بغداد ـ «القدس العربي»: نظم أنصار «الإطار التنسيقي» المناهض للتيار الصدري، الإثنين، تظاهرات عند مدخل المنطقة «الخضراء» من جهة الجسر المعلق في بغداد، لـ«دعم الشرعية والحفاظ على مؤسسات الدولة» والوقوف بوجه أتباع التيار الصدري، الذين يعتصمون داخل المنطقة الدولية لليوم الرابع على التوالي.
ورفع بعض المتظاهرين لافتات كتب عليها «الشعب لن يسمح بالانقلابات»، كما حملوا الأعلام العراقية ورايات إسلامية وصوراً للمرجعية الشيعية العليا آية الله علي السيستاني.
وقامت قوات الأمن برش المياه على المتظاهرين لمنعهم من عبور الجسر المؤدي إلى المنطقة الخضراء.
وقال المتظاهر أحمد علي البالغ من العمر 25 عاماً «نحن هنا للمطالبة بفرض القانون وتحقيق العدالة الاجتماعية للناس ولا نريد انقلاباً على الدولة ولا على الدستور». وأضاف «هذا برلمان الشعب، وليس برلمان فئة».
كما قال أبو أحمد البصري، وهو مدرس يبلغ من العمر 58 عاما من البصرة، وهو يلوح بلافتة تدعو إلى سقوط رئيس الوزراء المنتهية ولايته مصطفى الكاظمي: «سنبقى هنا إذا قيل لنا، وسنسير إذا قيل لنا ذلك». ونقلت، «رويترز» عن قائد في فصيل مسلح متحالف مع إيران، إنه يخشى حدوث اشتباكات ويأمل أن يسود الهدوء.
وأضاف رافضا نشر اسمه «الوضع في العراق صعب للغاية. نتمنى أن يسلمنا الله من القتال بين الأخوة. إذا تدهورت الأمور، ستدمر المنطقة كلها».
وقبل التظاهرات، حددت «اللجنة التحضيرية لدعم الشرعية والحفاظ على مؤسسات الدولة»، المنبثقة عن «الإطار التنسيقي» الشيعي، مكان انطلاق احتجاجاتهم، داعية إلى رفع الأعلام العراقية و«البيارق الحسينية» والتعاون مع القوات الأمنية.
وقالت، في بيان صحافي، إن «مكان التظاهر سيكون في الشارع المؤدي إلى الجسر المعلق».
«العراق للجميع»
وأضافت أن «الدعوة عامة لكل أبناء الشعب العراقي وليست مقتصرة على التنظيمات الخاصة بجهات الإطار التنسيقي، فالعراق للجميع، وهدف التظاهرات هو الدفاع عن الدولة وشرعيتها ومؤسساتها الدستورية والعملية الديمقراطية وليست موجهة ضد شخص أو فئة بعينها».
وشددت على «منع الدخول إلى المنطقة الخضراء وانتظار التعليمات الخاصة بهذا الصدد، والتعاون التام مع الأجهزة المنية وعدم الاحتكاك بهم فنحن خرجنا لنعيد لهم هيبتهم التي أسقطها الآخرون».
ودعت إلى «الاقتصار على حمل العلم العراقي والرايات الحسينية وبيارق العشائر المحترمة فقط، وعدم الانجرار وراء الإشاعات ورفض الشعارات الاستفزازية وارتداء الكمامات الطبية ضروري، خصوصا في التجمعات الكبيرة، وضرورة التعاون مع اللجنة المشرفة على مظاهرات دعم الشرعية والالتزام بتوصياتها».
ومساء أمس، أعلن «الإطار»، وقوفه مع الشعب في الدفاع عن حقوق المواطنين وشرعية الدولة والعملية السياسية، فيما حذر من «الانقلاب» على الشرعية.
وقال في بيان، إنه «شعوراً منه بالمسؤولية الشرعية والوطنية وأهمية اللحظة التاريخية التي يمر بها العراق، يستمر الإطار في دعوته إلى الحوار مع جميع القوى السياسية وخصوصا الإخوة التيار الصدري، بينما نرى للأسف تصعيدا مستمرا وتطورا مؤسفا للأحداث وصل حد الدعوة إلى الانقلاب على الشعب والدولة ومؤسساتها، وعلى العملية السياسية والدستور والانتخابات».
وأضاف: «هي دعوة للانقلاب على الشرعية الدستورية التي حظيت خلال السنوات الماضية بدعم جماهيري ومرجعي ودولي وصوت عليه الشعب بأغلبيته المطلقة»، مشدداً بالقول: «هو أمر خطير يعيد إلى الذاكرة الانقلابات الدموية التي عاشها العراق طيلة عقود الدكتاتورية ما قبل التغيير».
قائد في فصيل مسلح متحالف مع إيران وقوع حدوث اشتباكات
واعتبر أن «الشعب العراقي الذي قدم ملايين الشهداء والسجناء والمهجرين وملأت المقابر الجماعية من جثث أبناءه من أجل إزالة الدكتاتورية والإرهاب والتحول إلى نظام ديمقراطي اتحادي حر يرتكز على رأي الشعب وحقوق المواطنين من خلال الانتخابات النزيهة والتبادل السلمي للسلطة».
وشدد: «فلن يسمح الشعب العراقي الأصيل ولا عشائره الكريمة وقواه الحية بأي مساس بهذه الثوابت الدستورية من قبل جمهور كتلة سياسية واحدة لا تمثل كل الشعب العراقي»، مضيفاً: «نعلن أننا في الإطار التنسيقي نقف مع الشعب في الدفاع عن حقوق المواطنين وشرعية الدولة والعملية السياسية والدستور وجميع مخرجاته القانونية وندافع عنها بكل ما نستطيع».
وتابع: «كل من لديه رأي أو مشروع لتعديل الدستور فهو أمر متاح من خلال الأطر الدستورية. وأي عمل خلاف ذلك، تجاوز لكل الخطوط الحمراء وتهديد للسلم الأهلي وسلطة القانون ويفتح الباب على مصراعيه للفاسدين الذين استولوا على أموال الشعب ونهبوا الدولة».
في مقابل ذلك، أعلن التيار الصدري «نفيراً عاماً» في العراق، أمس.
وقال، في بيان مقتضب: «نعلن النفير العام في العراق الساعة الخامسة عصراً» تزامناً مع موعد انطلاق أنصار «الإطار».
كما أصدر، صالح محمد العراقي، الملقب بـ«وزير الصدر»، توجيها جديداً بشأن تظاهرات أنصار التيار في المحافظات.
وقال في «تدوينة» له، «مظاهرات المحافظات. نريدها رفعة رأس».
ووجه دعوة إلى أبناء المحافظات بشأن التظاهرات، قائلاً: «على الإخوة في المحافظات مساندة إخوتهم في المنطقة الخضراء، بالتظاهر السلمي كل في محافظته، عصر اليوم (أمس) وفي الساعة الخامسة حصراً، ويستثنى من ذلك النجف الأشرف».
وحذر من المندسين في صفوف «الثوار». وقال في بيان سابق: «الحذر الحذر من المندسين في صفوفكم أيها الثوار. وعليكم بالإبلاغ عنه ورفض كل أعمال العنف والتخريب وإراقة الدماء». وأضاف: «من هنا أدعو الأحبة من القوات الأمنية للحيطة والحذر والإنتباه فالشعب شعبكم والإصلاح لا يتحقق إلا بكم».
توجيهات
وفي السياق ذاته، نشر العراقي جملة توجيهات للمتظاهرين في بغداد.
ووجّه «المتظاهرين والمحتجين ضدّ الفساد والمحاصصة والتبعية»، بالقول: «لا بأس بإقامة الشعائر الحسينية لكن حبّذا أن تكون خارج مبنى البرلمان ومن دون التطرق الى أمور يعتبرها البعض طائفية»، مشيراً إلى «عدم استحداث بناء على الاطلاق. ويمكن الاستعانة بالكرفانات المتحركة وما شاكل ذلك»، داعياً إلى «الالتزام بنظافة البرلمان بل مطلق الأماكن، وعدم استصدار بيانات فردية، وتنظيم الاعتصام واعتماد مبدأ الشفتات (المناوبات) لديمومته واستمراره، كما يمنع اعتصام النساء مطلقاً».
وحثّ على «تشكيل لجان خدمية وحراسات دورية دون استعمال أي سـلاح مطلقاً».
وأضاف: «من المحتمل أن تقام صلاة الجمعة (المقبلة) في ساحة الاحتفالات (وسط المنطقة الخضراء) فعليكم بالالتزام وعكس صورة جميلة من خلال التنظيم والانضباط»، مؤكداً أهمية «مراعاة مشاعر الآخرين غير المنتمين للتيار لكي يكونوا لكم عوناً وسنداً ولكي تكون الاحتجاجات عامة لا خاصة، والتعاون التام مع الأخوة في الأجهزة الأمنية، والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة وعدم الاقتراب من الدور السكنية».
ومع بوادر خروج الأوضاع بين الصدر وقادة «الإطار» عن السيطرة، وجه رئيس تحالف «الفتح» هادي العامري، دعوة جديدة إلى الإطار التنسيقي والتيار الصدري، مؤكدا، الدماء العراقية «عزيزة على الجميع».
وقال، في بيان صحافي أمس، إن «في أجواء التصعيد الإعلامي من خلال البيانات والبيانات المضادة، والتي تدعو إلى الحشد الجماهيري، وقد تخرج عن السيطرة وتفضي إلى العنف، أكرر ندائي مخلصاً إلى الإخوة في التيار الصدري وإلى الإخوة في الإطار التنسيقي، أن يغلبوا منطق العقل والحكمة وضبط النفس والتأني وتقديم مصلحة البلاد والعباد من خلال الحوار الجاد والبناء، للتوصل إلى حلول لنقاط الاختلافات فيما بينهما، فالدماء العراقية عزيزة على الجميع».
وأشار إلى أن «الشعب العراقي العزيز قدم من سبعينيات القرن الماضي إلى هذا اليوم، دماء غزيرة وعزيزة، فكفى دماً، ورفقا بالدم العراقي فهو أمانة في أعناق الجميع، ومسؤولية سفكه يتحملها الجميع».
وختم ا بالقول: «أقسم عليكم بمصاب أبي عبد الله الحسين عليه السلام أن تركنوا إلى التفاهم والحوار، الله الله بالعراق، الله الله بالشعب العراقي، الله الله بالدم الحرام في الشهر الحرام».
وتعليقاً على بيان العامري، خيّر رئيس الهيئة السياسية للتيار الصدري، أحمد المطيري، رئيس تحالف «الفتح» بين البقاء في «الإطار» أو الانسحاب منه، متسائلاً: «كيف نحاور من يهدد بقتل قائدنا»، في إشارة إلى الصدر.
وقال في بيان صحافي، «أفهم من خلال بيانك أنك لست من الإطار مع العلم أنت قطب الرحى فيه، وطالما طالبت لهم ولم ترضَ بدخول جزء منهم مع التيار في تشكيل الحكومة سابقاً، فخطابك ينبغي أن يكون للإطار وليس للتيار، فلسنا من نطلب الدم ولا الفتنة».
وأضاف: «أسمع خطابات حلفائك في الإطار، فأما أن تعلن انسحابك منهم وأما أنك لازلت معهم في إطار الفتنة التي يريدوها. نحن وقيادتنا نحسن بك الظن ولكن إنما (قَتلَ الناس أنصاف الحلول)، وكيف تطلب منا الحوار مع من يهدد قائداً وطنياً وزعيماً سياسياً وسيدا وسليلا ووريثا لمنهج الصدر، كيف تقبل أن نتحاور مع من يهدد بقتله؟!».
وأكمل المطيري مخاطبا العامري: «كلكم وبلا استثناء تعلمون أن المالكي تحدث بهذا الكلام مرارا وتكراراً ونحن وأنتم على يقين بأنه غير مفبرك (في إشارة إلى التسجيلات الصوتية)، وقد طلب سماحة السيد مقتدى الصدر استنكاراً منكم لهذا التسريب فلم تستنكروا ولم يرعوا حرمة الله في بقية الصدر».
وختم بالقول: «أيها الحبيب الطيب. نحن بحاجة إلى أفعالٍ لا أقوال، فأمر وإفعل وأمنع تظاهرت الغدر ـ العصر ـ فقد طلبوا فيها الفتنة والفتنة أشدُ من القتل لو كانوا يعلمون».
في السياق ذاته، طالب صالح محمد العراقي، رئيس تحالف «الفتح» بالانسحاب مع كتلته من «الإطار التنسيقي».
وقال في «تدوينة» له، «تكرر دعوة الأخ العامري للحوار بين الإطار (الذي ينتمي له) وبين التيار الصدري الذي تخلى عنه. فأقول، أننا لو تنازلنا وقبلنا الحوار فذلك مشروط بـانسحاب الأخ العامري وكتلته من الإطار، واستنكار صريح لكلام (سبايكرمان) الذي صرح به في التسريبات قبل أيام قلائل».
وخاطب قائلاً: «كنت أنت من ضمن الموقعين على وثيقة إصلاحية. ولم تنفذ. فمن الضامن لتطبيق الحوار الإصلاحي؟! فعليك بتحديد ضامن لكي ننقذ العراق من أنياب الفساد».
ادعو العشائر العراقية الى نبذ الانصياع لدعوات النفير العام الموجهة من الطرفين المتنازعين مقتدى والمالكي فاقدي الذمة والضمير الحاضري اسباب النزاع الشخصي واؤكد على ابناء العشائر ان تكون لكل واحد منهم شخصية مستقلة عن التبعية لاي واحد من هذين المتناكفين وان ينظر كل واحد منهم من زاوية نظر مستقلة الى ما يجري على ساحة الصراع المضني بينهما ويبتعد عن الانجرار الاعمى اي واحد منهما وفي ذلك سيكتشف انهما عنثرين عميلين لجهات اجنبيى تحركهما نحو خطط رسمتها لتحقيق نفزذها وتوطين مصالحها في العراق 0
ان التخلي عن مقتدى والمالكي من قبل ابناء العشائر العراقية والانسحاب من ساحات التظاهر وغدم تنفيذ دعواتهما
للنفير العام والاحتجاج يضع كل واحد منهما امام حقيقة واحدة وهي ان الشعب قد سئم منهما ولا مطلب له سوى رحيلهما مع احزابها التي يتزعمون والتي يتحالفون معها