الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان تبلغ ساحل الشوف مستهدفة مسؤولاً في حماس واستشهاد عنصرين من “حركة أمل

سعد الياس
حجم الخط
0

بيروت- “القدس العربي”:

تأرجح المشهد في لبنان نهاية الاسبوع بين متابعة جولة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ومتابعة أوضاع الجبهة الملتهبة في الجنوب والتي بلغت تطوراً هو الأول من نوعه باستهداف بلدة جدرا في ساحل الشوف حيث نفّذت مسيرة إسرائيلية هجوماً بصاروخين على سيارة مرسيدس في جدرا التي تبعد 60 كيلومتراً عن الحدود الجنوبية مستهدفة أحد مسؤولي حركة “حماس” في لبنان من دون أن تحقق هدفها.

وذكرت إذاعة جيش الاحتلال “أن هدف محاولة الاغتيال في لبنان هو باسل صالح، المسؤول عن تجنيد وتشغيل الناشطين في الضفة الغربية، وصالح كان يعمل مع القيادي في حماس عزام الأقرع الذي اغتيل مع صالح العاروري”.

لكن الغارة أدت إلى مقتل اللبناني خليل فارس من عيترون المقيم في البلدة وهو بائع على بسطة وقد نعاه حزب الله كشهيد على طريق القدس، كما قُتل شخص سوري كان يمر على الطريق بواسطة دراجة نارية، فيما لم يُعرف مصير سائق السيارة الذي نقل إلى المستشفى.

غارة على شيحين

وتواصلت الغارات الإسرائيلية في الساعات القليلة الماضية وأدت غارة على منزل في بلدة شيحين إلى استشهاد عنصرين من “حركة أمل” هما محمد ربيع المصري وحسن علي فروخ، وقد جاء هذا الاعتداء بعد سلسلة من الغارات التي أودت إحداها بحياة عماد ملحم في الناقورة وبعد قصف مدفعي على بلدة حولا ما أدى إلى سقوط شهيدين هما كل حسين موسى إبراهيم والعسكري في قوى الأمن علي محمد نمر مهدي، وجرح ثمانية آخرين.

ونفذ الطيران المعادي غارات وهمية فوق قرى جنوبية وحلّق على مستوى منخفض في أجواء البترون وكسروان وإقليم التفاح وطرابلس. وتعرضت منطقتا وادي حامول واللبونة في الناقورة لقصف مدفعي.

في المقابل، استهدف حزب الله تجهيزات تجسسية في موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا بالأسلحة المناسبة وتجهيزات أخرى في موقع العباد، وقصف تجمعاً لجنود العدو في مثلث الطيحات. وتحدث الإعلام الإسرائيلي عن سقوط صواريخ بين مستوطنتي المنارة ويفتاح في الجليل.

عبد اللهيان

وكان وزير الخارجية الايراني حسين عبد اللهيان لفت من بيروت إلى أنه “رغم رغبة نتنياهو في استمرار الحرب، فإن المنطقة تسير نحو الاستقرار والأمن والحل السياسي”. وقال “من الواضح أن نهاية الحرب هي نهاية لنتنياهو ولحكومته المتطرفة، وانطباعنا أن نتنياهو يسعى لأخذ البيت الأبيض رهينة له لكي يبقى مدة أطول على رأس السلطة في الكيان الإسرائيلي، وعلى البيت الأبيض أن يختار في أن يبقى رهينة لدى نتنياهو أو يتطلع إلى الحل السياسي”.

وعن مخاطر شن حرب على لبنان قال “إن الكيان الصهيوني لا يستطيع أن يخوض حرباً على جبهتين، وإن قوة المقاومة وحزب الله في لبنان لا يمكن أن يتصورها هذا الكيان، ونحن على علم بقدرات المقاومة في لبنان”، محذراً من “أن أي خطوة يقدم عليها الكيان الإسرائيلي بشن هجوم واسع النطاق على لبنان تحدد اليوم النهائي لنتنياهو والوضع في المنطقة”.

عبد اللهيان يتحدث عن سير المنطقة نحو الحل السياسي ويحذّر نتنياهو من شن هجوم على لبنان

من جهته، رأى رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد “أن العدو الإسرائيلي على المستوى الشعبي تراجع 50 عاماً إلى الوراء، وعلى مستوى القدرات الميدانية تتوفر للعدو قدرات عدوانية يستطيع أن يخدش هنا وأن يضرب هناك لكن لا يستطيع أن يحدد مسار حرب أو أن يتحكم بمعادلة ولا يستطيع أن يمتلك مفاتيحها”.

وقال رعد من كفرفيلا “هو يعرف أن المقاومة في لبنان تؤذيه وتكيل له الصاع صاعين، ولكن يحاول أن يستدرج بعض القوى الحليفة لمشاركته في العدوان مباشرة فيحاول أن يتطاول تارة في النبطية وتارة على طريق الساحل”، سائلاً “لماذا هذا التطاول؟ لأنه يريد أن يرسل إشارة إلى من يرعاه ويحرص عليه من الأمريكيين بأنه ضاق ذرعاً ولا يستطيع أن يتحمل ما تفعله المقاومة ضده في جبهتنا”.

وأضاف “لن يتحقق للعدو ما يريد في جبهتنا ولا في غزة والنصر آت إن شاء الله وعلينا أن لا نصغي لأصوات المحبطين الذين يصطادون في الماء العكر ويحاولون انتهاز الفرص من أجل أن يثيروا القلاقل والضعف في مجتمعنا”.

وختم “مازالت المبادرة بأيدينا ومازلنا متمكنين في الدفاع عن وجودنا ووطننا وسيادتنا وأمننا ولن يكون في النهاية الا ما تريدون أنتم ولن نعطي جوائز ترضية لأحد”.

1000 عملية لحزب الله

أما رئيس “تكتل بعلبك الهرمل” النائب حسين الحاج حسن فأوضح “أن المقاومة في لبنان نفذت حتى الآن 1000 عملية نصرة للشعب الفلسطيني”.

وقال “مَن يحب معرفة تأثير هذه العمليات، فليرصد كلام الإسرائيليين وما يطرحه الموفدون إلى لبنان، فلو كانت هذه العمليات غير مؤثرة كما يقول البعض وللأسف، لما كان هناك ثمة داعٍ ليرعد ويزبد الإسرائيلي ويهدد يومياً ويتوعد، ولو لم تكن هذه العمليات مؤثرة لما تهجر عدد كبير من المستوطنين الصهاينة من شمال فلسطين، والذين يقدر عددهم العدو المربك ما بين 100 ألف و200 ألف مستوطن، وإن لم تكن عمليات المقاومة مؤثرة فلماذا يخلي الجنود والضباط الصهاينة المواقع وينتشرون خارجها، ولماذا يتحدثون في وسائل الإعلام عن قصف قاعدة ميرون وقاعدة صفد، ويحللون بشأن صواريخ المقاومة؟”.

في المقابل، وجّه عضو “تكتل الجمهورية القوية” النائب غياث يزبك انتقاداً لوزير الخارجية الإيرانية، وكتب على منصة “إكس”: “بعدما هدد إسرائيل بالويل إذا تمادت في قصف غزة ورأَينا ما حلّ بها من دمار وقتل، عبد اللهيان يهدد نتنياهو وإسرائيل بإزالتهما عن الخريطة إذا هاجما لبنان”.

واستطرد يزبك “نامت نواطير حكومتنا عن المتطاولين على سيادتنا، إسرائيل تعربد، وإيران تهدد وتتوعد من كيس لبنان”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية