(أ ف ب): وصل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ظهر الاثنين الى رام الله، في زيارة هي الأولى منذ خمس سنوات للضفة الغربية المحتلة يلتقي خلالها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في ظل توتر العلاقات مع إسرائيل.
ونقلت العاهل الأردني طائرتان مروحيتان حطتا في الساحة الرئيسية لمقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله، حيث كان في استقباله الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وعلقت في مهبط الطائرات صورة عملاقة للرئيس الفلسطيني محمود عباس والعاهل الأردني، وخلفهما المسجد الاقصى في القدس الشرقية المحتلة، كتب عليها “القدس تنتصر”.
تأتي زيارة العاهل الأردني عقب الاحداث التي وقعت في المسجد الاقصى الشهر الماضي، اثر نصب إسرائيل بوابات لكشف المعادن وكاميرات مراقبة عند مداخله في القدس الشرقية المحتلة.
بعدها، قتل ضابط أمن إسرائيلي أردنيين في مجمع تابع للسفارة الإسرائيلية في منطقة الرابية في مدينة عمان في 23 من يوليو /تموز الماضي، وغادر ضابط الأمن الإسرائيلي الذي يحمل صفة دبلوماسي الى إسرائيل بعد أن تم استجوابه في الأردن.
ويضمّ الحرم القدسي المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين، ويقع في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل عام 1967 وضمتها في خطوة لم يعترف بها دوليا. ويكتسي الحرم القدسي أهمية رمزية وسياسية بالغة بالنسبة الى الفلسطينيين بشكل خاص والملسمين بشكل عام.
تصاعد التوتر بعد أن فرضت إسرائيل إجراءات أمنية جديدة في الحرم القدسي بعد هجوم قتل فيه شرطيان إسرائيليان في 14 يوليو/تموز.
ألغيت الاجراءات التي تضمنت بوابات للكشف عن المعادن وكاميرات مراقبة بعد أسبوعين شهدت خلالها القدس والضفة الغربية احتجاجات ومواجهات دامية.
وأكد العاهل الأردني الاحد ان مستقبل القضية الفلسطينية “على المحك”، وان الوصول الى حل سلمي للنزاع بين إسرائيل والفلسطينيين “يزداد صعوبة”.
وقال انه “لولا الوصاية الهاشمية وصمود المقدسيين لضاعت المقدسات منذ سنوات، ونحاول كل جهدنا لتحمل مسؤولياتنا” مؤكداً ان”نجاحنا يتطلب الموقف الواحد مع الأشقاء الفلسطينيين، حتى لا تضعف قضيتنا ونتمكن من الحفاظ على حقوقنا”.
ويرتبط الأردن وإسرائيل بمعاهدة سلام منذ عام 1994 تعترف بموجبها الدولة العبرية بوصاية المملكة على الاماكن المقدسة الاسلامية في القدس التي كانت تتبع إدارياً للأردن قبل احتلالها عام 1967.
وجهود السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل متوقفة بالكامل منذ فشل المبادرة الامريكية بشأنها في أبريل /نيسان 2014.
وتسعى ادارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإحياء مفاوضات السلام، إلا ان الفلسطينيين انتقدوا عدم الزام واشنطن إسرائيل بوقف الاستيطان.
ويشكك كثيرون بامكانية استئناف مفاوضات جدية بين الجانبين، حيث ان الحكومة التي يتزعمها حاليا بنيامين نتانياهو هي الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، وتضم مؤيدين للاستيطان دعوا بشكل علني الى إلغاء فكرة قيام دولة فلسطينية، بينما لا يحظى عباس (82 عاما) بشعبية لدى الفلسطينيين.
مساندة للفلسطينيين
ورأى محللون فلسطينيون ان زيارة الملك عبدالله الثاني تأتي في اطار مساندة الفلسطينيين في أعقاب التوتر والمواجهات مع إسرائيل.
وقال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني عبد المجيد سويلم انه “مثلما انزعج الشعب الأردني من حادثة السفارة الإسرائيلية، أيضاً أظهر العاهل الأردني انزعاجاً كبيراً من طريقة تعامل الحكومة الإسرائيلية مع القضية. (…) يبدو ان الملك عبد الله يريد من خلال هذه الزيارة ان يؤكد وقوفه مع الشعب الفلسطيني في معركة القدس، خاصة وان الأردن يعتبر شريكاً ووصياً من الناحية الدينية على الأقصى”.
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت سمير عوض، ان زيارة الملك عبد الثاني الى رام الله ” لها دور في غاية الأهمية”.
وأضاف “قضية السفارة الإسرائيلية في الأردن لا تزال قيد المساءلة، والملك عبد الله الثاني يمثل الشعب الأردني لذلك تأتي زيارته الى فلسطين للتأكيد على مساندته والشعب الأردني للشعب الفلسطيني وقيادته”.
أوقف الرئيس الفلسطيني عقب أحداث الأقصى التنسيق الأمني مع إسرائيل، وهو الذي منعه، حسب مصدر في مكتبه، من السفر الى خارج الاراضي الفلسطينية.
وقال عوض “باعتقادي أن زيارة العاهل الأردني أيضا تتضمن رسالة باستعداده للمساهمة بفك العزلة عن الرئيس عباس، عقب اتخاذه قرار وقف التنسيق الامني مع إسرائيل”.