العراق يعلن قتل 6 من قيادات تنظيم «الدولة» بعملية في الأنبار

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: كشفت قيادة العمليات المشتركة، الجمعة، عن هوية 6 قيادات من تنظيم «الدولة الإسلامية» قُتلوا بعملية مشتركة مع قوات «التحالف الدولي» جرت في أواخر آب/ أغسطس الماضي في صحراء الأنبار، من بينهم والي العراق ووالي الأنبار والمسؤول العسكري للتنظيم في المحافظة، في وقتٍ من المقرر أن يتعاقد العراق مع شركة كورية جنوبية لشراء منظومة للدفاع الجوي، بقيمة 2.6 مليار دولار.
ووفق بيان للقيادة، «على ضوء معلومات استخبارية دقيقة وعمل فني وميداني مستمر من جهاز المخابرات الوطني العراقي، وبإسناد فني ولوجستي وتبادل للمعلومات الاستخبارية من قبل مستشاري التحالف الدولي، وبتنسيق ومتابعة من قيادة العمليات المشتركة، انطلقت (فجر الخميس 29 آب/ أغسطس 2024) عملية وثبة الأسود في صحراء الأنبار لاستهداف مقرات ومضافات قيادات داعش الإرهابي، وتبعتها ثلاث عمليات برية وإنزال للقوات المحمولة جوا بتخطيط وإشراف قيادة العمليات المشتركة نفذها جهاز مكافحة الإرهاب، وفرقة القوات الخاصة وقطعات الفرقة الخامسة».

نتائج مهمة

وأسفرت جميع هذه العمليات، حسب البيان، عن «نتائج مهمة وكبيرة وقتل معظم قيادات عصابات داعش الإرهابية من مستوى الخط الأول والاستيلاء على أسلحة وأعتدة ومواد لوجستية وفنية وحواسيب وهواتف ومبرزات جرمية مهمة، وتفجير أكثر من (10) أحزمة ناسفة، وعدد من العبوات والمتفجرات تحت السيطرة، وتدمير وحرق (7) عجلات مختلفة كانت تستخدم من قبل قيادات داعش».
وحسب البيان، «بعد إجراء فحص دي إن أي على (14) جثة لقتلى داعش الإرهابي خلال هذه العمليات، تم التعرف على القيادات الإرهابية المجرمة وهم كل من (أبو صديق أو أبو مسلم، واسمه الحقيقي هو أحمد حامد حسين عبد الجليل زوين) نائب والي العراق، و(منصور أبو علي التونسي، واسمه الحقيقي عمر بن سويح بن سالم قارة) أمير التصنيع والتطوير والملف الكيميائي، و(أبو همام، واسمه الحقيقي سعد محمد ناصر) والي الأنبار، و(شاكر هراط النجدي) المسؤول العسكري لداعش في الأنبار، و(أبو عبد حنوب أو أبو عبد الرحمن، واسمه الحقيقي معمر مهدي خلف حسين) والي الجنوب، و(وقاص، واسمه الحقيقي علي رباح رجا) مسؤول التواصل، إضافة إلى مسؤول ملف الاقتصاد والأموال ولاية الأنبار».
في الأثناء، أكد مستشار رئيس الوزراء، حسين علاوي، أن العمليات المشتركة راصدة لكل التهديدات والمخاطر الأمنية التي تحاول أن تعطل التنمية والإعمار في البلاد، فيما لفت إلى أن عملية «وثبة الأسود» أعطت مسارا بإنهاء قدرات التنظيم في المناطق الصحراوية.
وذكر للوكالة الرسمية، إن «هذه العملية الاستراتيجية قد جمعت معلومات استراتيجية على مدى أشهر عديدة من الأجهزة الاستخبارية وفي مقدمتها جهاز المخابرات الوطني وجهاز مكافحة الإرهاب وخلية الاستخبارات في قيادة العمليات المشتركة» مشيرا إلى أنه «على إثر ذلك، كانت العملية متقنة وهادفة بقتل قيادات عليا مهمة في عصابات داعش الإرهابية».
وأضاف أن «العملية أعطت مسارا بإنهاء قدرات عصابات داعش الإرهابية في المناطق الصحراوية المفتوحة وتدمير القيادة الشبكية والمفارز المتحركة في المناطق المعقدة جدا وذات الطبيعة الصحراوية التامة» مبينا أن «هذه العملية النوعية تعد الثانية من نوعها بعد عدة أشهر من العملية الكبرى التي كانت بموازاتها وشاركت بها ذات القطعات».

يعتزم شراء منظومة دفاع جوي كورية بقيمة 2.6 مليار دولار

وأوضح أن «هذا العمل يهدف إلى تعزيز عمل الحكومة العراقية في شق طريق التنمية وحركة الإعمار والبناء وإشارة مهمة من قبل قيادة العمليات المشتركة أنها ستكون راصدة لكل التهديدات والمخاطر الأمنية التي تحاول أن تعطل التنمية والإعمار في البلاد».
وختم بالإشارة إلى أن «عملية وثبة الأسد الاستراتيجية دمرت الآن كل خيوط القيادة لعصابات داعش الإرهابية، وحتى العمليات الخارجية التي قد تكون بتمركز هذه القيادات الإرهابية بهذا المستوى» مؤكدا أن «العملية لها تأثير كبير على الأمن القومي العراقي، وكذلك لها تأثير على حركة العصابات الإرهابية اقليمياً ودولياً».
يتزامن ذلك مع قرب توقيع العراق عقد شراء منظومة للدفاع الجوي من إحدى شركات كوريا الجنوبية بقيمة تبلغ نحو 2.6 مليار دولار.
وذكرت وسائل إعلام كورية جنوبية أن «العراق هو أحدث دولة في الشرق الأوسط تطلب شراء المنظومة» ومن المقرر أن توقع الشركة المصنعة العقد مع وفد من الحكومة العراقية هذا الأسبوع.
ونوَّهت إلى أن وزير الدفاع العراقي، ثابت العباسي، يعتزم توريد المنظومة إلى العراق في «أقرب وقت» لتعزيز الدفاع الجوي، مشيرةً إلى توريد 8 بطاريات للعراق في الخطوة الأولى.
بغداد دعت الجانب الكوري إلى تسليم البطاريات ونشرها «في أسرع وقت ممكن» وفقاً لهذه التقارير.
وسيصبح العراق، في حال التوقيع على الصفقة، ثالث دولة شرق أوسطية بعد السعودية والإمارات تشتري أنظمة دفاع جوي من كوريا الجنوبية.
وتعد إم سام 2 نظام دفاع جوي متقدماً ضد أي حركة جوية غير عادية وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية. والنظام يأتي مزوداً برادار متطور يمكنه اكتشاف الطائرات واستهدافها من مسافة بعيدة.
ويمكن للصاروخ إصابة الأهداف على ارتفاع 15 كيلومتراً ومدى يبلغ 40 كيلومتراً.
وتعليقاً على ذلك، كشف قائد الدفاع الجوي اللواء الطيار الركن مهند غالب الأسدي، تفاصيل صفقة شراء منظومة صواريخ أرض ـ جو متوسطة المدى من كوريا الجنوبية، فيما حدد موعد وصول أول بطاريات الصواريخ إلى البلاد.
وقال اللواء الأسدي إن «منظومة صواريخ أرض ـ جو متوسطة المدى نوع إم سام 2 المتعاقد عليها مؤخراً تعتبر متقدمة جدا، حيث إن العراق توصل إلى اتفاق بناء على توجيه القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني مع شركة إيلاجي الكورية وحكومة جمهورية كوريا الجنوبية لشراء عدد منها لحماية الأجواء العراقية» مبينا، أنه «من المقرر وصول هذه البطاريات إلى العراق تباعا على مدى السنوات المقبلة».

على دفعات

وأضاف، أن «تمويل هذه المنظومات سيتم على شكل دفعات، حيث سترفد قيادة الدفاع الجوي بإمكانيات عالية لأهميتها في دعم السيادة الوطنية وحماية الأجواء من أي اعتداء». وأشار إلى أن «هناك تفاهمات بمستويات عالية بين وزارة الدفاع ونظيرتها الكورية الجنوبية بهذا الاتجاه» موضحا أنه «سيتم في العام المقبل وصول أول بطارية صواريخ ليبدأ تدريب الكوادر العراقية القتالية والفنية كمهندسين وفنيين عليها في الشهر الرابع أو السادس من السنة المقبلة في جمهورية كوريا الجنوبية في الشركة المصنعة».
وأكد، أن «الكادر المتخصص بتلك البطاريات سيكون عراقيا، أي أن استعمال التعبئة والاستخدام التعبوي للبطاريات والكادر الهندسي هو فني عراقي» لافتا إلى أن «فترة تدريبهم تستمر من 4-8 أشهر حسب كل اختصاص».
ووفق القائد العسكري العراقي فإن «هذه هي المرة الأولى التي تصل العراق منظومة بطاريات جاهزة لتدخل مسرح العمليات وتدافع عن العراق وأجوائه».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية