العرب ليسوا بخير. لا أحد يجادل في هذا، بل لا أحد يتأمل ذلك لدرجة كأن المصائر حسمت نهائيا، وكل شيء أصبح محتوما. العالم خطا خطوات أصبح من المستحيل إدراكها أو الوصول لمحاذاتها ولو قليلا بالتمني والحلم. العربي أصبح إنسانا مزدوج المخ، يعيش في مكان ويستهلك وفق آليات أمكنة أخرى. يعيش حرّا طليقا ويؤمن بحرية المرأة، ويشدد القيد على ابنته وزوجته. يحب الديمقراطية، ويتصرف كدكتاتور صغير. مع حق تعبير الأقليات الثقافية والدينية ويكن عداوة مرضية لجاره الكردي مثلا.
لهذا، علينا أن نقبل بسلسلة من المعطيات السوسيولوجية التي تقول بأننا اليوم في وضع اليائس من مرضه وإخفاقه، ولسنا سادة مصائرنا مطلقا. بمعنى أدق، نحن في نسق عالمي علينا أن نفهمه ونحدد مكاننا فيه، كل يوم يتعقد أكثر، وأن الرخاء والراحة والطفرات التي مردها فيض نفطي كبير، أصبحت تقريبا وراءنا أو ستصبح كذلك قريب. مجبرون، بكل تأكيد، على أن نربي سبلا جديدة متماشية مع ما يحدث عالميا لكي نجد مكاننا في عولمة طاغية وغير رحيمة.
الثقافة ليست إلا جزءا تعبيريا عن هذه الحالات لا أكثر. أذا تخلفنا تتبعُنا، وإذا تقدمنا سنجدها أمامنا. فالثقافة هي المساحة الأكثر حساسية التي تستحق اهتماما خاصا، ولهذا نجد في الكثير من البلدان الأوروبية وفرنسا تحديدا، أخرِجَت الثقافة عن كونها فقط سلعة استهلاكية. السؤال القاسي: ما هو وضعنا من الإنتاج العالمي في ظل عولمة تمحو كل شيء ولا تحتفظ إلا بما تريده هي؟ لنبدأ بأداة التعبير التي هي اللغة؟ ماذا فعلنا باللغة العربية؟ ما هو تعاملنا معها؟ هل كانت لنا الشجاعة الكافية لتطويرها وتسهيلها بحيث تصبح موائمة للعصر مثل كل اللغات العالمية؟ لا يكفي أن يكون لنا مائة اسم للأسد أو للسيف أو للجمل أو غيرها، نحتاج فقط إلى كلمة واحدة تعني بدقة ما تعنيه، أولا، وتأتي بعدها التنويعات. لهذا وجب وضع حد للتسيب اللغوي، والجرأة على ضبط اللغة وتطويرها بحيث تقول عصرها وليس زمنا ولى فقط، حتى ولو استدعى الأمر إلى الكثير من البتر والعمل الجراحي في الجسم اللغوي. مثلما حدث مع الإنجليزية لدرجة أن أصبحت لغة الإنسان المعاصر لأنها الأبسط تعليميا. نعرف اليوم أن الكثير من البرامج الإلكترونية الخاصة بالكتاب الرقمي مثلا غير متوفرة على لوحات الآيباد والآيفون أو التليفونات الذكية. لأن هذه الأجهزة غير قادرة على فك تعقيدات اللغة العربية الحالية. تعقيد لغة معناه تأزمها الداخلي.
يبدو أن العرب لم يعودوا يثقون في لغتهم. بين حاجات العصر أو الثقافة والأصالة، يختارون لأبنائهم اللغة التي تضمن لهم انسجاما مع عصرهم أي الإنجليزية. وهو اعتراف شبه علني بأن اللغة العربية في أزمة حقيقية. فكيف نضع ثقافتنا في المدارات العالمية ونحن لا نعمل في هذا المجال إلا قليلا. ما هو العربي في الثورة الثقافية والعلمية العالمية؟ يكاد لا يُذكر.
لننظر إلى جائزة نوبل العالمية في مجال العلوم. نستطيع أن نقول عن هذه الجائزة ما نشاء، لكنها مهمة في تقييم المبادرات العالمية. فاز بها بعض العلماء العرب أو من أصول عربية. المشكلة هي أن لا أحد منهم مقيم في بلده، ومنتمون لمراكز بحث ومخابر أجنبية. متأخرون بشكل مفجع في مجالات البحث العلمي.
فكم يخصص العرب للبحث العلمي في ميزانياتهم الضخمة؟ لا شيء، في وقت أن بلدانا صغيرة، تسخّر للبحث العلمي، أكثر من البلدان العربية مجتمعة. يضاف إلى هذا الأمية التي بلغت في عموم البلدان العربية حد الإنذار بالخطر. كيف نريد من الآخر المتعدد أن يحترمنا، ونحن لا نحترم ثقافتنا ولغتنا. حتى الرغبة في التطور، التي كانت تحدو أجيالا بكاملها، في الخمسينات والستينيات والسبعينيات، انطفأت اليوم بتقلص رهانات المستقبل. حتى إمكانية الحلم تبخرت، وحل محلها يأس معمم.
انفتحت مع بداية الربيع العربي فسحة أمل لتغيير ممكن، لكنها سرعان ما انغلقت وكأن هذه الثورات غير مسموح لها بأن تتخطى حاجزا سُطّرَ لها، يعيد العرب إلى العصر الذي نفتهم منه أنظمة دكتاتورية بدائية أغرقت شعوبها في الـ لاثقافة. فالمتسيد في الوطن العربي، وإلى اليوم، حكم يجيِّر الدولة لمصالح مجموعات الضغط المتحكمة في خيراته. في ظل نموذج حكم هجين، لا هو بالملكي ولا هو بالجمهوري، إذ ابتذل الاثنان معا، ماذا ينتظر العرب الطيبون من وراء ذلك غير المزيد من الانهيارات والسقوط. قد يكون للغرب الاستعماري دور في هذا، لكن الداخل العربي يحتاج أيضا لأن يتغير بنيويا لتجاوز العجز الكلي والمعمم الذي أغلق كل شيء، حتى الأمل، في وجه الإنسان العربي.
واسيني الأعرج
سُئِلَ صديقٌ يُلقَّبُ بـ«الغضنفر» مرَّةً السُّؤَالَ التالي: هَلِ الثَّقَافَةُ العَرَبيةُ آيِلَةٌ إلى الانْقِرَاض؟
فَأجاب، وقد ارتسمتْ على وجههِ ابتسامةٌ مَريرَة:
حقيقةً، الثقافةُ العَربيةُ انتهتْ برمَّتها منذُ زمنٍ ليسَ بالقريب، على الأقلّ منذُ انقسامِ الدولةِ الإسلاميةِ إلى دُوَيْلاتٍ كانتْ تتنازعُ على السُّلطة في المَقامِ الأول. إذن، لكيْ نكونَ مُنْصِفينَ كلَّ الإنصافِ أمامَ هذا السُّؤال، نستطيع أن نقولَ إنَّ الثقافةَ العَربيةَ لَمْ تُوجَدْ، أصلاً، حتى تنقرضَ أو تؤولَ إلى الانقراض. ذلك لأنَّ كلَّ شيءٍ فيما يُسَمَّى بـ«العالم العربي»، على الإطلاق، لم يَعُدْ «عربيًّا» بالمعنى الحضاريِّ للكلمة.
ببساطةٍ، لننظرْ، أولاً، إلى الحياة المنزلية:
خُذوا أَيَّةَ آلةٍ أو أداةٍ أو آنيةٍ تَرَوْنَهَا في الاستعمالِ اليوميِّ في بلادِنا، بِلا استثناءٍ، فهي، بشكلٍ أو بآخَر، آلةٌ أو أداةٌ أو آنيةٌ إمَّا مُصنَّعَةٌ تصنيعًا أجنبيًّا حديثًا وإمَّا مُصنَّعَةٌ تصنيعًا أجنبيًّا قديمًا وإمَّا مُفَبْرَكَةٌ فَبْرَكَةً “عربيةً” بناءً على تصنيعٍ أجنبيٍّ حديثٍ أو قديم.
لننظرْ، ثانيًا، إلى الحياة الأدبية:
خُذوا أَيَّةَ مدرسةٍ أو موضةٍ أو صَرْعَةٍ تَرَوْنَهَا على الصَّعيد الأدبيّ في بلادِنا، بِلا استثناءٍ للمرَّةِ الثانية، فهي، في الأغلبِ والأعمِّ، مدرسةٌ أو موضةٌ أو صَرْعَةٌ غربيةٌ قلبًا وقالِبًا. لهذا السبب، الشِّعرُ “العربي” في أزمةٍ حقيقية، والنثرُ “العربي” في أزمةٍ حقيقية، وما بينهما في أزمةٍ حقيقية. ناهيكِ عن المذاهبِ الفلسفيةِ والفكريةِ على اختلافِ مشاربِها!
لننظرْ، ثالثًا، إلى الحياة السياسية:
خُذوا أَيَّ حزبٍ يسَاريٍّ أو يَمينيٍّ أو وَسَطِيٍّ تَرَوْنَهُ في المجال السياسيّ في بلادِنا من المحيطِ إلى الخليج، بِلا استثناءٍ للمرَّةِ الثالثة، فهو عبارةٌ عن نُسَاخَةٍ مُصَغَّرَةٍ أو مُكَبَّرَةٍ أو “مُعَدَّلَةٍ” عن حزبٍ يسَاريٍّ أو يَمينيٍّ أو وَسَطِيٍّ أوروبيٍّ بالدَّرجةِ الأولى.
للأسف الشَّديد، لمْ يبقَ لدينا سوى دُعَامَتَيْن مُتَهَرِّئَتَيْن تقوم عليهما بقايا ما يُدْعَى بـ«الثَّقَافَةِ العَرَبيةِ»، ألا وهما:
اللغة العربية: ويا ليتنا نُتْقِنُ هذه اللغةَ اتقانًا يرفع الرأس!!!
والدين الإسلامي: ويا ليتنا نفهمُ هذا الدينَ فهمًا يُثْلِجُ الصَّدر!!!
العرب ليسوا بخير لأنهم لا يريدون أن يكونوا بخير، لا يريدون أن يفهموا أن الغرب يلعب بهم ويعمل جاهدا على جعلهم متخلفين و جاهلين و متأخرين في كل الميادين، لا يريدون أن يشتغلوا و أن يعملوا لتطوير انفسهم، يرفضون بذل أي مجهود يؤدي إلى النماء، و لكن بالمقابل نشيطون في كره بعضهم البعض، سباقون لقتل بعضهم البعض، يركدون لتدمير بعضهم البعض.. وهذا بالضبط ما يريده الغرب و إسرائيل التي بالمناسبة، لا يتعدا عمرها ال ستين سنة ولها من التقدم العلمي والتكنولوجي و الصناعي والتجاري ما ليس لأي دولة عربية عريقة..
ان استراتيجية تعدد القطبية التي تعتمدها روسيا الجديدة لا تعني استبدال الاحادية القطبية الامريكية باحادية قطبية روسية .. و لا تعني العودة الى ثنائية القطبية السوفياتية الامريكية – ان تعدد القطبية تفتح المجال امام الشعوب للخروج من تحت هيمنة القطب الواحد الى خيارات متعدد تساعدها على النهوض بأوطانها … بالتأكيد و خلال عقود ستشكل العروبة قطبا عالميا و ستكون مساهمة روسياكبيرة في رفع شأن العروبة و توحيدها و التكامل معها … تاريخيا لم تكن هناك عداوة بين الروس و العرب بل هناك احترام و اعتزاز روسي بالعربية و منجزاتها و هناك محبة عربية لروسيا و حضارتها … و لا يوجد اطماع روسية بثروات العروبة و لا يوجد اطماع عربية بثروات روسيا و هناك فاصل جغرافي بين الاراضي العربية و الروسية بما يعني انه لا يوجد نزاعات حدودوية بينها و بين العرب
ولماذا هذه القسوة على انفسكم أيها الأحباب العرب.؟
من المحزن ان الكل يصف الداء الذي يمكن ان نعرفه من أنظمة الحكم الى نسبة الامية الى مانراه في برامج التلفزيون وهو ان الوضع في البلاد العربية هو عهد الانحطاط
لماذا لأيعطينا أحد من المفكرين والسياسيين والاقتصاديين ورجال الدين المخلصين الدواء؟
لقد اختار الله عز وجل العرب لحمل رسالة الاسلام واختار اللغة العربيةً لغة القران ( والله اعلم حيث يجعل رسالته) ولو لم يعلم الله ان في العرب خيرا لما منحهم هذا الشرف
ثقوا أيها الأحباب العرب بأنفسكم فماهي الا كبوة. ان من يدرس التاريخ يعرف ان الامم كلها مرت في صعود وهبوط والعرب جزء من التاريخ الإنساني . واعلموا ان الرسالة التي كلفتم بحملها تستدعي منكم النهضة
فاعملوا بجد وأصبروا وانتم الأعلون ان كنتم مؤ منين
( جدد السفينة فان البحر عميق وخذ الزاد كاملا فان السفر طويل واخلص العمل فان الناقد بصير). حديث شريف