إسطنبول ـ «القدس العربي»: في تطور هام، طالب حزب العدالة والتنمية الحاكم من اللجنة العليا للانتخابات في البلاد بإعادة الانتخابات المحلية/البلدية في إسطنبول كبرى محافظات البلاد وذلك مع التوقعات بقرب إعلان اللجنة رسمياً فوز مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض أكرم إمام أوغلو على منافسه بن علي يلدريم مرشح الحزب الحاكم.
وقال إحسان يافوز نائب رئيس الحزب في مؤتمر صحافي، أمس الثلاثاء: «سنسلك طريق الطعن الاستثنائي، سنقول إننا نريد إعادة الانتخابات في إسطنبول»، التي لم يعلن الفائز فيها بشكل نهائي بعد رغم استمرار تفوق مرشح المعارضة بفارق أكثر من 14 ألف صوت.
هذا التطور جاء عقب ساعات من رفض اللجنة العليا للانتخابات طلب حزب العدالة والتنمية بإعادة فرز الأصوات في 31 قضاء من أصل 39 في إسطنبول. وعلى الرغم من موافقة اللجنة على إعادة فرز 51 صندوقاً فقط في إسطنبول فإن ذلك اعتبر بمثابة خطوة أخيرة تسبق الإعلان النهائي عن فوز أكرم إمام أوغلو.
ومع استبعاد قبول اللجنة العليا للانتخابات طلب الحزب بإعادة الانتخابات في إسطنبول، يبقى الأمل الوحيد للحزب الحاكم هو القرار المتوقع للجنة العليا للانتخابات والمتعلق بطلب الحزب بإعادة الانتخابات في قضاء «بويوكتشيكمجي» في إسطنبول والذي يقول الحزب الحاكم إنه شهد انتهاكات على نطاق واسع قلبت نتيجة التصويت في القضاء وعموم إسطنبول.
اردوغان يتحدث عن «غش منظم» وبهتشيلي يصر على وجوب « إعادة الاقتراع»
وفي حال رفع لجنة الانتخابات هذا الطلب، سيتم الإعلان رسمياً عن فوز مرشح المعارضة، ولكن في حال قبول الطلب وإعادة الانتخابات في هذا القضاء الكبير فإن الحسم سوف يؤجل لفترة أطول مع إمكانية حصول تغير في النتيجة لصالح مرشح الحزب الحاكم بن علي يلدريم.
كما طالب حليف اردوغان زعيم حزب الحركة القومية دولت بهتشيلي بإعادة الانتخابات في إسطنبول، قائلاً: «من الممكن إعادة عملية الاقتراع في إسطنبول، لطمأنة الشعب وتجنب اضطراب المجتمع»، مضيفاً: «يبدو من العقلانية أكثر، التوجه مجددا إلى صناديق الاقتراع بدل حدوث اضطراب داخل المجتمع، فإعادة الانتخابات تعد من مقتضيات الديمقراطية»، معتبراً أن الاعتراض على نتائج الانتخابات، يعد حقا ديمقراطيا لكافة الأحزاب السياسية المشاركة في الاستحقاق الانتخابي، وأن على الجهات المعنية النظر في الاعتراضات بأسرع وقت ممكن. والاثنين، قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إن انتخابات إسطنبول «شهدت مخالفات هائلة ارتكبت بطريقة منظمة»، وأضاف: «تبين لحزبنا أن جرائم منظمة وأن أنشطة ارتكبت بشكل منظم في إسطنبول (…) لقد حصلت سرقة في صناديق الاقتراع».
وعقب سلسلة من الطعون والاعتراضات وإعادة فرز الأصوات في عدة اقضية بإسطنبول إلى جانب إعادة فرز جميع الأصوات الملغاة في كافة مناطق إسطنبول والتي بلغت 320 ألفاً، قلص يلدريم الفارق بينه وبين إمام أوغلو من قرابة 29 ألف صوت إلى 14 ألف صوت.
ويقول العدالة والتنمية إن عملية تلاعب منظمة وكبيرة جرت في قضاء «بويوكتشيكمجي» حيث جرى تسجيل أكثر من 11 ألف شخص في السجل الانتخابي بالقضاء دون أن يكون لهم عناوين ثابتة، حيث جرى تسجيلهم من قبل مدير دائرة النفوس المقرب من مرشح المعارضة في عناوين فارغة وأراضي زراعية.
وتحدثت وسائل الإعلام التركية، أمس الثلاثاء، عن بدء السلطات الرسمية تحقيقاً جنائياً في هذه المسألة، حيث توجهت قوات أمنية إلى العناوين للتأكيد منها والبدء بتحقيق ربما تعتمد على نتائجه اللجنة العليا للانتخابات في تقرير الموافقة أو رفض طلب العدالة والتنمية بإعادة الانتخابات في ذلك القضاء، وهي المحاولة الأخيرة على ما يبدو للعدالة والتنمية لتجديد أمله باستعادة إسطنبول.