واشنطن – رويترز: يقول خبراء إن توقعات زيادة الطلب في آسيا والتوتر مع ايران عاملان رئيسيان في الإبقاء على علاقات قوية لكن دائمة التطور في مجال الطاقة بين السعودية والولايات المتحدة.
ةامس رحب وزير النفط السعودي علي النعيمي بامدادات الطاقة الامريكية الجديدة لكنه توقع ان تبقى الولايات المتحدة مستوردا للنفط من الشرق الاوسط.
وارتفع انتاج الولايات المتحدة من النفط الي أعلى مستوياته في 20 عاما بفضل تقنيات متطورة للاستكشاف والحفر.
وقال النعيمي في كلمة في مركز الدارسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن ‘الولايات المتحدة مستهلك رئيسي للطاقة وستبقى كذلك.’ وقال ايضا ان السعودية تريد ضمان توازن جيد بين العرض والطلب في سوق النفط. واضاف ان المملكة لا تؤيد اسعارا أعلى للنفط إذا كانت لا تعكس الاوضاع الفعلية للسوق.
غير ان النعيمي قال ان بلاده ستكون محظوظة أن يتخطى انتاجها النفطي المستوى الحالي البالغ حوالي 9 ملايين برميا يوميا بحلول 2020 مع وصول انتاج جديد من دول اخرى الي الاسواق. واضاف ‘هناك امدادات تأتي من اماكن اخرى… ونحن سعداء لذلك.’
وقال ان الامدادات الجديدة تأتي من الولايات المتحدة والعراق ومنطقة قزوين والبرازيل وافريقيا. وتابع انه مع وصول تلك الامدادات الي الاسواق فانه لا يتوقع ان يتخطى انتاج النفط السعودي حاجز 11 مليون برميل يوميا أو 11.5 مليون برميل يوميا بحلول 2030 أو 2040 .
من جهة ثانية قال النعيمي ان بلاده لديها مخزون كبير من نوع النفط الذي أدى الي نهضة للطاقة في الولايات المتحدة لكنها تحتاج الي تعلم كيفية استغلال هذا المورد.
واضاف النعيمي قائلا في كلمة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن ‘نعتقد ان لدينا كميات هائلة من النفط الصخري.. ما نحتاجه هو التعرف على كيفية استغلاله.’
وتقود الولايات المتحدة طفرة في استغلال النفط الصخري بتكنولوجيات متقدمة للحفر مما ساعد في ارتفاع انتاجها من الخام الي أعلى مستوى في 20 عاما.
ويرى محللون انه في الوقت الذي تنتج فيه الولايات المتحدة النفط بأعلى مستوى في 20 عاما بفضل طفرة النفط الصخري، فان ثقة السعودية في الأسواق الاسيوية ستساعد في الابقاء على العلاقات بين البلدين على مسارها الصحيح.
وقال مستشار للحكومات والشركات في شؤون الطاقة مقيم في واشنطن طلب عدم نشر اسمه ‘السعوديون لا يرون في طفرة النفط في أمريكا الشمالية تهديدا. ليس في سياق سوق النفط العالمية.’
وقال النعيمي في كلمة ألقاها في وقت سابق هذا الشهر في الدوحة إنه لا ينبغي لأحد أن يخشى امدادات النفط الجديدة في الوقت الذي يرتفع فيه الطلب العالمي، مضيفا أن النمو السكاني في اسيا سيكون المحرك للطلب المستقبلي على النفط.
وستكون السعودية وهي المصدر الرئيسي للطاقة الانتاجية الفائضة في العالم واحدة من دول قليلة قادرة على إمداد الصين ودول اسيوية أخرى.
وفي المقابل ستتجه البراميل الإضافية التي تنتج في نورث داكوتا وتكساس إلى تلبية الطلب في الولايات المتحدة، وذلك على الأقل حتى تتغير القوانين لتمكن منتجي البلاد من تصدير كميات كبيرة من الخام.
قد تكون العلاقات بين الرياض وواشنطن في سبيلها للتغيير لكن البلدين مازالا يشتركان في أهداف مهمة تتعلق بتحقيق التوازن في سوق النفط. وأحد هذه الأهداف هو منع أسعار النفط من الارتفاع بدرجة كبيرة لإبقاء إيران تحت السيطرة.
وتحاول الولايات المتحدة تجفيف مصادر تمويل إيران لبرنامجها النووي المثير للجدل عن طريق فرض عقوبات على مبيعات النفط. وارتفاع أسعار النفط العالمية قد يضر بهذه الجهود.
والسعودية بدورها لا تريد أن تمتلك إيران سلاحا نوويا ومن المتوقع ان تبقي على أسعار النفط مستقرة.
وقال تشاس فريمان الذي عمل سفيرا للولايات المتحدة لدى السعودية في عهد الرئيس جورج بوش الأب ‘مازلنا شركاء لكن أقل قربا مما كنا عليه من قبل.’
وعلى مدى عقود كانت علاقات خاصة تربط بين السعودية والولايات المتحدة. فالمملكة تمد الولايات المتحدة بالنفط وواشنطن توفر للسعودية الحماية من أعدائها. وبعد أن تراجعت اهمية السعودية كمورد للنفط للولايات المتحدة أكبر مستورد للنفط في العالم يرى البعض أن العلاقة الخاصة تتراجع.
وحتى مع تطلع السعودية لأسواق أخرى فإنها مازالت ثاني أكبر مورد للولايات المتحدة وكندا بشحنات بلغت في المتوسط 1.4 مليون برميل يوميا في الاشهر العشرة الأولى من العام الماضي.
وفي إطار تغير العلاقة تشتري السعودية طائرات حربية أمريكية بعشرات المليارات من الدولارات في حين تتطلع لعملاء آخرين لبيع نفطها.
وقال فريمان ‘يبدو ان السعودية تسلح نفسها بافتراض انها ستلعب دورا أكبر في الدفاع عن نفسها.’