العراق: لماذا زادت المجازر وعمليات الخطف والاغتيال؟

حجم الخط
14

جاءت استقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي في نهاية الشهر الماضي بعد مجازر في الناصريّة والنجف وبغداد، وقد تساءلت افتتاحية «القدس العربي» حينها إن كانت الاستقالة ستوقف القتل في العراق، وقد جاء الرد على هذا السؤال باستراتيجية جديدة تبادلت فيها المنظومة الأمنية العراقية الأدوار مع الميليشيات المسلّحة.
بدأت الاستراتيجية بمحاولة بلبلة الجماهير المنتفضة بإنزال مظاهرات مقابلة لأنصار الميليشيات تخلط في شعاراتها الغوغائية بين اتهام المتظاهرين السلميين بالعمالة لأمريكا وإسرائيل، وادعاء الدفاع عن المرجعيّة الشيعيّة.
كانت النقلة الثانية هي الهجوم على المتظاهرين بالسكاكين وطعن العشرات منهم، فيما ترافقت الحركة الثالثة مع الهجوم بالرصاص الحيّ وخطف المتظاهرين وترويعهم، واستهداف رموز الناشطين السلميين عبر اغتيالهم بعمليات ذات طابع استخباراتي يقوم بها أشخاص ملثمون بملابس سوداء يتنقلون على دراجات نارية ويستخدمون المسدسات الكاتمة للصوت، كما استهدف القتل والخطف والترويع بعض الناشطات.
يختار «الملثمون» ناشطين مثل فاهم الطائي (53 عاما)، الذي اغتيل في مدينة كربلاء الأحد الماضي قرب منزله، وعلي اللامي (49 عاما)، الذي اغتيل لدى عودته من ساحة التحرير في بغداد الثلاثاء الماضي، وزيد الخفاجي، المصور الشاب الذي اختطف من أمام بيته في بغداد، وتقوم استراتيجية الخطف والاغتيال هذه على إظهار معرفة القتلة بعناوين الأشخاص وقتلهم قرب بيئاتهم العائلية والاجتماعية بغرض توجيه رسالة الترويع للحاضنة الاجتماعية لزرع الرعب فيها، كما تبيّن اختيارات القتلة لناشطين مصرّين على السلميّة على محاولات لإشعال ردود فعل عنيفة تكون مبررا لاستمرار القتل وتوسيعه وصولا إلى إنهاء الثورة العراقية بالعنف.
تم اتباع هذا النهج، كما هو معلوم، في مناطق العراق السنّية، وأضافت السلطات الأدوات اللازمة عبر التسهيل لهروب مئات من عناصر تنظيم «القاعدة»، وهو ما أدّى إلى الصعود المعروف لتنظيم «الدولة الإسلاميّة»، ووصولا إلى التداعيات العراقية والعربية والعالمية المهولة التي نتجت عنه، وأدّت بالنتيجة إلى إنهاء الانتفاضة السلميّة العراقية، كما انتقلت إلى سوريا وشاركت في تدمير ثورتها ضد نظام بشار الأسد، وصولا إلى تقسيم البلاد الحالي على قوى احتلال عديدة.
تشكّل الاستراتيجية المذكورة «الدليل العملي» لأغلب الأنظمة العربيّة بغرض كسر الاحتجاجات السلميّة والشعبيّة ودفعها باتجاه العنف المضاد، والواضح أن الشخصيات السياسية الواعية في الاحتجاجات، أمثال فاهم الطائي وعلي اللامي، يشكلون نقيض هذه الاستراتيجية، وتبين الاستجابات الجماهيرية الواسعة بالعودة إلى ساحات التظاهر بعد كل مجزرة تقوم بها السلطات والميليشيات وعيا ثوريا كبيرا لدى العراقيين، فيما تظهر المجازر والخطف والاغتيالات إحساسا متزايدا لدى الحكام الفاسدين وميليشيات القوة الغاشمة بفشلهم في دفع الجماهير العراقية لردود فعل انتحارية، كما حصل أول أمس حين منعوا محاولة اقتحام المنطقة الخضراء بعد تهديدات واضحة من أحد زعماء الميليشيات بقتل عدد كبير منهم.
أهمّ ما يحصل حاليا في العراق هو أن الجبهتين اتضحتا، وما عادت هناك أقنعة، فالميليشيات احتلّت دور الحكومة المستقيلة علنا وصارت تتفاخر بالقتل وتعلن عنه على مواقعها الالكترونية، وتهدد به صراحة، وهو ما يجعلها عمليا تتحرك من خارج أطر القانون المحلّي والدولي، ويبيّن للمتظاهرين أن انتصارهم الأول بإسقاطهم الحكومة جعلهم هم الشرعيّة ما داموا محافظين على تفوقهم الأخلاقي كمتظاهرين سلميين.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    كان الناشط السوري غياث مطر يقدم الماء والورد لعناصر الأمن والجيش أثناء المظاهرات بداريا! إعتقله الأمن في 6-9-2011, ليتم قتله من التعذيب!! حضر العزاء عليه يوم 10-9-2011 سفراء أمريكا وألمانيا والدنمارك واليابان وفرنسا!!! ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول الكروي داود النرويج:

    يجب أن تخرج فتوى من السستاني ببطلان فتواه السابقة عن الحشد (الجهاد الكفائي) لإنتفاء الغرض منه بالقضاء على داعش!! ولا حول ولا قوة الا بالله

  3. يقول ع.خ.ا.حسن:

    بسم الله الرحمن الرحيم .رأي القدس اليوم عنوانه (العراق: لماذا زادت المجازر وعمليات الخطف والاغتيال؟)
    نعم زادت المجازر وعمليات الخطف لأن الميليشيات الطائفية المستأجرة من إيران والمدفوعة الاجر من خزينة الدولة العراقية
    تلقت أوامر جديدة بفض الاعتصامات والتصدي للمظاهرات السلمية بالدموية والعنف.
    بدأت الاستراتيجية الجديدة (بمحاولة بلبلة الجماهير المنتفضة بإنزال مظاهرات مقابلة لأنصار الميليشيات تخلط في شعاراتها الغوغائية بين اتهام المتظاهرين السلميين بالعمالة لأمريكا وإسرائيل، وادعاء الدفاع عن المرجعيّة الشيعيّة.)
    أما ادعاء العمالة لأمريكا وإسرائيل،فهو من باب (رمتني بدائها وانسلت )
    تبع ذلك (الهجوم على المتظاهرين بالسكاكين وطعن العشرات منهم، فيما ترافقت الحركة الثالثة مع الهجوم بالرصاص الحيّ وخطف المتظاهرين وترويعهم، واستهداف رموز الناشطين السلميين عبر اغتيالهم بعمليات ذات طابع استخباراتي يقوم بها أشخاص ملثمون بملابس سوداء يتنقلون على دراجات نارية ويستخدمون المسدسات الكاتمة للصوت، كما استهدف القتل والخطف والترويع بعض الناشطات.)
    الاسلوب الهمجي الدموي أعلاه طُبق -خاصة-في المناطق السنية، وهو يضمر اسلوب بشار الأسد في سوريا وحسن نصرالله في لبنان.

  4. يقول ع.خ.ا.حسن:

    المخطط الصهيوماسوني الصليبي الصفوي كشر عن أنيابه في العراق ملوحا بما آلَ إليه الوضع السوري من تقتيل وتهجير
    وتدمير وتشريد وتشييع.
    الرسالة المتوحشة اعلاه لحاضنة
    الحراك السلمي هي (زرع الرعب فيها، كما تُبيّن اختيارات القتلة لناشطين مصرّين على السلميّة على محاولات لإشعال ردود فعل عنيفة تكون مبررا لاستمرار القتل وتوسيعه وصولا إلى إنهاء الثورة العراقية بالعنف)
    (أهمّ ما يحصل حاليا في العراق هو أن الجبهتين اتضحتا، وما عادت هناك أقنعة، فالميليشيات احتلّت دور الحكومة المستقيلة علنا وصارت تتفاخر بالقتل وتعلن عنه على مواقعها الالكترونية، وتهدد به صراحة، وهو ما يجعلها عمليا تتحرك من خارج أطر القانون المحلّي والدولي)

  5. يقول غانم:

    للمشيات رب يأمرها …!!!

  6. يقول محمد شهاب أحمد:

    هناك أتباع لإيران يقتلوا أمهم و أبيهم إن أُمروا بذلك .
    كان واضحاً منذ البدء أن فتوى الجهاد الكفائي ستنشأ ميليشيا طائفية ، و لكن دفنوا ذلك بذريعة داعش و التي نفسها ما كان لها أن تحصل لولا الإرهاب الذي أدخله الغزاة المحتلين .
    و صحيح ما جاء في المقالة ، هكذا تم التعامل مع الإنتفاضات السابقة ، و هم نفسهم من خطفوا و غيّبوا الآلاف من الشباب من المدن المنتفضة .
    الدولة أختفت الآن و السلطة أصبحت الميليشيات و العصابات المجرمة و الحكومة خرساء عمياء

    هذا الجيل الشجاع دفن عارهم عندما أثاروا الطائفية و أعاد العراق لأهله و سينتصر بإذن الله

  7. يقول علي:

    عندما أراد نابلون بونابرت التتويج كامبراطور أراد البابا الكنسي وضع التاج فوق رأسه ، لكن نابليون بادر بقوة الى
    الامساك بالتاج ووضعه هو بنفسه فوق رأسه ، معلنا نهاية الوصاية الكنسية على الدولة الفرنسية ( الجديدة ).

  8. يقول .Dinars.#TUN:

    المجرم خامنئى يتحمل كل ما يحدث للعراقيين الذين انتفضوا من أجل حرية العراق الذي تستولي عليه إيران.
    المجرم خامنئى كافأه ترامب بأن أطلق سراح جواسيس إيران في أمريكا.
    روسيا دون شك تدعم المجرم خامنئي تدميره للعراق من استمرار وجودها، روسيا، في المنطقة.
    العربان تدعم الحوزات الإيرانية في العراق من أجل أن لا ينهض العراق.
    الإتحاد الأوروبي وعلى رأسه فرنسا عدوة الإنسانية تدعم المجرم خامنئى وأدأه لثورة العراق من أجل فتات استثمار وأشياء أخرى.
    عدوة البشرية إسرائيل لا يمكن نسيان اصطيادها لعلماء العراق إثر الإجتياج أمريكا وحلفاءها بعد
    2003
    سوف يتجح العراق في ثورته ضد أعدائه إيران وأخواتها.

  9. يقول تونس الفتاة:

    لا تكلوا و لا تملوا ….يجب ان تسقطوا منظومة الشر المطلق التى لا تتردد على قتل الابرياء لتبقى هى واقفة ….منظومة الحكم الدينى و الملالى و الشيوخ و الطائفية المقيتة ….لكى يعيش كل عراقى فى بلاده كمواطن فى دولة مدنية علمانية وديمقراطية لا فرق فيها بين شيعى و سنى و مسيحى و لا بين عربي او كردى ….نحن فى تونس كمجتمع مدنى نتضامن معكم بكل قلوبنا و بكل القيم الإنسانية التى ننتمى اليها و نناضل من اجلها ….يحيا العراق

  10. يقول سامح//الاردن:

    *كان الله في عون الشعوب العربية المنكوبة بحكام جهلة مستبدين فاسدين مفسدين.
    حسبنا الله ونعم الوكيل.

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية