الغارديان: الربيع العربي المقبل سيكون مختلفا

حجم الخط
12

لندن: “في المرة القادمة سنعرف ما هو مطلوب منا”، بهذه الكلمات عبرت الصحفية نسرين مالك، في مقالها بصحفية “الغارديان” البريطانية عن شعورها تجاه أي “ربيع عربي” مقبل.
الصحفية قالت إنّ من كانوا سببا في اندلاع الاحتجاجات، وتمكنوا من إسقاط ديكتاتور عربي في أحد البلدان (تونس) يمكنهم تكرار ما فعلوه، لكن في المرة المقبلة سيكون “كل شيء مختلفا”، وربما ستؤول النتائج إلى ما كان يطمحون إليه في المرة الأولى عندما انطلقت الاحتجاجات في تونس، مصر، السودان، سوريا وليبيا.
في مقالها الذي حمل عنوان “الربيع العربي ليس عبثا: القادم سيكون مختلفا”، والمنشور الإثنين، سردت مالك مشاعر الحزن واليأس التي سيطرت على عدد من الشعوب جراء فشل ربيعهم العربي، في الوقت الذي احتفت فيه بكل القوة والشجاعة والأمل الذي كان يغمر هذه الشعوب عندما قرروا الخروج إلى الشوارع لإسقاط أنظمة ديكتاتورية استمرت لعقود.

واستهلت مالك مقالها بالقول إنها لم تكن تتخيل أبدًا أن تكون الاحتجاجات التي اندلعت في تونس هي ما نسميها الآن الربيع العربي.
وأضافت: “في ذلك الوقت، لم يكن من المعقول ببساطة أن تسقط الاحتجاجات السلمية ديكتاتورًا عربيًا. لم يحدث من قبل ولا أحد يعرف حتى كيف سيبدو ذلك”.
لكنها في المقابل، عادت وتحدثت عن مشاعر الألم التي أصبحت ترافق عبارة “الربيع العربي”، بعد كل هذه السنوات في البلدان التي شهدت هكذا احتجاجات، وكيف تحولت تلك العبارة إلى مرادف “للأحلام المحطمة”.
وتابعت: “من المؤلم أن نتذكر كل أعمال الشجاعة، اللحظة التي اتصل فيها أحد الأصدقاء قبل النزول مباشرة للانضمام إلى أحد الاحتجاجات، ترك آخرون رقم هاتف العائلة في حالة عدم عودتهم أبدًا. عندما قمت بتعزية عائلات الذين ماتوا، ووجدت أن والديهم لم يكونوا حزانى، ولا خائفين، كانوا على يقين أن موت أطفالهم لن يذهب هباءً”.
ولفتت في مقالها إلى اللحظات التي بارك فيها كل شخص للآخر على نجاح الثورة في بلاده، وأمنيته بأن تكون بلده هي التالية. لكن، وفقا لمالك، “لم تجر الرياح كما تشتهي السفن”.
وأردفت: “انهارت كل دولة أخرى شهدت ربيعا عربيا ـ باستثناء تونس ـ متأثرة بالفوضى والحرب الأهلية، كما هو الحال في ليبيا وسوريا، وأيضا مصر”.
واستدركت: “دخلت هذه الدول حقبة جديدة من الديكتاتورية، أكثر ظلما وقمعًا من أي وقت مضى. ما حدث يبدو وكأنه تطبيق للتحذيرات التي صدرت ضد الاحتجاجات في بدايتها بأنها لن تؤدي إلا إلى مزيد من عدم الاستقرار السياسي”.
ـ حقيقة فشل الربيع العربي
قالت مالك في مقالها إنّ الربيع العربي “لم يفشل، لكنه في الأساس لم يكن لينجح”.
وأوضحت: “ببساطة، كان الانتقال السلمي، في ذلك الوقت وبتلك الطريقة، مستحيلًا”.
وأرجعت السبب إلى “عدم وجود أي ثقل حقيقي يواجه قوة الجيش أو وحشية الأجهزة الأمنية، أو إصرار المصالح والنخب الراسخة التي من شأنها أن تفعل أي شيء للحفاظ على سلطتها”.
وتابعت: “كانت المشكلة أيضا هي عدم وجود ما يكفي من القوى اللازمة لنجاح الثورة بدلاً من وجود العديد من التيارات المضادة ضدها. لأن الديكتاتورية لا تتعلق فقط بحكم رجل واحد، إنها تتعلق بتعقيم الديمقراطية”.
وأشارت إلى أنه عند اندلاع الربيع العربي قبل سنوات “لم تكن هناك أحزاب معارضة لتسخير وتوجيه الطاقة السياسية، ولا شخصيات كاريزمية عادت من المنفى أو هربت من السجن لتحفيز الحركات السياسية، ولا مجال للخطاب السياسي لأنه لم يكن هناك نظام إعلامي أو مساحة فكرية صحية بما يكفي لمقاومة محاولات الاستيلاء على السلطة بالمؤامرات والطائفية”.
وعليه، اعتبرت مالك أن كل هذه الأسباب جعلت النظر إلى إرث الربيع العربي أصبح وكأنه “رفض لمفهوم الاحتجاج ذاته”.
لكن في المقابل، أكدت مالك على وجود حقيقة واحدة واضحة الآن للطغاة وللناس على حد سواء وهي “أن ما حدث يمكن أن يحدث مجددا، لأنه قد حدث من قبل”.
واختتمت بالقول: “الآن نحن نعرف كيف يبدو الأمر، وفي المرة القادمة، سنعرف ما هو المطلوب منا”. (الأناضول)

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ابن اكسال:

    و لن نمل و لن نكل بالتذكير بأن الربيع ليس ب ” عربي ” بالمرة ………و لو تناسى ذلك العالم اجمع ……

  2. يقول الكروي داود النرويج:

    سيكون خريفاً دموياً, لأن العسكر لا يفهموا غير لغة السلاح!

  3. يقول أبو حمزة:

    أي تحرك من أجل السكر والطحين سيفشل ولن تنجح أي ثورة مالم تضع نصب عينيها تحرير الأقصى الاستبداد لن يسقط إلا بسقوط إسرائيل إذا بقينا 300أو 400سنة نحارب الاستبداد لن نقضي عليه لأنه كلما أزلنا مستبدا عينت إسرائيل بديلا عنه يجب ضرب الرأس رأس الحية إسرائيل.

  4. يقول SAJID MOHAMED:

    وصفة السيسي دواء لكل من إشتد داءه
    المسلم لن يلذغ من الجحر مرتين

  5. يقول نبيل ...الغربة:

    نسيم الطوفان والرعد العربي .

  6. يقول سعدون القصيمي:

    من حسنات الثورات المضادة أنها كشفت عن المنقلبين والمردتين على التغيير كما عرّت قطعان المنبطحين للأنظمة المستبدة الفاسدة ولاعقي بوطات العسكر في كل الدول العربية التي تم فيها الانقلاب على المسار الثوري التغييري، وبالتالي ففي المرة القادمة فمهمة الثورة ستكون سهلة، لأن قوائم المرتدين والإنقلابيين وعملاء الاستبداد حاضرة ومرتبة والمنجل مشحوذ وينتظر إشارة الصفر والله المستعان ..!

  7. يقول محمد الزعبي:

    بل لا بد من بناء الانسان الذي يؤمن بقيم الخير والبناء صاحب المبادئ الرفيعة . ما الفائدة انا نعود للصفر اذا بدلنا انسان بالانسان قد يصبح اكثر سوءا من سابقية.

  8. يقول واحد منهم:

    لقد نسيت او تناست ان من اسباب فشل ما يسمى بالربيع العربي وهو ركيزه الغرب على الدكتاتوريون العرب لتمرير مخططاتهم التي همهم قبل كل شئ هو حمايه دوله الاحتلال وبقائها ولن يحدث هذا الا ان يكون هناك قمعيين عرب وديكتاتوريه مطلقه لا تسمع للشارع بل للغرب واسرائيل في بقائها. اذا ولدت دوله الاحتلال من نفس الرحم التي ولدت منه دكتورات العرب والاعتماد كل على الاخر في الحياه

  9. يقول بيت المقدس:

    “الربيع العربي لم يفشل بل لم ينجح “في المرة القادمة يجب إقصاء جميع الاجهزه الأمنية والعسكرية وعدم الاتكال على الدول العربية التي هيه اصلا داعمة للطغاة

  10. يقول نادية:

    الربيع القادم سيكون اوربيا الا ترون المؤشرات؟

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية