العيساوي ينتصر على سجانه ويقهر زنزانته بامعائه الخاوية والفرحة تعم الاراضي الفلسطينية باعتبار ذلك انتصارا فلسطينيا

حجم الخط
1

رام الله ـ ‘القدس العربي’ اعتبر الفلسطينيون موافقة سلطات الاحتلال الاسرائيلي الثلاثاء على اطلاق سراح الاسير سامر العيساوي بعد 8 اشهر، انتصارا فلسطينيا يجب ان يتم استثماره سياسيا لصالح الاسرى الذين اعاد الاحتلال اعتقالهم بعد اطلاق سراحهم، اضافة للمعتقلين الاداريين.
ووافقت النيابة العسكرية الإسرائيلية فجر الثلاثاء على صيغة اتفاق عرض من قبل العيساوي المضرب عن الطعام منذ 277 يوما، يقضي بالافراج عنه بعد 8 اشهر، مقابل وقف اضرابه عن الطعام، وذلك بعد ان وصلت اوضاعه الصحية لدرجة خطيرة جدا، وبات الموت يتهدد حياته، مما دفع اسرائيل للموافقة على عرضه خشية ان يؤدي موته لانفجار الاوضاع في الاراضي الفلسطينية الملتهبة اصلا تضامنا مع الاسرى.
وكان العيساوي رفض جميع العروض الاسرائيلية السابقة لانهاء اضرابه عن الطعام، والتي كانت تقضي بابعاده لقطاع غزة او اية دولة اوروبية، الا انه اصر على مواصلة الاضراب وفضل الموت على الابعاد عن بلدة العيساوية مسقط رأسه في القدس.
وأعلن مدير الوحدة القانونية في نادي الأسير المحامي جواد بولس من مستشفى ‘كابلان’ ظهر الثلاثاء بان العيساوي علق إضرابه المفتوح عن الطعام والذي استمر منذ تاريخ 182012 حتى تاريخ 2013/4/23، بعد أن تم توقيع اتفاق مع النيابة العسكرية للاحتلال الاسرائيلي تقضي ببقاء الاسير بالاعتقال لمدة 8 أشهر تبدأ من امس الثلاثاء حتى 23122013 وهو تاريخ الإفراج عنه إلى بيته في العيسوية.
وأوضح بولس أن العيساوي سيخضع منذ الآن إلى عملية تأهيل صحية حتى الإفراج عنه.
وكان العيساوي اعتقل العام 2002 وحكم عليه بالسجن 26 سنة لنشاطاته العسكرية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين واطلق سراحه العام 2011 في اطار صفقة تبادل اسرى جرت بين حماس واسرائيل واطلق بموجبها الجندي الاسرائيلي غلعاد شليط.
الا ان العيساوي اعتقل مجددا في تموز (يوليو) 2012 بحجة انه اخل بشروط اطلاق سراحه وخرج من القدس الشرقية الى الضفة الغربية، حيث طالبت النيابة العسكرية الاسرائيلية بان يستكمل حكمه السابق في السجن، مما دفعه للاعلان عن الاضراب المفتوح عن الطعام منذ مطلع اب الماضي لغاية امس الثلاثاء حيث اوقف اضرابه ضمن اتفاق لاطلاق سراحه.
وعمت الفرحة الاراضي الفلسطينية وخاصة بلدة العيساوية في القدس ابتهاجا بموافقة سلطات الاحتلال على اطلاق سراحه في نهاية العام الجاري وعودته الى مسقط رأسه، حيث اعتبر ذلك الاتفاق انتصارا على السجان.
وقال ديمتري دلياني عضو المجلس الثوري لحركة فتح وأمين عام التجمع الوطني المسيحي في الاراضي المقدسة، إن ‘الأسير سامر العيساوي انتصر للقدس والإنسانية جمعاء بانتزاعه لحقه بالحرية والعودة إلى القدس من براثن جلادي شعبنا في ملحمة وقف خلالها بجسمه الهزيل شامخاً متحدياً قوانين الظلم التي يفرضها الاحتلال عنوة على خيرة ابناء شعبنا في الأسر’.
وأضاف دلياني أن معركة العيساوي في الأسر لم تكن معركة فردية بل معركة دفاع عن حقوق وطنية، وتعبير انساني راق عن ظلم يقع على شعب اعزل يعيش أكثر من نصفه مأساة اللجوء والشتات، وأن العيساوي خلال معركته مع الاحتلال فضح الانتهاكات الممنهجة لحقوق الشعب الفلسطيني الانسانية و الوطنية، وأثبت أن الحق أقوى من الطائرات والدبابات.
ومن جهتها أكدت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة أن العيساوي حقق انتصارا سياسيا فلسطينيا كبيرا بانتصار إرادته في الحرية والكرامة على إرادة السجان الإسرائيلي في لغة القتل والموت والسجن والتعذيب والعزل والإعتقال الإداري وإعادة الإعتقال وفي الإبعاد والحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية التي كفلتها الأعراف والمواثيق والإتفاقيات والقوانين الدولية.
وأشارت لجنة الأسرى إلى ضرورة قيام القيادة السياسية للشعب الفلسطيني وعلى كافة الصعد باستثمار الإنتصار السياسي الكبير الذي حققه الأسير العيساوي وفي كافة المحافل الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة والعمل لإلزام إسرائيل باحترام حقوق الإنسان في الحرية والكرامة العودة لذويه حيا وحرا.
ومن الجدير بالذكر ان العيساوي هو من سكان القدس ومن مواليد 16 / 12 / 1979 ومن الأسرى المحررين في صفقة تبادل الاسرى التي تمت بين اسرائيل وحماس في 18 أكتوبر 2011 ، وكانت قوات الإحتلال الإسرائيلي قد أعادت اعتقاله في 7 / 7 / 2012 بذريعة انه خرق شروط اطلاق سراحه بدخول مناطق الضفة الغربية مما دفعه لاعلان الاضراب المفتوح عن الطعام في 1 / 8 / 2012 احتجاجا على إعادة إعتقاله وإعادة محاكمته.
ومن ناحيتها أكدت جمعية الأسرى والمحررين ‘حسام’ بأن الانتصار الذي حققه العيساوي بعد ثمانية أشهر كاملة من معركته طلبا لحريته يفتح الباب أمام إنهاء ملف الأسرى الذين أعيد اعتقالهم بعد صفقة شليط.
وقالت الجمعية بأنه من الممكن استغلال الاتفاق الذي تم بين دولة الإحتلال و العيساوي قانونيا في إيجاد حل مماثل لثمانية أسرى آخرين تم إعادة اعتقالهم بعد إطلاق سراحهم ضمن صفقة شاليط والذين تتشابه قضاياهم إلي حد كبير مع قضية الاسير العيساوي بحيث يشكل ذلك أساسا منطقيا لإطلاق سراحهم.
وأوضحت بأن عجز الإحتلال عن إدانة الأسير العيساوي وإعادة فرض حكمه السابق يؤكد زيف وبطلان كافة التهم الموجهة إليه وبأن قرار اعتقاله كان قرارا باطلا وينطوي علي دوافع انتقامية لاطائل من ورائها سوى إظهار غطرسة وعنجهية هذا الإحتلال.
وطالبت الجمعية الأسرى الذين تم إعادة اعتقالهم تعسفيا بعد صفقة شليط إضافة إلى الأسرى الإدارين القابعين بشكل غير قانوني في سجون الإحتلال العمل على بلورة خطة نضالية جماعية لتسليط الضوء على قضيتهم العادلة واستثمار الانتصارات التي تحققت على يد الأسير العيساوي وأسلافه من الأسرى الأبطال من أجل إنهاء معاناتهم وإطلاق سراحهم.
وفيما علق العيساوي اضرابه الثلاثاء بعد شهور من الاضراب عن الطعام عمت الفرحة بلدة العيسوية وسط القدس في حين خرج شبانها للشوارع والطرقات مترجلين ومعتلين مركباتهم التي أطلقوا لها عنان أبواقها ابتهاجاً بانتصار إرداة الاسير على سجانيه وقهر زنزانته بامعائه الخاوية على حد قولهم.
والعيساوي هو اخر اربعة معتقلين فلسطينيين اضربوا عن الطعام لفترات طويلة: وقد انهى اثنان اضرابهما في شباط (فبراير) الماضي في حين اطلق سراح الثالث ونفي في منتصف اذار (مارس) الماضي الى قطاع غزة لمدة عشر سنوات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول wasim:

    الاسير من الجبهة الديمقراطية. مبروك له و للشعب.

إشترك في قائمتنا البريدية