العثماني: الضغط والطلب والمضاربات سبب تأخر تلقيح المغاربة

ماجدة أيت لكتاوي
حجم الخط
0

الرباط ـ «القدس العربي» : «نحن على أتم الاستعداد لإنجاح عملية التلقيح، وستُعطى الانطلاقة الرسمية للحملة بمجرد توصلنا باللقاحات، والجهات المختصة تتابع يومياً الموضوع مع المُزوِّدين» بهذه الكلمات حاول رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، عشية الثلاثاء، طمأنة المغاربة ممن يتساءلون عن أسباب تأخر وصول اللقاح لبلدهم وتعثر انطلاق عملية التلقيح.
وقال إنه من الطبيعي أن يتساءل المواطنات والمواطنون عن موعد الشروع في عملية التلقيح، وأن هناك من يتحدث عن تأخر في انطلاق هذه العملية، كما تناسلت الكثير من الشكوك والشائعات حول هذه الأمر.
وأوضح رئيس الحكومة، متحدثاً في مجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان) أن القدرة الإنتاجية للقاح في العالم محدودة مقابل حجم الطلب الكبير، وأبرز أنه على الرغم من تطوير اللقاحات في وقت قياسي، فالشركات المصنعة تسارع الزمن لتلبية الطلب العالمي الذي يصل إلى 10 مليارات جرعة.
وأشار مجيباً على سؤال «الاستراتيجية الوطنية للتلقيح ضد كورونا» إلى أنه من الطبيعي أن تقوم الدول المطورة للقاحات باقتناء أولى الجرعات المنتجة لنفسها، كما أن البعض لجأ إلى المضاربة من أجل شراء اللقاحات بأثمنة تتجاوز ضعفها بخمس مرات أو أكثر، وأن هذه ظروف ندرة عالمية تشكو منها جل الدول.
وتحدث عن ظهور سلالات جديدة للفيروس في العالم، كما هو الشأن بالنسبة للطفرة التي وقعت في بريطانيا، موضحاً أنها لن يكون لها تأثير على فعالية اللقاح وإجرائه بشكل طبيعي، وفق ما أكده الخبراء الذين أكدوا أيضاً أن هذه السلالة الجديدة من الفيروس لها قدرة أكبر على العدوى والانتشار بسهولة بين الناس، غير أنها أقل حدة وشراسة من سابقتها.
وبخصوص عملية التلقيح المنتظرة، أبرز العثماني أنها تستهدف 25 مليون شخص لتحقيق معدل تغطية لا يقل عن 80 في المئة من الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 18 سنة، علماً أنه حسب المعايير العلمية المعتمدة في مجال التلقيح فإن المناعة الجماعية تتحقق بتلقيح 60 في المئة فقط من الساكنة المستهدفة، فيما سعى المغرب إلى تلقيح 80 في المئة ضماناً لنجاعة أكبر وتفادياً لمخاطر الانتكاسة.
وأفاد أن التلقيح سيتم بشكل تدريجي لضمان تحصين جميع الفئات المستهدفة وفقًا لجدول تلقيح من جرعتين، على أن تعطى الأولوية للعاملين في الخطوط الأمامية، وهم العاملون في القطاع الصحي، والسلطات العمومية، وقوات الأمن، وموظفو قطاع التربية الوطنية، والفئات الهشة صحياً، لتتم بعد ذلك عملية تلقيح عامة للسكان البالغة أعمارهم 18 سنة فما فوق.
وعن اللقاحات التي اعتمدها المغرب، قال المتحدث إن البلاد بادرت إلى توقيع اتفاقية تعاون فيما يتعلق بالتجارب السريرية للقاح مع مجموعة «سينوفارم» للأدوية، تشمل ثلاثة مجالات للتعاون متمثلة في نقل التكنولوجيا، والمشاركة في المرحلة الثالثة للتجارب السريرية والتزويد باللقاح، فضلاً عن التعاون الهادف إلى ضمان ولوج اللقاح إلى القارة الإفريقية، زيادة على توقيع مذكرة تفاهم لاقتناء اللقاحات المضادة لكوفيد-19 التي تنتجها شركة «آر ـ فارم» في الهند، بترخيص من مجموعة «أسترا زينيكا» البريطانية السويدية.
واعتمدت البلاد على معيارين في اختيار هذه اللقاحات، أولها متعلق بالسلامة والتجربة، لأنهما يعتمدان التقنية الكلاسيكية للتطعيم القائمة على «فيروس معطل» وهي تقنية قديمة ومجربة ومأمونة، وثانيها متعلق بسهولة التخزين والنقل، ذلك أن هذين اللقاحين لا يحتاجان سوى إلى درجة حرارة تتراوح بين 2 و7 درجات مئوية لتخزينهما، بينما بعض اللقاحات الأخرى تحتاج إلى ناقص 70 درجة لتخزينها وتوزيعها، وهو ما يتطلب إمكانيات لضخمة يصعب توفيرها.
ومن أجل نجاح التلقيح، سيتم تعبئة 25631 عضواً من الطواقم الطبية، بما في ذلك أكثر من 11000 في المناطق الحضرية، مع إمكانية الاستعانة بأطباء من القطاع الخاص وطلبة الطب والمؤسسات المهنية لتكوين الممرضين والهلال الأحمر والمنظمات الكشفية.
وبخصوص تطور الحالة الوبائية في المغرب، أبرز رئيس الحكومة أن أغلب حالات الإصابة المسجلة تبقى بدون أعراض، مبرزاً أن معدل ملء أسرة الإنعاش الخاصة بكوفيد19 انخفض من 36.4 في المئة في فاتح تشرين الثاني/نوفمبر الماضي إلى 29.4 في المئة يوم 18 كانون الثاني/يناير، مما خفف الضغط نسبياً على المنظومة الصحية.
فيما يتعلق بنسبة الإماتة، ما زال المغرب يحتفظ بنسبة 1.7 في المائة التي تعد من النسب الأقل على الصعيد العالمي، يقول العثماني. موضحاً أن أغلب الوفيات التي حصلت همَّت أشخاصاً مسنين أو يعانون من أمراض مزمنة أو بسبب التأخر في الولوج إلى العلاج، مع تمركز نسبة كبيرة من الحالات المسجلة بعدد محدود من المدن الكبرى كالدار البيضاء.
«وبالرغم من هذا التحسن النسبي للوضعية الوبائية، فإنه ينبغي الاستمرار في الحيطة والحذر، وتضافر الجهود والتعبئة الجماعية للحيلولة دون تفاقم الوضعية أو الاضطرار إلى فرض حجر صحي شامل، مع ما يتبع ذلك من تداعيات اقتصادية واجتماعية وإنسانية ثقيلة» يختم العثماني كلامه.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية