العراق: ضربة أمريكية على منصة إطلاق صواريخ تجهض هجوما على «عين الأسد»

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: استهدفت ضربة جوية أمريكية منصة إطلاق صواريخ في ساعة متأخرة من مساء الإثنين، أجهضت هجوما على قاعدة عين الأسد الجوية التي تضم قوات أمريكية ودولية أخرى في غرب العراق، وفق ما قال مصدران في الجيش لـ«رويترز».
وبينت مصادر عسكرية عراقية أن قاذفة صواريخ كانت مثبتة فوق شاحنة صغيرة متوقفة في منطقة ريفية على بعد نحو سبعة كيلومترات إلى الشرق من القاعدة مع وجود صاروخين على الأقل معدين للإطلاق في اتجاه القاعدة.
وأوضح مسؤول في الجيش أن الضربة الجوية الأمريكية دمرت القاذفة.
وفي 26 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، قال البيت الأبيض، إن الجيش الأمريكي استهدف 3 منشآت تابعة لـ«كتائب حزب الله» في العراق، ردا على هجوم أصاب قاعدة عسكرية للتحالف الدولي.

فعل عدائي

وبينما أكدت السلطات الأمريكية حينها أن الاستهداف لم يمسّ بأي مدني، أدانته الحكومة العراقية في بيان ووصفته بأنه «فعل عدائي واضح ومساس مرفوض بالسيادة العراقية» وأكدت أنه «أدى إلى استشهاد منتسب للقوات العراقية وإصابة 18 آخرين، من ضمنهم مدنيون».
وكشف مسؤول عسكري أمريكي، إن قواتهم «تعرضت لـ127 هجوما في العراق وسوريا منذ 17 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي» حسب موقع «الجزيرة».
وتأسس التحالف الدولي في سبتمبر/ أيلول 2014، لمحاربة التنظيم في العراق وسوريا، ويضم 85 دولة ومنظمة شريكة.
ويوجد في العراق، حاليا، ما يقرب من 2500 جندي أمريكي، وذلك في إطار الجهود التي تبذلها واشنطن لمنع عودة التنظيم.
وعرضت فصائل «المقاومة الإسلامية في العراق» أول أمس، مشاهد من استهدفها لقاعدة «الرميلان» الأمريكية في سوريا بطائرة مسيّرة.
ونشر الإعلام الحربي للفصائل مقطع فيديو يظهر «مشاهد من إطلاق المقاومة لطائرة مسيّرة في اتجاه قاعدة الاحتلال الأمريكي (رميلان) في سوريا».
وكانت «المقاومة الإسلامية في العراق» قد قالت في بيان لها سبق نشر المقطع المصوّر إنه «استمرارا بنهجنا في مقاومة قوات الاحتلال الأمريكي في العراق والمنطقة، وردا على مجازر الكيان الصهيوني بحق أهلنا في غزة، هاجم مجاهدو المقاومة الإسلامية في العراق، قاعدة الرميلان المحتلة في سوريا بواسطة الطيران المسيّر».
وأضاف البيان: «تؤكد المقاومة الإسلامية استمرارها في دك معاقل العدو».
ومساء الأحد، أعلنت «المقاومة الإسلامية في العراق» استهداف قاعدة «قسرك» الأمريكية بريف الحسكة السورية بالطيران المسيّر، وهدفا عسكريا في الجولان المحتل، بالأسلحة المناسبة.
كما أكدت استهداف قاعدة «عين الأسد» الأمريكية غربي العراق بالطيران المسيّر، مؤكدة استمرارها «في دك معاقل العدو».
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي حربًا مدمرة على قطاع غزة خلّفت أكثر من 23 ألفا شهيد معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
وخلافاً لموقف الحكومة الاتحادية في بغداد الساعي لإخراج قوات التحالف الدولي بزعامة واشنطن من الأراضي العراقية، يجد المسؤولون في إقليم كردستان العراق حاجة للإبقاء على الوجود العسكري الدولي، ودعم القوات الاتحادية والبيشمركة الكردية في مجال التدريب والمشورة.

قيادة كردستان ترى حاجة للإبقاء على الوجود العسكري الدولي في البلاد

وأكد كلٌّ من رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، والجنرال جويل فول، قائد التحالف الدولي المناهض للتنظيم في العراق وسوريا، أهمية تعاون قوات التحالف مع بغداد وأربيل في مواجهة «الإرهاب».
جاء ذلك خلال لقاء جمّع بارزاني والجنرال الأمريكي والوفد المرافق له، في مدينة أربيل عاصمة الإقليم.
بيان لمكتب بارزاني أفاد بأن الاجتماع شهد «التباحث بشأن تعاون قوات التحالف الدولي مع العراق وإقليم كردستان في مواجهة تهديدات الإرهاب والقضاء النهائي على داعش، ومساعدة الجيش العراقي وقوات البيشمركة من خلال الاعداد والتدريب وتقديم المشورة العسكرية، والتهديدات الإرهابية في العراق وسوريا والمنطقة بصورة عامة».
الجانبان أكدا على «حماية قوات التحالف الدولي والبعثات الدبلوماسية في العراق» واتفقا في الرأي بأن «استقرار العراق ضروري للمنطقة، وأنه يجب عدم إتاحة أي فرصة لظهور الإرهاب مجدداً» وتطرقا إلى «الهجمات بالمسيرات على إقليم كردستان» حسب البيان.
الأوضاع الداخلية لإقليم كردستان، وتوحيد قوات البيشمركة، وتعقيدات الشرق الأوسط والحرب في غزة وآثارها على المنطقة، ومجموعة مسائل حظيت بالاهتمام المشترك شكلت محوراً آخر للاجتماع الذي حضره عدد من الدبلوماسيين والمسؤولين العسكريين، وفقا للبيان.
موقف رئاسة الإقليم جاء مغايراً للموقف الاتحادي، إذ أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الجمعة الماضية، تشكيل لجنة ثنائية لترتيب إنهاء وجود قوات التحالف الدولي في البلاد، مؤكدا موقف بغداد «الثابت والمبدئي» لتحقيق ذلك، وذلك بعد إدانته بشدة للضربات الأمريكية الأخيرة في العراق.
إلى ذلك، نفت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» أي خطط لسحب قواتها من العراق، وهو ما يتعارض مع تصريحات رئيس الحكومة الاتحادية.
وقال الميجر جنرال بالقوات الجوية باتريك رايدر في إفادة صحافية، إنه «في الوقت الحالي ليس لدي علم بأي خطط (للتخطيط للانسحاب). نواصل التركيز بشدة على مهمة هزيمة تنظيم داعش» مبيناً أن القوات الأمريكية «موجودة في العراق بدعوة من الحكومة هناك».
وأضاف: «سنظل على تشاور وثيق مع الحكومة العراقية بشأن وجود القوات الأمريكية وسلامتها وأمنها» مشيراً إلى أن «ليس لديه علم أيضا بأي إخطار من بغداد لوزارة الدفاع حول قرار بسحب القوات الأمريكية» قبل أن يحيل الصحافيين إلى وزارة الخارجية الأمريكية بخصوص أي مناقشات دبلوماسية حول الموضوع.
وفي العاصمة الاتحادية بغداد، يواصل سياسيون شيعة الضغط على الحكومة الاتحادية لإخراج القوات الأجنبية من أراضي البلاد.
وأمس الثلاثاء، انتهت العطلة التشريعية لمجلس النواب العراقي، على أمل استئناف عقد جلساته مجدداً وسط تحشيد سياسي لطرح ملف إخراج قوات التحالف من العراق على جدول أعمال الجلسات المقبلة.

«سيبقى هدفنا»

ويؤكد عضو مجلس مفوضي هيئة الإعلام والاتصالات، والقيادي في حركة «عصائب أهل الحق» محمود الربيعي، إن سيادة العراق وحفظ أمنه «هدفنا» ولن نقبل ببقاء أي محتل على أرض بلادنا.
وكتب في «تدوينة» له إن «سيادة العراق وحفظ أمنه واستقراره سيبقى هدفنا المشروع، وواجبنا الوطني، ولن نقبل ببقاء أي محتل على أرض بلادنا العزيزة».
وأضاف: «كما أن بقاء (أموال العراق) من ثروته النفطية محجوزة في البنك الفيدرالي الأمريكي تحت ذرائع عفا عليها الزمن، لا يمكن القبول به، وتحقيق السيادة الاقتصادية هو مسعى جاد لضمان حياة أفضل للعراقيين».
ورأى أن «السيادة الكاملة عسكرياً وأمنياً واقتصادياً هي الضامن الكفيل ببناء الدولة الكريمة التي تليق بشعبنا الصابر المجاهد».
في حين يعتبر النائب عن تحالف «الفتح» المنضوي في «الإطار التنسيقي» معين الكاظمي، أن انسحاب القوات الأمريكية من العراق يجنبها الاستهدافات وقصف قواعدها.
غير أنه أوضح لمواقع إخبارية تابعة «للإطار» إنه «لا يوجد هناك توافق كامل داخل البرلمان بشأن قرار إخراج القوات الأمريكية من العراق» مبينا أن «للحكومة الصلاحية الكاملة بالطرق الدبلوماسية بشأن إخراج القوات الأمريكية من العراق».
ولفت النائب الكاظمي إلى أن «على الحكومة ممارسة دورها من خلال وضع جدول زمني لإخراج القوات الأمريكية من العراق» مؤكدا أن «التصعيد الأمريكي وقصف المقرات الأمنية بالعراق يعدان انتهاكا للسيادة الوطنية وخرقا للاتفاقية الاستراتيجية بين بغداد وواشنطن».
إلى ذلك، تلقى عدد كبير من المواطنين العراقيين رسائل نصية على هواتفهم المحمولة، تضمنت استطلاع رأي عن تواجد قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» في البلاد.
وبعثت الحكومة العراقية رسائل نصية لعدد كبير من المواطنين جاء فيها «عزيزي المواطن. هل أنت مع استمرار مهمة التحالف الدولي في العراق؟» داعية إياهم للإجابة عبر رابط أسفل الرسالة.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية