الغارديان: استقالات نواب العمال خطأ وتحذير.. وعلى كوربن عمل المزيد

إبراهيم درويش
حجم الخط
0

لندن-“القدس العربي”:
علقت صحيفة “الغارديان” على الانقسام داخل حزب العمال، وقالت إن استقالة سبعة من النواب العماليين يوم الإثنين من حزبهم هو خطأ وفي الوقت نفسه تحذير. وتواصل قائلة إن الحزب سواء أحببت هذا أم كرهت لم يكن أبدا حزبا مركزيا حيث تم احتواؤه واحتوى على عدد من التقاليد السياسية. وظل طوال تاريخه الذي مضى عليه 120 عاما ائتلافا من نقابات العمال المنظمة وعدد من التقاليد الديمقراطية الرئيسية الاجتماعية والاشتراكية الديمقراطية. وطالما شهد الحزب نقاشا حادا ظل محصورا في الخيمة الواسعة للعمال. ولا يزال الوضع كما هو منذ قرن أو يزيد على ولادة الحزب. وفي عدة أوقات من تقدم الحزب فقد مال الحزب لهذا الاتجاه أو ذلك بحيث وضع هذا المزيج تحت الضغط. وخلال القرن الماضي تغيرت بريطانيا بطريقة أساسية بشكل وضعت الحزب-أي حزب-على التكيف أو الانهيار. ولكن الحزب ومصالحه وناشطيه ظلوا كما هم حتى ولو لم يكونوا متحدين، ولكنهم اتفقوا على هدف عام ومشترك. وكان هو انتخاب حكومة عمالية تستطيع معالجة اللامساواة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في بريطانيا. وقد خدمت المظلة الواسعة حزب العمال جيدا وكذا بريطانيا. ويجب علينا فهم قرار النواب الاستقالة من الحزب ضمن هذا السياق. وحتى لو لم يكن إلا فالاستقالة يجب النظر إليها كتحذير من أن الحزب يعاني من أزمة عويصة من الأزمات التي مر بها. وتمثل خطرا على الجناح الذي يقوده كوربن والذي وضع التحالف الواسع وطويل الأمد أمام بعض الخطر. وتعتقد الصحيفة أن تعرض الحزب لخروقات كهذه ليست جديدة. ولكنه الآن واقع ويجب أن يتعامل معه الملتزمين بقضية العمال بنوع من التواضع. خاصة من يؤمنون بحاجة بريطانيا لحكومة عمالية خاصة في سياق البريكسيت وسيطرة القوميين اليمنيين على حزب المحافظين. ومهما يكن فالأمر المثير للدهشة عن الاستقالات أن من استقالوا هم من الطبقة الدنيا في الحزب وعددهم قليل. وليس سرا أن الكثير وربما معظم حزب العمال يرغبون بقيادة للحزب غير جيرمي كوربن. وهناك الكثير من العمال ممن يرغبون أن يكون كوربن الشخص الذي يدافع عن حالة بريطانيا في أوروبا وان لا يتم ابتزازه بشأن معاداة السامية في الحزب. وفي الوقت نفسه لا يوجد ما يدل على أن الغالبية التي صوتت له في عام 2015 و2016 تراجعت عن دعمها له.
وحتى بعد الاستقالات فنحن لسنا أمام حزب يعاني من حرب أهلية مثل تلك التي هزت الحزب في ظل مايكل فوت عام 1981. وربما حدث مثل هذا في المستقبل. وحقيقة أن هذا لم يحدث يعني أن نقاد كوربن يريدون البقاء في الخيمة والدفاع عن مواقفهم. وطالما ظل عدم الارتياح موجودا ولم يتم دفعه إلى الواجهة فلن يوجد لدى أفراد الحزب شهية لمواجهة شاملة. وترى الصحيفة أن الاستقالات تظل قرارات شخصية جاءت نتاج إحباط شخصي متراكم وليست لحظة جماعية سياسية كما حدث مع روي جنيكينز وعصابة الأربعة قبل 40 عاما. ولم يتم التحرك لإنشاء حزب أو حتى تقديم برنامج. وتحذر الصحيفة من عدم استغلال الاستقالات التي يؤسف لها كوسيلة لحملة تطهير داخلي. ففكرة الخيمة الواحدة التي تجمع ولا تفرق تظل قوية وحتى في هذا الوقت الصعب وفي سياق مأساة وطنية مثل البريكسيت. ويمكن لكوربن أن يعمل أكثر والاستقالات هي مجرد إشارة لدفعه على عمل المزيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية