ميتا ومات موبوءا». فيما استدعي محمد خليفه مشهداً من مسلسل «رأفت الهجان» الذي يعاد بثه من وقت لآخر، أشار فيه للمجموعه اللي كانت حول رأفت في إسرائيل، كان منهم ضباط جيش وتجار وسياسيون وكانوا بيدافعوا عن تصرفات الحكومة، ويرقصوا ويغنوا ويطبلوا لأي عمل يقوم به الجيش والحكومة. إلا واحدة «سيرينا أهاروني» قامت بدورها الفنانة تهاني راشد كان جايبها منتقدة لتصرفات الحكومة، بل أحيانا بتدافع عن مواقف العرب وبتهاجم أفعال الجيش، ولما رأفت عرض الأسماء والصفات على القياده لتختار بعضهم للتجنيد لصالح مصر، كان يظن أن أول واحدة سيقع عليها الاختيار هي تلك المرأة، لكن العكس هو ما حدث فقد رشحت المخابرات أسماء الطبالين لتجنيدهم، وقال الضابط لرأفت دي آخر واحدة تفكر تجندها لأنها أكثرهم وطنيه وإخلاصا لوطنها. وعلق خليفة قائلاً «عمر التطبيل ما كان وطنية.. ولا النقد خيانة.. بالعكس أحيانا التطبيل خيانة والنقد هو قمة الوطنية».

مصابون لا يعلنون خوفا من التنمر… والتشكيك في نوايا الجيش الأبيض لا يليق بتضحياته

من جانبها أعلنت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، توفير 10.5 مليون جرعة دوائية لمواجهة فيروس كورونا المستجد حتى الآن. وقالت الوزيرة، خلال اجتماع المجموعة الطبية لمواجهة أزمة فيروس كورونا المستجد، التي ترأسها الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء اليوم، إن الجرعات تنقسم لنصف مليون جرعة دوائية، لأي حالات حرجة مصابة بفيروس كورونا المستجد في المستشفيات، و8 ملايين جرعة لمخالطي الحالات المصابة، ومليوني جرعة للحالات المصابة، وتخضع لـ«العزل المنزلي». وأوضحت الوزيرة، أنه سيجري توصيل الجرعات لمصابي العزل المنزلي عبر القوافل الطبية والعيادات المتنقلة. فيما نعت نقابة الأطباء 5 من أفراد الأطقم الطبية في يوم واحد، راحوا ضحية الإصابة بكورونا أثناء مواجهتهم للأزمة.

واجب علينا

لماذا مساندة الأطقم الطبية هي مساندة لمصر كلها؟ الإجابة البديهية كما يطرحها عمرو الشوبكي في «المصري اليوم»، والتي سبق تكرارها، لأنهم في هذا التوقيت أصبح منوطاً بهم حماية أرواح المصريين من خطر الفيروس القاتل، وبالتالي تصبح مساندتهم في مطالبهم المهنية المشروعة هي حماية لكل الشعب المصري، لأنهم لن يستطيعوا حماية الناس، إلا إذا حموا أنفسهم. والمؤكد أن هذه الإجابة صحيحة ولم يختلف عليها تقريبا الجميع، ومع ذلك تظل هناك نتائج إيجابية في مساحة أخرى لهذه المساندة لمطالب الأطباء، ولعل أولاها يتعلق بتكريس فكرة الحوار بين الدولة والنقابات المهنية، كخطوة للتواصل مع المجتمع الأهلى، وربما في يوم قريب مع الأحزاب والقوى السياسية المدنية. ويمكن اعتبار الاجتماع الذي ضم رئيس الوزراء ونقيب الأطباء بداية لوضع آلية حوار بين الدولة والنقابات.. صحيح أن البعض سيقول إنه لولا الجائحة لما حدث هذا الحوار، إلا أنه في النهاية حدث، وهو يفتح الباب أمام تكريس فكرة الحوار بين الدولة وأطياف المجتمع المختلفة، خاصة التي لديها قاعدة اجتماعية، أو فئوية، وتظل النقابات المهنية أهم فاعل في هذا الإطار. ورغم أن حوار الحكومة مع نقابة الأطباء جاء في وقت أزمة ووباء، إلا أنه يمكن وصفه بـ«بشرة خير»، لأنه قد يكرس في المستقبل أو في مرحلة ما بعد انكسار الوباء، قيمة الحوار داخل المجتمع وفضيلة النقاش العام بين أطيافه المختلفة. أما المسألة الثانية فهي تتعلق بـ«إصلاحات الجائحة»، أي الاضطرار لوضع منظومة جديدة أكثر كفاءة لمواجهة هذا الخطر الداهم، وهو ما حدث جزئيا باختيار الدولة مستشارا صحيا للرئيس يتمتع بسمعة علمية طيبة، وتشكيل خلية أزمة مازالت تحتاج لمزيد من العناصر العلمية والسياسية والاقتصادية، من خارج الجهاز التنفيذي للدولة، وتكون مهمتها بناء منظومة متكاملة أكثر تقدما مما هو موجود، وتتعامل بشكل أكثر كفاءة مع التحدي الجديد.

الصراع بين ترامب وبايدن

أشار محمود خليل في «الوطن» إلى أن: «الصراع بين ترامب وبايدن على هامش مقتل الشاب الأمريكي الأسود جورج فلويد، قدم لنا صورة شديدة الإثارة للولايات المتحدة، التي بدت وكأنها واحدة من دول العالم الثالث وأضاف الكاتب، ليست تلك هي المرة الأولى التي يلقي فيها واحد من الأمريكيين السود مصرعه على يد رجل شرطة، فهناك إحصائية تقول إن عدد السود الذين قُتلوا على يد رجال شرطة عام 2019 يبلغ 1014 شخصاً. الفارق هذه المرة، أن أمريكا تعيش أجواء الانتخابات الرئاسية المقبلة، وربما كان ذلك هو السبب في سيطرة هذه الحالة على الصراع بين ترامب وبادين. ترامب الجالس على عرش البيت الأبيض، ويطمح للفوز بمدة رئاسة ثانية في الانتخابات المقبلة، كأنه يحكم دولة من دول العالم الثالث، فعبَّر عن استيائه ووصف الحادثة بـ«الدنيئة المفجعة»، وأضاف أنه يتفهم ألم عائلة جورج، وأكد حقهم في العدالة. حديث ترامب عن العدالة، ربما جاء، كما اشار خليل، في سياق الرد على ما صرخ به المتظاهرون بالتشكك في محاكمة عادلة لقاتل فلويد، ومن ساعدوه على هذا الفعل، خصوصاً في ظل ما تردد على ألسنة مسؤولين أمريكيين من أن الجريمة تم توصيفها مبدئياً في فئة القتل من الدرجة الثالثة و«القتل الخطأ». الأطرف من ذلك أن «ترامب» بعد أن راضى عائلة القتيل بكلمتين توجه إلى المتظاهرين الغاضبين برسالة تهديد باللجوء للقوة في مواجهة أي أعمال شغب. والمتظاهرون من ناحيتهم ردوا بالإصرار على مواصلة التخريب ومواجهة فوضي العنصرية وغياب العدالة – من وجهة نظرهم- بفوضي أشد في الشارع، بل توسعت دائرة الاحتجاجات أكثر وأكثر وانتقلت من مينيابوليس إلى أماكن أخرى».

عالم ثالث فعلاً

مضى محمود خليل في «الوطن» مراقباً ما يجري في أمريكا، «على الضفة الأخرى هرول جو بايدن المنافس المحتمل لترامب في انتخابات الرئاسة المقبلة إلى أسرة فلويد، وانخرط في مرثية كلامية لجورج فلويد، وأخذ يحكي لأسرته عن فقده هو الآخر لابنه قبل 5 سنوات، ووصف لهم الطريقة التي يمكن أن يعيشوا بها مع ذكرى فلويد. انطلق بايدن بعد ذلك إلى الحديث عن أوضاع الشرطة الأمريكية، ونادى بإصلاحها، بعد أن أصبحت بعافية. ودعا الأمريكيين إلى مواجهة الظلم العنصري الذي يهدد بالعصف بكيان الأمة، وقال إن الوقت قد حان لإلقاء نظرة فاحصة على الحقائق غير المريحة. بدا بايدن وكأنه معارض في إحدى دول العالم الثالث، يسارع إلى ركوب الموجة الشعبية الغاضبة، بسبب مقتل مواطن واستغلالها انتخابياً، واستخدام تعابير الشارع في محاولة لدغدغة مشاعر الجمهور، وتحقيق نقطة في سباق المنافسة الانتخابية المقبلة. المشهد الذي غزله كل من ترامب وبايدن، على هامش مقتل جورج فلويد، يشير إلى أن الأداء السياسي الأمريكي أصبح لا يبتعد كثيراً عن نظيره في دول العالم الثالث. ودعني أكرر لك أن السر في ذلك هو الشعبوية، التي أصبحت سمة من سمات العصر الذي نعيش في ظلاله منذ عام 2016، وانفجار الحالة الشعبوية في الشرق والغرب، بهذه الطريقة يؤشر إلى أنها ظاهرة فقاعية، أو بعبارة أخري لن تعيش طويلاً، وأنها إن لم تتحلل بفعل الأداء السياسي الكاريكاتيري، فقد تكون من ضمن ضحايا كورونا.

بيئة خصبة للفساد

حذر أحمد عبدالتواب في «الأهرام» من حالات الفساد الهائلة التي يُعلَن اكتشافها كل بضعة أيام، مؤكداً على أنها تعطي مؤشرات على أن الكامن أكثر، وأن الفساد قد تفشي وتراكم عبر عقود في أبعاد مترامية، حتى صارت الجهود المضنية في محاربته غير كافية، وأنه بات من اللازم إيجاد سبل أخرى معينة لتتحقق نتائج أكبر، حتى مع التسليم بأنه لا يمكن استئصال الفساد تماماً، ولنا عبرة مستمدة من تاريخ الإنسانية في كل الحضارات والثقافات، ومن العالم المعاصر، حتى في أكثر الدول تقدماً في تشريعاتها وأدواتها. لأن الفاسدين لا يعدمون السبل أبداً. ولكن يجوز لنا أن نأمل في أن يكون الفساد في حده الأدنى، وألا يطمئن الفاسدون إلى أنهم قادرون على أن يفلتوا من العقاب، وأن يرتدع كثير من الفاسدين وهم في طور التكوين. أنظر إلى آخر المعلومات الرسمية، بلسان الدكتور أنور عيسي، رئيس الإدارة المركزية لحماية الأراضي الزراعية في وزارة الزراعة، الذي أعلن قبل أيام قليلة إزالة عشرة آلاف و459 حالة تعدٍ على أراضٍ زراعية، على 678 فداناً، منذ 25 مارس/آذار الماضي. لاحِظْ أن هذه الضبطيات تمت في نحو شهرين فقط، وأنها في إطار واحد هو الأراضي الزراعية. ولك أن تتخيل حجم الفساد على مدي زمني أطول، وبرؤية تشمل كل القطاعات. بما يثير التعجب من أن يتجاسر الفاسدون على أفعالهم حتى في ظل سياسة الدولة المعلنة عن محاربة الفساد بكل طاقتها. من المسلم به أن أجهزة الدولة تعجز وحدها على اقتفاء كل الحالات، حتى مع توافر الاستطلاعات الجوية للتعديات المادية على الأراضي، وحتي مع المراقبة الإلكترونية لحركة الأموال، لأن هناك حالات فساد أكثر تنشط خارج هذه الدوائر! وأكثر من يعلمون عنها هم المواطنون الذين تقع هذه الجرائم أمام أعينهم.

بلطجة إثيوبية

نتحول نحو الاعتداءات الإثيوبية على أراض وعناصر سودانية بصحبة عطية عيسوي في «الأهرام»: «بدون أن تكلف نفسها حتى الاعتذار عن الاعتداء العسكري على أراضي دولة مستقلة، ذات سيادة وقتل مواطنين سودانيين مدنيين وعسكريين، من أجل حماية مزارعين إثيوبيين مغتصبين لأراضٍ زراعية شاسعة من ملاكها الحقيقيين السودانيين، اكتفت حكومة إثيوبيا بالإعراب عن تعاطفها وتعازيها لأسر ضحايا ما وصفته بالحادث الحدودي، قائلةً إنها لا ترى سببًا لدخول البلدين في حالة من العداء! فإذا كان نحو 1800 إثيوبي يحتلون ما بين 600 ألف ومليون فدان من أخصب الأراضي الزراعية في الفشقة في ولاية القضارف السودانية منذ عام 1957 بعد أن طردوا سكانها السودانيين منها، ولم تحرك أديس أبابا ساكنًا، أمرًا لا يستحق دخول البلدين في حالة عداء، فما هو السبب إذن الذي يستحق؟ ولماذا لم تقدم اعتذارًا رسميًا للحكومة السودانية، حين استدعت القائم بالأعمال الإثيوبي في الخرطوم، وتتعهد بالعمل على عدم تكرار العدوان العسكري، بدلًا من محاولة توضيح موقفها عبر فيسبوك؟ تدخل الجيش الإثيوبي لحماية المزارعين المغتصبين لتلك الأراضي، رغم اعتراف الحكومة الإثيوبية رسميًا بأنها جزء لا يتجزأ من السودان، ليس الأول من نوعه، وقد لا يكون الأخير، إذا لم تتخذ السلطات السودانية موقفًا أشد حزمًا لمنع تكراره.
فقد تدخل العسكر الإثيوبيون قبل ذلك عامي 1993 و1995، وفي غيرهما لمساندة ميليشيات تابعة لحكومة ولاية أمهرا التـــي ينحــــدر منها معظم المغتصبين، دعمًا لهم في حمايتهم للمزارعين، كما تدخلوا مباشرة مرات أخري لحماية المغتصبين مما شجعهـــــم على التمادي في اغتصابهم للأرض والتوسع فيه لدرجة أنهم أقاموا نحو 70 مشروعًا وقرية خاصة بهم، وحوَّلوا قرية سودانية إلى مدينة تحت سيطرتهم. وزارة الخارجية السودانية طالبت القائم بالأعمال الإثيوبي بوقف مثل هذه الاعتداءات».

المقبل مرعب

رأى يسري عبد العزيز في «الشبكة العربية»: «أن الأصعب مقبل والكارثة على الأبواب! وعندها سوف يُطالب المسؤولون المواطنين المصابين بالفيروس بعدم الذهاب للمستشفيات والالتزام بمنازلهم، ليس خوفًا عليهم أو على صحتهم، أو للحد من انتشار الفيروس، ولكن.. لعدم وجود مستشفيات كاملة التجهيز بها أجهزة تنفس وإنعاش لاستيعابهم وعلاجهم، ليس بسبب فشلهم في بناء منظومة صحية فقط، بل لأنهم عملوا على تخصيص أموال الدولة لمتطلبات فئتهم المميزة المتحكمة في مؤسسات الدولة، التي بيدها جميع السلطات، ليحققوا الرفاهية لهم ولأولادهم، من بناء المنتجعات والفنادق الفاخرة والفلل والقصور والمدارس والجامعات الخاصة والمستشفيات الحديثة الراقية كاملة التجهيز، تاركين شعبا بأكمله يغرق في الفقر وفي بحور من المشاكل، محروم من الخدمات الصحية والتعليمية ومن أبسط متطلبات البقاء على الحياة. واعترف الكاتب بأنه: للحقيقة وللإنصاف، أن المنظومة الصحية هذه وخصوصا المستشفيات العامة (مستشفيات الفقراء) والمهلهلة، التي تعاني من نقص شديد في التجهيزات الطبية، ليست وليدة اليوم، بل هي نتاج عقود طويلة منذ عام 1952 حتى الآن. إنه النظام نفسه والمنظومة نفسها، ولكن بوجوه جديدة. يحملون الفكر نفسه والأسلوب نفسه الذي يديرون به الدولة. والذي لم يعمل لصالح الشعب قط، ولن يعمل لصالح وطن. إنها الحقيقة المرّة. فالحجر والحجز في المنزل يتم عمله للمخالطين لمصابي فيروس كورونا فقط، حتى يتم التأكد عن طريق الفحوص الطبية، ومن خلال مسحة إن كان مصابا بالفيروس من عدمه. ليخرج من الحجر الصحي إذا ثبت أنه غير مصاب بالفيروس. ولكن يتم تحويله للمستشفى فورًا إذا تأكد من أصابته، أو ظهرت عليه أعراض الإصابة. نخشى أن يطالبوا المصابين بالفيروس بحجز أنفسهم في منازلهم كالفئران في قفص حتى الموت، بدون أدنى اهتمام أو اكتراث بعلاجهم».

يحدث في ليبيا

باسم إعادة التوازن العسكري إلى المسرح الليبي توسعت تركيا في تدخلها العسكري حتى لا تسقط طرابلس تحت يد حفتر، يقول عبد الله السناوي في «الشروق»: «الاعتبارات الاستراتيجية غلبت أي اعتبارات تركية أخرى في وقت يتعرض اقتصادها لهزات حادة تحت ضربات جائحة كورونا خشية أن يتقوض «مشروع أردوغان ــ العثمانية الجديدة» بالكامل، في ما لو سقط حلفاؤه في طرابلس، كما خسارة الصراع المحتدم على الغاز في شرق المتوسط مع مصر واليونان وقبرص وفرنسا. المستجد التركي بالمعدات والسلاح والمرتزقة أعطى قوات «الوفاق» المترنحة دفعة لم تكن متصورة، فتمكنت في وقت وجيز من إحداث اختراقات عسكرية، أهمها من الناحية الاستراتيجية السيطرة على قاعدة «الوطية» الجوية، غير أن الجيش الوطني تمكن من التماسك بأسرع من أي توقع بفضل إمدادات عسكرية عاجلة روسية وغير روسية. هناك احتمالان متعاكسان لتطور العمليات الميدانية في المدي المنظور. الأول، أن ينجح الجيش الوطني الليبي في حسم معركة مصراتة، التي تعتبر شريان الإمداد التركي بالسلاح والمسلحين لميليشيات طرابلس. إذا ما تحقق هذا الاحتمال يحسم الصراع بالضربة القاضية، وهو ما لا يمكن أن تقبل به بسهولة أطراف دولية نافذة، لها مصالح استراتيجية واقتصادية في ليبيا، وأولها الولايات المتحدة. والثاني، أن تتقدم قوات «الوفاق» شرقا نحو الهلال النفطي، وهذه نقطة فارقة بحسابات الأطماع التركية في الثروة النفطية الليبية، ومما له دلالة بالتوقيت، ما أعلنته من أنها بصدد التنقيب عن الغاز قبالة السواحل الليبية في غضون ثلاثة شهور، وفق الاتفاقية الموقعة مع حكومة طرابلس».
مصر لن تسمح

وتابع عبد الله السناوي في «الشروق» رصده للمشهد الليبي: «إذا ما تحقق هذا الاحتمال فإن أطرافا أخرى نافذة سوف تجد نفسها أكثر تورطا في المستنقع الليبي، لن تسمح أبدا بمثل هذه النهاية. بالنسبة لبلد مثل مصر لا يمكن أن تتقبل أي تمدد عسكري تركي بالقرب من حدودها، أو أن تتمركز مجددا جماعات إرهابية وداعشية على مرمي البصر. لقد عانت بقسوة من الفوضي المسلحة، التي أعقبت سقوط نظام العقيد معمر القذافي، بقدر ما تسرب عبر حدودها الممتدة التي تصل إلى نحو (1200) كيلومتر، من أسلحة ومعدات ومسلحين، ارتكبوا أعمالا إرهابية في سيناء والواحات والداخل المصري. الاحتمالان المتعاكسان لا يلخصان تعقيدات الموقف، لكنهما يعبران عن حدة الصراع وقدر المخاطر الماثلة. هناك احتمال لا يمكن استبعاده بين ما هو عسكري وما هو سياسي، أن يحدث تفاهم روسي تركي على نسق مسار أستانة وتفاهمات «سوتشي» لتقاسم النفوذ مدعوما من الولايات المتحدة التي لا تريد انفرادا روسيا بالمشهد الليبي. الاحتمال وارد، لكنه ليس قدرا بقدر ما نتنبه لمستجدات النيران في الأزمة الليبية تأكيدا على الحضور المصري والعربي بالوسائل المشروعة حتى يكون ممكنا أن يمسك الليبيون وحدهم بمصيرهم، يصنعونه بإرادتهم الحرة ويبنون مؤسساتهم الحديثة بغطاء مدني سياسي، وليس قبليا عشائريا يفوض الحكم، هذه مسألة مشروع يحتاجه الجيش الليبي حتى يمكنه حسم سؤال المستقبل».

فكرة ممتازة

اقترح علاء عريبي في «الوفد» على الحكومة مشاركة المواطنين في بناء المشروعات من خلال الأسهم، وطالبنا بأن تطور الحكومة فكرة الاسم، بحيث تدر على المواطن دخلاً شهرياً وسنوياً، المواطن بطبيعته يحب المشاركة في ما سيدر عليه دخلاً شهرياً، يضع أمواله في البنوك لكي يستفيد من الأرباح في الإنفاق على احتياجاته الشهرية، البنوك تقوم بإقراض هذه الأموال لرجال الأعمال بفائدة، تشارك ببعض الأموال في مشروعات بعينها، واليوم نعيد ونكرر ما سبق أن طرحناه: لماذا لا نشجع المواطن على استثمار أمواله في المشروعات، مثلما يستثمرها في الودائع البنكية وشهادات الاستثمار ويورثها لأولاده من بعده؟ أليس من الأفضل أن يستفيد المواطن شهرياً وسنوياً من استثمار أمواله في مشروعات تفيده، وتفيد اقتصاد بلاده عن انتظاره عائداً من استثمار البنوك لها؟ قبل خمسين سنة كنا نمتلك في بيتنا العديد من الأوراق، عرفت في ما بعد من والدي رحمة الله عليه، أنها أسهم، أو حسب شرحه لي: صك ملكية في بعض المشروعات، هذه الأسهم كانت في شركة كيما، وأخري في شركة الألمنيوم، وثالثة في شركة الحديد والصلب، لا أتذكر عدد هذه الأسهم ولا قيمتها المالية في كل شركة أو بشكل عام، كل ما أتذكره تأكيده على أنها سوف تحقق لنا ربحا ماليا، قد يصرف لنا شهرياً أو سنوياً. وأتذكر أيضا أن والدتي كانت تعاتبه على هذه الأموال التي رماها في شوية ورق، ووالدي كان يتحدث بفخر عن أنه شارك بهذه الأوراق في بناء مشروعات وطنية، وحكي لي أن الرئيس عبدالناصر عندما قرر إقامة صناعة وطنية، حاول أن يستعين ببعض الدول، لكن للأسف قامت أمريكا وأوروبا بمحاصرته بسبب السياسات التي كان ينتهجها، لذلك قرر أن يعتمد على أموال المواطنين في بناء هذه الصروح الصناعية، ففتح الباب للمشاركة الشعبية، وسميت هذه المشاركة بالأسهم.

فلنستسلم للقدر

عبّر كرم جبر في «الأخبار» عن استسلام تام للقدر: «تعطلت المصانع وجفت المزارع، وصدئت الطائرات على الأرض، وأغلقت المنشآت السياحية، وأصبحت الشواطئ خاوية، وواجه الملايين الطرد من أعمالهم، وعجزت كل أنظمة الحماية الاجتماعية والصحية في الدول الرأسمالية الغنية أن تقدم لشعوبها الحماية. واخترع العالم نظرية «النوم في أحضان الأفعى».. أفعي ناعمة رقطاء لا تعلم من أين تجيء وأين تلدغك ولدغتها بالقبر، وقد تترك مسناً عمره ثمانون عاماً، وتصرع شاباً في العشرين. متى تنتهي؟ يجيب الكاتب: لا أحد يعرف، ولكن الجميع يعرف أن البشرية بين مقصلتين: الموت جوعاً أو بكورونا.. وتحاول الحكومات الرشيدة أن تحقق التوازن بين طرفي الكارثة، بالتشديد على اتباع الإجراءات الاحترازية. في مصر كنا نسير بمعدلات معقولة قبل شهر رمضان، ولكن بعد العيد انفجرت الأعداد، ويضع الناس أيديهم على قلوبهم خوفاً، والخوف وحده لا يكفي. ما زلنا نرى صوراً لوسائل النقل مزدحمة مثل الموالد، وفي أحد الفيديوهات يدخن الشباب وتتلاصق الأجساد ولا يوجد مكان لقدم.. ويا فرحتك يا كورونا. هل من الضروري أن تقتحم كورونا البيوت وتدخل غرف النوم ليعلم المستهترون مدي خطورتها؟ أعرف أسماء لمذيعات شابات ورجال أعمال وصحافيين ومشاهير وغيرهم أصيبوا بكورونا، ولكنهم يخافون الإفصاح خشية التنمر، ولزموا بيوتهم عزلاً اختيارياً، إلى أن ينعم الله عليهم بالشفاء. وهنا يفرض سؤال نفسه: ماذا يحدث إذا زادت معدلات الإصابة في مصر لا قدر الله؟ الإجابة: كل السيناريوهات مطروحة، فإذا تراجعت المعدلات سيتم التخفيف من حدة الإجراءات، وإذا زادت فهناك بدائل كثيرة أعدتها الحكومة لتتواءم مع ظروف كل مرحلة. الخلاصة: أن الدول الغنية قبل الفقيرة، والرأسمالية قبل الاشتراكية، تعجز إمكانياتها عن ملاحقة أعداد المصابين، ولا تستطيع أن تحدد صورة واضحة للمستقبل».

لحظة للتفاؤل

نصح مصطفى عبيد في «الوفد» كل كاتب بالتالي: «إفتح صنابير الأمل. أغلق كافة نوافذ الهموم. بشّر ولا تنفر. ابتسم في وجه العواصف، وارسم الاطمئنان، وثق بأن أحدا لن يعيش أكثر أو أقل مما كتبه الله له، واعلم أن إرادة الله هي الأعلى والأقدر على تفريج كروب وهموم يظنها البعض ألا تفرج. لا تقف في صف الجائحة.. قف في الناحية الأخرى. ذكّر بحرص وانصح بوعي ولا تُثر خوفا أو قنوطا. أمر على السوشيال ميديا مرور الكرام. تُزعجني الأشرطة السوداء، أستبعد لاءات الأمل، أحذف من قاموسي كلمات اليأس والأسى والقنوط. أكره إحصاءات الجثث، أستمسك بكل جُهد إنساني يصُب في صالح البشرية، أحلم مع الحالمين بوجه مُشرق وأخطط لحركة ما بعد الجائحة. استدعي أشعار البهجة فأتذكر نصا جميلا لغادة السمان تقول فيه: «سأغسل وجهي هذا الصباح عشرات المرات. سأبتسم ابتسامة مشرقة كالفجر الذي عرفتك فيه. سأتلو آيات التفاؤل وأردد أغنيات الفرح التي حفظتها عنك. سأخلع عني سواد الأيام وحزن الماضي وأرقص على أنغام كلماتك العازفة بأوتار قلبي، ثم أرتشف قهوتي بدون أن أضع فيها مزيدًا من السكر. فعذوبة الأمس تمنحني أيما عذوبة، وفي زحام الطريق سأبحث عنك في كل الوجوه، وكلما افتقدتك سأخرج صورتك من حنايا الفؤاد وأنظر إليها بشوق كبير. ولمّا يدركني التعب أعود أدراجي إليك.. أتمدد قرب الغدير فوق بساط العشب اللامع متوسدة ذراعيك الدافقتين بالحنان، كطفل صغير يأوي نهاية المطاف إلى حضن أمه. استمع منك إلى حكايا النعناع واحتراق الشتاء في المواقد».

دور الإعلام

فتحية الدخاخني في «المصري اليوم» تقول: «جولة سريعة على مواقع التواصل الاجتماعي، تجعلك تشعر بالفخر بالشعب الذي يعي خطورة فيروس كورونا، فهو ملتزم بالحجر المنزلي، ولا يخرج إلا للضرورة، وامتنع عن الاختلاط وشراء الأطعمة الجاهزة، ويطالب بحظر شامل لوقف انتشار الفيروس، وينتقد كل من يحاول الخروج من منزله، هذا الفخر سرعان ما ينهار، بمجرد أن تخطو خطوات خارج منزلك، لتجد شوارع مزدحمة بالسيارات، أسواقا ومراكز تجارية عامرة بالمتسوقين، زحاما على أكمنة الشرطة في الشوارع خلال ساعات الحظر الرسمية، طوابير أمام ماكينات الصراف الآلي وفروع البنوك والبريد، ومواطنون يستبدلون الكمامات على الأبواب، وكأن كل الحديث عن فيروس كورونا، الذي ملأ وسائل الإعلام التقليدية، ومواقع التواصل الاجتماعي، هو مجرد كلام في الهواء، وكأننا نتحدث مع أنفسنا في بلورة مسحورة لا يراها أو يسمعها سوانا. فعلى ما يبدو أن المواطن المصري لا يبالي بصحته، ولا يصدق حديث الإعلام عن فيروس كورونا، مقتنعًا برسائل مجهولة المصدر انتشرت عبر واتسآب، بعضها حوّل كورونا إلى مؤامرة كونية، ووصل الأمر بالبعض الآخر إلى نفي وجود الفيروس من الأساس، فلا تندهش إذا استوقفك مواطن وسألك بصدق عما إذا كان فيروس كورونا حقيقة، وهو سؤال تعرضت له أكثر من مرة، وكل من سأله كانت لديه قناعة بعدم وجود كورونا، وأن ما يحدث مجرد مؤامرة لإخافة الشعب، وتقييد حركته. لكن المواطن نفسه، الذي لم تقنعه كل الإعلانات عن طرق الحماية والوقاية، التزم بارتداء الكمامة الواقية تحت ضغط الغرامة المالية، فما يمس جيبه أهم كثيرًا مما يمس صحته، فالمصري يترك مسألة الصحة والمرض لتصريفات القدر متجاهلًا الأخذ بالأسباب. هذه المشاهد لا يمكن تجاهلها ونحن نحتفل بعيد الإعلاميين، فرغم سعادتي بتصريحات أسامة هيكل، وزير الدولة للإعلام، عن أهمية دور الإعلام في هذه المرحلة، ورسالته في نشر الوعي، واقتناع الحكومة أخيرًا بأن الإعلام شريك لها، وأنها تحتاجه لإيصال رسائلها للجمهور، وحديثه عن أهمية إتاحة المعلومات في وقتها أولًا بأول، إلا أنني أتساءل: هل فعلًا تستطيع وسائل الإعلام بإمكانياتها الحالية التأثير في الجمهور، وهل وصلت الرسائل التي بثتها منذ بدء أزمة كورونا على سبيل المثال إلى الجمهور، هل نجحنا في إقناع الشعب بخطورة الوضع، وهل أثرنا في وعيه؟ نظرة واحدة إلى الشارع كفيلة بالإجابة عن هذه الأسئلة، فهي تضعنا أمام مرآة كاشفة، تؤكد أن أدواتنا الحالية لم تعد مناسبة، وأنه إذا لم نطوّر أنفسنا وإعلامنا، فلن يساوي ما نكتب أو ننتج ثمن الحبر والورق، أو ساعات البث والإنتاج التلفزيوني، وأن تطوير الإعلام لا يمكن أن يتم بمعزل عن فهم الجمهور المستهدف، وأنه لا بد من صياغة الرسالة الإعلامية بفكر تسويقي يمس الجمهور ويستوعب لغته واهتماماته».

لهذا سقط فالنتينو

رأى أحمد لطفي، كبير معلمي فيزياء الطيران، في «المصري اليوم» أن عادل إمام، وبعد هذا التاريخ الممتد لأكثر من أربعين عامًا مُتربعاً على قمة عرش الكوميديا، بات مسكونًا بشبه يقين، في أن مجرد ظهوره على الشاشة كفيل بإدخال البهجة على نفوس مشاهديه.. وهذا غير صحيح بالطبع.. فكان أن تراجع اهتمامه باختيار النص المناسب، أو بلغة أهل الصنعة «الورق».. وانعكس هذا على مستوي العمل والأداء بشكلٍ عام! ويضيف: جاء المسلسل خاليًا من الكوميديا الحقيقية.. كوميديا الموقف.. وهي صنعة لا يجيدها إلا قليلون (منهم عادل إمام في أغلبِ أعماله السابقة).. أما تلك التي تعتمد على الهزل والاستظراف والإفيهات، فلا شك أنها أسوأ أنواع الكوميديا. فقد نجح موليير وبومارشيه وماريفو، وعاشت أعمالهم، ليس فقط لأنها تنطوي على رسائل اجتماعية ناقدة، ولكن لأنها تبعث على الضحك.. فالعمل الكوميدي الناجح، هو الذي يحترم عقول المشاهدين، ويبتعد عن الاستظراف، وهو مع الأسف، ما وقع فيه عادل إمام في المسلسل الأخير! أما السيناريست، فإن له أعمالاً في السينما حققت نجاحاتٍ ملحوظة، أذكر منها «عندليب الدقي» لمحمد هنيدي، و«آسف على الإزعاج» و«إكس لارج» لأحمد حلمي، إلى جانب بعض الأعمال الأخرى التي لم تنجح.. ولكن المعروف عن «قمر» أنه في الأصل شاعر، ولأن الشعر هو ميدانه الأصلي، فكان طبيعيًا أن يكون نجاحه في مجال السيناريو وكتابة الأعمال الدرامية مرهونًا بعوامل كثيرة، يأتي الإخراج في مقدمتها، ثم الفكرة ومدى شعبيتها ورواجها وقابليتها لأن تكون عملًا دراميًا، ثم طاقم العمل وقدرة المخرج على الابتكار وتوجيه الممثلين، وضبط إيقاع العمل، واستيعاب النص«دراميًا»، بالإضافة إلى قدرته على خلق صورة جيدة، وهي موهبة قد لا تتوفر لأكثر المخرجين».

نهاية يستحقونها

المطالع لصفحات الحوادث مؤخراً يجدها كما لاحظ محمود عبد الراضي في «اليوم السابع» تموج بالأخبار المتعلقة بالفتيات اللاتي قررن البحث عن «الشو» و«الشهرة» و«المال»، وضخ فيديوهات على السوشيال ميديا، تتنافي مع الآداب العامة، وتتعارض مع قيم مجتمعنا. هؤلاء الشباب ـ ذكوراً وإناثاً ـ ضلوا الطريق، ولم يجدوا من يوجههم، بعدما تخلت عنهم أسرهم منذ نعومة أظفارهم، وباتت بمثابة «الأسر الافتراضية»، التي تدير شؤون الأبناء من منصات مواقع التواصل الاجتماعي، وتطمأن عليهم بـ«الشات» أو من خلال «لايك»، فضل الأبناء الطريق وضللوا غيرهم، ولم يستطيعوا كبح جماح أنفسهم، فغرقوا في بحر الجرائم، وما أن تساقطوا في أيدي الأمن ـ بسيف القانون ـ ندموا في وقت فات فيه موعد الندم. المجرمون الحقيقيون، هم أولياء الأمور، الذين تركوا فلذات الأكباد، فريسة لعالم افتراضي، لا يعترف بحدود جغرافية لبلدان، يموج بأهل الشر، الذين يسيئون استخدام كل شيء، ويتلاعبون بعقول صغار السن».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية