الدوحة ـ”القدس العربي”:
شدد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في اجتماع مجلس أمنائه في العاصمة القطرية الدوحة، على ضرورة استمرار الدعم والتأييد للقضية الفلسطينية وبخاصة في غزة و إيلائها المزيد من العناية في المجالات التي تلبي الاحتياجات الأساسية من غذاء، ودواء، وكساء، وإيواء، والدعوة لتحريك الأمة وتفعيلها قادة وشعوبا لإيقاف العدوان، مع تأكيده أيضاً على دعم لبنان.
وجاء البيان في ختام انعقاد مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في دورته السادسة الذي استعرض فيه قضايا المسلمين عموماً وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وأكد علماء المسلمين في بيانه الذي حصلت “القدس العربي” على نسخة منه، على تفعيل أهدافه والالتزام بها منطلقاً من الاستراتيجيات وأهدافها ومشاريعها التي انبثقت من الجمعية العمومية في كل المجالات وعلى رأسها الرسالة العلمية والنهوض بالأمة التي أنشئ لأجلها الاتحاد واستثمار ذلك في النهوض الحضاري بالأمة وعمارة الأرض.
ودعا الاتحاد علماء الأمة ونخبها ومكوناتها إلى القيام بدورهم وتعزيز حضورهم في حمل المشروع الإسلامي الحضاري. وأكد الاتحاد على ضرورة الحفاظ على القيم المشتركة بين الشعوب بشتى ثقافاتها التي تحمي الإنسانية وكرامتها وفطرتها، حيث أعرب عن استيائه وأسفه عن ما آل إليه العديد من الشعوب الإسلامية والإنسانية عموما من صراع وحروب وكراهية وإخلال بالفطرة والقيم.
وشدد علماء المسلمين على ما سبق من بياناته وفتاواه في القضية الفلسطينية وموقفه الواضح الذي لا يتزحزح حيال ذلك، والذي عبرت عنه بياناته وفتاواه من أول لحظاتها التي استنكرت جريمة العصر المتمثلة في الإبادة الوحشية للإنسان والحجر والشجر في غزة وفلسطين.
وعبر الاتحاد عن بالغ أسفه واستنكاره وتنديده بالموقف المتخاذل لكثير من الدول الإسلامية الذي لم يرق إلى مستوى المسؤولية التي يحتمها الشرع والضمير الإنساني قبل الواجب الأخوي والجوار.
واعتبر علماء المسلمين أن “الصمت والتخاذل ساهم في إمعان العدو المحتل الصهيوني في سفك الدماء وانتهاك الحرمات والإبادة الجماعية الإجرامية والتطهير العرقي العنصري”. وطالب الاتحاد في ختام أعمال مجلسه في قطر، بتشكيل لجنة تحقيق دولية في الأسلحة المحرمة دولياً التي استخدمت خلال الحرب في غزة وتضاعفت خلال الخمسين يوماً التي استخدمت فيها أسلحة إجرامية لحرق وتبخير الأجساد لإخفاء الجريمة.
وأشاد الاتحاد بمواقف جنوب أفريقيا والدول الداعمة والمنظمات الدولية التي وقفت سنداً للشعب الفلسطيني.
وطالب الاتحاد بشدة، “بتفعيل القانون الدولي وقرارات المحكمة الدولية في ملاحقة المجرمين الصهاينة فلا معنى لقانون لا نفاذ له”. كما دعا الاتحاد إلى استمرار البذل وتقديم العون وكل ما في الوسع للشعب الفلسطيني في غزة.وشدد الاتحاد على ضرورة تحريك الأمة وتفعيلها قادة وشعوباً لإيقاف العدوان. كما دعا الاتحاد إلى مساندة الشعب اللبناني ومد يد العون والدعوة لإعادة الإعمار وتعويض المتضررين.
وتابع الاتحاد الأحداث المتسارعة في سوريا وما قد تؤول إليه من تطور، ودعا الله أن يحفظ الشعب السوري من كل سوء، وأن يحقق له تطلعاته وأمنه واستقراره ويؤكد على وحدة أراضيه ويقف مع مطالبه العادلة. كما طالب الاتحاد، الدول الإسلامية برفع الظلم عن المعتقلين والمسجونين من العلماء.