كنت أتمنى لو كان التدخل في سورية للجم النظام من إبادة شعبه،عربيا وليس غربيا أو أميركيا، ولكن ماذا نقول، العرب أمة ليس لها وزن ولا كرامة ولا نخوة. الجامعة العربية (بيت العرب) ولدت ميته في 1945 لأنها صناعة بريطانية. قامت على أساس تكريس الكيانات العربية التي كانت قائمة في ذلك الزمان، وزرعت بريطانيا في نفوس القادة الشك في الأخر وعدم الركون اليه وأن يعتبروا بريطانيا هي الصديق المقرب الذي يجب إستشارته في كل شاردة وواردة. لهذا بقي العرب متفرقين لا يجمعهم أي هدف، حتى قامت إسرائيل في 1948 وقام العرب كل من ناحيته يدافع عن فلسطين وطبعا بسبب فرقتهم، تمت هزيمتهم على يد عصابات صهيونية، كما كانوا يسمونها. قامت وحدة يتيمة بين سورية ومصر وقام بعض العرب بالتآمر عليها حتى أجهضوها. عاد حال التشرذم العربي وعاد التدخل الغربي وكان الهدف هو إبقاء العرب على ما هم عليه من فرقة وجهل وضعف، وفي نفس الوقت كان الغرب يمد إسرائيل بكل أسباب القوة لتكون قاعدته المتقدمة لبث الرعب فى قلوب العرب. هذا إستمر حتى يومنا الحاضر. الآن سورية تحترق بفعل نظام فاش عنصري متجبر والعرب يتفرجون، حتى قام النظام الجبان بإستعمال السلاح الكيماوي ضد شعبه أكثر من مرة، مما دعى الغرب الى التدخل الذي سيتم خلال ساعات إن شاءالله. كما أعلن سيكون تدخلا محدودا يضعف النظام ويحد من قدرته على التمادي على شعبه، ولكن لا يقضي عليه حتى يستمر بحرب الإستنزاف التي يقوم بها ضد شعبه، وهذا ما يريده الغرب، الوصول بسورية الى أن تصبح دولة فاشلة، جيشها محطم وشعبها أيضا محطم يكره بعضه بعضا ولا يمكن أن تقوم قائمة للدولة السورية ولا للشعب السوري قبل قرن من اليوم.