بغداد: أفاد مصدر أمني عراقي بأن 4 متظاهرين قتلوا في ساحة وسط العاصمة بغداد، الخميس، فيما قام محتجون غاضبون بقتل الجاني وتعليق جثته على عمود إنارة بالساحة.
وقال المصدر، وهو ضابط في شرطة بغداد برتبة نقيب، للأناضول، إن “شاباً يافعاً يبلغ من العمر 17 عاماً أطلق النار من سلاح رشاش على متظاهرين في ساحة الوثبة (وسط العاصمة) جراء شجار، ما أدى لمقتل 4 متظاهرين”.
وأضاف أن “محتجين غاضبين لاحقوا الجاني وأضرموا النار في منزله القريب من ساحة الوثبة وحاصروه في الأزقة، قبل أن يقتلوه ويعلقوا جثته على عمود في الساحة، قبل أن تقوم قوات الأمن بإنزالها”.
من جانبهم، أدان محتجون هذه الواقعة، ملمحين إلى تورط قوات الأمن فيها بهدف “تشويه صورة المتظاهرين السلميين”.
وقال بيان صادر عن المحتجين في ساحة التحرير وسط بغداد، اطلعت عليه الأناضول، إن “ما حدث اليوم في ساحة الوثبة جريمة يدينها المتظاهرين وتدينها الإنسانية والأديان ويعاقب عليها القانون”.
وأوضح البيان: “نعلن براءتنا نحن المتظاهرين السلميين مما حدث في ساحة الوثبة، ونعلن براءتنا أيضا من أي سلوك خارج نطاق السلمية التي بدأنا بها وسنحافظ عليها حتى تحقيق آخر مطالبنا الحقة”.
وأوضح البيان، أنه “وفقا لشهادات المتواجدين من المدنيين والقوات الأمنية، فقد قام أحد الأشخاص من سكنة منطقة ساحة الوثبة وهو تحت تأثير المخدرات بإطلاق النار على المتظاهرين السلميين ما أدى إلى قتل عدد منهم، دون أي تدخل من القوات الأمنية”.
وتابع أن هذا “دفع بعض المتواجدين من المندسين، وفي مخطط خبيث لتشويه صورة المتظاهرين السلميين، إلى مهاجمة منزل مُطلق النار، وتطور المشهد وفق ما خطط له المجرمون أن يصل إلى ما وصل إليه”.
ودعا المحتجون، السلطات الأمنية إلى “الكشف عن الجناة الحقيقيين المتورطين بهذه الحادثة من يقف خلفهم”.
وتخللت احتجاجات العراق التي اندلعت في أكتوبر/تشرين أول الماضي، أعمال عنف خلفت ما لا يقل عن 492 قتيلًا وأكثر من 17 ألف جريح، وفق إحصاء للأناضول استنادًا إلى أرقام مفوضية حقوق الإنسان (رسمية) ومصادر طبية وأمنية.
والغالبية العظمى من الضحايا هم من المحتجين، وسقطوا، وفق المتظاهرين وتقارير حقوقية دولية، في مواجهات مع قوات الأمن ومسلحين من فصائل “الحشد الشعبي” لهم صلات مع إيران، المرتبطة بعلاقات وثيقة مع الأحزاب الشيعية الحاكمة في بغداد، لكن الحشد ينفي قتله محتجين.
وأجبر المحتجون حكومة عادل عبد المهدي على الاستقالة، مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري، ويصرون على رحيل ومحاسبة كل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، والتي تحكم منذ إسقاط نظام صدام حسين عام 2003.
(الأناضول)