لندن – “القدس العربي”:
نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا أعده سايمون سببيكمان كوردال وليزي ديفيس قالا فيه إن الانتخابات البرلمانية التونسية سينجم عنها برلمان بسيطرة ذكورية وتراجع لحقوق المرأة.
وقالا إن الإجراءات التي قام بها الرئيس قيس سعيد قادت إلى استثناء المرأة وسط تحضير البلاد للذهاب إلى صناديق الاقتراع يوم السبت. وأضافت الصحيفة أن البرلمان الذي سيخرج من هذه الدورة الانتخابية سيكون ضعيفا، و”يسيطر عليه الرجال” في وقت يحذر فيه الناشطون من تدهور حقوق المرأة في ظل النزعات الديكتاتورية المتزايدة للرئيس. وقررت الأحزاب السياسية الرئيسية مقاطعة الانتخابات المثيرة للجدل، وهي آخر قطعة في الأحجية الدستورية التي بدأها سعيد في تموز/يوليو 2021 عندما علق البرلمان ثم حله وألغى معظم دستور 2014 ثم طلب من التونسيين الاقتراع على دستور جديد عزز من سيطرته على البلاد ومنحه سلطات تنفيذية أكبر.
وبعدما تحرك سعيد وغير قانون الانتخابات بدون اعتبار لحقوق المرأة التي جعلت تونس رائدة في المنطقة من ناحية التمثيل النسائي، فلن يملك البرلمان سلطات واسعة وسيشهد عددا قليلا من النساء. وسجلت 122 امرأة في الجولة الجديدة من الانتخابات البرلمانية مقارنة مع 936 رجلا والذين حصلوا على الموافقة للترشح، مما يعني أن غرفة البرلمان ستكون مختلفة عن 2014 حيث شكلت النساء نسبة ثلث أعضائه.
وإلى جانب شطبه مطلب التناوب بين الجنسين على القوائم الانتخابية، فقد زاد من المطالب التي تؤثر بطريقة غير متناسبة على النساء الراغبات بالمشاركة في الانتخابات. وكتبت مديرة تونس في منظمة هيومان رايتس ووتش، سلسبيل شلالي في مدونة: “كان البرلمان التونسي مثالا عن التساوي بين الجنسين في المنطقة، وبالتغييرات الجديدة في القانون فسيصبح هذا تاريخا”.
وتعلق الصحيفة أن التخلي عن التناوب في القانون يأتي وسط وقت مثير للقلق للمرأة في بلد طالما افتخر بأنه الأكثر تحررا في مجال حقوق المرأة بين دول المنطقة. وتم تجسيد حقوق المرأة في تونس منذ الاستقلال بما فيها منع تعدد الزوجات والطلاق من طرف واحد وظلت هذه قائمة في العقود التي أعقبت الاستقلال. وتشعر الكثير من الناشطات أن الحقوق هذه توقفت.
وقالت هندة الشناوي، الناشطة المعروفة “الأمور في تدهور من الناحية الثقافية”. وأضافت أن “قيس سعيد يتحدث من عقلية محافظة، فهو ليس مهتما في التمثيل والمساواة والعدالة، وفي الوقت الحالي فهو يتجاهل كل موضوع المرأة، وهو صامت حوله، وهو غائب عن كل اللحظات الوطنية المهمة مثل يوم المرأة، وهذا أمر خطير”. ويرفض أنصار الرئيس الذي نظم دستورا انتقد كثيرا ولكن تم تمريره الاتهامات، ويشيرون إلى أنه أول من عين رئيسة للوزراء وهي المهندسة الجيويولوجية نجلاء بودين. إلا أن تصريحاتها باتت نادرة ويقول النقاد إنهم أصابوا عندما توقعوا بتحولها إلى موظفة لدى الرئيس.
وعبر سعيد عن دعمه لقانون الميراث الذي يفضل الرجل وعلى الموقف التقدمي الذي دعمه الرئيس السابق الباجي قايد السبسي.
وقالت كنزة بن عزوز من هيومان رايتس ووتش “منذ انتخاب سعيد توقف تقدم قضية المرأة”. مضيفة أنه حتى مع وجود الإرادة السياسية إلا أن تعليق البرلمان لمدة 18 شهرا عرقل أي تقدم عملي مثل توقيع بيان إسطنبول ضد العنف الموجه للمرأة.
وقالت سيدة ونيسي من حزب النهضة الذي سيقاطع الانتخابات “لا أعتقد بوجود أي مجال لحقوق المرأة (في برنامج سعيد) فهو الذي قال: أي واحد يقف مع الانتخابات يتفق معي. لا تنوع سياسيا ولا تنوع نسائيا، لا شيء”.
ورغم اعتبار بعض النسويات التناوب بين الجنسين مجرد ورقة تين، إلا أنه كان من أهم الإنجازات في مرحلة ما بعد رحيل زين العابدين بن علي عام 2011. وما بدأ كمطلب للبرلمان توسع عام 2017 بتعديل يطلب من الأحزاب التي تتنافس في الانتخابات المحلية أن تكون نصف قوائمها من النساء، وهو ما أدى لأن تصبح نسبة حضور المرأة في المجالس المحلية 47% حسب شلالي.
ويقضي القانون الحالي بحصول المرشح على 400 توقيع من منطقته وتمويل الحملة بنفسه أو بشكل خاص، وهي شروط لا تعمل لصالح المرأة “التي لا تستطيع بناء شبكة محلية قوية وتمويل حملاتهن كالرجال وليس لديهن الوسائل المالية مثل بقية المرشحين”.
عجيب والله أمر الغرب العنصري المنافق البغيض المتغطرس الذي يكيل بمكيالين،. لماذا يحشر أنفه في شؤون التوانسة ??
و نحن هذا بالضبط ما نريد ………لتخرج بلادنا من الصراعات الجوفاء اللتي دمرت البلاد والعباد طيلة عشرية سوداء . لسنا في حاجة الى برلمان قوي ينافس السلطة التنفيذية في الدقيقة والشقيقة و يعطل السير العادي للدولة لاغراض سياساوية و حزبية ضيقة ……! هل فهمتم يا قوم ……؟ سلطة تنفيذية واحدة و وضيفة تشريعية و وضيفة قضائية و انتهى العبث ………! و انتم في الغرب لا تريدون لتونس ان تتحرر من غطرستكم و املاءاتكم الظالمة ………فتصبح مثال لباقي البلدان و تفقدون سيطرتكم على الجميع ………!