العالم ينقسم على خط الزلزال الأوكراني!

حجم الخط
11

سجل رفض مجلس النواب الأمريكي انسحاب قوات الولايات المتحدة من سوريا في تصويت قام به أمس، وقبلها زيارة رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال مارك ميلي إلى قاعدة التنف العسكرية شمال شرق سوريا (وهو أعلى مسؤول عسكري أمريكي يقوم بهذه الزيارة) إشارتين كبيرتين تتجاوزان سوريا نفسها، ويمكن إدراجها في ملفات عالمية أكبر فتحها الاجتياح الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/ فبراير من العام الماضي.
الرد الروسي السريع جاء عبر إعلان صحيفة «فيدوموستي» الروسية عن مصدر في الرئاسة الروسية أن رئيس النظام السوري بشار الأسد سيزور روسيا منتصف الشهر الحالي، وأنهما سيناقشان «العلاقات الثنائية والقضية الأوكرانية»!
انعكست ظلال هذا الملف أيضا على الأزمة الأمريكية والأوروبية المستمرة مع إيران، حيث تحولت الشراكة الاستراتيجية بين موسكو وطهران إلى تحالف استراتيجي يمثل تزويد طهران لموسكو بالمسيرات، وبالاتفاق على تصنيعها داخل روسيا أيضا، أحد مظاهره المهمة.
دخول قضايا عالمية خطيرة أخرى تحت أثر تداعيات الزلزال الروسي ـ الأوكراني يمكن التمثيل عليه بتصريح وزارة الدفاع الأمريكية أول أمس أن شركة الطاقة النووية الروسية «روساتوم» تزود الصين باليورانيوم عالي التخصيب، وإعلان كندا بدء التحقيق في تدخل بكين في انتخاباتها، وقبلها تحذيرات وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن للصين من تسليح روسيا، وكذلك أزمة بالون التجسس الصيني في السماء الأمريكية، وقبلها الأزمة حول تايوان، والعديد من الأزمات الأخرى بين بكين وواشنطن، كما يمكن إدراج التوتر بين كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية، وإطلاق بيونغيانغ أمس صاروخا بالستيا جديدا نحو البحر، ضمن هذا الملف.
واحد من أكبر المؤشرات على اتساع هذا الملف عالميا، هو ما كشفه تقرير لقناة سي إن إن الأمريكية عن أن النفط الروسي يجد طريقه إلى المشترين في جميع أنحاء العالم، وذلك عبر انضمام المزيد من السفن إلى اسطول ناقلات سري يعمل على تسهيل صادرات النفط الروسية.
قدر المطلعون على هذه الصناعة حجم «أسطول الظل» بنحو 600 سفينة، أو حوالي 10٪ من العدد العالمي للناقلات الكبيرة مع استمرار هذا الرقم في الارتفاع.
حسب هذا التقرير فإن لاعبين جددا عبر شركات وهمية في مدن على رأسها دبي وهونغ كونغ، لإيصال هذا النفط لعملاء روسيا في الصين والهند وغيرهما من البلدان.
إضافة إلى الشبكات السرية فهناك بلدان وجدت في الصراع الدائر مجالا لتموضعات سياسية ومالية جديدة، كما هو حال الإمارات، التي استقبلت عددا كبيرا من مليارديرات روسيا، والسعودية التي أعلن وزير خارجيتها فيصل بن فرحان، أمس، إن بلاده «تسعى لتطوير العلاقات على جميع الأصعدة» مع روسيا.
الخلاصة الواضحة أن زلزال الحرب الروسية ـ الأوكرانية أدى إلى صدع سياسي عالمي كبير، وتداعيات اقتصادية هائلة على أسواق الحبوب والنفط والغاز، كما أنه أدى لنشوء اقتصاد كبير للتسلح، واقتصاد مواز غامض لنقل النفط وتصديره.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول زياد:

    وايضا ربما ارهاصات بداية حرب عالميه ثالثة قد تقع

  2. يقول الكروي داود النرويج:

    الجميع خاسر بالاجتياح الروسي لأوكرانيا !
    الرابح الوحيد هو سوق السلاح !!
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  3. يقول سامح //الأردن:

    *للأسف معظم دول العالم تبحث عن مصالحها باستثناء دولنا العربية النائمة بالعسل..
    حسبنا الله ونعم الوكيل في كل فاسد وظالم وقاتل ومضلل للحق والحقيقة.

  4. يقول أبو حمزة:

    حياكم الله قراءة حرفية ومعلومات في غاية الأهمية.

  5. يقول عاشق الأقصى:

    بسم الله الرحمن الرحيم. رفض انسحاب القوات الأمريكية من سوريا سببه النية في قصف ألف هدف في إيران وهذا بعد أن انتهت أمريكا وإسرائيل من الاستفادة من حقدها الطائفي الذي تم تسخيره لتدمير أربع عواصم عربية تمهيدا لاجتياح إسرائيل للشرق الأوسط وهذا أمر أصبح جدا سهل على إسرائيل فالآن يمكنها أن تحتل بعض البلاد كسوريا ولبنان بالبامبرز وحليب الأطفال.

  6. يقول تيسير خرما:

    انهار الإتحاد السوفياتي فتخلى العالم الحر عن حذره وانطلقت العولمة وأكبر مستفيد شعوب روسيا والصين وتركهم الغرب يسرحون بدوله وفتح أسواقه وجامعاته لهم ونقل لهم رساميل وتقنية وصناعة متطورة لدمجهم بنظام عالمي بمظلة قانون دولي واحترام سيادة الدول ولكن لم يمر عقدين ليدرك العالم الحر أن شعوب روسيا والصين لن يسمح لها إنتاج أنظمة حكم تندمج بنظام عالمي فعادت روسيا والصين لتجاهل قانون دولي وانتهاك سيادة دول مجاورة وثرواتها والسعي لحكم الكوكب فعادت أوروبا وشرق آسيا تحت حماية أمريكا وعادت لمحاصرة روسيا والصين

  7. يقول Mujtahed:

    “قاعدة التنف العسكرية شمال شرق سوريا”
    تصحيح: قاعدة التنف جنوب شرق سوريا وليس كما ذكر التقرير وهي تقع عند إلتقاء الحدود السورية العراقية الأردنية على الطريق الدولي الواصل بين دمشق وبغداد وبقربها يقع مخيم الركبان وهو أتعس مخيم موجود على وجه البسيطة.

    1. يقول ش. س.:

      لا يجوز التصحيح بكلام غير صحيح وهذا أخطر من الجهل لأن قاعدة التنف تقع في جنوب سوريا تماما في جنوب الوسط (وليس في جنوب الشرق من سوريا كما قلت) وذلك في الأرض الواقعة تحت سيطرة المعارضة في الجنوب من محافظة حمص – والقاعدة صناعة أمريكية بامتياز حجتها وذريعتها أمام العالم الظاهري مواجهة فصائل داعش في العراق والشام

  8. يقول عاشق الأقصى:

    بسم الله الرحمن الرحيم. روسيا تحتاج في حربها لقوة بشرية وقوة اقتصادية وجدت القوة الاقتصادية في الصين التي تنتظر انشغال حلف الناتو في دخول حرب مع روسيا وانشغال امريكا في قصف إيران وانشغال إسرائيل في احتلال الشرق الأوسط- الذي هو ضرورة لقصف إيران- لكي تجتاح تايوان أما أكبر قوة بشرية على الأرض تسعى روسيا لكسبها هي المسلمون وقد قام بوتين بطبع نسخ لمجلد صحيح البخاري وقام بتوزيعه بنفسه بعد ان كان قد حظره وقد تمكن من جذب مسلمي الشيشان لمؤازرته في الحرب والآن يسعى لتطبيق خطة نابليون بالتقرب من العالم الإسلامي ذلك بتصفية بشار أسد أثناء زيارته القادمة لموسكو بعد ضربه وتحقيره واتهامه أنه هو وحده المسؤول عن المجازر وعمليات التعذيب التي تمت بحق الشعب السوري كي يكسب هتاف المسلمين لجانبه وتايدهم له فالاراضي العربية الإسلامية أهم اراضي لتأمين الطاقة والمواصلات أثناء اندلاع حرب عالمية ثالثة.

  9. يقول بشير البطل:

    اشارة التعجب في مكانها في نهاية خبر زيارة “الرئيس ” السوري لبحث العلاقات الثنائية والقضية الاوكرانية … تسريب الخبر عبر صحيفة له دلالة على العزلة السياسية التي يعيشها بوتين و لننتظر مخرجات هذه القمة الثنائية وان كان بوتين سيقف بوتين بجانب ضيفه في مؤتمر صحفي عند نهاية البحث في علاقاتهم !!؟؟

  10. يقول هارون:

    القاعدة العسكرية الأمريكية (في شمال شرق سوريا) هي قاعدة (رميلان) الواقعة تقريبا بين تل غزال و تل أسود و تل عدس في الوسط..، هذه المناطق تقع بين مدينة المالكية القريبة من الحدود التركية شمالا و بين مدينة اليعربية إلى الجنوب الملاصقة للحدود العراقية ، و في هذه المناطق يتوزع الكثير من أبار النفط التي تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بتفريغها و نهبها و شحنها باتجاه العراق بعشرات الصهاريج..، و حمايتها من هجمات تنظيم الدولة الإسلامية..، لذلك لا أعتقد أن أمريكا ستنسحب من سوريا و هي في وضع مريح أبدا..، رغم اعتمادها الكبير على “قسد” التي بدأت تترنح و تشعر بالأرهاق و الزعر في تورطها مع أمريكا.

إشترك في قائمتنا البريدية