بغداد ـ «القدس العربي»: كشفت معلومات أمنية عن نيّة تنظيم “الدولة الإسلامية” شنّ هجمات مسلحة تستهدف “المواكب الحسينية” التي انتشرت في عموم مناطق العاصمة العراقية بغداد، منذ الأول من شهر محرم (الاثنين الماضي) لإحياء مراسم عزاء استشهاد الإمام الحسين (ع) وأهل بيته، وسط توترٍ شعبي إثر منع قوة أمنية وضع “رايات حسينية” على أعمدة الإنارة في منطقة في بغداد ذات غالبية سنّية.
وثيقة سرية
وتناقلت مواقع إخبارية محلّية وثيقة “سرية وفورية” صادرة عن جهاز المخابرات الوطني، تفيد بورود معلومات تتحدث عن نية التنظيم مهاجمة المواكب الحسينية في مدينتي الحرية والشعلة (ذات الغالبية الشيعية) في العاصمة بغداد.
وحسب الوثيقة المُسرّبة، لم يتسن التأكد من صحتها، فإن “بنية عناصر عصابات داعش الإرهابية في محافظة بغداد استهداف المواكب الحسينية، في الأسواق الشعبية المكتظة بالمواطنين في مدينتي (الحرية، الشعلة) بواسطة وضع عبوة ناسفة وتفجيرها أو إدخال انتحاريين من قاطع شمال بغداد خلال الايام القليلة الماضية”.
في المقابل، تمكنت مديرية الأمن والانضباط في “هيئة الحشد الشعبي”، مما وصفته “إحباط مخطط إرهابي” لاستهداف المجالس الحسينية خلال شهر المحرم في بغداد.
وقالت المديرية في بيان صحافي، انه “خلال عملية نوعية قامت بها المديرية بالتعاون مع استخبارات وأمن قيادة عمليات بغداد والفوج الثاني/ في الجيش العراقي وبدلالة الارهابي المعتقل الذي يعمل ضمن ولاية العراق قاطع جنوب بغداد، وبعد التحقيق والمتابعة الدقيقة استطاعت المديرية تحديد مخبأ يستخدمه الإرهابيون”.
وأضافت أن “تم العثور على أحزمة ناسفة وعبوة لاصقة في منطقة الزيدان (قرية عراقية ريفية زراعية تقع غرب بغداد، ضمن قضاء أبي غريب، وجنوب شرق مدينة الفلوجة)، حيث كان الدواعش يرومون استخدامها ضد المجالس الحسينية خلال أيام شهر محرم الحرام”.
ومنذ الأول من شهر محرم، بدأ الشيعة في العراق بمراسم “عزاء عاشوراء” التي تستمر (40 يوماً)، والتي تتمثل بنصب سرادق العزاء والخدمات، بالإضافة إلى تعليق “الرايات” واللافتات المتضامنة مع ذكرى “عاشوراء”.
في هذا الشأن، تناقل مدوّنون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، قال مصوّره بأنه يوثّق لحظة منع قوات أمنية مجموعة من الشباب وضع الرايات على أعمدة الإنارة، وأمروهم بإزالتها، في إحدى شوارع منطقة الغزالية في بغداد.
وحسب المصوّر، فإن الإجراء الأمني جاء “بتوجيه من السياسي العراقي، المرشح في الانتخابات التشريعية، حيدر الملا”، الأمر الذي أثار موجة من ردود الفعل “الشيعية” الغاضبة.
وينتمي الملا، وهو من أهالي المنطقة إلى تحالف “تقدّم” بزعامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي.
رئيس تجمع “السند الوطني”، النائب أحمد الأسدي، قال في تدوينة على حسابه في “تويتر”، إن “منع رفع رايات الإمام الحسين عليه السلام في أحد شوارع العامرية (شارع العمل الشعبي)، وعلاقة السيد حيدر الملا بذلك، تدخلنا في الموضوع بشكل مباشر وتحدثنا مع قيادة العمليات المشتركة وقيادة عمليات بغداد وكانت استجابتهم سريعة وتم معالجة المشكلة”.
إعادة الهدوء
وأضاف: “تواصلت مع شباب المنطقة وما زلت متواصلا معهم، وقد باشروا بنشر الرايات في أماكنها المخصصة لها، وقدم شباب شارع العمل الشعبي على لسان السيد رعد أحد أصحاب المواكب الحسينية في المنطقة الشكر الأهالي العامرية والقوات الأمنية على التعاون من أجل إعادة الهدوء واستتباب الأمن، والأمر عاد إلى طبيعته وليس هناك أي مشكلة والشباب هناك يتوجهون بالشكر لكل من دعم موقفهم من العراقيين جميعا”.
وتابع أن “المهم أعدنا الأمور إلى نصابها وتبقى رايات الإمام الحسين عليه السلام خفاقة في سماء العراق دائما وأبدا وتبقى الشعائر الحسينية ما بين تقديس واحترام لدى جميع العراقيين وهي مورد من موارد وحدتهم ولن يكون لأي صوت نشاز من قبول لدى هذا الشعب الأبي الذي يفخر جميع أبنائه بحبهم لسيد الشهداء عليه السلام”.
فيما عدّ النائب عن كتلة “صادقون” النيابية، نعيم العبودي، رفع “الرايات الحسينية” من أحد شوارع العامرية في العاصمة بغداد، تجاوزا “للخطوط الحمراء”.
وقال العبودي الذي ينتمي للكتلة البرلمانية المُمثلة لحركة “عصائب أهل الحق”، بزعامة قيس الخزعلي، في “تدوينة”، إن “ما قام به البعض في أحد شوارع العامرية بحق الرايات الحسينية يعد تجاوزا للخطوط الحمراء”.
وأضاف: “الشعائر الحسينية كانت وستبقى جزءا من وجدان العراقيين بكل أطيافهم، وهي مناسبة جامعة للسنة والشيعة، وعلى الحكومة أن تتخذ إجراءات صارمة بحق من يمس بها لأنه يعبث بأمن العراق وسلمه الأهلي”.
كذلك، رأى رئيس كتلة “النهج الوطني”، التابعة لحزب “الفضيلة الإسلامي”، عمار طعمة، أن محاولات إزالة الرايات الحسينية في منطقة العامرية تعيد للأذهان النهج “الأموي الصدامي” البغيض.
وقال، في بيان، إن “محاولات إزالة الرايات الحسينية في منطقة العامرية تعيد للأذهان النهج الأموي الصدامي البغيض، وتعكس ميولا شاذة لبعث المناهج الاستبدادية المرتكزة على قمع الحريات وارادة الشعوب في مقارعة الظلم والطغيان وأساليب امتهان كرامة الإنسان وتؤسس لنشر وترويج إرث السلطات الدموية الإجرامية التي اجمعت الإنسانية المنصفة الحرّة على رفضها واستنكارها الشديد”.
وأضاف أن “هذه الأساليب الخبيثة تسيء وتعارض أحكام الإسلام الأصيل ومبادئه الراسخة التي اجمع عليها المسلمون واعتمدوها معيارا وفرقانا عمليا في تمييز وفرز جبهة الحق والعدل عن جماعة الباطل والظلم والطغيان، فالأمام الحسين عليه السلام سيد شباب أهل الجنة بأجماع المسلمين ومنار هداية الأحرار وصراط الإصلاح والثورة العادلة”
وأكد أن “الدستور العراقي والقانون النافذ ومرتكزات عقيدة الشعب العراقي المسلم كلها تقتضي المساءلة والمعاقبة القانونية لمن شارك في إثارة هذه الفتنة وينفخ سموم التفرقة والانقسام بين المسلمين”.
في المقابل، نفى حيدر الملا، منعه تعليق “رايات” أو إزالتها ووضع صوره مكانها.
وقال في تسجيل مصور: “مع الأسف، أن يصل التسقيط السياسي إلى هذه الدرجة بأن حيدر الملا يرفع رايات أبا عبدالله الحسين عليه السلام ليضع صورته، لا يوجد مثل هذا الشيء”.
وأضاف: “هناك من يحاول أن يصطاد بالماء العكر، إن الشعائر الدينية محترمة، والشعائر الحسينية محترمة، وكل سنة نقول إن الحسين للإنسانية، وليس للمكون الشيعي فقط”.
وتابع: “هناك أطراف أرادت أن تصطاد بالماء العكر تسوق الآن عبر مواقع الكترونية من أن حيدر ضد الشعائر الحسينية. يخسؤون أن هذه القضية لا صحة لها، وإن مسلسل التسقيط مستمر، ولبئس الانتخابات التي تجعل الدين والمذهب وآل البيت الذين كرمهم الله برفع الرجس عنهم بهذه الطريقة”، على حدّ وصفه.
لايخلو بيت سني من جاكرتا إلى طنجة…من إسم علي والحسن والحسين وزينب ….وليس هناك سني لاتدمع عينه من من مجرد ذكر آل البيت رضوان الله عليهم …ولكن إحترام آل البيت وهو من إحترام الرسول صلى الله عليه وسلم….لايعني التسليم بالبدع…والتصديق على التحريف والانحراف…وتملق تجار المذاهب ممن لازالوا يحلمون بالانتقام لتاج كسرى الذي كسره الفاروق رضي الله عنه …فالله جعل لنا عقلا وهو مناط التكليف ومرجع المسؤولية… وإذا غاب او غيب بالتشديد….فحدث ولا حرج…