العراق: مستشار الكاظمي يثير غضب قوى سياسية بعد تصريحات عن سليماني

مشرق ريسان
حجم الخط
1

بغداد ـ «القدس العربي»: لم يفلح هشام داوود، مستشار رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي لشؤون الحوار الوطني، في إقناع قادة وشخصيات سياسية تنتمي لتحالف «البناء» بزعامة هادي العامري، وتبرير تصريحاته الأخيرة بشأن قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، التي قال فيها إن الأخير «كان يدخل ويخرج متى ما يشاء» ولم يكترث «بالأصول العامة» للدولة العراقية، كلام داوود وضعه في خانة «العملاء لأمريكا» وأثار مطالبات بإقالته.
وقال داوود، في تصريح له نقلته شبكة «بي بي سي» البريطانية، إن «سليماني كان يعتقد أنه ليس فقط منسقا مع العراق بل هو مسؤول عن جزء في العراق، وبالتالي، يدخل ويخرج متى يشاء» مشيرا إلى أن «الأصول العامة للدولة العراقية لم تكن ضمن أولوياته» فيما لفت إلى أن «الحكومة العراقية الحالية فرضت على (خليفة سلمياني) إسماعيل قاآني أن يأتي للعراق بفيزا ويدخل من الباب الصحيح».

توضيح

وعقب الهجمة التي تلقاها المستشار الحكومي، أصدر «توضيحاً» بشأن تصريحاته السابق، مشيراً إلى أن ما عُرض مؤخراً في مقابلة تلفزيونية، لم يتحدث فيها «بصفة رسمية». وذكر داوود في إيضاحه المنشور أمس، «ظهرت في وسائل الإعلام أخيراً ضمن مقابلة تلفزيونية لي في قناة بي بي سي البريطانية وعرفت فيها كمستشار لرئيس الوزراء» مبيناً أن «المقابلة الصحافية كانت في نطاق فيلم تسجيلي ذي طابع تاريخي، وأنها جرت قبل أكثر من شهرين من بثها».
وأضاف: «تحدثت في هذا الفيلم بلغة حرة باعتباري باحثاً وأكاديمياً مختصاً في الشأن العراقي، ولم أتحدث بصفة رسمية» لافتاً إلى أن «ما ورد في حديثي ينطلق من كوني باحثاً استقيت معلوماتي من أبحاث أجريتها في السنوات السابقة، وهي ليست بالضرورة معلومات حكومية».
واختتم داوود البيان بالقول: «على كل ذلك، أود التأكيد على التزامي بمعايير الدولة الوطنية العراقية وخطابها الرسمي، وثوابتها، وأن أي لبس أو سوء فهم في هذا الموضوع لم يكن مقصودا». وفي وقتٍ لاحقٍ من أمس، صدر قرار من الكاظمي، بتجميد عمل داوود.
وصرح مسؤول عراقي، طلب عدم الكشف عن هويته، لوكالة «فرانس برس» أن «وظيفة السيد داود مجمدة بأمر من رئيس الوزراء».

«يتحرك بمسؤولية»

وأثارت تصريحات المستشار داوود، ردود أفعال غاضبة لدى الأوساط السياسية المقربة من إيران.
رئيس كتلة «السند الوطني» المنضوية في تحالف «البناء» أحمد الأسدي، قال في «تدوينة» له، «كان الحاج قاسم سليماني مسؤولا ذا قيمة رسمية ومعنوية في دولته وجميع الدول التي تشرفت باستضافته، وكان في العراق يتحرك بمسؤولية الواعي لتنفيذ واجبه في مساعدة العراق حكومة وشعبا في الدفاع عن نفسه وصيانة مكتسباته».
وأضاف، أن «الشهيد سليماني كان يدخل العراق بشكل رسمي من أوضح أبوابه القانونية، وكانت السلطات الشعبية والرسمية وبمختلف مستوياتها تفرش له شغاف قلوبها بدل السجاد الأحمر، لأنها خبرت إخلاصه وصدقه وعظيم دوره في نصرتها».

صالح يدعو لتعزيز الأجهزة الأمنية وضبط السلاح المنفلت

وتساءل: «أين كان المستشار حينما كان سليماني يتنقل بين السواتر دفاعًا عن العراق ولم يتوقف في دعمه حتى سالت دماؤه الطاهرة على أرض مطاره الدولي في فعلة غدر لن ينساها أحرار العراق وأصحاب الكرامة من أبنائه؟، هل نسينا كيف اصطف هؤلاء ضد حكومتهم عندما رفضت إهانة ترامب للعراق وهو يحط على أرض قاعدة عين الأسد دون علم مسبق؟ وهل للسيد المستشار أن يجيبنا عن إلاف الجنود الأمريكيين الذين يسرحون ويمرحون في أرضنا وسمائنا بدون الحصول على الفيزا التي يتحدث عنها».
وختم «تغريدته» بوسم «سليماني من أهل العراق».

«التجاوز على الشهداء»

إلى ذلك، دعا النائب عن تحالف «الفتح» مهدي تقي أمرلي، إلى «إقالة» داوود. وقال في بيان صحافي، إنه «في كل مرة لا يتوانى مستشار رئيس الوزراء المدعو هشام داوود في التجاوز على الشهداء الذين حرروا العراق، وآخرها تجاوزه على ضيف العراق الشهيد قاسم سليماني الذي وصفه الإمام السيستاني بأحد قادة النصر في العراق».
وأضاف: «أود أن أقول لداوود أن عندما اكتسح الإرهاب العراق وكنت متسكعا في ملاهي أوروبا، كان سليماني متواجدا معنا في سواتر العز والشرف والجهاد في أمرلي ولم يغادر العراق حتى شارك في كل عمليات التحرير واستشهد على أرضه» داعيا الكاظمي إلى أن «يتخذ موقفا واضحا من مستشاره الوضيع (حسب قوله) ويقيله فورا أو يبين لنا موقفه بكل صراحة».
كما أكدت كتلة «صادقون» النيابية، أن تصريحات داوود بشأن سليماني «مرفوضة وغير مقبولة» عادة تصريحه ناجم عن «عقدة عدم تصويت مجلس النواب على تعيينه وزيرا للثقافة».
وقال عضو الكتلة، النائب محمد البلداوي، في تصريح لمواقع إخبارية مقرّبة من «فصائل المقاومة الإسلامية» أمس، إن «تصريح مستشار رئيس الوزراء المدعو هاشم داوود بشأن الشهيد قاسم سليماني مرفوضة وهي ناجمة عن عقدة نفسية يعاني منها بسبب عدم التصويت عليه لمنصب وزير الثقافة الذي فرض ترشيحه على الكاظمي من قبل الأمريكان لكونه عميلا لهم».
وأضاف النائب في الكتلة التي تمثل حركة «عصائب أهل الحق» بزعامة قيس الخزعلي، في البرلمان، إن «دخول وخروج الشهيد سليماني إبان معارك التحرير كان بتخويل من قبل حكومتي العبادي وعادل عبد المهدي» مشيرا إلى أن «العبادي قد صرح بذلك وأشاد بدوره الكبير والبارز في معارك التحرير».
وأوضح أن «مستشار الكاظمي هو آخر من يتكلم عن السيادة» مخاطباً إياه بالقول: «لقد كنت تعيش أيام معارك التحرير متسكعا في شوارع وحانات باريس بينما كان الشهيدان سليماني والمهندس يفترشان التراب مع المقاتلين» على حدّ وصفه.

عراق ذو سيادة

في الأثناء، أكيد رئيس الجمهورية، برهم صالح، أن العراق المستقل ذو السيادة الكاملة هو قرار وإرادة تلتزم بمرجعية الدولة والدستور.
جاء ذلك في كلمة ألقاها أثناء مشاركته في الحفل التأبيني لإحياء ذكرى اغتيال نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس الذي أقامته هيئة «الحشد الشعبي» أمس، حيث قال، إن «هناك حاجة لعقد سياسي جديد يمكّن العراقيين في بناء دولة بسيادة كاملة، يعالج الأخطاء المتراكمة التي أدت لتصدع منظومة الحكم القائم».
صالح أضاف، «لن يتحقق ذلك من دون الإصلاحات ومعالجة مكامن الخلل، من أجل تغيير واقع العراقيين وتحقيق حياة كريمة تليق بهم» مضيفاً إن «هناك من يريد أن ينشغل العراقيون بصراعات داخلية تستنزفهم وتضعف وتهدد كيانهم، فلا يمكن الاستمرار والبلد مستباح والدولة منتهكة ومخترقة، ولن تستقيم أوضاع البلاد من دون أن يكون شعبه سيد نفسه بعيدا عن أي وصاية أو تدخل خارجي».
وقال: «العراق المستقل ذو السيادة الكاملة هو قرار وإرادة تلتزم بمرجعية الدولة والدستور، وهو ركن أساسي لمنظومة إقليمية قائمة على احترام حق الشعوب ونبذ الصراعات، ولا يمكن القبول أن يكون البلد ساحة صراع الآخرين أو منطلقا للعدوان على أحد».
وزاد: «العراقيون واجهوا أعتى هجمة إرهابية، واستطاعوا بصمودهم وبسالة القوات المسلحة من الجيش والبيشمركه والحشد الشعبي والعشائري ومكافحة الإرهاب وقوات الداخلية، فالانتصار على داعش، وبمباركة الفتوى الجهادية للسيستاني التي كان لها الدور المعنوي الكبير في تحقيق الانتصار».
وأكد أن «العراق أمام تحديات جسمية واستحقاقات مهمة؛ أبرزها الانتخابات المبكرة النزيهة، بعيداً عن التزوير أو التلاعب بإرادة العراقيين في اختيار ممثليهم، والشروع في الإصلاحات وتعزيز الأجهزة الأمنية وضبط السلاح المنفلت».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ابن الاردن:

    يا الهي وصلت الى هذه الدرجة من التبعية والولاء لإيران من قبل مناذرة العراق الجدد الذين يفتخرون وبدون ادنى حرج من تمجيد قاسم سليماني وبطولاته في العراق ولا يأتون الى ادنى ذكر لتضحيات العراقيين
    يتهمون مستشار رئيس الوزراء بالعمالة لأمريكا لأنه اوضح ان. قاسم سليماني كان يدخل ويخرج من العراق كما وكيفما يساء دون ادنى اعتبار لسيادة الدولة العراقية ، يصدر الاوامر والتعليمات وما على المناذرة الجدد الا حاصر سيدي والتنفيذ ، ،، يتباهون بولائهم وتبعيتهم دون ادنى حرج اصيبا برصلتهم العراقية بالعمى فلم تعد ترى كرامة الاستقلال وانما خزي عار الولاء والتبعية ، مفتخرة بذلك
    صدقوني ان نعمان بن المنذر الذي داسته ارجل الفيلة الايرانية تتوارى روحه خجلا من المناذرة الجدد
    ،،، لكن هل يولد في العراق يوما ما ،،،، هانئ بن مسعود

إشترك في قائمتنا البريدية