العراق: تدهور أمني بتصاعد المعارك مع «داعش» في الأنبار وصلاح الدين والهجمات في بغداد

بغداد ـ «القدس العربي»: شهدت الأوضاع الأمنية في العراق مزيدا من التدهور من خلال تصاعد المواجهات العسكرية بين القوات الحكومية وتنظيم داعش اضافة إلى عمليات الاغتيالات المتفرقة.
فقد استغل تنظيم داعش الظروف الجوية وهطول الأمطار لكي يقوم بشن هجوم جديد على القوات الحكومية المدافعة عن مصفى بيجي شمال تكريت من محورين.
وأفادت أنباء أن المعارك العنيفة بين الطرفين وتبادل القصف بمختلف أنواع الأسلحة أدى إلى الحاق خسائر بشرية ومادية كبيرة بين الطرفين المتقاتلين والمدنيين، إضافة إلى هجرة أهالي مدينة بيجي القاطنين في الأحياء القريبة من المصفى.
وكانت القوات الحكومية قد أعلنت قبل أيام عن طرد عناصر تنظيم داعش من المناطق المحيطة بالمصفى بعد هجمات متكررة بإسناد جوي ولعدة أشهر.
وفي صلاح الدين أيضا تواصلت الاشتباكات المسلحة بمناطق مختلفة من المحافظة، ومنها هجمات متفرقة شنها تنظيم داعش على قضاء بلد جنوب المحافظة. بينما حذر شيخ عشيرة البو نمر نعيم الكعود من سقوط باقي مدن الأنبار بيد داعش، مشيرا إلى أن تنظيم داعش يحاصر أكثر من خمسة آلاف مدني من البو نمر في حوض الثرثار، وسط أجواء كارثة إنسانية.
يأتي ذلك غداة إعدام التنظيم المتشدد 23 شخصا في ناحية العلم شرق تكريت مركز محافظة صلاح الدين. وأفاد مصدر أمني لوكالة الأنباء العراقية بأن «عناصر داعش أعدموا 23 شخصا من المدنيين والعسكريين بينهم ضباط بعد أن اختطفوهم قبل أيام لرفضهم مبايعة التنظيم.
وفي الأنبار، أعلن قائد شرطة المحافظة استمرار تقدم القوات الأمنية لاستعادة قضاء هيت غرب الأنبار من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» وناحية الوفاء التابعة لقضاء الرمادي، في الوقت الذي تعيش فيه العديد من مدن الأنبار تحت الحصار من قبل داعش بالنسبة إلى ناحيتي البغدادي والوفاء ومن قبل القوات الحكومية بالنسبة للرمادي.
فقد أشارت مصادر أمنية أن «المسلحين يحاصرون ناحية الوفاء، التي سيطروا عليها قبل أيام، وان إغلاق الطرق منع عن السكان توفير الغذاء والدواء اللذين بدأا بالنفاد من الأسواق والمنازل»، مذكّرا بأن «ناحية الوفاء كانت تعاني أزمة في توفير مياه الشرب لعدم وجود الوقود اللازم لتشغيل مضخات الماء، لكن الأزمة تفاقمت مع دخول المسلحين إلى المنطقة».
وتتجلى أهمية «ناحية الوفاء»، بحسب مصادر مطلعة، من وقوعها على الطريق الرابط بين الرمادي وقاعدة «البغدادي»، غرب الأنبار، وهي أكبر المراكز العسكرية في المحافظة التي يتخذها المستشارون الأميركان مركزا لنشاطهم. كما تقع ناحية الوفاء على الطريق الرئيس الرابط بين مدينة الرمادي بمنفذ طريبيل من جهة، وحدود محافظة كربلاء من جهة أخرى.
وتشير المصادر المحلية إلى ان «داعش يحاصر المئات من الجيش في ناحية الوفاء بضمنهم عدد من الحشد الشعبي ومقاتلو العشائر يعتقد بأنهم من عشيرة البو ريشة».
في غضون ذلك قصف طيران التحالف الدولي أهدافا تابعة لتنظيم داعش في مناطق محيطة بناحية البغدادي التابعة لقضاء هيت، حيث وجه الأهالي فيها نداء استغاثة لفك الحصار عن مدينتهم وإلقاء المساعدات لهم عن طريق الجو. أما بالنسبة للموقف الأمني في ديالى، فقد قتل اثنان من أفراد الحشد الشعبي وأصيب ثلاثة آخرون بجروح متفاوتة جراء اشتباكات مسلحة شمال شرقي مدينة بعقوبة مركز المحافظة.
وذكر مصدر أمني في محافظة ديالى ان الاشتباكات التي اندلعت بين أفراد ميليشيات الحشد الشعبي والمسلحين في قريتي (سنسل والبازول) التابعة لقضاء (المقدادية) شمال شرقي بعقوبة، اسفرت عن مقتل اثنين من أفراد تلك الميليشيات في المكان، وإصابة ثلاثة آخرين بجروح متفاوتة.
وشهدت محافظة ديالى ايضا، مقتل أحد المدنيين في هجوم مسلح استهدفه في حي التكية وسط مدينة بعقوبة، فيما عثر على جثتي رجلين قضيا رميا بالرصاص بالقرب من نهر ديالى وسط المدينة. أتي ذلك فيما عثرت الأجهزة الأمنية على جثة الشاب مروان أحمد الجبوري بعد خطفه قبل ايام من قبل الميليشيات في المقدادية وهو يعمل معاون طبي في مستشفى المقدادية العام.
ولم تكن العاصمة بمنأى عن حوادث التفجيرات والاغتيالات، حيث أفاد شهود عيان بقيام ميليشيات طائفية باغتيال مواطن ورمي جثته في إحدى الساحات العامة في منطقة الشعلة غربي بغداد.
وأفاد الشهود بإن ميليشيات ما يعرف بالحشد الشعبي اختطفت مواطنا وجاءت به إلى منطقة الشعلة التي تنتشر فيها ميليشيات الحشد بشكل كبير ثم سمعوا بإطلاقات نارية بعدها تم العثور على الجثة مرمية في منطقة الدوانم المحاذية لمدينة الشعلة.
وأفاد مصدر أمني بقيام مسلحين مجهولين يستقلون سيارة ذات دفع رباعي، بإطلاق النار من أسلحة كاتمة للصوت على سيارة مهندس في وزارة الاتصالات أثناء مروره على طريق محمد القاسم شرق بغداد، ما تسبب في مقتله على الفور.
وأشار المصدر إلى ان قوة أمنية حكومية طوقت مكان الحادث، وفتحت تحقيقا لمعرفة ملابساته والجهة التي تقف وراءه. وشهدت بغداد كذلك مقتل شخصين وإصابة ستة آخرين بجروح متفاوتة في انفجار عبوة ناسفة في منطقة الكفاح وسط العاصمة، كما قتل شخص وأصيب سبعة آخرون بجروح مختلفة في انفجار عبوة مماثلة في مدينة الصدر شرق بغداد.
وتشهد مدن العراق انهيارا أمنيا نتيجة تواصل المعارك بين القوات الحكومية وتنظيم (داعش) إضافة إلى عمليات الخطف والاغتيالات التي تقوم بها التنظيمات المسلحة المتنوعة.

مصطفى العبيدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول أ.د. خالد فهمي - تورونتو - كندا:

    أنا لله وأنا اليه راجعون ولا حول ولاقوة ألا بالله العلي العظيم…

    أين القوات المسلحة العراقية النظامية ؟؟؟ وماذا يفعل وزير الدفاع خالد العبيدي ؟؟ أليس حريّاً به وبقياداته العسكرية العمل ليل نهار على أسترجاع هيبة الجيش العراقي وقوته وقدراته وفتح باب التطوع للشباب العراقي من زاخو وحتى الفاو؟؟؟

    بنفس الكيفية والاهداف أليس حريّاً على وزير الداخلية محمد الغبّان أن يعيد تكوين القوات الامنية والشرطة الاتحادية ويفتح باب التطوع من شتى أنحاء العراق ؟؟؟

    يجب على رئيس الحكومة الحالية حيدر العبادي أن يعيد أواوياته ويدعم وزيري الدفاع والداخلية بكل ما أوتي من أمكانات وأموال وفق خطة طارئة وعاجلة ولو كلف ذلك الاستدانة الدولية المؤقتة !!!

إشترك في قائمتنا البريدية