أول ما يتبادر إلى الذهن، عند التفكير بالغارات الصهيونية على دمشق، هو أن الصواريخ التي دمرتها تلك الغارات موجودة في أماكنها هذه منذ سنوات طويلة. لكن قوات العدو لم تحاول ضربها ولا مرة واحدة. صحيح أن طائرات العدو حلقت فوق قصر بشار الأسد وعربدت فوق عين الصاحب، لكنها لم تقصف مستودعات الأسلحة الاستراتيجية التي يملكها نظام دمشق. وبعد أربعين عاماً من الصمت على تلك الأسلحة يقوم العدو اليوم بشن غارات على مخازنها فيحطمها بشكل كامل تقريباً.
لا أعتقد أن المسألة تحتاج إلى كثير من تفكير وجدل، حتى ندرك أن العدو الصهيوني بدأ يخاف اليوم من وصول تلك الأسلحة إلى أيدي الثوار، وهو لم يقصفها على مدار العقود الماضية لأنه كان مطمئناً تماماً الى أنها ‘بأيد أمينة’ ولا خطر منها على كيانه الغاشم. وهذا مما لا يختلف عليه اثنان، فقد حافظ الأسد الأب وابنه من بعده على أمن الصهاينة، بل وحاولا القضاء على أي محاولة فلسطينية جهادية ضد العدو الصهيوني، وسكتا عن احتلال الجولان لسنوات طويلة. وبالتالي فمن المفهوم ألا تقوم قوات العدو بضرب حليفها بدمشق إلا عندما يغلب الظن على قادتها العسكريين بأن الأسد إلى زوال وأنه في اللحظات الأخيرة من عمره، وأن تلك الأسلحة ستقع بأيدي أبطال الجيش الحر، مما يشكل أكبر الخطر على الكيان البغيض.
في الوقت الذي كنا نتألم فيه أشد الألم لاستباحة العدو عاصمة الأمويين دمشق بصواريخه وطائراته، كنا نحتقن غضباً على الأسد الأب والابن اللذين أضعفا الجيش السوري وهزماه من دون هزيمة، لدرجة أنه أصبح عاجزاً عن اعتراض طائرة أو صاروخ صهيوني.
الإعلام السوري انتظر عدة ساعات وهو يحضر المشاهدين والعالم لبيان مزلزل من الحكومة السورية على الاعتداء، ثم يفاجئنا عمران الزعبي، ببيان طريف من عدة كلمات يربط فيه بين الجيش الحر والصهاينة. هكذا هم المسؤولون السوريون لا ينسون أن يجعلوك مبتسماً بعد كل تصريح أو خطاب أو مقابلة. فقد ربط وزير الأسد بين جبهة النصرة والعدو الصهيوني والجيش الحر ‘ودول الذل العربي’ وأمريكا والغرب في وقت واحد، ولم ينس المؤامرة الكونية، ولا خيار المقاومة الذي اختاره الأسد. وقد ذكر الزعبي أن الصهاينة يستخدمون عملاءهم داخل سورية لضرب استقرار هذا البلد والقضاء على مقاومته، وما فعل الرجل بهذا إلا أن ذكرنا بقول العرب: رمتني بدائها وانسلت، فليس الجيش الحر من حرق تل الزعتر بمن فيه، وليس الجيش الحر من أباد مخيم الرمل في اللاذقية، وليست طائرات الجيش الحر من قصفت مخيم اليرموك، وليس الجيش الحر من سلم الجولان للعدو، وليس الجيش الحر بالطبع من صرح بأنه يعترف بإسرائيل ضمن حدود سبعة وستين.
لم يصرح أي جندي في الجيش الحر، بأن أمن ‘إسرائيل’ مرتبط بأمن سورية وباستقرارها كما فعل الأسد وأبناء عائلته.
بعد الغارة الصهيونية على دمشق قام الجيش الأسدي ‘ المغوار’ أو ‘الباسل’، بالرد الفوري على العدوان، فقامت الطائرات الأسدية بقصف القصير وأطراف دمشق وريفها، وقصف بعض قرى درعا، وقصف إعزاز في حلب فقتلت ثمانية وأربعين مدنياً، لكنها لم توجه طلقة لحليفها الإستراتيجي الصهيوني، واحتفظ الأسد بحق الرد إلى يوم القيامة كما عهدناه.
إن ملة الكفر واحدة، وإن العدو واحد حتى وإن كان اسمه باراك أو بيغن أو شارون أو الأسد، ولو نما لعلم الصهاينة أن هناك أملاً في بقاء حليفها الأسد لما قامت صواريخه بالاعتداء على دمشق، وإن الشعب السوري ليتبرأ من الصهاينة كما تبرأ من الأسد، فكلاهما يريد الفناء لهذا الشعب ولهذه الأمة. إن اعتداء اليوم يدل بشكل قاطع على أن الأسد يلفظ أنفاسه الأخيرة ولم يعد يسيطر لا على دمشق ولا على أسلحته فيها، فهنيئاً لشعبنا اقتراب النصر والحرية.
د. عوض السليمان
كاتب سوري يقيم في فرنسا
شكرا على هذا المقال.
I would like to remind Dr. Assulaiman that the first congress for what so called Syrian National Congress was held in Paris and orchestrated by the French Zionist Bernard Levi. The last congress which was held in Qatar last year for what so called Syrian opposition was orchestrated by the last U.S.A. ambassador to my beloved SYRIA MR.Robert Ford who forced them to unite and accept Mr. Moaze Alkhateeb as their leader. From the above my beloved Syria has been facing the biggest conspiracy no other country has ever faced before. Finally, I assure you that my beloved SYRIA will retaliate in time of its choice not the time the Zionist Entity decide
عوض السليمان الدال ما ابتستاهله
لا حول ولا قوة الا بالله ، خيانة الوطن والعمالة لأعدائه اصبحت وطنية ؟؟
هههههههههههه
المهم الغرات انتهت ولم تفلح جبهة النصرة ومن معها في استثمارها لمهاجمة دمشق واسقاط النظام وصار الامر واضحا وضوح الشمس ان الثوار يحتاجون الى دعم بري كذلك حتى يسقطوا النظام ولن ينفعهم الدعم الجوي
مقالة معبرة تماما عن الحال كل الاحترام
جزاك الله كل خير د/عوض والله هذا الواقع لقد اديا بشار وابوه دورهما
بإتقان / قتل الاحرار من الشعبين الفلسطيني والسوري تدمير المقدرات
والذي لم يستطيعون على تدميره او يلامون فيه قامت به دولة الاحتلال
والاجرام وكملت الباقي وسوف تواصل ولا احد يمنعها _ تدافع عن امنها
عجبا من هذا الكلام تقتل وتدمر الكبير والصغير والمخابز هي وعملائها
وتدافع عن امنها.!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أخي عوض،
لقد قلتُ ما قلتَه مرارًا وتكرارًا عن تواطؤ النظام الأسدي المافيوي الطائفي المجرم والنظام الصهيوني العنصري الغاشم ضدَّ الشعب السوري العظيم، وعن الهدفين الرئيسيين من هذا التواطؤ الذي تجسد مؤخرًا في الغارة الجوية، ألا وهما: أولاً، محاولة النظام الأسدي المافيوي الطائفي المجرم في رفع معنويات شراذيمه التي أخذت بالتداعي والتهاوي الفعليَّيْن، وثانيًا، سعيُ جيشِ هذا النظام المتزامن والمثير للشفقة إلى ترويج التشكيك في مصداقية مقاتلي الجيش السوري الحر أو ما يسمِّيهم بـ”الجماعات الإرهابية المسلحة” بغية تعمية المتعمَّدة على المجازر الوحشية الأخيرة التي ارتكبها جيش النظام الأول بحق الأبرياء من المدنيين العُزَّل. !
أتعجب لهؤلاء الذين يسمون الأشياء بغير مسمياتها الحقيقية فيطلقون اسم الأبطال على أفراد لما يسمى بالجيش الحر فالجيش الحر جيش من المجرمين و القتلة و الآرهابيين و الخونة و الانتهازيين
على الرغم من وجود عناصرَ متطفلةٍ غير مرغوبٍ فيها في أية ثورة من الثورات التحررية التي انفجرت في وجه الظلم والطغيان على مرِّ الزمن، والثورة السورية خيرُ مثالٍ فعليٍّ راهن، إلا أن “المسميات التجريمية والترهيبية والتخوينية” التي تزعمها زعمًا تعميميًّا جارفًا فيما يخصُّ الجيش السوري الحر هنا، إنما هي المسمياتُ عينها التي يرددها النظام الأسدي المافيوي الطائفي المجرم عينه، والتي ترددها قطعان شبيحة هذا النظام عينها، والتي ترددها سائر الكائنات الببغاوية التي ليس لها سوى أن تقف إلى جانب الظلم والطغيان!