بغداد ـ «القدس العربي»: أقدم أتباع التيار الصدري، بزعامة مقتدى الصدر، على شنّ هجمات استهدفت مقار تابعة لحزب “الدعوة الإسلامية”، بزعامة نوري المالكي، في العاصمة الاتحادية بغداد، وعدد من المدن الأخرى، احتجاجاً على ما اعتبروها “إساءة” لوالد الصدر الراحل، رجل الدين الشيعي محمد صادق الصدر.
ولم تتضح طبيعة التصريحات المسيئة للصدر أو الجهة التي أطلقتها، لكن مساء أول أمس ذكر القيادي في التيار الصدري، حسن العذاري في “تدوينة” له “انتشرت في الآونة الأخيرة وبصورة ملفتة للنظر، مقاطع ومنشورات في مواقع التواصل الاجتماعي تسيء إلى سمعة وسيرة سيدنا الشهيد محمد الصدر (والد مقتدى) وتتهمه بالعلاقة مع نظام البعث المقبور”.
ورأى أن ذلك يتمّ من خلال “حملة إعلامية منظمة يقودها بعض الجهات (الإطارية) كحزب الدعوة وبعض جهات (المعارضة) التي كانت في المنفى، وسط سكوت من العصائب (بزعامة قيس الخزعلي)”.
على إثر ذلك أقدم أتباع الصدر ليل السبت/ الأحد، على إغلاق مقرات تابعة لحزب “الدعوة الإسلامية” في بغداد والنجف والبصرة وديالى ومدن أخرى، حسب مقاطع فيديو وصور تناقلها مدوّنون ومنصات مقربة من التيار الصدري.
وكتب المحتجون على جدران وأبواب المقار عبارات (ولد الصدر) و(مغلق بأمر أبناء الصدر) و(كلا .. كلا… يا ذيول) في مصطلح غالباً ما يُطلق في العراق على من يرتبط بعلاقات مع إيران.
وتعليقاً على هذه التطورات، قال رئيس ائتلاف “دولة القانون” الأمين العام لحزب “الدعوة” نوري المالكي إن “توجيه الاتهام لحزب الدعوة والدعاة بالإساءة للشهيد السيد محمد الصدر وما تبعه من اعتداءات على مقرات حزب الدعوة هي ممارسات مؤسفة أثلجت قلوب أعداء العراق وأعداء المدرسة الصدرية، وإن هذه الأعمال لن تصب في مصلحة أبناء العراق وأبناء المذهب الواحد”.
وتابع: “نجدّد التأكيد على رفضنا واستنكارنا لكل من يحاول إثارة الفتن ويسيء للشهيد السيد محمد صادق الصدر”.
ودعا الحكومة والجهات المعنية لـ “القيام بواجباتها في حماية مقرات الأحزاب السياسية ومنع أي اعتداء من شأنه تعكير إجواء الاستقرار الذي يشهده بلدنا الحبيب، ومنع أي محاولات داخلية وخارجية للنفخ بنار الفتنة”.
كذلك حذر حزب “الدعوة” مما وصفها بـ”النار” التي ستحرق البلاد والعباد، ما لم تتم إزالة كل لبس في موقف أو رأي، فيما أعرب عن استغرابه من اتهامه بالإساءة للصدر، مؤكداً موقف “الدعوة” المؤيد والمناصر للصدر الثاني قبل عام 2003 وبعده.