من المؤسف ان نتابع اليوم اخبار الازمات المستعصية في دول احتفلنا قبل عامين بشجاعة شبانها (نساء ورجالا) وقدرتهم على طرد حكام مستبدين فاسدين وفرض تغيير جذري في الدولة.
فقبل ثلاثين شهرا، وقف العالم مذهولا وهو يشاهد الحياة تدب فجأة في حركة الشعوب العربية التي انتفضت واطاحت بانظمة ديكتاتورية، بدءا من تونس فمصر وليبيا، واليمن، وكان في حينها يتوقع نتائج مماثلة في سورية.
اليوم، تشهد تونس مهد الربيع العربي، تصعيدا في الاحتجاجات ومطالب بتشكيل حكومة انقاذ وطني وبحل المجلس التأسيسي اثر اغتيال المعارض محمد البراهمي بعد ستة شهور من اغتيال المعارض شكري بلعيد.
اما مصر فتمر بمرحلة عصيبة، فخلال الاسابيع الاربعة الاخيرة قتل اكثر من 300 شخص، ولا يبدو في الافق اي حل مرض للطرفين، فالاخوان المسلمون يواصلون اعتصاماتهم للمطالبة بعودة ‘الشرعية’، والجيش يسير قدما بـ’خارطة المستقبل’ التي تم وضعها اثر عزل الرئيس محمد مرسي.
اما في ليبيا فيكاد لا يمر يوم من دون تفجير او عملية اغتيال، اضافة الى ما شهدته مدينة بنغازي من اقتحام للسجن وفرار 1200 سجين خطر. ولم تعد لغة الحوار في ليبيا الا بالرصاص والعنف، فبالنسبة لضباط الشرطة، اسلوب المطالبة بزيادة الاجور يكون باقتحام مراكز الشرطة، اما العاملون بحقل النفط فطريقتهم لتقديم مطالبهم هي وقف تصدير النفط. واسلوب مطالبة البرلمان باقرار قانون العزل السياسي، يكون بمحاصرة المسلحين للوزارات واقتحامها، وللاسف تجد الدولة نفسها امام وضع خطير حيث تضطر للرضوخ لهذه الاساليب. وكما قال رئيس الوزراء الليبي علي زيدان ‘الناس يعتقدون ان الدولة ضعيفة، لكن الحقيقة انها ليست حتى موجودة.. ولو تم احضار افضل سياسي من امريكا او اوروبا فسيجد نفسه عاجزا في ليبيا’.
الازمات والصراعات والاشتباكات والقتل والتدمير في هذه الدول لا تعني ان الخطأ كان بالثورة وبمطالب الديمقراطية، الخطأ هو الاعتقاد ان التغيير كان سيحصل فورا.
فالديمقراطية والتعددية والحريات وحقوق الانسان والتسامح واحترام الآخر، والرأي والرأي الآخر ليست عناوين برامج فضائية، بل قضايا اساسية نحتاج وقتا ليس بقصير لنتعلمها ونحترمها ونكتسب ممارساتها. فمن المستحيل ان نعيش بدول يهيمن عليها الاستبداد والقبلية والفساد لعقود من الزمن، ونتوقع ان تتحول خلال اشهر قليلة لممارسة الديمقراطية.
الربيع العربي بدأ بثورة الياسمين في تونس التي اندلعت بعد احراق محمد البوعزيزي نفسه احتجاجا على الاوضاع المعيشية والاقتصادية السيئة، وساهمت وسائل التواصل الاجتماعي بتوسعها ونشرها.
لكن التخلص من القبلية وتعلم التعايش بين كافة شرائح المجتمع، وبناء دولة مدنية والقضاء على الفساد وتحسين الاوضاع الاقتصادية، يحتاج لاكثر من تواصل عبر الفيس بوك والتويتر، يحتاج لارادة ولحكماء ولوقت… نأمل ان لا يطول كثيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم. ما يحدث في مصر وغيرها من الدول العربية هو ردة ولا ابو بكر لها في الوقت الحاضر؛وعسى ان لا تطول هذه الانتكاسة الخطيرة التي دبر للانقضاض عليها بليل،ومنذ الساعات والايام الاولى التي ظهرت فيها نتائج صناديق الاقتراع الحرة والنزيهة.واهم من يقول ان القضاء على الاخوان او غيرهم من الاسلاميين هو هدف الانقلاب المصري الحالي؛ولكن الهدف الصهيوصليبي الاستعماري المتناغم مع النخب العربية التغريبية ومع الدول العربية المرعوبة من حراك الربيع العربي، هذا الهدف هو دحر الاسلام السياسي عن الساحة العربية الاسلامية والجاؤه الى المساجد ليكون كهنوتا لا دخل له بالشأن العام وحرفه عن طبيعنه كدين ودولة ومصحف وسيف وصاروخ واقنصاد وعلوم وتكنولوجيا وكل ما يخطر على البال من مناحي الحياة المتشابكة.
ففي القرآن:ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون…والفاسقون…والظالمون وكذلك(وان احكم بينهم بما انزل الله)..(فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما).ورسول الاسلامي(ص)ينفي الايمان عمن لا يكون هواه تبعا لما جاء به صلى الله عليه وسلم
ونصيحتي لكل ذوي الاقلام والنخب والافراد الذين يشهدون ان لا اله الا الله ويصومون ويصلون ويزكون ويحجون ولكنهم يوادون من حاد الله ورسوله ويسيرون وراء كارهي الاسلام ومعاول هدمه دون تدبر وتفكر بعواقب يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم.وانظر ايها المسلم الذي ترجو الله ان يقبلك يوم القيامة هل هواك تبع لما جاء به المصطفى عليه السلام؟وبخلاف ذلك فانك على خطر عظيم يوم تلقى الله