الغارديان: القوى التي أطلق نتنياهو العنان لها تهدد بحريق واسع يصعب عليه احتواؤه

إبراهيم درويش
حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”:

نشرت صحيفة “الغارديان” افتتاحية قالت فيها إن الهجوم البري والجوي على جنين هو الأكبر الذي تشنه إسرائيل منذ عقدين، ولكنه لن يوقف الهجمات الفلسطينية.

وقالت: “صوّرت إسرائيل ضرباتها على مخيم جنين -أكبر عملية عسكرية لها في الضفة الغربية المحتلة منذ عقدين- بأنها تدخّل محدود لمدة أيام قليلة. ولم يعط هذا إلا راحة قليلة لمن فرّوا من العنف، بينهم عائلات هربت ودُمرت بيوتها، والبنى التحتية”. وأضافت أن وزارة الصحة الفلسطينية إن 11 شخصا استُشهدوا، وأصيب نجو 100.

وعلقت الصحيفة أن فكرة عملية عسكرية قصيرة تظل مضللة، و”الهدف هو إظهار القوة وأنها عملية انتقامية ضد الهجمات المتجددة على المستوطنين”.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه هجوم على “ملجأ آمن للإرهابيين، والأشخاص الذي سيمحون بلدنا” وفق تعبيره. ولكن العملية “هي واحدة من مداهمات عدة، واحدة منها قُتلت فيها الصحافية المعروفة شيرين أبو عاقلة العام الماضي. ولن تغذي إلا موجة جديدة من العنف. فقد جرح مواطن في الضفة الغربية يوم الثلاثاء، تسعة أشخاص في تل أبيب عندما هاجمهم بسيارة وسكين قبل أن يُقتل بالرصاص”.

وقالت الصحيفة: “هذه ليست انتفاضة ثالثة، مع أن المشاهد تذكّر بالانتفاضة الثانية، ولكن العنف يتصاعد. كان العام الماضي هو الأكثر دموية في الضفة الغربية منذ أن بدأت الأمم المتحدة بتسجيل عدد الضحايا في عام 2005”.

وقُتل العام الماضي، 150 فلسطينيا على الأقل بمن فيهم 33 طفلا، على يد القوات الإسرائيلية والمستوطنين. فيما قُتل عشرة إسرائيليين بمن فيهم خمسة مستوطنين على يد فلسطينيين. إلا أن الأرقام في النصف الأول من العام الحالي قد تجاوزت أرقام العام الماضي.

وقالت الصحيفة إن “سكان مخيم جنين هم أبناء وأحفاد الفلسطينيين الذين فقدوا أراضيهم عام 1948، وتبدو العملية السلمية بعيدة، علاوة على حل الدولتين، الذي تعرقله إسرائيل، وتبدو السلطة الفلسطينية فاسدة وغير ديمقراطية وغير فعالة للذين تمثّلهم بشكل اسمي. وينظر الكثيرون إليها على أنها متعهد أمني لإسرائيل”.

في الوقت نفسه، فإن حكومة المتطرفين تقوم بضم الضفة الغربية من خلال تحويل الاحتلال إلى احتلال مدني، وتسريع عمليات بناء آلاف الوحدات السكنية في المستوطنات. وقوّى نتنياهو الساسة من اليمين المتطرف، وهو يواجه تهما بالفساد، ويكافح من أجل تمرير عملية تغيير غير ديمقراطية للقضاء الإسرائيلي، ولهذا يحاول استرضاء زملائه من اليمين المتطرف.

وعندما عاث المستوطنون فسادا في بلدة حوارة للانتقام من هجوم فلسطيني مسلح، حيث أشعلوا النار في السيارات والبيوت، فيما وصفه جنرال إسرائيلي بأنه إبادة، قال وزير المالية والذي يشرف على حياة المستوطنين في الضفة الغربية بتسلئيل سموتريتش، إن القرى الفلسطينية يجب أن تمحى عن الوجود.

وزاد عنف المستوطنين بشكل دراماتيكي. و”يحدث هذا وسط لا مبالاة دولية، ففي الوقت الذي عبّر فيه مكتب المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة عن قلقه من حجم العملية التي تضم غارات جوية على منطقة ذات كثافة سكانية عالية. قالت الولايات المتحدة فقط إنها تدعم أمن إسرائيل وحقها بالدفاع عن شعبها. وبجهود قليلة لوقف التصعيد، فإن القوى التي أطلق نتنياهو العنان لها تهدد بحريق خارج عن سيطرته وبتداعيات متواصلة لأشهر وسنوات وليس لأيام”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية