«العرب يريدون إبادتنا»!

حجم الخط
9

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطاب ألقاه أول أمس الثلاثاء عزمه إذا قام الإسرائيليون بإعادة انتخابه وشكل حكومة جديدة «تطبيق السيادة الإسرائيلية على غور الأردن وشمال البحر الميت»، وهي منطقة تشمل قرابة 30 في المئة من مساحة الضفة الغربية، مضيفا أن ضم الغور سيكون خطوة أولى وأنه سيضم مستوطنات أخرى بعد نشر «صفقة القرن» الأمريكية.
صاحبت هذا التصريح الذي ألقاه نتنياهو في مستوطنة بمدينة أسدود صفّارات إنذار إثر رشقة صواريخ أطلقت من غزة، كتذكير بأن أصحاب الأرض الفلسطينيين موجودون للدفاع عن أنفسهم تجاه التهديدات، وكان هروبه إثر ذلك مبعث سخرية لمنافسيه، كزعيم حزب «أزرق أبيض»، وتذكيرا أيضا بأن ما يقوله هو جزء من طبيعة المبالغات التي تقتضيها الدعاية السياسية، وخصوصا في الوضع الخطر الذي يتهدد نتنياهو، فخسارته الأغلبية في الانتخابات لن تجعله يخسر منصبه كرئيس للحكومة فقط ولكنها يمكن أن تؤدي به إلى السجن بسبب الاتهامات القضائية المستمرة المتعلقة بالفساد والتي تطارده وزوجته.
ويبدو أن جرعة التهديد الخطيرة التي جاءت في الخطاب لم تكن كافية لإثارة كل غرائز الهمجية والعنصرية لدى ناخبيه فقام بإطلاق تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» يقول فيها: «العرب يريدون إبادتنا جميعا، أطفالا، نساء ورجالا»!
ليس المقصود بـ«العرب» طبعاً، الدول العربية التي تفاخر نتنياهو عديد المرات بتوطد علاقاته معها وبأنها «تدرك أننا لسنا عدوها بل سند ضروري لها»، ولا حكامها الذين يقابل بعضهم علنا وسرا، ولعلّ التطوير الذي قدّمه نتنياهو في هذا الموضوع هو احتقاره للأطروحة الشهيرة التي تطبّع فيها الدول العربية مع إسرائيل مقابل إعطاء الفلسطينيين حقوقهم، والتي صارت بفضل «العرب» المقصودين، إلى تطبيع مع إسرائيل كمكافأة على حرمانها الفلسطينيين من حقوقهم.
من الملفت للنظر، في هذا السياق، أن إعلان نتنياهو تزامن مع إعلان حركة «حماس» اعتقال السعودية لأحد قادتها وممثلها في المملكة محمد صالح الخضري بعد شهور من السكوت ومحاولة إطلاقه عبر التفاوض مع السلطات السعودية، وأن ذلك جاء في إطار حملة طالت العديد من الفلسطينيين في سياق اعتبار السلطات الأمنية السعودية «حماس» حركة إرهابية، كما تزامن ذلك مع أحكام في مصر بالمؤبد لمرشد جماعة «الإخوان» ونائبه بتهمة «التخابر مع حماس»، وهي تهمة طالت أيضا الرئيس المصري الراحل محمد مرسي قبل وفاته.
تصريح نتنياهو حول «العرب يريدون إبادتنا» مثير للسخرية والاشمئزاز لأنه يحاول استثمار ما يسميه الكاتب الأمريكي «صناعة الهولوكوست» باعتبار نفسه وريثا لضحايا الإبادة النازية لليهود مستخدما إياه في سياق اضطهاد الشعب الفلسطيني، الذي هو الضحيّة المباشرة والحاليّة لتلك الإبادة.
نتنياهو، من دون شك، هو ممثل خطاب القوة والاستعلاء والغطرسة، والتي كانت وما تزال خطاب العنصريين والفاشيين في العالم، والذين لا يتوانى نتنياهو عن التحالف معهم، وهو لم ينفك عن استخدام منظومة القوة طوال حياته السياسية، وتجيء زياراته إلى المستوطنين المتشددين في الخليل وغلاف غزة ضمن هذا السياق الذي يقول للفلسطينيين: «نحن قادرون على إبادتكم جميعا، أطفالا، نساء ورجالا»، فيما يقوم بعض حكام «العرب» بإكمال المهمة ضد الفلسطينيين.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ع.خ.ا.حسن:

    بسم الله الرحمن الرحيم.رأي القدس اليوم عنوانه(«العرب يريدون إبادتنا»!)
    نتنياهو يخرف، فخوفه من السقوط عن الكرسي لا يقل اقلاقا وازعاج وقض مضجع عن زعماء معظم الدول العربيةوالفرق بينهما أنه يخاف من الصناديق وهم يخافون من حراك الشعوب .
    فخسارة نتنياهو للانتخابات
    ( لن تجعله يخسر منصبه كرئيس للحكومة فقط ولكنها يمكن أن تؤدي به إلى السجن بسبب الاتهامات القضائية المستمرة المتعلقة بالفساد والتي تطارده وزوجته.)
    ومن تخريفاته الانتخابية ان
     «العرب يريدون إبادتنا جميعا، أطفالا، نساء ورجالا»!. وهو يعلم يقينا أن معظم زعماء العرب الحاليين يعتبرونه حاميا لعروشهم ويتمنون أن تظل اسرائيل قوية ومسيطرة ضمانا لكراسيهم من السقوط.وأما شعوبهم فهي مغلوبة هل أمرها مجوعة فقيرة ومضطهدة .
    وأما قرارات العرب الانبطاحية والتي اشترطت المبادرة السعودية قبل اكثر من عقد ونصف ،التطبيع بعد إعطاء الفلسطينيين حقوقهم.
    ولكن بركات محمدي الخليج والسيسي وغيرهم استمرؤوا التطبيع بعد انتقاص شنيع من هذه الحقوق التي اشرطتها المبادرة السعودية مما حدا بنتنياهو أن يزيد من اختقاره لهم ولطرحهم الهزيل .واقول لنتنياهو وعملائه العرب(ياظالم لك يوم)

  2. يقول سوري:

    عندما يتأمر الأخوة مع الجلادين فكل شيء ممكن. المطبعون مع هذا الكيان المحتل هم الذين يشجعون العنصري نتن ياهو على مثل هذه القرارات لأنه يعرف أن القوة العربية انتهت وباتت من ذكريات الماضي. ايها الفلسطينيون لا تعتمدوا سوى على انفسكم فزعماء العرب الأشاوس لا يستقوون إلا على شعوبهم

  3. يقول بلحرمة محمد المغرب:

    كيان الارهاب والاجران الصهيوني هو اوهن من بيت العنكبوت كما قال السيد حسن نصر الله ولعل فرار النتن ياهو كالفار المدعور من صواريخ المقاومة يثبت دلك ولكن اين تكمن قوة العصابات الصهيونية؟ انها ليست في الاسلحة ولا عدد الجنود ولا خبرتهم ولا الدعم الامريكي والغربي ولا الكفاءة انها في ضعف العرب والمسلمين واستسلامهم وخنوعهم المدل والمهين.

  4. يقول سامح//الاردن:

    *مجرد دعاية انتخابية (قاتلهم الله).
    جميع قادة الصهاينة المجرمين.
    أما الدول العربية التي تحارب الفلسطيني
    حسبنا الله فيهم.
    والمقصود طبعا ساستهم وليس شعوبهم
    المنكوبة..

  5. يقول عبد الوهاب عليوات:

    توقعت ان اجد تعليقا للسيد كروي داوود المتخصص في انتقاد العساكر العربية المجرمة التي تقتل شعبها ولكن على ما يبدو هذا موضوع خارج عن اهتماماته لان العساكر هنا غير عربية.

  6. يقول احمد:

    نعم نريد ابادتكم انتم ومن معكم من حكامنا المؤيدين لكم وهذا لأنكم ظالمين .

  7. يقول محمد حاج:

    الصهاينة أنفسهم لا يثقون بالحكام العرب حتى لو كل الحكومات العربية أعلنت الصلح معها ؛ لانهم يعرفون أن هناك الشرفاء من الشعوب تتحين الفرص لطردهم وتحرير الاراضي العربية المحتلة ، الصهاينة جبناء ويستمدون قوتهم من الدهاء والخبث والمكيدة بين الشعوب ، عدا ذلك هم يخافون من الموت ولا يثقون بأي عربي مهما كان .

  8. يقول S.S.Abdullah:

    سياق وتوقيت اقتباس قول لنتنياهو ليكون عنوان («العرب يريدون إبادتنا»!) رأي القدس، يمثل مفهوم لخصته حكمة العرب بقول (ناقل الكفر ليس بكافر)، وأحب أن أضيف إليه:

    عندما العرب قالت (كل إناء بما فيه ينضح) تلخص حكمة العرب، في فهمها للآخر،

    فنتنياهو يفهم كل الناس، من خلال قاموس معنى المعاني لديه عن شعب الرّب المُختار ونظرية المؤامرة، في قلب الطاولة، فأفضل وسيلة في الدفاع هي الهجوم.

    ولذلك الاستفزاز/التحرّش لم ولا ولن يكون وسيلة لمعرفة الحقيقة، إلّا لدى اغبياء موظفي المخابرات،

    هو حر في فهمه وتأويلاته، حلال عليكم تقليد أخلاق المخابرات كالببغاوات،

    من وجهة نظري لا حل، بدون ربط حقيقي لمشاكل الأمم المتحدة (كشمير/فلسطين) لتوضيح إشكالية عقلية اقتصاد، يتم بناءه على مفهوم بندقية للإيجار،

    فمشكلة تايوان صاحبة مقعد دائم، طردت من نظام الأمم المتحدة، لتنضم إلى (كشمير/فلسطين) تختلف،

    فالسبب فيها كان فرض التحوّل الإقتصادي، بسبب العولمة (1945) والمخالصة في المعاملات التجارية ( بواسطة رقم سويفت) من خلال (ذهب دولار) وتحولها إلى (بترودولار)، بواسطة الثنائي كيسنجر/نيكسون.

    وليس الأرض أو الإنسان، كما هو حال كشمير وفلسطين.??
    ??????

  9. يقول روزا:

    لهذا عندما تم طرد لمسلمين واليهود من الاندلس لم يجدوا الى الدول العربية و الإسلامية للجؤ إليها لم نرى اكثر من جهود اليهود لأمة اكرمتهم في ديارها فكان الطعن في الظهر جزاءا على معروفها معهم

إشترك في قائمتنا البريدية