العيدوني يتنازل عن قميصه وملايينه لغزة وبوطاجين يتنازل عن كتبه وفكره لأطفالها

يتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلا منقطع النظير من تضامن الرياضيين مع «طوفان غزة» ومع القضية الفلسطينية العادلة ضد همجية الاحتلال الصهيوني، حيث انتشرت صور من مختلف الرياضات، وأكثرها كرة القدم للاعبين مشاهير ينتسبون لأندية أجنبية، ومن دول تساند الصهاينة في تدمير وقتل المدنيين الفلسطينيين بكل وحشية! الرياضة كقوة ناعمة ضمن أشكال القوى الناعمة الكثيرة، تعبر عن قضايا مصيرية لا يجد السياسيون لها حلا، سوى بتضامن الرياضيين معها وكسر عين العدو، وذلك أضعف الإيمان. ففي الوقت الذي تتهاطل مناشير الفيسبوك حول «خذلان» النخب الثقافية لطوفان غزة، ووقوفهم يتفرجون على الأمر مواصلين نشر بعض من مشاركات نجاحاتهم الضيقة على مواقع التواصل الاجتماعي وتنقلاتهم الماراثونية هنا وهناك وتوثيقها في هذا الظرف العصيب، حسم بعض الرياضيين الموقف، بتوشحهم بعلم فلسطين، معلنين تضامنا في عقر ديار المطبعين ومع أعتى القوى العالمية.
والكل يدرك أن موقف الرياضي الواحد بآلاف من رجال الثقافة، وهو الواقع العربي شئنا أم أبينا، لقد فعلها عيسى العيدوني التونسي الذي «يتصدر الترند في منصة تويتر بعد الحملة التي تعرض لها من الجماهير الألمانية… هاشتاغ كلنا عيسى العيدوني اجتاح أغلب حسابات تويتر. الجماهير السعودية طالبت صندوق الاستثمارات السعودي انتداب عيسى العيدوني لأحد الأندية الكبرى هنالك والترفيع في الأجر الذي يتلقاه اللاعب في «يونيون برلين» الألماني».
كما جاء على صفحة «فوتبول تونيزيان» وعلى صفحة « تونيزيا سبور نيوز» على فيسبوك نقرأ: «بسبب القضية الفلسطينية، هجوم كبير على عيسى العيدوني، يتعرض في آخر 24 ساعة نجم المنتخب الوطني والمحارب عيسى العيدوني لحملة كبيرة من قبل فئة من جمهور «يونيون برلين» الألماني طالبت بفسخ عقده مع الفريق، بسبب مساندته للقضية الفلسطينية، كان هذا من خلال التعاليق على الحساب الرسمي «انستغرام» للفريق الألماني. لكن في المقابل عرفت بعض هذه التعاليق مساندة كبيرة لعيسى بسبب مواقفه».
وتضيف الصفحة: «وفي نفس السياق، لاعبون كبار أعلنوا مساندتهم للقضية على غرار رياض محرز، محمد النني، مصطفى محمد، والمفاجأة كانت بمساندة الشعب الفلسطيني من قبل نجم برشلونة الفرنسي «كوندي».
وذكر المنشور بموقف ما يسمى بـ»فخر العرب» محمد صلاح «المخجل» «الذي لم يساند هذه القضية، مما جعله يتعرض لحملة كبيرة من قبل أنصاره الكثر، الذين هاجموه، الشيء الذي تسبب بخسارته لمليون متابع بشكل فوري في مختلف حساباته على مواقع التواصل «.
موقف «العيدوني» بين حجم التضامن العربي، خارج الحكومات التي فضلت الصمت أو «بين بين» حماية لـ»مصالحها» و»أمنها»، وكم الفرق شاسع بين الدول والأفراد في الوطن العربي، لأن الشعوب العربية تعيش أنواع بؤس متفاوتة، تحس بمقدار الظلم المسلط على الآخرين من جلدتها. هكذا تحول محمد صلاح من «فخر العرب» إلى «فخر القطط» في تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي، و»العيدوني» إلى «أسد».

السعيد بوطاجين يهدي فكره لأطفال غزة

خرج الأستاذ السعيد بوطاجين من «فضاء الاستهبال» والصمت لحد القرف، صمت الكثير من النخب المغاربية والعربية، عما يحدث في غزة وعدم التضامن بأضعف الإيمان مع «طوفانها»، الذي سيغير حتما المواقع والمصالح، وكشف عورات دجل المثقف الآني، الذي يسير وفقا لغرائزه، والمثقف الذي قدم روحه، التي لا معنى لها أمام حجم الخسائر والفقدان الموجع للمجتمع فكتب: «في 1982 انتحر الشاعر خليل الحاوي احتجاجا على اجتياح لبنان، كانت مجازر «صبرا وشتيلا»، التي خلدتها فرقة «ناس الغيوان»، كافية لتدميره. كان يردد قبل رحيله بأيام، كما قال بعض المقربين: «من يمحو هذا العار العربي؟». كان منهارا، ويائسا من الحكومات والجيوش، التي خذلت الأمة. لم يكن هناك مطبعون كثر، باستثناء ما حصل في «كامب ديفيد» مع الرئيس أنور السادات، ولم يكن هناك مثقفون تنويريون كثر ممن انقلبوا على أوطانهم، ولم يكن هناك مطبلون وداعون إلى خرافة «المحبة»، بالتنازل عن كرامتهم وأمهاتهم. لقد كان مارسيل خليفة يردد «مناضلون بلا عنوان»، وكان صوت «أميمة خليل» يوقظ الموتى، وكان «مظفر النواب» يقرأ بشجاعة قصيدة «فلسطين عروسة عروبتكم»، التي أربكت القادة والمثقفين الأنذال، غير مهتم بالحكام والمنافي، كما فعل الشيخ «إمام» و»أحمد فؤاد نجم اللذين قضيا حياتهما في السجون».
ويصل بوطاجين إلى الوضع الراهن، قائلا: «ثم تبدل الوقت، أصبحت الكتابة «المناضلة» وسيلة لتدمير القيم والرموز من أجل التقرب من الكيانات والأمراء، وتجارة تقود إلى الجوائز والمكاسب، وامتلأت المكتبات والتلفزيونات بالمنظرين والسفاسف والرماد البارد، وبالقذارات المطمئنة على مستقبلها. وهي تتحدث عن خليل حاوي، وعن القيم والشرف والثورة والفقراء، مختبئة في الفنادق، وفي أحضان الملوك والقادة، ما أوسخكم وما أوسخنا». فخارج نظام كل التفاهات، إحالة إلى كتاب المفكر الكندي «آلان دونو» العزيز على «بوطاجين» و»نفاق» النخب» يتنازل السعيد بوطاجين عن كتبه لأطفال غزة، صاحب رواية «أعوذ بالله» ومجموعة قصص «ما حدث لي غدا» وكتاب «جلالة عبد الجيب»، إضافة إلى الدراسات النقدية والترجمات، صاحب القلم الناقد الساخر، الجاد جدا والصريح لحد الهزل، أهدى للفراشات التي لن يخترقها رصاص، ولن يذبلها الصيف الحار، والتي لا تموت بل تستشهد، الخالدة، عنها وإليها كتب على صفحته الرسمية على فيسبوك: «أقل من هدية وأكثر من رمز: أنا المدعو السعيد بوطاجين مستعد للتنازل عن كل كتبي في السرد والنقد والترجمة والإعلام الثقافي لفائدة أطفال غزة علهم يستطيعون شراء مناديل لمسح دموعهم الزكية، أمام تواطؤ القوى الديمقراطية والتنويرية المتكتلة ضد فراشة، المجد للإنسان حيث كان». الخبر الذي تناقلته صفحات عديدة وأثنت عليه «الدكتور الجزائري السعيد بوطاجين يهدي كل انتاجه الفكري إلى أطفال غزة». كتب عيسى بن جدة على صفحته على فيسبوك. أما مراد زيمان، فكتب: «الأستاذ الأصيل ابن الأصول الملك السعيد بوطاجين يتنازل عن كل كتبه الثرية نتيجة جهده الفكري والمعنوي لأطفال غزة. إنه ذلك الانسان الذي لم تستطع الجغرافيا احتواءه».
وعلى خطى الرياضة يقاطع بعض الناشرين العرب المشاركة في معرض فرانكفورت في دورته 75، الذي يدعم صراحة الاعتداءات الصهيونية على غزة، كما تناقلت مختلف منصات التواصل الاجتماعي، وكان قرار «دار سعاد الصباح للثقافة والابداع « الكويتية أول من قام بالانسحاب، ثم جاء دور اتحاد الناشرين العرب وتلته بعض دور النشر كـ «الشارقة للكتاب» وبعض الأفراد، مثل الروائي سعيد خطيبي من الجزائر.

 كاتبة من الجزائر

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية