العراق: عمليات عسكرية لتعقّب تنظيم «الدولة» وإصابة 6 من أفراد الشرطة

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: تشهد محافظة ديالى (60 كم) شمالي شرق بغداد، منذ يومين، عملية عسكرية واسعة، تهدف إلى ملاحقة بقايا مسلحي «الدولة الإسلامية» ضمن سلسلة عمليات عسكرية وأمنية، تُجريها القوات الحكومية في المناطق الشمالية من العاصمة، التي تشهد تواجداً لبقايا عناصر التنظيم.
ورغم مرور ثلاث سنوات على إعلان العراق «النصر النهائي» على «الدولة الإسلامية» بعد معارك عسكرية شرسة في محافظات نينوى وصلاح الدين (شمالاً) والأنبار (غرباً) غير أن أعداداً من مسلحي التنظيم لا تزال تتواجد في محيط تلك المناطق، المعروفة بصعوبتها الجغرافية.

نتائج العمليات

قيادة العمليات المشتركة، التي تضمّ جميع تشكيلات وصنوف القوات المسلحة العراقية، فضلاً عن «التحالف الدولي» أعلنت أمس، نتائج عمليات «تطهير بحيرة حمرين ومحيطها ضمن محافظة ديالى» في يومها الثاني.
وقال، نائب قائد العمليات المشتركة الفريق الركن عبد الأمير الشمري، في بيان صحافي، أنه «وقائد القوات البرية الفريق الركن قاسم المحمدي، وعدد من قادة وزارة الدفاع والداخلية والحشد الشعبي يتواجدون منذ الصباح الباكر مع القطعات الأمامية لتنفيذ واجب تطهير بحيرة حمرين ومحيطها».

مناطق وعرة

وأكد الشمري «ضبط مضافات وتدمير أنفاق وتفكيك عبوات ناسفة والعثور على تجهيزات واعتدة وأسلحة ودراجات باليوم الثاني للعملية» مؤكدا أن «القوات المشتركة مصحوبة بإسناد سمتي وجوي، تواصل السير بمناطق وعرة جدا لمتابعة بقايا الإرهاب وبسط الأمن في أطراف محافظة ديالى».
في الأثناء، انطلقت قيادة عمليات ديالى لـ«الحشد الشعبي» والقطعات الملحقة بها، أمس، باليوم الثاني من العمليات الأمنية الواسعة لتعقب التنظيم في مناطق شمال شرق بحيرة حمرين.
وكانت قوات «الحشد» اختتمت، أول أمس، اليوم الأول من العمليات، حيث «تمكنت من إجراء مسح أمني وعسكري على مدى 40 كم وعثرت على 6 مضافات وعجلتين متروكتين ودراجة نارية وزورق ومحرك زورق».
ووفقاً لإعلام «الحشد» فإن «هندسة قيادة قاطع عمليات ديالى للحشد، تمكّنت من تفكيك وتفجير 4 عبوات ناسفة وحرق زورق تعود للتنظيم». وتشارك في العملية قوات متمثلة بالألوية: 4 – 20 – 23 – 24 – 110، ولواء نداء ديالى، والصنوف المساندة من معاونيات ومديريات «الحشد» بالإضافة إلى قوة من الجيش، والشرطة الاتحادية، والرد السريع (تشكيل أمني يتبع وزارة الداخلية الاتحادية).
وتهدف العملية إلى القضاء على بقايا التنظيم ومنع إيجاد موطئ قدم له وتأمين المنطقة المستهدفة.
في مقابل ذلك، أصيب ستة من أفراد القوات الأمنية، أمس، إثر انفجار عبوة ناسفة في ديالى.
مصادر أمنية أفادت أن «عبوة ناسفة انفجرت في قوة أمنية من الفوج التكتيكي التابع لشرطة ديالى، أثناء عملية تفتيش في بساتين (شيخي) التابعة لناحية أبي صيدا شمال شرق المحافظة».

الإعلان عن إحباط مخطط لاستهداف كركوك في رمضان

ووفقاً للمصادر، فإن «الانفجار أسفر عن إصابة 6 عناصر من القوات الأمنية، تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم».
ويرجّح المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي، وجود نوايا لتنظيم «الدولة» لشن هجمات في شهر رمضان.

خروقات أمنية

وقال، في تصريحات لمواقع إخبارية محلّية، إن «عملياتنا الاستباقية جميعها تندرج ضمن اطار تجفيف منابع الإرهاب ومنعهم من القيام بخروقات أمنية خصوصا في شهر رمضان».
وبين المتحدث العسكري: «قبل كل مناسبة تكون لنا عمليات استباقية بشهر أو شهرين» مضيفا أن «قيادة العمليات المشتركة دائما ما تخطط وتسبق الأحداث كالمناسبات الدينية والأعياد وزيارات المسؤولين من الخارج لدينا عمليات استباقية تضمن لنا سلامة وموقف أمن قطعاتنا وكذلك المناطق المخطط استهدافها».
وتوقع القائد العسكري «وجود نوايا لداعش ومخططات إرهابية للقيام (بعمليات) تحسبها انتصاراً لهم ورفع للمعنويات».
ومضى بالقول: «ما نقوم به من عمليات أمنية وعسكرية مهم جدا في مطاردة هذه العصابات».
وأشار إلى أن «العمليات التي نقوم بتنفيذها سواء في ديالى او كركوك أو الأنبار تصب في استتباب الأمن السلمي للمجتمع».
وتعضيداً على تصريحات الخفاجي، كشفت قيادة العمليات المشتركة، أمس، عن تفاصيل جديدة تتعلق بـ«المخطط الإرهابي الذي حاول استهداف محافظة كركوك» خلال شهر رمضان.
وذكرت القيادة في بيان صحافي، أن «عملية إحباط المخطط تمت تنفيذا لتوجيهات نائب قائد العمليات المشتركة، بإدامة الضغط على المجاميع الإرهابية وتنفيذ عمليات استباقية ضدها ما قبل شهر رمضان المبارك، لمنع تلك المجاميع من تنفيذ اي عمليه تستهدف المواطنين او القوات الامنية».
وأضافت أن «العملية استندت لمعلومات وفرتها خلية استخبارات القيادة (قسم استخبارات المقر المتقدم) وبالتنسيق مع مديرية امن كركوك وشعبة (استخبارات الفرقة الثامنة) وبناء على اعترافات المتهمين الذين تم إلقاء عليهم سابقا من قبل المديرية أعلاه، حول وجود خلية إرهابية مكونة من (7) عناصر في محافظة كركوك نيتهم شن عمليات إرهابية خلال شهر رمضان».
وتابعت القيادة، أن «موافقات قضائية استحصلت وبعدها تم إصدار مذكرات قبض بحق عناصر الخلية وفق المادة (4) إرهاب، وعلى إثر ذلك تم تنفيذ عملية استباقية وتم القاء القبض عليهم وتسليمهم إلى المديرية».
في سياقٍ ذي صلّة، القت القوات الأمنية القبض على خبير في تنظيم «الدولة» في محافظة كركوك.
وذكرت الاستخبارات العسكرية، في بيان صحافي، أمس، أن «القوات الأمنية ألقت القبض على المتخصص بصناعة الدوائر الكهربائية للعبوات الناسفة في كركوك».
وبينت أن «العملية نفذت وفقا لمعلومات استخبارية دقيقة أشارت لوجود أحد الإرهابيين في منطقة الزاب قضاء الحويجة تم على إثرها تحرك مفارز شعبة الاستخبارات العسكرية في الفرقة 14 وبالتعاون مع الفوج الأول لواء المشاة 51نحو الهدف والقبض علية وتضبط بحوزته بندقية AK».
ولفت إلى أن «أحد الإرهابيين المتخصصين بصنع الدوائر الكهربائية للعبوات الناسفة، ومن المطلوبين للقضاء بموجب مذكرة قبض وفق أحكام المادة 4 إرهاب».
إلى ذلك، رأت لجنة الأمن والدفاع النيابية، أن التنظيم لا يهدد الأمن القومي العراقي، مشيرة إلى أنه يظهر في مناطق محددة.
وقال عضو اللجنة بدر الزيادي، إن «داعش يظهر بمناطق محددة، وعندما ينفذ عملية يهرب ولا توجد أي خطورة» مبيناً أن «قواتنا الأمنية والقوة الجوية تلاحق عناصر التنظيم يومياً وتقتل العشرات منهم وأصبح الآن لا يهدد الأمن القومي العراقي» حسب الوكالة الحكومية.
وأضاف أن «قواتنا الأمنية ماسكة الأرض» مشيراً إلى أن «عندما يظهر لدى قوات التحالف أي مؤشر لا يقومون بغارات جوية بل يبلغون الحكومة العراقية والعمليات المشتركة».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية