الصدر يؤجّل تظاهرات السبت إلى إشعارٍ آخر: يراهنون على حرب أهلية

مشرق ريسان
حجم الخط
2

بغداد ـ «القدس العربي»: قرر زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، أمس الثلاثاء، تأجيل “التظاهرة المليونية” المخطط لها في العاصمة الاتحادية بغداد السبت المقبل، وفيما دعا من وصفهم بـ “الثوار” إلى الاستمرار في اعتصامهم في المنطقة “الخضراء”، أشار إلى رهانه على “السلم الأهلي”، وسط معلومات كشفها قيادي في التيار الصدري، تحدّثت عن تعرّض حياة الصدر إلى “الخطر”.
وقال الزعيم الشيعي صاحب القاعدة الشعبية الواسعة، في “تدوينة” له، “مستمرون بالإصلاح ومستمرون بالثورة ضدّ فسادكم أيها الفاسدون. وسياستكم بالتشبّه بخطواتنا دليل على إفلاسكم والإصرار على فسادكم”.
وزاد “إن كنتم تراهنون على حرب أهلية فأنا أراهن على الحفاظ على السلم الأهلي، وإن الدم العراقي غالٍ بل أغلى من كل شيء”، موضحاً: “سيبقى الشعب العراقي على اعتصامه حتى تحقيق مطالبه”.
وأضاف: “لكنني حبّاً بالعراق وعشقاً لشعبه ومقدساته أعلن تأجيل موعد تظاهرة يوم السبت إلى إشعارٍ آخر، لكي أفشل مخططاتكم الخبيثة ولكي لا أغذّي فسادكم بدماء العراقيين الذين راح الكثير منهم ضحية لفسادكم وشهواتكم ولكي تبقى قيادات الفساد تعيث في الأرض فساداً”.
ووجه الصدر كلامه لمن وصفهم بـ”الثوار”، حاثّا إياهم على “المحافظة على سلمية الاحتجاجات والحفاظ على دمائكم ودماء القوات الأمنية والحشد الشعبي طاعة لله وحبّاً بالوطن. ولن يستمر فسادهم إن استمر إصراركم”.

«الثالوث المشؤوم»

وسبق لصالح العراقي، المقرب من الصدر، أن وجه رسالة شديدة اللهجة إلى القوى المنضوية في “الإطار التنسيقي”، فيما وصفهم بـ”الثالوث المشؤوم”.
ودعا، في بيان، الكتل المنضوية في “الإطار” إلى كبح جماح ما أسماه بـ”الثالوث الإطار المشؤوم فورا”، مبينا أن “هذا الثالوث يلعب بالنار وقد يكون من صالحه تأجيج الحرب الأهلية من خلال الاعتصام مقابل الاعتصام أو التظاهرات مقابل التظاهرات”.
وتابع العراقي أو ما يُعرف أيضاً بـ”وزير القائد”، “فإننا إن نتظاهر إنما نتظاهر ضدّ الفاسدين. فهل هم فاسدون؟”، مردفاً: “وإننا إذ نتظاهر فإننا نتظاهر سلمياً وهم يتظاهرون بعنف ضدّ الأجهزة الأمنية وغيرها”.
وأكمل: “إننا إذ نتظاهر فإننا نريد إصلاح النظام وهم يتظاهرون ضدّ الإصلاح وضدّ رئاسة الوزراء، وإذا كانت رئاسة الوزراء غير شرعية إذن رئاسة الجمهورية أيضاً هدف لهم لإسقاطها، وفي نفس الوقت هم يتظاهرون ضد رئاسة البرلمان أيضاً”، متسائلا: “فأي شرعية وأي دولة يدافعون عنها؟”.
ومضى يقول: “لا تنسوا موقف المرجعية التي قالت وبحّ صوتها إن المجرب لا يجرب”، لافتا إلى “أنهم (الإطار) رشحوا رئيساً للوزراء مجرباً ووزراء مجربين، فهل يا ترى عصيان المرجعية يعني الاحتجاج والتظاهر ضدها؟”.
وتساءل “هل هم يدافعون عن الثلث المعطل الذي أصدرته المحكمة الاتحادية؟ أم يدافعون عن القضاء الأعلى الذي هو عندنا خط أحمر وإن اختلفنا مع بعض قراراته؟”.
وأوضح مخاطبا قوى “الإطار”: “أيها الثالوث الإطاري المشؤوم، إن فيكم شيخ الإطار، وإن فيكم مسؤول الحشد أمّة الشجعان وفيكم بعض من لا زال يغلب التعقل على (التسرّع) وشتان بين احتجاجاتنا واحتجاجاتكم التي تريد عقد جلسة برلمان لتشكيل حكومة توافقية مجربة رغماً على أنف الشعب وعصياناً للمرجعية وتغافلاً عن الآراء الدولية بل والإقليمية”.
وواصل: “أيها الثالوث الإطاري المشؤوم، لا تظنوا أن دعوتكم لتظاهرات (كبرى) ستزعجنا أو تخيفنا فنحن لن نمد يدنا ضدكم حتى وإن فعلتم ذلك. أظن أن من تجبرونهم على التظاهر، إلا أخوتنا لن يطيعوكم في ذلك، فهم أكثر حباً للعراق منكم وأحرص على عدم إراقة الدماء أكثر منكم بل قد يلتحق الكثير منهم معنا لأنكم لا تريدون إلا استمرار حكمكم الفاسد ليس إلا، وتريدون أن تجعلوهم حطباً لشهواتكم وأحزابكم وتجارتكم ولدولتكم العميقة”.
وختم بيانه موجها كلامه لـ”محبي الإصلاح”: “أيّها الأحبة إن الثالوث الإطاري المشؤوم قد ركز بين اثنتين بين (السلّة) و(الذلّة) وهيهات منّا الذلّة..فاستمروا على تظاهرتكم (السلمية) التي لا مثيل لها عدداً وتنظيماً ولا تحتكّوا معهم إطلاقاً، وإن أقدموا على ذلك، فهم قوم مجبورون لا يستطيعون دفع الشرّ عن أنفسهم، بل أنا على يقين بأن إعلانهم لتظاهرة مقابل تظاهرتكم سيزيد من عزمكم وإصراركم على الإصلاح لأنكم عشّاق التحدّي، وكما لم يرهبكم احتلال أو إرهـاب فلا يرهبكم الفاسدون”.
في الأثناء، دعا القيادي في التيار الصدري، محمد العبودي، أمس، أنصار الصدر وجميع العراقيين إلى النزول للميدان لنصرة “ثورة عاشوراء”، مبيناً ان “حياة الصدر في خطر”.
وقال في “تدوينة” له “أيها الصدريون حياة قائدكم في خطر فتوكلوا”. وأضاف: “أيها العراقيون وطنكم على المحك فاتركوا موقف المتفرج وانزلوا الميدان”.
وكانت اللجنة المنظمة لتظاهرات “الإطار التنسيقي”، قد دعت إلى تظاهرات جماهيرية، مشيرة إلى أأن زمانها ومكانها سيتم تحديده قريباً. وقالت في بيان: “ندعوكم إلى الإستعداد العالي والجهوزية التامة للانطلاق بتظاهرات جماهيرية كبرى تحفظ للعراقيين دولتهم وتحقيق مطالبهم بالإسراع في تشكيل حكومة خدمة وطنية كاملة الصلاحيات قادرة على رفع المعاناة التي أثقلت كاهل المواطن العراقي من غلاء المعيشة وشحة الماء وانقطاع الكهرباء وغيرها”. وأضافت: “الدولة دولتكم والبلد بلدكم وأنتم من عانيتم وكابدتم ودفعتم بأعز الشهداء للدفاع عنه، وهذه التظاهرات ليست لحزب أو تيار أو جهة فهي تظاهرات الشعب الذي يحمي الدولة من أجل أن يعيش بأمان وسلام وسيادة واستقرار، ومن أجل القضاء على البطالة والحرمان والفقر”.
وزادت: “فلا تقصروا وأنتم أبناء العشائر العراقية الأصيلة التي لا تتوانى عن الدفاع عن حقها ولا تسمح لأحدٍ بمصادرة إرادتها، أو ينتهك هيبتها، فالحكومة الحالية قاصرة ومقصرة ومجلس النواب عاطل معطل والقضاء يتعرض للتجاوزات ولا أحد يضمن الحماية غير القانون والدستور، فهبوا من قراكم ومدنكم وتوجهوا بقلب عراقي نقي لدعم دولتكم ونصرة قضاياكم العادلة”.
وختمت بيانها: “فإن زمان ومكان التظاهرات المقبلة سيتم تحديده قريباً بعون الله من قبل اللجنة المنظمة”.
ومع تعمّق الخلاف بين الصدر و”الإطار التنسيقي”، حذر القيادي في الحزب “الديمقراطي الكردستاني”، هوشيار زيباري، من اندلاع حرب أهلية.
وقال في “تغريدة” إن “الحروب الأهلية لا تحدث بقرارات قيادية. الحرب الكردية عام 1994 لم تبدأ بقرار من السادة مسعود بارزاني وجلال طالباني، ولكن أحداث عنف فردية ومتفرقة من قبل قيادات ميدانية، كانت السبب”.
وأضاف أنّ “الاحتقان السياسي الحالي بين القوى الشيعية الإطار والتيار وصل ذروته ويجب منعه، ولنستفد من التاريخ”.
ويتمسّك الصدر بخيار حلّ البرلمان وإجراء انتخابات مبكّرة، فيما لا يزال “الإطار” متمسكاً بعودة مجلس النواب لعمله من جديد، والمضي في تشكيل الحكومة برئاسة مرشحه محمد شياع السوداني، تتشارك فيها جميع الأطراف.

حوار مشترك

في الموازاة، دعا تحالف “العزم” السنّي، بزعامة مثنى السامرائي، تحالف “تقدم”، الذي يتزعمه خميس الخنجر، ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، إلى حوار مشترك بين الطرفين.
وقال في بيان صحافي إنه “انطلاقاً من المسؤولية الوطنية، والاجتماعية، والتزاماً بتعهداتنا أمام جماهيرنا التي تنظر الإيفاء بالوعود التي قطعت لها قبل الانتخابات، ونظراً للظروف الصعب الذي تعاني منه مناطقنا المحررة، وأهمية العمل المشترك لإعادة النازحين، وإعادة إعمار المناطق التي دمرها الإرهاب وكل ما يتطلب لأجله توحيد الجهود وتركيز الأهداف، فإننا ندعو الكتل والشخصيات السياسية والنيابية في المحافظات المحررة، إلى البدء بحوار سياسي واجتماعي جاد، يهدف إلى تذوب الجمود السياسي بين هذه الأطراف ووضع خريطة طريق مشتركة، لتحقيق متطلبات المرحلة الحالية والمقبلة، والتفاهم على الخطوط العامة، لإنجاز المصالح المتعلقة بهذه المحافظات”.
وأضاف أن “تحالف العزم يجد الفرصة سانحة لدعوة صادقة ومخلصة للإخوة في تحالف تقدم النيابي والنواب المستقلين لهذا الحوار، والتعاون والتفاهم من أجل توحيد الرؤى والأهداف والتصورات”.
يحدث ذلك في وقتٍ يقود فيه زعيم تحالف “الفتح” المنضوي في “الإطار”، هادي العامري، مبادرة لعقد حوار وطني شامل يضمّ جميع الأطراف السياسية العراقية.
في هذا السياق، أعلنت الجبهة التركمانية أن رئيسها حسن توران، استقبل العامري، مؤكدة تأييدها الذهاب إلى إجراء انتخابات مبكرة تشريعية مبكرة في العراق، ولكن بشرط تشريع قانون انتخابي جديد، واستبدال المفوضية العليا المستقلة للانتخابات.
وأوضحت في بيان أنه جرى في اللقاء بحث المستجدات السياسية والتأكيد على ضرورة عقد حوار وطني في العاصمة بغداد لبحث الازمة السياسية القائمة، وان الجبهة التركمانية العراقية ترى أن تفعيل الحوار الوطني ضامن لبلورة رؤية شاملة للخروج بحل يضمن الانتقال السلمي الى المرحلة القادمة والحفاظ على الدم العراقي.
كما أشار البيان إلى أن “التركمان مع إجراء انتخابات نيابية مبكرة بقانون انتخابي جديد يُلغى فيه نظام الدوائر المتعددة، ويُلغى فيه أيضا آلية العد والفرز الإلكتروني، وتعيين مفوضية جديدة بما يحقق المصلحة الوطنية للشعب العراقي”.
ونقل البيان عن توران قوله إن “اللقاءات الوطنية بين شركاء العملية السياسية ضرورية لتقريب وجهات النظر، وإن التركمان يرحبون بالمبادرات الوطنية التي تحقق المصلحة الوطنية للشعب العراقي وتجنب البلد تداعيات أزمة الانسداد السياسي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول صقر قريش:

    العراق بلد عزيز ومؤثر في العالم الاسلامي . و الفتنة قائمة و لها من يثيرها

  2. يقول Yousif:

    هل يوجد أحد أن يسأل الصدر عن الثروه التي يمتلكها يجب أن يشكر أمريكا التي جلبته الي الحكم

إشترك في قائمتنا البريدية