لم يعد هناك مجال للسكوت، ولا بد من استغلال قوانا وقدراتنا وطاقاتنا الذاتية المجربة، وإقبال شبابنا على التضحية، واستعدادهم للرد على دولة الكيان الصهيوني المحتل والمستوطنين، وهي عديدة وقادرة على تحقيق الإنجازات والانتصارات، بعدما خذلنا الجميع، خصوصا الأشقاء. فلا مجال للسكوت، ولا بد من إيجاد البدائل للسياسات والأساليب البالية التي أثبتت فشلها على مرّ السنين والعقود، ونحن نرى فلسطين تضيع من بين أيدينا.
لا بد من الرد على عنف وإرهاب المستوطنين بعنف فلسطيني أشد وأقوى، على شاكلة العين بعشرة أمثالها، فهذه هي اللغة الوحيدة التي يستوعبها هؤلاء القتلة المسعورون، جنودا كانوا أم مستوطنين، الذين يعيثون في الأرض الفلسطينية فسادا، ويعربدون فيقطعون الأشجار ويعتدون على أهالي القرى المتاخمة والفلاحين، لحملهم على ترك أراضيهم وإهمالها، خوفا على أرواحهم وأرواح أولادهم، ويسدون الشوارع والطرقات في وجوه الأطفال التلاميذ، كما هو حاصل في الطرق المؤدية لمدرسة اللبن الثانوية جنوب نابلس، لمنع التلاميذ من الوصول إلى مدرستهم في محاولة جديدة للاستيلاء عليها لتوسيع مستوطناتهم.
الشعب الفلسطيني في جميع أماكنه لن يقبل بالفتات الذي يقدم إليه، كما لن يقبل بسياسة الأمر الواقع وسينتفض إن عاجلا أم آجلا
لم يعد هناك مجال للاكتفاء ببيانات الإدانة والشجب، ورفض الإجراءات وهدم البيوت وسرقتها، وحملات التهويد في القدس المحتلة، عبر بناء مزيد من المستوطنات وآخرها الإعلان عن بناء6 مستوطنات في القدس وضواحيها. لم يعد هناك مجال للاكتفاء بالأقوال، بعد فرض التقسيم الزماني للمسجد الأقصى على أرض الواقع، تمهيدا للتقسيم المكاني. لم يعد هناك مجال لقبول السكوت أو بالأحرى الأقوال، بعد اعتماد المسجد الأقصى في الكنيست موقعاً إلزامياً للرحلات المدرسية، وكذلك تعزيز الرحلات الجامعية لاقتحام الحرم، وتشجيع التعليم الديني التوراتي داخل الأقصى، وتعزيز ارتباط منتسبي جيش الاحتلال والأجهزة الأمنية بالأقصى، من خلال تنظيم اقتحاماتٍ جماعية دورية. وقريبا سيبدل اسم المسجد الاقصى وقبة الصخرة أقدس مقدسات المسلمين، إلى «معبد الهيكل» المزعوم، كما جرى تهويد أسماء الكثير من الشوارع والحواري في القدس. والحديث عن المسجد الأقصى أنه بمساحته البالغة 144 دونما، بساحاته وأروقته ومصلياته فوق الأرض وتحت الأرض، هو مسجد إسلامي خالص ملك للمسلمين وحدهم، لا يقبل القسمة ولا الشراكة، لم يعد يجدي نفعا. كل هذا الكلام «لا بيودي ولا بيجيب» طالما أن دولة الاحتلال تتحرك على الأرض، وتفعل ما تريد من دون أي مقاومة تصل إلى مستوى الحدث والجريمة.. والملاحظ الآن أن المستوطنين يتدربون على اقتحام الأقصى متنكرين بهيئة مسلمين. ونطمئن قاضي قضاة فلسطين ومفتي القدس والديار الفلسطينية، ونسكن مخاوفهما، بأن حربا دينية لن تقع، وسيبقى الأخضر أخضر واليابس يابسا، فلا تعولوا كثيرا على الأنظمة العربية منها والإسلامية، بهدف إشعال المنطقة بحروب دينية لها أول وليس لها آخر، وتتحمل حكومة إسرائيل تبعاتها كافة. وإذا كنا خائفين من حرب دينية، فلما لا تكون حربا دينية «واللي بيصير يصير» ولنتحمل أعباءها و»عليّ وعلى أعدائي». لم يعد هناك مجال لقبول السكوت أو بالأحرى الأقوال غير المقرونة بالأفعال، حيث لا تكتفي إسرائيل بسرقة الأرض، بل كل ما هو فلسطيني ونسبته إليها، كما فعلت مع الزي الفلسطيني، الذي اعتبرته جزءا من التراث اليهودي، وقدمته للمشاركات في مسابقة ملكة جمال الكون الأخيرة، على أنه زي وطني إسرائيلي، وكما فعلت من قبل مع أكلة الشكشوكة والفلافل والحمص وحتى الزيت والزعتر، ولا تنسوا الكنافة النابلسية التي يزعمون أنها يهودية الأصل.
لا تنتظروا من أي حكومة إسرائيلية يمينية أو غيرها، أن تغير موقفها المعلن مما يسمى عملية السلام المزعومة بلاءاتها الثلاثة، لا مفاوضات سياسية ولا دولة فلسطينية ولا لقاءات مع أبو مازن. نحن نواجه حكومة ليس لديها برنامج سياسي، نحن نواجه حكومة أقصى ما تحمله هو برنامج للتمدد الاستيطاني وتهجير الفلسطينيين، والقضم التدريجي للأراضي الفلسطينية المصنفة (ج) وخطوات أحادية قائمة على أساس إعطاء مجموعة من التسهيلات الخدماتية الاقتصادية للفلسطينيين، وخطط تقليص الصراع لتحسين صورتها أمام العالم. نحن نواجه حكومة مهمتها تنفيذ مخططات الحكومات السابقة والإقدام عليها من دون تردد، من ضم وفرض السيادة على الأرض وخيراتها. نحن نواجه حكومة إسرائيلية احتلالية رئيسها مستوطن.. نحن نواجه حكومة فاقت في جرائمها الحكومات السابقة بأميال. نحن نواجه حكومة يرى رئيسها في المستوطنين الدرع الواقي لإسرائيل من العنف والإرهاب الفلسطينيين. نحن نواجه حكومة ترى من واجبها تعزيز ودعم المستوطنين بالقول والفعل. نحن نواجه حكومة تصف وزيرة داخليتها المستوطنين بملح الأرض. ونصيحتي للقائمين على السلطة، وقبل أن يفوت الأوان إن لم يكن قد فات، هو أن تتركوا الجمل بما حمل، لسلطات الاحتلال لتتدبر أمورها في إدارة شؤون الشعب، الذي يرزح تحت احتلال.. وحرروا أنفسكم من أعباء نفقاتها، عندئذ لن نضطر لأن نستجدي الأموال على أعتاب واشنطن والدول العربية والأوروبية لدفع ثمن الاحتلال. وتنازلوا عن بعض امتيازاتكم، وإن كان ذلك صعبا، بعدما أصبح نمط حياة. عندئذ ستكون الأوراق بأيدينا. وبقاء الوضع على ما هو عليه سينتهي المطاف بنا في كانتونات ومعازل لا يربطها رابط، عندئذ لا تلوموا إلا أنفسكم.
لقد وصلنا إلى نقطة أن تغيير الوجوه لم يعد يجدي نفعا. حلوا السلطة واخلقوا الفوضى في الشوارع، بل اتركوا السلطة لقيادة الشارع، الذي يعرف كيف يتعامل مع العدو وله في ذلك تجارب عديدة. اجعلوا الاحتلال بثمن، فلا يمكن القبول بأن يبقى هذا الاحتلال وكأنه في فندق خمسة نجوم ومجاني. دولة الاحتلال شنت أربع حروب على قطاع غزة، استخدمت فيها القطاع حقل تجارب لأحدث أسلحتها والأسلحة الأمريكية واختراعاتهما، ولم تحمل يوما المسؤولية، ولم يطلب يوما منها تعويض، ويتحمل العالم، لاسيما بعض الدول العربية، بأمر أمريكي، مسؤولية إعادة إعمار قطاع غزة وبناه التحتية، ثم تعاود دولة الاحتلال الكرة بدعم أمريكي أيضا. وتُحمّل الضحية كامل المسؤولية، بينما تتفهم هذه الدول المنافقة أسباب العدوان الإسرائيلي، ويعبرون عن التعاطف معها، ويطالبون الفلسطينيين بوقف عدوانهم.. أي منطق أعوج هذا! ولا أمل في تغيير هذا الوضع على الأقل على الأمد القريب. وفي المقابل وللمرة المئة بعد الألف تعرب دول الاتحاد الأوروبي والعالم عن معارضتها الشديدة لسياسة إسرائيل الاستيطانية، وإجراءاتها على الأرض. وللمرة المئة بعد الألف، تؤكد أن المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي وتقوض بشكل كبير الجهود الجارية لإعادة بناء الثقة. ويحقق الفلسطينيون انتصارات كاسحة في ساحات الجمعية العامة للأمم المتحدة
وينجحون في اعتراف غالبية أعضاء الجمعية العامة بدولة فلسطين، بأغلبية ساحقة
كما نجحوا بالأمس في تصويت الجمعية العامة بالأغلبية الساحقة على قرار يؤيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وحصلوا من مجلس الأمن الدولي على قرار (2334) فريد في ديسمبر 2016 بإدانة الاستيطان. ونجحوا في تصويت اللجنتين الثالثة والرابعة في الجمعية العامة لصالح فلسطين، كما نجحوا في تحقيق دعوات برلمانات العالم حكوماتها للاعتراف بطولة فلسطين. نعم حصلنا على كل ذلك، وحققنا الاختراق السياسي، وهذه جهود وإنجازات جبارة ومحسوبة لأصحابها، لكن هذه القرارات غير ملزمة وستظل حبرا على ورق، ولن توقف الأخطبوط الاستيطاني، ولن تلزم دولة الاحتلال وجيشها بوقف عدوانه المتواصل، إن لم تقرن بالأفعال.
وختاما ورغم كل ما تقدم، فإن الشعب الفلسطيني في جميع أماكنه لن يقبل بالفتات الذي يقدم إليه، كما لن يقبل بسياسة الأمر الواقع وسينتفض إن عاجلا أم آجلا، على محتليه وعلى المستوطنين، وكل من يعيق انتفاضته، أو من يضع العراقيل في وجهها، وسيواصل مقاومته بكل الوسائل المتاحة، شعبية كانت أم غيرها، وفي كل المواقع مؤمنا بحتمية الانتصار ونيل حريته بدحر الاحتلال وتحقيق الاستقلال، شاء من شاء وأبى من أبى.
كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي»
اليست الظروف تتشابه إلى حد ما مع تلك التي سبقت الانتفاضة الثانية ، اندفع الناس إلى المنطق الذي يحاجج به الكاتب وحدث ما حدث وسقط آلاف الشهداء والجرحى وكانت النتيجة المعروفة ، في الواقع هزيلة وسلبية ، متى نقتنع أن للسياسة خبراءها ومحترفيها وعلى راسهم ابو مازن ، السياسة ليس فقط انفعالات وردات فعل. ما على الناس في الضفة الغربية إلا الصمود هناك ويجب عليهم تجنب تكرار الاخطاء نفسها بدون نتائج .
ولماذا ذهبت للانتفاضة الثانية؟؟ الم تجد في الانتفاضة الاولى ما تقارنه؟ كان المستوطن يخشى ان يرسل اولاده للمدرسة، او ان يقود سيارته على طرقاتنا. كانت حافلاتهم لا تتحرك الا في اوقات مخصصة وتحت حماية عسكرية. اما الان، فتجدهم يعربدون ويرهبون مزارعينا واطفالنا ويعيثون في مزارعنا وقرانا فساداً.
الا تلاحظ ان شوكتهم قويت، وعنفهم ازداد لانهم اصبحوا يأمنون على انفسهم؟ ومن الذي يوفر لهم هذا الامان؟ اليست الاتفاقيات البائسة والعلاقات المحرمة التي أقاموها مع السلطة وتحت ستار التنسيق الامني المقدس؟ الم تلاحظ انهم كانوا يخشون التنقل في الانتفاضة الاولى عندما لم تكن هناك سلطة؟ وهم الان في ظل السلطة اجبرونا نحن على ان نخشى التنقل بين مدننا وقرانا؟
يجب ان يعودوا هؤلاء الى ما كان يخيفهم ويردعهم حتى على الخروج للمدارس وليس فقط الامتناع عن الحاق الاذى بالمواطنين العزل.
صدقني، اذا شعروا بأن ثمن ارسال اطفالهم للمدارس هو باهظ وفيه مخاطرة، لن يفكروا بالحاق الاذى والعربدة وسيهتموا فقط بحماية مؤخراتهم او الرحيل عن المستوطنات. اما اذا بقوا يسمعوا كلام الحياة مفاوضات والتهديدات الدبلوماسية، لن يرتدعوا بل سيزدادوا عنجهية وصلفاً
ليس كل مرة تسلم جرة الاحتلال الصهيوني الاسرائيلي العنصري البغيض هذه المرة إن لم تكسر ستعصر، ثم أن الشهداء الفلسطينيين عند ربهم يرزقون وكما يقول الفلسطيني الموت ولا المهانة
أؤيد ما جاء مقال الكاتب المحترم
الكثير من الفلسطينيين سواء كانوا مثقفين ومفكرين وأصحاب راي أو عامة يرو أن حل السلطة سيخلق أوضاع جديدة ومستجدات ينتج عنها أدوات نضالية جديدة
ستكون سلطات الأحتلال في مواجهة مباشرة مع الناس في القرى والمخيمات والمدن وعلى إمتداد الأرض الفلسطينية قي الضفة ومطلوب من هذه السلطات القيام بمسؤولينها إتجاه من تحتل ولن يكون بعدها عبئ على السلطة (المسماة فلسطينية زورا) الأستجداء من الشرق والغرب أو من اي من الدول العربية لتوفير حياة (كريمة كما يدعون) والخدمات المعيشية للفلسطينيين تحت الإحتلال
إن القول والإدعاء أن للسياسة خبراءها ومحترفيها قول مردود علي قائليه لقد جربت السلطة وعلى مدى ثلاثين عاما كل الوسائل السياسية لتحقيق بعض المكاسب وللأسف كانت النتيجة صفر بإستثنا ء بطاقات ال في أي بي لرجالاتها ولم تستطع حتى وقف الإستيطان بل وبكل أسف نقول أن الإستيطان تغول في عهد السلطة وإبتلع أكثر من 70% من أراضي الضفة
لقد آن الأوان للسلطة إن كان بعض من قياداتها لا زال يملك شيء من ضمير أو بقية من حس
تكملة
وطني يعلن الإنسحاب من مهزلة السلطة وكذبة الدولة التي لم تكن في الواقع سوى خديعة وملهاة تم من خلالها الإلتفاف على حقيقة ان الدولة الحقيقية هي فلسطين التاريخية من النهر إلى البحر ومن رأس الناقورة إلى أم الرشراش
أية دولة تلك التي وعدونا بها ولأكثر من ثلاثين سنة ونحن نعيش هذا الوهم , أية دولة هذه التي
لا يستطيع رئيسها الإنتقال من مدينة إلى أخرى إلا بعد الموافقة من المحتل
آن أن نقول لهذه القيادات والتي تدعي العصمة والخبرة أن كفى وإتركوا الساحة لغيركم فتجربة ثلاثين سنة معكم كانت نتيجتها كما نرى ونشاهد
إن شاء الله تعالى سيتحول شعورك بالقهر إلى نصر بإذن الرحمان الرحيم رب العالمين
الله المستعان عليهم لأ حولا ولا قوة إلا بالله العلي
العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم،. والحروب قصاص