العراق: أنصار «الإطار» يستعدون لتظاهرات نصرة «طوفان الأٌقصى»… وأطباء يتطوعون لإغاثة جرحى غزّة

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد «القدس العربي»: بحث رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أمس الثلاثاء، مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، التطورات الميدانية الجارية في الأراضي الفلسطينية، وفيما شدد على وجوب عدم اتساع دائرة الحرب واستهداف المدنيين، جدد موقف العراق «الثابت» تجاه القضية الفلسطينية، داعياً إلى الإسراع في فتح ممرات إنسانية وإنهاء الحصار الذي تعاني منه غزّة.
وذكر مكتبه الإعلامي في بيان صحافي، أن رئيس مجلس الوزراء «تلقّى اتصالاً هاتفياً من بايدن، جرى خلاله بحث التطورات الميدانية الجارية في الأراضي الفلسطينية».

«احتواء الصراع»

وحسب البيان فإن الاتصال شهد «التأكيد على أهمية تحشيد الجهود والعمل المشترك لدعم الاستقرار المستدام في المنطقة، فضلاً عن جهود تعزيز علاقة الشراكة الثنائية بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية، حسب اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين البلدين».
وأكد الجانبان، خلال الاتصال، ضرورة «احتواء الصراع، والعمل على عدم اتساع دائرة الحرب، التي تستهدف المدنيين وتهدد السلام والاستقرار الإقليمي والدولي».
رئيس الوزراء جدد «موقف العراق الثابت والمبدئي تجاه ما يحصل في غزّة» مشيراً إلى أهمية «فتح الممرات الإنسانية، وإيصال ما يحتاجه أبناء القطاع، الذين يتعرضون لحرب وحصار ظالم».
كما بيَّن أن «استمرار العدوان على غزّة يثير غضب الشعوب في المنطقة والعالم».
غير أن بيان البيت الأبيض بشأن الاتصال الهاتفي، أشار إلى أهمية «معالجة الأزمة الإنسانية» في القِطاع بالتنسيق مع الأمم المتحدة.
وذكر أن بايدن والسوداني ناقشا «الجهود المتواصلة لتجنب اتساع رقعة النزاع في غزة عقب هجوم حركة حماس المروع على إسرائيل» حسب زعمه، فضلاً عن البحث في «أهمية معالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، وذلك بالتنسيق مع الأمم المتحدة والشركاء الإقليميين».
وأكد المتحدثان أهمية «الشراكة الثنائية بين العراق والولايات المتحدة على النحو المبين في اتفاق الإطار الاستراتيجي بين البلدين» والتزم المتحدثان في نهاية الحديث بـ»مواصلة التنسيق الوثيق بين فريقيهما لتعزيز الأهداف المشتركة والحفاظ على الاستقرار الإقليمي في الأسابيع القليلة المقبلة».
رئيس الوزراء العراقي جدد في أكثر من مناسبة لمسؤولين عرب وغربيين موقف العراق الداعم للقضية الفلسطينية، إذ أشار في لقاء جمعه بالأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في بغداد، إلى «الحقّ الفلسطيني في إقامة الدولة المستقلة على التراب الوطني».
وشهد اللقاء الذي جمع الطرفين مساء أول أمس، «استعراض أهمّ الملفات العربية الراهنة والأوضاع في الأراضي العربية المحتلة بسبب العدوان الصهيوني، والحالة الإنسانية السيئة التي يتعرّض لها أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة».
وجدد السوداني، التأكيد على «موقف العراق الثابت والمبدئي من الحقّ الفلسطيني في إقامة الدولة المستقلة على التراب الوطني، ووجوب حماية المقدّسات في الأراضي الفلسطينية من محاولات طمس الهوية التاريخية، وعمليات الاستحواذ والاستيطان التي يمارسها الكيان الصهيوني الغاصب».
كما لفت إلى «دعم العراق لصمود المدنيين في قطاع غزة المحاصر وكل جهود الإغاثة التي يخطوها الأشقاء والأصدقاء، وأهمية أن يتخذ المجتمع الدولي خطوات جادة ومسؤولة لتفادي حصول كارثة إنسانية تترك أثرها على أصل وجود الفلسطينيين في وطنهم المحتل».

موقف العراق الثابت

وخلال لقاء السوداني وزراء العدل العرب المشاركين في اجتماع مجلس وزراء العدل العرب بدورته 39 المتعددة، الذي تستضيفه العاصمة بغداد، جدد «موقف العراق الثابت والمبدئي إزاء القضية الفلسطينية» مؤكداً أن «استمرار انتهاكات الاحتلال الصهيوني الممنهجة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، يستدعي المزيد من العمل العربي المشترك لإيقاف العدوان الوحشي الذي أوغل في استهداف المدنيين الفلسطينيين والبنى التحتية في قطاع غزة».

المساعدات

على المستوى ذاته، ذكر نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجيَّة فؤاد حسين، أن المساعي الدبلوماسية العراقية تجري بشكل «رفيع» لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر.
جاء ذلك خلال لقائه أمين عام جامعة الدول العربيَّة أحمد أبو الغيط، وجرى خلال اللقاء، بحث تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.
الوزير الاتحادي أكد، حسب بيان للخارجية العراقية، أهميّة «وحدة الموقف العربيّ والإسلاميّ، والتحرك العاجل لإيقاف التصعيد والعمل المُشترِك لوقف الانتهاكات المستمرة التي تمارسها سلطات الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطينيّ، والتي كانت السبب الأساس في توتر الأوضاع في الأراضيّ الفلسطينيَّة» داعياً إلى ضرورة أنَّ «تمارس الدول العربيَّة دورًا حاسمًا من أجل تطبيق القرارات الدوليَّة التي تُؤكّد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينيّ».
جدد حسين موقف حكومة العراق بشأن الأحداث الجاريّة في فلسطين، مُبيّناً أنَّ «المساعيّ الدبلوماسيَّة العراقيَّة تجري بشكل رفيع المستوى، بهدف التوصل إلى إيصال المساعدات الإنسانيَّة إلى قطاع غزة، والحيلولة دون أي تهجير قد يطال الشعب الفلسطينيّ لأن ذلك ستكون له تداعيات وخيمة».
وإلى جانب التحرك العراقي «سياسياً ودبلوماسياً» لإيقاف الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة تجاه الشعب الفلسطيني وقطاع غزّة على وجه الخصوص، يستعد أنصار «الإطار التنسيقي» الشيعي وفصائل «المقاومة» العراقية إلى الخروج باحتجاجات في العاصمة بغداد ومدن البلاد الأخرى، يوم الجمعة المقبل، لنصرة «طوفان الأقصى».
إلى ذلك، أعلنت اللجنة التحضيرية للحراك الجماهيري لنصرة «طوفان الأقصى» تنظيم تظاهرات في بغداد وباقي محافظات البلاد، تأييدا «للاشقاء في فلسطين» وتضامنا مع قطاع غزة المحاصر، وفصائل المقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الغاصب.
وذكر بيان للجنة أن «التظاهرة ستنطلق يوم الجمعة المقبل في تمام الساعة الرابعة من بعد الظهر قرب جسر المعلق (وسط بغداد) على أن يكون التظاهر بالنسبة للمحافظات في مركز كل محافظة وبذات التوقيت الذي سيكون فيه موعد التظاهر في بغداد».
وأهابت بكل الفعاليات الاجتماعية والشعبية والنقابات والاتحادات إلى «المشاركة الفاعلة في هذا الحشد الجماهيري نصرة ودعما للأشقاء والمجاهدين في فلسطين المحتلة».
وفي الأثناء، أعلن المتحدث ورئيس فرع أطباء البصرة، الدكتور وسام محمد علي الرديني، فتح نقابة أطباء البصرة باب التطوع لإسناد أطباء فلسطين المحتلة وعلاج جرحى المعارك الحربية، مشيرا إلى أن عدد المتطوعين وصل إلى الآن 25 طبيبا والعدد في تزايد.
وقال في مؤتمر لنقابة الأطباء فرع البصرة، إن «النقابة تعلن عن فتح باب التطوع لإسناد أطباء فلسطين المحتلة وعلاج جرحى المعارك الحربية» مشيرا إلى أن «عدد المتطوعين وصل إلى الآن 25 طبيبا والعدد في تزايد».
وأضاف: «منذ اليوم الأول من الاعتداء الغاشم على أهلنا وشعبنا في فلسطين المحتلة ومن خلال ما شاهدناه من الفظائع الوحشية ضدهم حاولنا رصد الأوضاع في الاراضي المحتلة وتبين أن هناك اعتداء على المستشفيات والكوادر الصحية وسيارات الإسعاف وعلى المساعدات التي يمكن أن تقدم إلى الشعب الفلسطيني».
وأوضح أن «العالم كله يقف متفرجا على ما يحدث في فلسطين، والكوادر الطبية في البصرة تعلن استعدادها لتقديم المساعدة والقيام بواجبهم الإنساني والطبي إذا كان هناك مجال يسمح أن تقوم هذه الطواقم بالتوجه إلى هناك» لافتا إلى أن «عدد الشهداء بلغ 3 آلاف، بالإضافة إلى أكثر من 7000 جريح، فضلا عن تدمير البنى التحتية بشكل فظيع وبالتالي من الواجب علينا أن يكون لنا دور».
ووفق له «تم فتح باب التبرع والمساعدات من الأطباء والمواطنين والتي نعتبرها اقل ما يمكن تقديمه للشعب الفلسطيني لأن قضيتهم تجمع الأمة الإسلامية كلها، لذلك يجب أن تكون هناك وقفة كبيرة من العراقيين والأطباء على وجه الخصوص والذين لن يترددوا بتقديم التبرعات والمساعدات لشعبنا في غزة».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية