كم تمنينا أن تدوم العلاقات الودية بين الجزائر ومصر، لكن أتت النهائيات بما لا تشتهي طموحات الشعبين. كم أسعدتنا تعاليق الفيسبوك وصور المناصرين واختلاط ألوان العلمين المصري والجزائري على الفضائيات الجزائرية والمصرية.
لكن توقعات انتصار الأخوة باءت بالفشل الذريع وبإحباط شديد، وبدأت الاتهامات تصدر من أطراف عديدة، وسوء المعاملة تهمة يرميها كل طرف على الآخر. فلم تكن زيارة المعلق الرياضي حفيظ دراجي لعائلة أبو تريكة لتمر بسلام، ولم ينظر لها كمودة و”صلة رحم” بل أعطي لها بعد سياسي وإرهابي أيضا! وكانت عبارة عن زيارة مجاملة لأهل نجم كروي سابق يحظى بمحبة و احترام الكثيرين، كما صرح الصحافي حفيظ دراجي للإعلام. ففي الأنظمة الديكتاتورية، من السهل جدا تصنيف البشر ووضعهم في خانات تفتك بمستقبلهم وتقضي على إنجازاتهم، وتخاط لهم ملفات حسب المقاس.
لم يتوقف الأمر عند حفيظ دراجي، بل شملت التهمة “الجاهزة” اللاعب رياض محرز، على خلفية عدم مصافحته لرئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي ووزير الشباب والرياضة أشرف صبحي، بالرغم من تبريرات اللاعب بشأن هذه القضية وأن الأمر لم يكن متعمدا. إلا أن اللاعب قوبل بوابل من الشتائم والإهانات، و الأكثر من هذا تم تشكيل هيئة دفاع تطالب بحرمانه من دخول أرض الكنانة، لأنه إخواني الاتجاه!
كان الله في عون محرز وكيف بإمكانه إرضاء الهندوس والإخوان والسلطة الديكتاتورية.
كلما اقترب الغرب من الشرق حدث اصطدام وزادت الهوة وافترق عرب القارة السمراء، والشعوب هي من تجني آثار النصر وتدفع أعباء الهزيمة.
هكذا دخل الفريق المنتصر بالكأس وحظي بترحيب رسمي من حكومة قد تفتك بالنصر لتعيد شرعيتها المفقودة، بينما بقي المناصرون معلقين على ممرات الأمتعة، وعلى الأرض لأيام وليال.
قليل من الرأفة بمن انفعلوا وانتقلوا وتركوا الأهل وكل مايملكون. فالأولى أن ينتظر الفريق المنتصر جمهوره الوفي حتى تكتمل فرحة الجميع. لكنها الفرحة كانت عرجاء كالعادة. تستغل المحبين وتشعل نار الفتنة بين الشعوب.
اللعنة على الكرة، التي تأتي دائما لتفرق “الخاوة خاوة”. أم هي أخوة من ورق تعبث بها أخف النسمات؟
نرجو التعقل والتريث والتماس الأعذار لبعضنا البعض.
زوجات وبنات وامهات
اللاعبين صرن تحت المجهر
كحال النجوم تتتبّعهن العيون والألسنة وتطاردهن المحبة والاعجاب، وكذلك النقد اللاذع والسخط، ولم يشهد لاعب الاهتمام الاعلامي على شبكات التواصل الاجتماعي مثل رياض محرز، الذي، وطيلة المنافسة الافريقية و”التقرعيج” (تتبع خصوصيات الآخرين، من القرعة بفتح القاف أي القارورة ومحاولة ملئها بالأخبار) على حياته لم يهدأ، وخاصة على زوجته ونعتها بأوصاف ونعوت مسيئة لها مما جعله يحذف جميع صوره معها على موقعه الرسمي على الانستغرام.
تذكر هذه الحادثة بالتعليقات التي طالت زوجة الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون المستهزئة بها شكلا وسنا، مقارنة بالرئيس الشاب الوسيم.
هكذا ينتقل “شغل” الحموات من المجتمع إلى فضاءات التواصل الاجتماعي، ومن ربات منازل وماكثات في البيت إلى متعلمين ومتعلمات للتعبير عن مشاعر تؤذي الآخرين، دون أي وازع أو حساب. هذا وقد شمل الزوجة ريتا تضامن بعض رائدات الانستغرام بحملة رسائل ردت عليها وشكرتهن على المبادرة.
كما استطاع الجمهور الفيسبوكي حل لغز “الرايس امبولحي” والمتمثل في فتح يديه في كل مرة وتقبيلهما والوقوف على مسار حياته وفضل والدته “عائشة” عليه.
والجدير بالذكر أن حارس المرمى من أب كونغولي وأم جزائرية. لكنه لم يواجه بالنعوت العنصرية نتيجة لون بشرته. بل شمله العطف والاحترام، لأنه كان بارا بوالدته المتوفية، ومتدينا ومتواضعا، ولا يهتم بالإعلام مطلقا. والأكثر من كل ذلك أنه حرس المرمى من الضربات الموجعة ومن الهزيمة. فكل الطرق تؤدي إلى كأس افريقيا. إلى الكحلوشة. سوداء بلون العنبر الغالي في قارة بخسة الثمن تباع وتشترى في كل المزادات في عيون شعوبها.
أما “حيزية”، ابنة اللاعب الفرنسي ريبيري من زوجته الجزائرية فشملتها رعاية الألسن ولم تخضع للمتابعات المكوكية المحقرة، بل تعليقات انقلبت على الساحر، أي على المجتمع الجزائري. .جزائرية أسلم من أجلها ولم يرض اسما لابنته غير حيزية، أميرة قبيلة الذواودة الهلالية، التي خلدتها قصيدة بن قيطون الشهيرة. فرق شاسع يبين عقدة الأسماء والتماهي بها ومن خلالها. فبينما نختار أسماء مثل مليسا وكاتيا وغيرها، اكتفى ريبيري باسم حيزية القديم اسم الجدات. حيزية ظهرت متوشحة بالعلم الجزائري. والعلم جاء على قوامها.
الملك المغربي والتفاعل الايجاب
كانت ردة فعل العاهل المغربي محمد السادس على فوز الجزائر بكأس الأمم الافريقية بمثابة جرعة أوكسجين قوية أنعشت العلاقات بين البلدين الشقيقين و فتحت الحدود رمزيا. وقد تهوي الأسوار العملاقة في أي لحظة. حيث عبر الملك عن سعادته بالفوز المستحق عن جدارة. و اعتبره بمثابة إنتصار للمغرب.
شكل الملك في هذه الأيام حالة إستثنائية عبر مواقع التواصل الإجتماعي من خلال تغريدات نشرتها أسمى لمنور، معترفة بفضل جلالته على ابنها آدم من طليقها التونسي بعد منحه الجنسية المغربية. ويعتبر سن قانون اكتساب جنسية الأم المصادق عليه من طرف البلدان المغاربية تونس والجزائر والمغرب مكسبا للنساء وللبلد لحل معضلات الأبناء واندماجهم الكلي في المؤسسات الرسمية وكسبهم حقوقا كاملة. نرجو أن لا يتم التراجع عن هكذا مكاسب.
بإمكان الإشاعة أن تطيح بالسياحة
لماذا لم نعد نصدق بأنه يمكن لبلدان الجوار أن تتفاهم، ليس فقط من باب اختلاط الدم والقرابة والجوار، وإن كان ذلك من باب المصلحة. فيأتي ما يعكر صفو العلاقة التي تحسنت كثيرا وتوسعت وحدث تلاحم ومشاركة بفضل السياحة والعلاج والعشرة والمحبة. هذا ماتناقلته وسائل الاعلام وغيرها حول قرار منع المنقبات وأصحاب اللحى من الجزائريين دخول تونس، حسب ما قيل بأنه تصريح من وزير السياحة التونسي روني الطرابلسي.
الحمد لله أن الخبر فنده الوزير إذ نفى الخبر بل وسع من الأمل بتصريحه عن خط بحري بين تونس وليبيا سيتم فتحه. وكذلك مشروع القطار بين الجزائر وتونس، الذي مازال قائما. وسيقوم بطرح فكرة الجسر السياحي المغاربي الذي يجمع تونس والجزائر والمغرب.
نرجو أن تتحقق المشاريع، وأن يحمي الله بلداننا. وأن تصمت أبواق الفتنة إلى الأبد.
كاتبة من الجزائر
Sent from my iPhone
شكرا يا دكتورة على حرصك الشديد على تقديم مقالات جادة تصور لنا الواقع المرير الذي نشهده اليوم على خلاف ما يظهره الإعلام .
يقال ،،التقرقيج ،،وليس التقرعيج ،،ويقصد به الضجيج وتكسار الراس ،هذا للتصحبيح فقط ام بالنسبة للجنسية فان قانون الجنسية الجزائري ما زال يؤخذ برابطة الدم منجهة الاب فقط دون الام ولم يحدث اي تغيير لحد الان ولم يصدر اي تعديل في الجريدة الرسمية
بالنسبة لمنح الجنسية لطفل من ام مغربية واب تونسي اظن هذا لا يحتاج الى تدخل الملك لان القانون هنا واضح الا اذا كان استثناء وفي هذه الحالة فان ما اشرت اليه لم يعد ساري المفعول وكما نعلم فان محمد السادس لا يمنح الجنسية للاشخاص العاديين الا اذا كان مغنيا عالميا مشهور كالشاب خالد وفضيل مثلا او كان رياضيا مرموقا كما حصل للبرازيلي دي كوستا الذي شارك مع منتخب المغرب في الكان ،،وحسب ما علمنا فان جلالته يدرس اقتراحا قدم لمه من الجامعة الملكية لمنح الجنسية لبلماضي ليدرس للاعبين المغاربة روح القتالية ويعلمهم الرجولة على الميدان ،،
بالنسبة لتهنئة جلالته لعمي صالح انت ادرى بها من الجميع ،،ومنقولش خير ،، ،خير من اللي نقولى
ضربة واحدة في الرأس تعيق الإدراك والتمييز بين الأشياء. …فما بالك بضربتين موجعتين في وقت واحد….ضربة الحراك الذي أرسل الفوج الأول من العصابة إلى السجون. ..وضربة التلاحم بين الشعبين التي تنذر باقتلاع جذور وأركان البوخروبية جملة وتفصيلا. …!!!! ولاعزاء لمن يبكي على اطلال من أفقر البلاد والعباد…وجعل العملة ورقا من غير قيمة…!!!….ولاحول ولا قوة إلا بالله.