الغارديان: السوبر الأوروبي الجديد خيانة لقرن من لعبة تنافسية وسيحولها لمنافسة بلا روح

إبراهيم درويش
حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”: علّقت صحيفة “الغارديان” على قرار عدد من الأندية الأوروبية والبريطانية إنشاء بطولة جديدة باسم “دوري سوبر الأوروبي” قائلة إنه خيانة لأشهر لعبة رياضية في العالم.

وجاء في افتتاحيتها: “في عام 1954 تلقى أسياد الكرة الهنغارية “هونيفد” دعوة للعب مباراة دولية ودية مع وولفرهامبتون ووندررز (وولفز) على ملعب النادي مولينوس. وشارك في المباراة اللاعب فيرنس بوسكاس. وهزم النادي البريطاني هونفيد بواقع ثلاثة أهداف مقابل هدفين. مما دعا صحيفة ديلي ميل لكي تعلن أن نادي الولفز بطل العالم، وهو ما لم يوافق عليه المحرر الرياضي في الصحيفة الفرنسية غابريل هانوت، ليكيب، حيث قال: قبل أن نعلن عن وولفرهامبتون بأنه لا يقهر دعهم يذهبوا إلى موسكو وبودابست أولا”.

وولد بعد عام الكأس الأوروبي، مما حقق رؤيته الرومانسية وفتح المجال أمام المنافسات بين أبطال الدوريات الوطنية. وبعد ذلك تم تسمية البطولة باسم دوري أبطال أوروبا وجعل من النوادي الرياضية مثل مانشستر يونايتد وليفربول أندية مشهورة على مستوى العالم.

لكن أخلاقيات الدوري تشوهت الآن من مالكي هذين الناديين مع 10 أندية أخرى من إنكلترا وإيطاليا وإسبانيا. وجاء إعلان هذه الأندية من قبل مالك نادي مانشستر يونايتد، الأمريكي جويل غليزر، كضربة لنزاهة اللعبة.

 وبحسب الخطة المقدمة، وفي وقت لا يستطيع فيه المشجعون الاعتراض، سيُمنح 15 ناديا عضوية أبدية. وسيُمنح كل نادي منشق 500 مليون جنيه إسترليني ومنافذ لصندوق بنى تحتية بمليارات الجنيهات.

وبالنسبة للمشجعين، فالشعور بالخطر الذي تعتمد عليه الألعاب سيزول، مما سيحول كرة القدم إلى لعبة نخبوية بدون روح، وعبارة عن مباريات مكررة. وبالنسبة لهذه الأندية والمشجعين من غير الأرستقراطية المنعّمة، فسيتم القضاء على المنافسات الوطنية وتقاليد عمرها أكثر من قرن.

وترى الصحيفة أن هذه الخطة الفاسدة والأنانية جاءت بشكل مفاجئ. ومنذ ظهور الدوري الإنكليزي الممتاز عام 1992 والذي كان نفسه نتيجة انشقاق، بناء على عدم التدخل في الملكية للأندية وصعود كبير في رواتب اللاعبين وازدهار في رسوم البث، مما أدى لتشويه المنافسات وأفسد قيم اللعبة. وتزيد الصحيفة بالقول إن الأندية الكبرى أصبحت عبارة عن مؤسسات للربح والجشع. ودفع المشجعون الثمن من تأخير ساعات بدء المباريات إلى رفع مستمر لأسعار التذاكر، حيث تم تجاهل مصالحهم بطريقة صارخة.

ولم تؤد الاحتجاجات والتحقيقات الحكومية التي تمت بتردد إلى تغير في المسار. ولأن كرة القدم عكست بالضرورة عدم المساواة المتزايدة في الاقتصاد، فقد ظهرت فجوة واسعة بين الأندية الإنكليزية “الستة الكبار” والبقية. وهناك إمكانية أن يرتبط التهديد الجديدة من الأندية المنشقة بمحاولة الضغط على الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) والذي يشرف على دوري أبطال أوروبا أملا بالحصول على تنازلات منه.

وتعلق الصحيفة أن خسارة الموارد المالية بسبب وباء كورونا أدت إلى مزيج غير مرغوب فيه من الجشع واليأس. ومهما كانت محاولات ليّ الذراع، فيُؤمل أن تكون هذه الوقاحة لخنق المنافسات عبارة عن تجاوز ونقطة تحول. وقد اتحد العالم في شجب الإعلان، وتفكر الحكومة البريطانية في تشريعات تلغيه، وأعلنت يوم الإثنين مراجعة يقودها المشجعون لاقتراح قوانين وقواعد تغطي اللعبة.

وترى الصحيفة أن الداعين لهذا الانشقاق لم يأخذوا بعين الاعتبار أن عام “كوفيد” عزز الإجراءات الوقائية الوطنية ونمّى حس التضامن المدني الذي يتناقض مع قيم السوق غير المقيدة.

وعلى وزير الثقافة أوليفر داودين، التعلم من ألمانيا التي يسيطر المشجعون على أنديتها الكبيرة، ولهذا فهي محمية من استغلال ملاكها. والملاحظ أنه لم ينضم أي نادٍ ألماني للسوبر الأوروبي الجديد. وبعد عقود من ملاحقة المال، فهناك حاجة لتسوية جديدة لكرة القدم. لكن ليست هذه التي يريدها جويل غليزر، مالك مانشستر يونايتد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية