الرباط- “القدس العربي”: أعطى العاهل المغربي محمد السادس إشارات إيجابية تجاه كل من إسبانيا وفرنسا، حيث أعرب عن أمله في مواصلة العمل مع الحكومة الإسبانية ومع رئيسها بيدرو سانشيز، من أجل تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة، في العلاقات بين البلدين، على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل، والوفاء بالالتزامات.
الملك محمد السادس: “المغرب، على غرار بعض دول اتحاد المغرب العربي، يتعرض لعملية عدوانية مقصودة، وأعداء الوحدة الترابية للمملكة، ينطلقون من مواقف جاهزة ومتجاوزة، ولا يريدون أن يبقى المغرب حرا، قويا ومؤثرا”
كما أكد أن الالتزام نفسه تقوم عليه علاقات الشراكة والتضامن بين المغرب وفرنسا. وأوضح ملك المغرب أنه تجمعه مع الرئيس إيمانويل ماكرون روابط متينة من الصداقة والتقدير المتبادل.
جاء ذلك في الخطاب الذي وجهه العاهل المغربي مساء الجمعة إلى الشعب، بمناسبة “ذكرى ثورة الملك والشعب” التي تؤرخ لذكرى نفي العاهل الراحل محمد الخامس وأسرته إلى مدغشقر في 20 آب/ أغسطس 1953.
وأوضح الملك محمد السادس أن هذه الذكرى “هي خير مناسبة لاستحضار قيم التضحية والوفاء، في سبيل حرية الوطن واستقلاله”، مضيفا أنها “ليست فقط حدثا تاريخيا، وإنما ثورة مستمرة، تلهم الأجيال المتعاقبة، بنفس روح الوطنية الحقة، للدفاع عن الوطن ومؤسساته ومقدساته.”
وأشار إلى أن المناسبة تأتي قبل أيام من الانتخابات المقبلة، وتتزامن مع مرحلة جديدة من المشاريع والإصلاحات، في إطار تنزيل النموذج التنموي، وتفعيل الميثاق الوطني من أجل التنمية. وأشار إلى أن تلك الاستحقاقات تتميز بإجراء الانتخابات التشريعية والجهوية والمحلية، في نفس اليوم، ما يؤكد عمق الممارسة الديمقراطية، ونضج البناء السياسي المغربي، كما قال.
واستدرك بالقول إن الانتخابات ليست غاية في حد ذاتها، وإنما هي وسيلة لإقامة مؤسسات ذات مصداقية، تخدم مصالح المواطنين، وتدافع عن قضايا الوطن، “لأننا نؤمن ـ كما يقول ملك المغرب ـ بأن الدولة تكون قوية بمؤسساتها، وبوحدة وتلاحم مكوناتها الوطنية. وهذا هو سلاحنا للدفاع عن البلاد، في وقت الشدة والأزمات والتهديدات.”
وذكر أن ذلك “تأكد بالملموس، في مواجهة الهجمات المدروسة التي يتعرض لها المغرب، في الفترة الأخيرة، من طرف بعض الدول، والمنظمات المعروفة بعدائها لبلادنا”؛ مضيفا أن “المغرب مستهدف، لأنه دولة عريقة، تمتد لأكثر من اثني عشر قرنا، فضلا عن تاريخها الأمازيغي الطويل؛ وتتولى أمورها ملكية مواطنة، منذ أزيد من أربعة قرون، في ارتباط قوي بين العرش والشعب. والمغرب مستهدف أيضا، لما يتمتع به من نعمة الأمن والاستقرار التي لا تقدر بثمن، خاصة في ظل التقلبات التي يعرفها العالم.”
وشدد على أن المغرب، رغم ذلك، معروف بسمعته ومكانته التي لا نقاش فيها، وبشبكة علاقات واسعة وقوية، ويحظى بالثقة والمصداقية، على الصعيدين الجهوي والدولي.
ومضى قائلا إن المغرب، على غرار بعض دول اتحاد المغرب العربي، يتعرض لعملية عدوانية مقصودة؛ لافتا الانتباه إلى أن “أعداء الوحدة الترابية للمملكة، ينطلقون من مواقف جاهزة ومتجاوزة، ولا يريدون أن يبقى المغرب حرا، قويا ومؤثرا”.
وقال العاهل المغربي إن “قليلا من الدول، خاصة الأوروبية، التي تعد للأسف من الشركاء التقليديين، تخاف على مصالحها الاقتصادية، وعلى أسواقها ومراكز نفوذها، بالمنطقة المغاربية. كما أن بعض قياداتها لم يستوعبوا بأن المشكل ليس في أنظمة بلدان المغرب الكبير، وإنما في أنظمتهم، التي تعيش على الماضي، ولا تستطيع أن تساير التطورات.
وقد أبانت الشهور الأخيرة، أن هذه الدول تعرف ضعفا كبيرا، في احترام مؤسسات الدولة، ومهامها التقليدية الأساسية. لذلك، يريدون أن نصبح مثلهم، من خلال خلق مبررات لا أساس لها من الصحة، واتهام مؤسساتنا الوطنية، بعدم احترام الحقوق والحريات، لتشويه سمعتها، ومحاولة المس بما تتميز به من هيبة ووقار.”
وأردف قائلا “إنهم لا يريدون أن يفهموا، بأن قواعد التعامل تغيرت، وبأن دولنا قادرة على تدبير أمورها، واستثمار مواردها وطاقاتها، لصالح شعوبنا. لذا، تم تجنيد كل الوسائل الممكنة، الشرعية وغير الشرعية، وتوزيع الأدوار، واستعمال وسائل تأثير ضخمة، لتوريط المغرب، في مشاكل وخلافات مع بعض الدول. بل هناك تقارير تجاوزت كل الحدود؛ فبدل أن تدعو إلى دعم جهود المغرب، في توازن بين دول المنطقة، قدمت توصيات بعرقلة مسيرته التنموية، بدعوى أنها تخلق اختلالا بين البلدان المغاربية.”
وتابع العاهل المغربي “كما دبروا حملة واسعة، لتشويه صورة مؤسساتنا الأمنية، ومحاولة التأثير على قوتها وفعاليتها، في الحفاظ على أمن واستقرار المغرب؛ إضافة إلى الدعم والتنسيق، الذي تقوم به في محيطنا الإقليمي والدولي، باعتراف عدد من الدول نفسها.”
لكنه أوضح أن “رب ضارة نافعة؛ فمؤامرات أعداء وحدتنا الترابية، لا تزيد المغاربة إلا إيمانا وإصرارا، على مواصلة الدفاع عن وطنهم ومصالحه العليا. وهنا نؤكد بأننا سنواصل مسارنا، أحب من أحب، وكره من كره، رغم انزعاج الأعداء، وحسد الحاقدين.” وفق تعبير الخطاب الملكي.
وقال محمد السادس “هناك من يقول بأن المغرب يتعرض لهذه الهجمات، بسبب تغيير توجهه السياسي والاستراتيجي، وطريقة تعامله مع بعض القضايا الدبلوماسية، في نفس الوقت.” ليجيب: “هذا غير صحيح. المغرب تغير فعلا، ولكن ليس كما يريدون؛ لأنه لا يقبل أن يتم المس بمصالحه العليا. وفي نفس الوقت، يحرص على إقامة علاقات قوية، بناءة ومتوازنة، خاصة مع دول الجوار. وهو نفس المنطق، الذي يحكم توجهنا اليوم، في علاقتنا مع جارتنا إسبانيا.”
وأوضح “صحيح أن هذه العلاقات مرت، في الفترة الأخيرة، بأزمة غير مسبوقة، هزت بشكل قوي، الثقة المتبادلة، وطرحت تساؤلات كثيرة حول مصيرها. غير أننا اشتغلنا مع الطرف الإسباني، بكامل الهدوء والوضوح والمسؤولية. فإضافة إلى الثوابت التقليدية، التي ترتكز عليها، نحرص اليوم، على تعزيزها بالفهم المشترك لمصالح البلدين الجارين.”
وأشار العاهل المغربي إلى أنه تابع شخصيا، وبشكل مباشر، سير الحوار، وتطور المفاوضات. “ولم يكن هدفنا هو الخروج من هذه الأزمة فقط، وإنما أن نجعل منها فرصة لإعادة النظر في الأسس والمحددات، التي تحكم هذه العلاقات”، كما قال مستطردا “إننا نتطلع، بكل صدق وتفاؤل، لمواصلة العمل مع الحكومة الإسبانية، ومع رئيسها معالي السيد بيدرو سانشيز، من أجل تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة، في العلاقات بين البلدين، على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل، والوفاء بالالتزامات.”
وأضاف أنه “الالتزام نفسه الذي تقوم عليه علاقات الشراكة والتضامن، بین المغرب وفرنسا، التي تجمعني برئيسها فخامة السيد إيمانويل ماكرون، روابط متينة من الصداقة والتقدير المتبادل.”
وختم خطابه بالقول “إذا كانت ثورة الملك والشعب، قد شكلت منعطفا تاريخيا، في طريق حرية المغرب واستقلاله؛ فإننا اليوم، أمام مرحلة جديدة، تتطلب الالتزام بروح الوطنية الحقة، لرفع التحديات الداخلية والخارجية.”
الله اعون ملكنا العزيز علينا الله احفظه لنا واطول عمره
عالم ما بعد كورونا سيكون فضاء ساخنا للعمل البراغماتي بمنطق رابح رابح. الملك اشتغل لتحويل الأزمة مع إسبانيا إلى فرص للبزنس ولتجاوز عقد ومطبات السياسة، وهذا ما يريده رجال البزنس الذين يخلقون الثروة وفرص العمل. أما عقد الماضي وتوترات زمن الحربالباردة فقد طوى صفحاتها واقع جديد لا يرحم من يتخلف عن ركوب القطار الفائق السرعة.
حفظ الله جلالة الملك محمد السادس وعفاه وشفاه، حفظ الله المغرب والمغاوبة وجنبهم كيد الأعداءفي كل مكان
مرحلة الخضوع والخنوع …..21جزيرة محتلة في طي النسيان …حدود مغلقة شمالا وشرقا وجنوبا ….ماعساه ان يفعل
الناشر الجميل. شكرا لكم من كل قلبي .. و دمتم بخير اينما كنتم.