لندن ـ “القدس العربي”:
كتب المعلق سايمون تيسدال في صحيفة “الغارديان” أن التهديد الامريكي المفاجيء ضد إيران يضيف إلى حالة التقلب قي الشرق الأوسط. فتصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون باستخدام “القوة الصارمة” ضد طهران تثير تزيد من التوتر الأمريكي- الإيراني إلى مستوى جديد، مع أن أثره لن يكون مقتصرا على البلدين. فمثل السم القاتل يتسرب العداء المتبادل بينهما في منطقة غير مستقرة عانت حالة تقلب عالية خلال الأيام الماضية. ولم يقدم بولتون تفسيرات للإعلان عن نشر لحاملة الطائرات والمقاتلة في الشرق الأوسط والذي تم ترتيبه من قبل. لكن بولتون خص إيران تحديدا وحلفائها من الميليشيات الموالية لها والجماعة الوكيلة كسبب للإنتشار العسكري. وتشارك هذه القوات في أكثر من محور حرب في سوريا والعراق واليمن وغزة التي اندلع فيها القتال الأسبوع الماضي. وقال بولتون إن الولايات المتحدة لا تسعى لحرب مع إيران ولكنها مستعدة للرد على أي هجوم سواء شنته جماعة وكيلة أو الحرس الثوري أو الجيش النظامي الإيراني. وكرر مايك بومبيو الذي يعد من صقور إيران نفس الكلام واتهمها بشكل غامض “بالتحركات التصعيدية”. وقال “لو حدثت هذه التحركات ولو قام طرف ثالث وكيل، ميليشيا أو حزب الله فسنحمل القيادة الإيرانية المسؤولية مباشرة” ملمحا إلى أن الولايات المتحدة ربما تلقت معلومات أمنية. ويرى تيسدال أن توسيع الاهداف الواضح وشمل الجماعات المرتبطة بإيران مهم فقد انضمت جماعة الجهاد الإسلامي التي تمولها إيران وحزب الله اللبناني إلى حركة حماس وأطلقتا صواريخ على إسرائيل من غزة. وفي تغريدته التي عبر فيه عن دعمه “100% لإسرائيل” أشار دونالد ترامب إلى حركة الجهاد بالإسم. ويضيف الكاتب إن بومبيو وبولتون كانا قلقا من استخدام إيران غزة أو كانت تخطط لعمليات أخرى لمفاقمة العنف ضد إسرائيل والولايات المتحدة من خلال الجماعات الوكيلة لها وانتقاما من تشديد العقوبات والإجراءات العدائية الأخرى التي فرضتها أمريكا عليها. وربما منحت سوريا مفتاحا للغز، فقد حملت أمريكا إيران أكثر من روسيا مسؤولية استمرار العنف هناك.
وبنى الحرس الثوري قواعد عسكرية لدعم الميليشيات الموالية لنظام بشار الأسد والذي تدعمه موسكو. وبحسب عمال الإغاثة الإنسانية فقد شهدت الأيام الماضية سلسلة من الهجمات بالبراميل المتفجرة على المستشفيات وأدت لزيادة أعداد الضحايا المدنيين في كل من حماة وإدلب. وسواء كان هذا بداية لحملة على إدلب التي تظل المنطقة الوحيدة بيد المعارضة امر غير معروف. إلا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يستبعد هذا في تصريحات له الأسبوع الماضي. وأي هجوم يحتاج لدعم من قوات المشاة الموالية لإيران. وكما هو الحال فقد رفض ترامب انتقاد في سوريا واعتبر أن أفعال إيران في سوريا هي سبب لملاحقتها. وربما كان سبب نشر الطائرات هو تعبير عن الإحباط في واشنطن من فشل السياسات في الشرق الأوسط. فحملة القصف التي تقوم بها السعودية ضد الحوثيين في اليمن والذين تدعمهم إيران تسببت بالضرر للمدنيين ولفتت انتباه المجتمع الدولي. ويريد الكونغرس وقف بيع السلاح للرياض حيث اتهم ترامب بمساعدة السعوديين في جرائم الحرب. وفي العراق الذي نشر فيه ترامب قواتا عسكرية هناك دعوات من الشيعة الذين تربطهم علاقات بإيران بعدم استخدام بلدهم كقاعدة للهجوم على جارتهم. ورغم محاولات عزله وفرض العقوبات عليه لا يزال حزب الله قوة مهيمنة على البلد. ولا يستطيع ترامب الإعتماد على حلفائه التقليديين لإحداث تغيير في النظام في طهران. فلا تزال الدول الأوروبية ملتزمة بالإتفاقية النووية التي وقعت وصادق عليها مجلس الأمن عام 2015. ويقول تيسدال أن سياسة ترامب بممارسة الضغط الأقصى على إيران ادت لتسميم آبار في أماكن أخرى. فمن المتوقع تجاهل الهند وتركيا والصين مطالب الإدارة بالتوقف عن شراء النفط الإيراني. وطلبت الصين الشهر الماضي من واشنطن التوقف عن التدخل في “التعاون” القانوني والشرعي مع إيران.
وما الجديد إيران هاجمت السفارة الأمريكية سنه 1979 بعد وصول المقبور الخميني واختطفت عشرات الصحفيين الغربيين سنه 1980 وبعدها هاجمت القوات الأمريكية بالعراق سنوات ومثلت فرق الموت أمام عيون أمريكا وأعطت زعماء القاعدة ملجأ أمن بايران وامريكا لا تزال تتكلم وتقص قصص حزينه وتهدد وتتوعد