العراق: سقوط صاروخي كاتيوشا قرب المنطقة الخضراء دون تسجيل ضحايا

 مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ«القدس العربي»: أفاقت العاصمة العراقية بغداد، أمس الإثنين، على وقع سقوط صاروخين نوع “كاتيوشا” في منطقة الجادرية المحاذية للمنطقة الخضراء شديدة التحصين، على الجانب الآخر من نهر دجلة، من دون تسجيل ضحايا.
وأفادت خلية الإعلام الأمني الحكومية، أن صاروخي كاتيوشا أطلقتهما “مجاميع إرهابية” سقطا في منطقة الجادرية وسط العاصمة بغداد فجر أمس، دون حدوث خسائر بشرية.
وقالت الخلية، في بيان صحافي، إن “المجاميع الإجرامية الإرهابية عاودت مرة أخرى استهداف المواطنين الآمنين في مناطق سكناهم، وبعد استهداف عائلة آمنة قرب مطار بغداد الدولي يوم 28 أيلول /سبتمبر، ذهب ضحيته ستة من النساء والأطفال الأبرياء، أقدمت هذه المجاميع الإرهابية في ساعة مبكرة مِن فجر اليوم (أمس) على إطلاق صاروخين نوع كاتيوشا من منطقة شقق حي السلام/ حي الجهاد اتجاه منطقة الجادرية”.
وأضافت أن “الصاروخ الأول سقط خلف فندق بابل قرب أحد المطاعم، وسقط الثاني قرب الخطوط الجوية العراقية، مما أدى إلى حرق عجلة مدنية تعود لأحد المواطنين، ولم تؤشر أي خسائر بشرية”.
ووفقاً للرواية الرسمية، فإن منطقة انطلاق الصاروخين تقع ضمن الرقعة الجغرافية ذاتها التي أطلق منها مسلحون مجهولون صاروخاً أصاب منزلاً مدنياً مجاوراً لحدود مطار بغداد الدولي، في منطقة الرضوانية، أدى إلى مقتل نساء وأطفال.
إلى ذلك، أكد رئيس حركة “وعي الوطنية” صلاح العرباوي، أمس، أن العراق بحاجة “لاتفاق سلام بين الفصائل المسلحة وأمريكا”.
وقال في “تغريدة” في “توتير” إن “قبل7 أشهر كتبتُ أننا بحاجة لاتفاق سلام بين الفصائل المسلحة وأمريكا، أهم بنوده خروج القوات الأمريكية ونزع سلاح الفصائل وإجراء انتخابات مبكرة آمنة”.
وأضاف: “واقعيا المعركة أكبر من القائد العام والسياسة واقعيات وليست أماني”، مشيرا إلى أن “المعارك المعقدة يحسمها الأذكياء وليس الأقوياء”.
وتعمّق “صواريخ الكاتيوشا” الأزمة بين بغداد وواشنطن، في ظل تفكير الأخيرة سحب سفارتها من العراق، رغم إعلان الحكومة العراقية اتخاذ إجراءات لحماية البعثات الدبلوماسية، وتأمين المنطقة الخضراء “الدولية” ومطار العاصمة بغداد.
وأبدت القوى السياسية مخاوفاً من إقدام واشنطن على سحب سفارتها من بغداد، آخرها تحذير رئيس جبهة “الانقاذ والتنمية”، أسامة النجيفي، من تعرض العراق إلى “عزلة دولية”.
وقالت الجبهة، في بيان صحافي، أن ” رئيس جبهة الإنقاذ والتنمية أسامة عبد العزيز النجيفي استقبل (أول أمس) جينين هينيس بلاسخارت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق”.
وأشار البيان إلى “الاجتماع تم خلاله بحث ومناقشة مجموعة من الملفات المهمة، منها: الوضع السياسي، واستهداف السفارات، وملف الانتخابات، وملف المخفيين قسرا”.
وأكد، حسب البيان أن “الحاجة قائمة لدعم ومساندة الأمم المتحدة، عبر دور يمكن أن يسهم في تفكيك المشاكل”.
وأشار إلى أن “التطورات التي رافقت استهداف السفارات والأرتال العسكرية، وما نتج عن ذلك عبر الإعلان عن نية أمريكا في سحب سفارتها، وهذا تطور خطير يعرض العراق إلى عزلة دولة ومعاناة جديدة للشعب العراقي” وشدد على أهمية “إبعاد العراق عن الصراعات الدولية والاقليمية”.
وتابع أن “ينبغي التفريق بين العناصر الملتزمة وبين حملة السلاح المنفلت الذي يقومون بأعمالهم الإرهابية تنفيذا لإرادات لا تتفق مع المصلحة العليا للشعب العراقي” مشيرا إلى أن “دعم جبهة الإنقاذ والتنمية الكاظمي رئيس مجلس الوزراء، وجهوده في مواجهة الفساد فضلا عن الملفات الأخرى”.
وقدمت بلاسخارت، وفقا للبيان “رؤية الأمم المتحدة للوضع في العراق والجهود التي تبذلها في الملفات المهمة المطروحة للمناقشة، وأنها ستواصل جهودها من أجل الوصول إلى نتائج تساهم في تقديم معالجات لهذه الملفات” مؤكدة بأنها “لن تدخر جهدا في سبيل ذلك”.
وبالإضافة إلى التحدّي الأمني الكبير الذي تشكّله الجماعات المسلحة، كشف وزير الداخلية الأسبق، باقر الزبيدي، قبل أيام، عن تحدٍ جديد يتمثل بـ”مخطط يقود لانقلاب عسكري في البلاد”، برعاية عزة الدوري نائب رئيس النظام السابق.
وقال في منشور له، نشره على شكل حلقات، بعنوان “الانقلاب العسكري المقبل في العراق” إن “المؤتمرات التي عقدها حزب البعث المنحل في أمريكا ودول غربية أخرى هي نواة ما يجري الآن من حراك يقوده الجناح العسكري للحزب”.
وأضاف الزبيدي، وهو قيادي في المجلس الأعلى الإسلامي، أن “هذه المؤتمرات تم التحشيد لها من بعض الشخصيات المحسوبة على العملية السياسية بعد الغزو الأمريكي للبلاد عام 2003 وهربت من العراق، ومن بعثيين مقيمين في كردستان العراق ودول غربية”، مشيرا إلى أنها “انتهت بقرار تفويض الجناح العسكري للبعث بعد أن فشل مشروع الحزب السياسي”.
وأشار إلى أن “التدريبات المكثفة التي يقوم بها الجناح العسكري للبعث في شمال محافظة ديالي، شرق بغداد، وما يعرف بمثلث الموت (مكحول وخانوكة وسلسلة جبال حمرين) والتي حذرنا منها سابقا لها هدف واحد، وهو دعم مشروع الانقلاب العسكري الجديد، الذي وضع مخططه ضباط في النظام السابق بالتعاون مع شخصيات عسكرية ومقاتلين تابعين للطريقة النقشبندية برعاية الدوري”.
وأوضح أن “دولتين إقليميتين تختلفان بشدة حول دعم هذا المشروع (لم يسمهما) رغم أن الكثير من التحركات البعثية كانت تجري على أراضيهما”، مشيرا إلى أن “سيكشف في وقت لاحق عن هذا المشروع الانقلابي”.
ونشر الزبيدي أيضاً ضمن سلسلة “الانقلاب العسكري المقبل في العراق” يقول: “سقوط الموصل بيد (داعش) عام 2014 بدأ بدخول ما سُمي حينها (بثوار العشائر) وجيش الطريقة النقشبندية إلى المدينة، وأغلبهم من ضباط البعث والذين سلموا المدينة فيما بعد الى التنظيم الذي انقلب عليهم في ظل غياب الحكومة والقيادة العسكرية وانغماسها في الفساد”.
وزاد: “بعض القوى تسعى لإحياء (تحالف البعث وداعش) من أجل تكوين نواة الانقلاب العسكري، وسط انشغال الحكومة العراقية بأزمة كورونا والأزمة الاقتصادية الخانقة ومعضلة الانتخابات مع تراجع لدور الأحزاب السياسية وتأثيرها في صنع القرار”.
ورأى أن “الخطة التي وضعها ضباط بعثيون في دولة أوربية تستند الى إيصال البلاد إلى حافة الانفجار والوصول الى السلطة في غفلة من الزمن، كما حدث في الانقلابات البعثية الدموية السابقة، مستندين إلى غضب الشارع من الفساد المستشري وضياع الدولة وتداخل الصلاحيات، والذي تسبب لغاية اللحظة في إحياء بؤر الإرهاب في مناطق عديدة”.
وختم قائلاً: “الحدث الذي سوف يكون بداية الانقلاب تم رسم معالمه بدقة، وما نشهده اليوم من أزمة اقتصادية هو جس النبض لما سيحصل وما خطط له، مثال على ذلك: الانقلاب العسكري في مصر بقيادة السيسي، والذي سبقه هيجان شعبي وترويج إعلامي ودعم إقليمي دولي ساهم في تحريك الشارع وحدوث الانقلاب!!”.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية