العراق بين هدم الماضي وبناء المستقبل
العراق بين هدم الماضي وبناء المستقبل ليس مهما من يحكم العراق طبعا بأستثناء الاجنبي الغازي… فليس هناك ما يمنع ان يستلم الاكراد السلطة ويساعدهم العرب الشيعة او العرب السنة وبقية الطوائف والفرق الاسلامية منها وغير الاسلامية.. فقد سبق وان وحد العالم الاسلامي كردي من شمال العراق وقف في وجه الغزاة الصليبيين وكان له الفضل في وقف المد الصليبي وتحرير المقدسات الاسلامية من ايديهم الا وهو صلاح الدين الايوبي الكردي. وليس يمنع ان يستلم الشيعة مقاليد الامور ويساعدهم السنة العرب والاكراد وغيرهم ما دام الهدف هو النهوض بالعراق وتضميد جراحاته. وتشهد الساحة السياسية الان ومنذ تسلم رموز السلطة العراقيين الجدد لمناصب الدولة بدءا من رئيس الجمهورية وانتهاء بفراش المكاتب حالة من سيطرة الوهم والاصرار عليه علي نبذ القديم بكل اشكاله والتصريح عبر وسائل الاعلام المختلفة ومن خلال اللقاءات الرسمية وغير الرسمية الي التطلع والتصميم علي بناء المستقبل ومحاولة السيطرة علي مقدرات الامور وقيادة حملة واسعة من الاعمال التي من شأنها ان تنهض بالعراق وتبني مؤسساته المختلفة ومحاولة مداواة الجروح العراقية.. ولا يتأتي لهم ذلك ويتحقق الا بتحطيم الماضي.. وهدم الماضي.. التخلص من الماضي وبروح مفعمة بالتعصب الاعمي…فالعالم المتحضر اليوم بأجمعه لا يقر النظام السابق علي اخطائه وتجاوزاته والجرائم التي اقترفها بحق الشعب العراقي من تضييق علي الحريات العامة وخنق حرية التعبير والفكر وعدم السماح بسماع صوت الطرف الاخر وانتهاء بالتصفيات الجسدية التي مارسها النظام السابق لمعارضيه.. وهذا يحصل في جميع انحاء العالم التي تشهد بلدانهم حالة من عدم الاستقرار والاضطراب حتي في بلدان متقدمة وليس مقصورا علي العراق وحده.لكن وبالتسليم بهذا الواقع المرير الذي آلت اليه حالة العراق سابقا لا يعطينا الحق ان نتناسي او نغفل عن بعض الانجازات ومحاولة البناء والنهوض التي قام بها النظام السابق في المحافظة علي وحدة العراق طائفيا ودينيا.. وعرقيا وسياسيا ومحاولة بناء قوة عسكرية في منطقة الشرق الادني تلوح باستخدامها بوجه من يتحدي او يتطاول علي وحدة العراق والنيل من تماسكه ووحدته الوطنية او مصادرة واجباته ودوره كقوة عسكرية، فهدف العراقيين يجب ان ينصب حول بناء البلد بكل طوائفة ودحر المستعمرين، وليس تصفية حسابات، لحساب قوي خارجية.تيسير خروبالاردن6