العراق: إجراءات لتجنب سيناريو اختراق أجهزة الاتصالات مشابه لما وقع في لبنان

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: دفعت حادثة انفجار أجهزة الاتصالات اللاسلكية «بيجر» في لبنان، وسقوط آلاف الضحايا، الحكومة العراقية، برئاسة محمد شياع السوداني، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة تجنّبها «اختراقاً محتملاً» وتشديد عمليات التدقيق الأمني على الاستيرادات الداخلة إلى البلاد، وخصوصاً تلك المتعلقة بالأجهزة الإلكترونية، وسط تحذيرات من ارتدادات الحادثة في الداخل العراقي، ودعوات لتطوير قدرات المؤسسات الحكومية في ملف الأمن السيبراني لاحتواء هجمات مماثلة.

تداعيات الحادثة

وعقد المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي، برئاسة السوداني، جلسة مساء الأربعاء، لبحث تداعيات حادثة «البيجر».
وقال اللواء يحيى رسول عبد الله، الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، في بيان صحافي، إن الجلسة شهدت «مناقشة مستجدات الأوضاع الأمنية في العراق، والتداول في الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال، واتخاذ التوصيات بشأنها».
واستمع المجلس إلى «إيجاز مفصل بشأن تطورات الأحداث في الجمهورية اللبنانية، وأكد على الاستمرار في إرسال المساعدات الطبية والإنسانية لإسعاف المصابين».
وشدد على «المنافذ الحدودية باتخاذ الإجراءات الضرورية والوقائية لتجنب أي حالة اختراق محتملة» وكذلك شدد على «التدقيق الأمني على المستوردات، وبشكل مكثف قبل التعاقد عليها والتعامل مع الشركات الرصينة قبل عملية الاستيراد فيما يخص الأجهزة الإلكترونية» طبقاً للبيان.

فعل مدان

في الأثناء، أكد النائب عن «الإطار التنسيقي» ياسر اسكندر، أن أحداث لبنان ستفرض متغيرات مهمة في ملف الأمن السيبراني في العراق.
وذكر في تصريحات أوردتها مواقع إخبارية مقربة من «الإطار» إن «ما جرى في لبنان في اليومين الماضيين مأساة بسقوط عدد كبير من الضحايا من المدنيين» مؤكدا أن «ما حصل فعل مدان ويعكس خطورة ملف الاتصالات وخروقاته التقنية».
واضاف أن «ما حدث في لبنان ستكون له ردود أفعال في العراق من خلال الانتباه بشكل أكبر على ملف الأمن السيبراني وتطوير قدرات المؤسسات الحكومية في احتواء الهجمات، إضافة إلى تدقيق ملف التعاقد مع الشركات المتخصصة بالمواد الإلكترونية».

تشديد التدقيق الأمني على استيراد الأجهزة الإلكترونية

وأشار إلى أن «الأمن السيبراني وثغراته ستشكل مع الوقت أولوية في منظومة الأمن في كل بلدان العالم دون استثناء، خاصة مع الثورات المتسارعة في التقنيات والذكاء الاصطناعي الذي بدء يغير من مفاهيم الحروب وسبل السيطرة على الاعتداءات وتعزيز الأمن الداخلي».
وتفاعلت السلطات العراقية سريعاً مع الحادثة التي خلّفت آلاف الضحايا بين قتيل ومصاب، بإعلانها إرسال 55 ألف طن من المساعدات الطبية، إضافة إلى طواقم إغاثية، عبر سلسلة رحلات جوية انطلقت من مطار العاصمة بغداد إلى مطار بيروت اللبناني.
وفي التفاصيل، قال وزير الصحة العراقي، صالح الحسناوي، إنه «بتوجيه من رئيس وزراء محمد شياع السوداني تم الاتصال بوزير الصحة اللبناني فراس الأبيض وزير الصحة اللبناني واطلعنا على الموقف الصحي، وبعد ذلك وجهنا بإرسال أدوية ومستلزمات طبية وفق حالات الجرحى الموجودة في لبنان، إضافة إلى طاقم بشري من جراحين بمختلف الاختصاصات وأطباء استشاريين بالتخدير، إضافة إلى كادر تمريضي وصيدلاني، وانطلقت الوجبة الأولى فجر (الأربعاء) وكانت بواقع 15 طنا من الأدوية والمستلزمات الصحية».
وأضاف في تصريح للوكالة الرسمية، إن «هذه الوجبة تضمنت كذلك المضادات الحيوية والمستلزمات المهمة كأكياس الدم والسوائل المغذية والمستلزمات الطبية الخاصة بالعمليات الجراحية، ووصلت فجرا وكان في استقبالها وزير الصحة اللبناني، وأيضا تحدثنا معه أنه مستشفياتنا جاهزة لاستقبال الجرحى، وأوضحنا أننا جاهزون لدعم احتياج مستشفيات العيون وجراحة الأطراف، ووجهنا الملاكات الصحية في هذه المستشفيات بأن يكونوا على أتم الاستعداد».

40 طناً مساعدات

ووفق الوزير العراقي فإن «الطاقم الطبي العراقي المراسل أجرى جولة على المستشفيات وقدم المساعدة، وعاد (مساء الأربعاء) وسيقدم تقريرا وافيا بالحالات، وسنتواصل كذلك في وزارة الصحة اللبنانية بناءً عليه».
وأشار الحسناوي إلى أن «طبابة هيئة الحشد الشعبي أرسلت كذلك 40 طناً من المساعدات الطبية والمستلزمات المهمة، وكذلك تعتزم وزارة الصحة إرسال وجبة ثانية من 15 طناً أيضاً طبقاً لاحتياج وزارة الصحة اللبنانية».
ومضى يقول: «أننا عبرنا لوزير الصحة اللبناني عن استعدادنا لاستقبال أية حالات يتطلب نقلها إلى العراق» مشيراً إلى أنه «حسب ما أبلغنا به الوزير فإن 25٪ من الإصابات خطيرة في الوجه واليدين، ونحن مستعدون لتقديم المساعدة في مجال مستشفيات العيون وكذلك الأطراف، وحالياً بانتظار احتياجات الجانب اللبناني وكذلك تقرير الوفد الطبي العراقي الذي تواجد في لبنان».
وتستمر الأصداء في الداخل العراقي بشأن الحادثة، إذ قرر زعيم «التيار الوطني الشيعي» مقتدى الصدر، إلغاء التظاهرات المليونية المرتقبة بعد أحداث تفجيرات لبنان.
وقال في «تدوينة» له، إنه «بعد الاستهتار والإرهاب الصهيوني في فلسطين ولبنان وبغطاء علني من كبيرة الشر أمريكا، وعدم تجاوبهما مع القرارات الدولية والمناشدات الإنسانية وتغافلهما عن صوت الشعوب المنتفضة ضد الإرهاب الصهيوأمريكي الممنهج، والذي يريد جرّ المنطقة جمعاء الى حرب إبادة. أجد من المنطقي إلغاء المظاهرات المليونية المرتقبة. فما عادت تجدي نفعاً بعد كل هذه التعديات الإسرائيلية ضد الشعوب».
وأضاف ان «المظاهرات ليست بمستوى الحدث الجلل».
في حين، انتقد رجل الدين الشيعي، بشير النجفي، الموقف الغربي تجاه الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان.
وقال في بيان صحافي: «مرة أخرى ينفث الكيان الغاصب سموم الغدر والختل باعتدائه الآثم على أهلنا في ‏لبنان في ثلاثاء دامٍ، حيث كان الاعتداء على جمع كبير من المؤمنين المجاهدين ‏والمدنيين».‏
ورأى أن «من المؤسف أن يمر هذا التعدي الغاشم على كل القيم والشرائع والقوانين دون أن ‏يكون هناك رادع ممن يدعي الإنسانية من دول الغرب المناصرة للكيان الغاصب، فإنها ‏جريمة موصوفة ضد الإنسانية، وأقل ما يعبر عنها أنها فاقدة لأدنى القيم الأخلاقية».‏
سياسياً، أعربت كتلة «الصادقون» النيابية، الممثل السياسي لحركة «عصائب أهل الحق» بزعامة قيس الخزعلي، في البرلمان العراقي، عن إدانتها للاعتداء الصهيوني الأخير على لبنان، فيما وصفت الهجوم بالاعتداء الآثم الذي يستهدف أمن واستقرار الشعب اللبناني ومقاومته الباسلة.
وقالت في بيان صحافي، إنها «تتابع ببالغ الحزن والاستنكار، الجريمة النكراء التي اقترفها العدو الصهيوني اليوم بحق أرض لبنان وشعبه المقاوم، مبينة أن هذا الاعتداء الآثم الذي يستهدف أمن واستقرار لبنان، يأتي في إطار سياسات الاحتلال العدوانية التي ستنتهي قريبا لا محال».
واعتبرت أن «هذه الجريمة هي انعكاس واضح لليأس الذي يعاني منه الكيان الصهيوني وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، إذ يدرك أن كافة محاولاته للنيل من عزيمة المقاومة ستبوء بالفشل، وأن النصر سيكون حليف المقاومة وشعوبها الحرة الأبية».
وأشارت الكتلة في بيانها إلى أن «مقاومة الأبطال في جنوب لبنان تمثل منطلقاً أساسياً في نقطة النهاية لهذا الكيان الغاصب، فهذه البطولات المستمرة هي التي سترسم ملامح النهاية الحتمية للاحتلال، وتؤكد أن إرادة الشعوب لا تقهر مهما طال الزمن».
وأعرب البيان، عن «وقوف العراق، شعباً وحكومة، وتضامنه المطلق مع أشقائه في لبنان» مؤكدا أن «مصير المقاومة هو الانتصار مهما تكالب عليها الأعداء». وأفادت الكتلة بأن «هذه الاعتداءات المتكررة لن تزيدنا إلا إيماناً أن مشروع المقاومة هو السبيل الوحيد لتحرير الأرض واستعادة الكرامة».
كذلك، أكد أمين عام تجمع «أجيال» النائب محمد سعدون الصيهود، إن تفجيرات لبنان دليل قاطع على تمادي الكيان الصهيوني في ممارسة مهنة القتل والإبادة التي نشأ عليها.
وأوضح النائب المقرّب من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في بيان صحافي إن «العالم اليوم مطالب بموقف موحد وحازم ازاء الانتهاكات وحرب الابادة الجماعية التي يمارسها الكيان الصهيوني المجرم تجاه المسلمين في غزة وجنوب لبنان».
وأضاف أن «الصمت المطبق من قبل المنظمات والهيئات الدولية وتنصل بعض الحكومات عن التنديد بتلك الانتهاكات، أعطيا الضوء الأخضر لذلك الكيان الغاصب في ممارسة مهنة القتل والتهجير والتشريد».
وشدد على ضرورة «التصدي لممارسات الكيان الصهيوني الكافر وتجريمه من خلال إصدار القرارات الدولية التي من شأنها إيقاف ومحاسبة المجرمين الذين تلطخت أيديهم بدماء المسلمين».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية