بغداد ـ «القدس العربي» : عبّر رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أمس الأربعاء، عن تضامنه مع حقّ الشعب الفلسطيني في إقامة دولته، وفيما دعا دول العالم إلى إنهاء معاناة الفلسطينيين والممارسات التعسفية لسلطات الاحتلال في غزّة، وجّه المؤسسات الحكومية بالاحتفاء باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وذكر في «تدوينة» له أمس، إنه «في اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، نؤكد وقوفنا ودعمنا حقَّ هذا الشعب في إقامة دولته على كامل الأرض الفلسطينية».
وشدد على ضرورة «إنهاء الممارسات التعسفية لسلطات الاحتلال ضدَّ المدنيين العزّل في غزة»، دعياً في الوقت عينه دول العالم إلى «إنهاء معاناتهم، التي تعرضوا لها بسبب العدوان الأخير».
كما وجه السوداني، حسب الأمانة العامة لمجلس الوزراء المؤسسات الرسمية كافة، الاحتفاء باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الموافق 29 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، تزامنا مع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة (40/32 ب) سنة 1977».
في حين، أكد النائب الأول لرئيس مجلس النواب محسن المندلاوي، مساندة العراق للشعب الفلسطيني ووقوفه بوجه سياسات تسويف قضية العرب الأولى.
وصمة عار
وأضاف في بيان صحافي إنه «في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني نجدّد تأكيدنا على ضرورة التحرك العربي الإسلامي الدولي العاجل لإيقاف جرائم الإبادة الجماعية التي يرتبكها الاحتلال الإسرائيلي بحق شعب فلسطين وتحت مرأى ومسمع كل الدول والمنظمات الإنسانية الكبرى، فلا سلام ولا استقرار دائم مع وجود كيان مغتصب غريب في جسد هذه الأمة، يقتل الأطفال والنساء والشيوخ ويقصف المستشفيات والمنازل والمدارس والمؤسسات الرسمية المدنية بكل وحشية».
وأشار إلى أنه «في هذا اليوم نؤكد مساندة العراق للشعب الفلسطيني والوقوف بوجه أي سياسات لتسويف قضية العرب الأولى، وهي حق الفلسطينيين بدولة آمنة وذات سيادة على كامل أراضيهم»، لافتاً إلى أن «استمرار جرائم الإبادة المنظمة ستبقى وصمة عار في جبين الإنسانية جمعاء والأبشع منها هو الاكتفاء بالتنديد والاستنكار والشجب وعدم اتخاذ موقف حازم تجاه كل ما يجري».
أما رئيس تحالف «قوى الدولة الوطنية»، عمار الحكيم، فأعرب عن أمله باستمرار الهدنة الحالية في قطاع غزة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.
وقال في بيان صحافي: «يحل علينا اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في وقت عاش فيه هذا الشعب الصابر المقاوم في الأراضي المحتلة لا سيما في قطاع غزة 45 يوما من العدوان السافر الذي كان جريمة حرب مكتملة الأبعاد، وإبادة جماعية ممنهجة، وحصارا جائرا متعمدا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، يضاف إليها قصف المستشفيات والمرافق الصحية والمناطق السكنية، مخلفا بنحو يومي قوافل وأرقاما متصاعدة من الشهداء والجرحى غالبيتهم نساء وأطفال وكهول».
وأكد أن «هذا الإجرام الذي تجاوز كل الحدود والمواثيق والقوانين الدولية والإنسانية يتطلب وقفة جادة من المجتمع الدولي لإنقاذ الشعب الفلسطيني وإنهاء معاناته، كما يتطلب مراجعة حقيقية للمواقف التي تميزت بازدواجية المعايير فيما يخص مفاهيم حقوق الإنسان وحرية التعبير وحقوق المرأة والطفل والمسنين وغيرها من العناوين التي يرفع رايتها المجتمع الدولي ويطالب بتنفيذها».
ودعا إلى «استمرار الهدنة الحالية وصولا إلى الإيقاف الشامل للحرب، وتحشيد الجهد الدولي والعربي والإسلامي لإغاثة المنكوبين في غزة وإعمار القطاع».
وفي مدينة أربيل عاصمة كردستان العراق، أعلن القنصل العام الفلسطيني في الإقليم، نظمي حزوري، عن وجود 11 ألف أسير فلسطيني قابع في سجون الاحتلال، بينهم أطفال ونساء.
وقال في كلمة له ألقاها داخل القنصلية في مدينة أربيل بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني: «نريد هدنة دائمة، وأن يتوفر للفلسطينيين الغذاء والدواء والأغطية خاصة في هذه الأيام الباردة، حيث يعيش أبناء شعبنا في غزة الحرمان والأيام الصعبة والقاسية التي لا يتصورها إنسان»، مشيرا إلى أنه «يقبع في السجون الإسرائيلية ما لا يقل عن 11 ألف أسير ومعتقل فلسطيني وقع عليهم أحكام جائرة تصل بعضها إلى 30 سنة، بين هؤلاء أطفال ونساء ومرضى وهم في حالة صعبة.
وأضاف أن «في يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني رسالتنا إلى العالم رسالة سلام ومحبة، نجدد تحيتنا إلى كل شعوب العالم التي تؤازر الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانب حقوقه الوطنية المشروعة بالحرية والاستقلال والسلام العادل».
كما أشار إلى أنه «في مثل هذا اليوم في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 2011 الذي يعد مصدر اعتزاز لنا كشعب فلسطين ودولته وقيادته ارتفع علم فلسطين في سماء أربيل إيذانا بافتتاح ومباشرة عمل القنصلية العامة لدولة فلسطين في اقليم كردستان».
وأوضح إنه «بهذا اليوم المهم والذي كرّمنا فيه اقليم كردستان بزعيمه مسعود بارزاني الذي حضر إلى القنصلية العامة لفلسطين ورفع علم فلسطين بيده ليعانق علم كردستان».
وأشاد بموقف رئيس الإقليم، نيجيرفان بارزاني في لقاء (ميري)، ولقاء المنتدى الثقافي في دهوك الذي أكد فيهما «حق الشعب الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ومن أجل تحقيق السلام العادل، وإنه لا يتمنى استمرار الحرب على غزة، وأي مكان آخر باعتبار أن الحرب عانى منها شعب كردستان الذي رسالته رسالة سلام، كما رسالة شعب فلسطين».
وسبق أن عبّر رؤساء الكنائس في العراق عن استنكارهم «للمجازر ضد الإنسانية» المرتكبة في فلسطين.
وبدعوة من البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، عقد بعض رؤساء الكنائس في العراق اجتماعاً استثنائيّاً، أول أمس، في الدير الكهنوتي في منطقة عنكاوا في أربيل، وأصدروا بياناً صحافياً جاء فيه: «نستنكر بشدّة الحرب المدمِّرة الدائرة في الاراضي المقدسة والتي بلغت حدّ ارتكاب مجازر ضدّ الإنسانية في انتهاكٍ للقانون الدولي والإنساني، نتمنى الا تتسع ساحة الصراعات فتشمل بلداننا».
ودعوا «جميع أصحاب الضمائر الحية إلى المطالبة بوقف العمليات العسكرية نهائياً، والعمل على تحقيق حلّ الدولتين، وهي ضرورة وطنية وإنسانية وعربية ودولية»، معتبرين أن «إنهاء هذا الصراع التاريخي، يمنع تأجيج الحقد والكراهية بين شعوب المنطقة».
يتزامن ذلك مع تنظيم عشرات الأطفال العراقيين في محافظة كربلاء، وقفة تضامنية مع أطفال غزّة، رسموا فيها خريطة فلسطين في منطقة «بين الحرمين»، كُتب وسطها الآية القرآنية «بأي ذنّبٍ قُتلت».
وحمّل الأطفال المشاركين في الوقفة التي نظّمتها العتبة الحسينية، الأعلام الفلسطينية بجانب العلم العراقي، فضلاً عن القاء قصائد تناولت العدوان الغاشم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني- لاسيما الأطفال- من قبل عصابات الكيان الصهيوني المحتل.
وقفة تضامنية
كما شهد المهرجان إطلاق الأهازيح التي دعت الى واجب نصرة الفلسطينيين من قبل المسلمين والعرب.
ووجه أطفال كربلاء كتابا إلى هيئة الامم المتحدة طالبوا فيه بـ»القصاص من المجرمين الصهاينة».
يأتي ذلك في وقت أعلن فيه الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، آلية تجهيز المساعدات وإرسالها لقطاع غزة، فيما أشار إلى السوداني وجه بفتح جسر جوي مستمر.
وقال، للوكالة الرسمية، إن «العراق أرسل 5 وجبات من المساعدات لقطاع غزة، وتضمنت الأخيرة نحو 20 طنا من المواد الطبية»، مؤكدا أن «القائد العام للقوات المسلحة وجه بفتح جسر جوي مستمر من أجل إرسال المساعدات للشعب الفلسطيني في قطاع غزة».
وأوضح أن «آلية إرسال الوجبات تتم بالتنسيق ما بين السلطات العراقية والمصرية من أجل استحصال الموافقة، وتسليم المواد يتم بإشراف الهلال الأحمر العراقي والمصري والفلسطيني»، مبينا ان «هناك وجبات جاهزة ويتم العمل على تهيئتها وإرسالها».
ووفقاً للمسؤول العسكري فإن «المواد الإغاثية والطبية يتم تجهيزها بعد التنسيق مع الهلال الأحمر الفلسطيني والمصري من أجل معرفة المواد التي يجب توفيرها لسد احتياجهم».