العرب نسوا اسرائيل

حجم الخط
0

تمسك التطورات في الشرق الاوسط قادة جهاز الامن الاسرائيلي وهم في باريس، في الصالون الجوي الذي يفتتح اليوم. وهذه ايام دراماتيكية من ناحية أصحاب القرار وقاسية على نحو خاص بالنسبة لمحافل التقدير المهنية، فلم يتوقع اي جسم استخباري في الغرب، ولا شعبة الاستخبارات العسكرية خاصتنا، الانتصار الجارف للرئيس الايراني التالي، حسن روحاني، الذي يعتبر ‘معتدلا’، من الجولة الاولى من الانتخابات. واذا لم يكن هذا بكاف، مشكوك أن يكون هناك اي عبقري، بحيث كان يمكنه أن يتوقع القنبلة التي القاها الرئيس المصري حين طرد من بلاده السفير السوري. كل يوم والانباء التي يأتي بها ليست جميعها سيئة من ناحية اسرائيل.
كلما تبدد الدخان يتبين أن الامور تتدبر الى هذا الحد أو ذاك حسب المبنى التالي: الحرب الكبرى هي بين محور شيعي بدعم روسيا، والمحور السني الذي يفترض أن تقف خلفه الولايات المتحدة. امريكا الكبرى غارقة في غير قليل من المشاكل الداخلية، ولكنها توجد ايضا في ذروة تقويم عميق للوضع بالنسبة لما يجري في الشرق الاوسط، ولا سيما في سورية. وزير الدفاع موشيه يعلون وصل الى باريس مباشرة من واشنطن، حيث نقل الى وزير الدفاع الامريكي الفهم الاسرائيلي لما يجري في المنطقة. ولكن حتى قبل زيارة يعلون أطلق الامريكيون تصريحا جاء فيه أن بشار الاسد استخدم سلاحا كيميائيا ضد الثوار على حكمه (نحو شهرين بعد أن فاجأ رئيس دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات، العميد ايتان برون حين قال بالضبط هذه الامور).
ومثلما تبدو الامور الان، فان الامريكيين يوشكون على تغيير سياستهم والوقوف بشكل أكثر حزما مما كان حتى الان خلف المحور السني، الذي يضم الثوار في سورية، تركيا ومصر، السعودية ودول الخليج الاخرى، وكذا حماس في قطاع غزة (حين لا تكون هناك نار من القطاع حماس تنسى، ولكن حاليا فقط). ولكن هذا الدعم هو اقل مما ينبغي ومتأخر اكثر مما ينبغي. الطامة الكبرى هي انه من ناحية معظم المحافل في المنطقة تعتبر الولايات المتحدة اليوم من تجر اقدامها وتفعل كل شيء كي لا تدخل من جديد الى المستنقع الشرق اوسطي، حتى في الفترة القريبة القادمة ايضا في أعقاب تقويم الوضع في واشنطن، سيصعد الامريكيون قليلا وتيرة نقل السلاح الى الثوار في سورية. في السطر الاخير، الزخم اليوم يوجد في الطرف الشيعي الذي في مركزه ايران، الاسد وحزب الله، وبدعم قوي جدا من روسيا.
الرئيس المصري محمد مرسي انحاز أمس الى طرف ما بشكل واضح، مع المعسكر السني. الحرب الشيعية السنية لم تصل الى مصر، ولكنها تجري ايضا على أرض لبنان وفي مناطق اخرى في الشرق الاوسط. ليس فقط في سورية.
مشكلة اخرى لامريكا هي أن الطرف السني ليس من مادة واحدة. يمكن أن نرى الحرب الاهلية المضرجة بالدماء في سورية كحالة تمثل ما يجري في المنطقة بأسرها: من جهة الصراع بين الكتلتين الامريكية والاوروبية الغربية وبين روسيا، ومن الجهة الاخرى الحرب الدينية. مقابل الشيعة الموحدين جدا، 70 في المئة من الثوار السنة في سورية يعتبرون علمانيين أو سلفيين، 20 في المئة منهم ينتمون الى الاخوان المسلمين و10 في المئة مخلصون لايديولوجيا القاعدة.
الحرب الكبرى في العالم الاسلامي تصرف الانتباه العالمي عن المشكلة الاسرائيلية الفلسطينية التي تصبح هامشية. لمبادرة كيري لحل النزاع لا يوجد اي احتمال بالنجاح في مثل هذا الواقع، فهل هذا جيد أم سيئ لاسرائيل؟ هذا منوط بعيني الناظر.

معاريف 17/6/2013

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية