الغارديان: المرتزقة الروس يرمون مثل الخنازير في سوريا..يُدفنون في صمت ويُنسون ـ (صور وفيديو)

حجم الخط
3

لندن ـ “القدس العربي” ـ إبراهيم درويش

المرتزقة الروس في سوريا “يدفنون بصمت ويتم نسيانهم” تقرير في صحيفة “الغارديان” من إعداد مراسلها في موسكو مارك بينتس. وجاء فيه إن إيغور كوستوروف لم يكن يخدم في الجيش الروسي ولكن أقارب صاحب البقالة السابق البالغ من العمر 45 عاما يعتقدون أنه كان من بين عدة مواطنين روس قتلواهذا الشهر بغارة جوية قام بها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قرب دير الزور، الغنية بالنفط شرقي روسيا. وبعد تردد ونفي في البداية اعترفت وزارة الخارجية الروسية يوم الخميس أن خمسة من مواطنيها ربما كانوا من بين القتلى في العملية إلى جانب قوات موالية لنظام الرئيس بشار الأسد. ولكن تقارير تقول إن حوالي 200 مرتزق روسي قتلوا في القصف الأمريكي في السابع من شهر شباط /(فبراير) الحالي بشكل يجعل المواجهة لو تأكدت من أكثر العمليات دموية بين روسيا والولايات المتحدة منذ نهاية الحرب الباردة. ومع أن العدد لا يزال غير واضح إلا أن صورة بدأت تتشكل من الذين يعتقد أنهم ماتوا حيث كان بعضهم من المقاتلين المتمرسين في الحرب الروسية بشرقي أوكرانيا سافروا إلى سوريا مدفوعين بحس من القومية الروسية المتصاعدة، فيما بحث آخرون عن راتب جيد. وجميع القتلى كانوا من الموظفين لدى شركة التعاقدات الأمنية “فاغنر” وهي شركة غامضة مرتبطة بالجيش. ويتهم النقاد أن الحكومة الروسية تستخدم مرتزقة فاغنر في سوريا لتقليل خسائر الجيش النظامي. وكان عدد القتلى من القوات الروسية في العام الماضي 16 جنديا مع أن أعدادا من المرتزقة قتلوا في سوريا.

2

ونقلت الصحيفة عن نادجدا كوستورفو، زوجة إيغور السابقة قولها إنه “كان قناصا سابقا في الجيش وذهب إلى سوريا لأنه وطني واعتقد أنه لو لم نوقف تنظيم الدولة في سوريا فسيأتون إلى روسيا”. وكانت تتحدث مع الصحيفة من بيتها في أسبيت بمنطقة الأورالز: “قال لي إنه لو لم يذهب فسترسل السلطات شبابا صغارا بدون خبرة”. وقالت إنها ظلت على اتصال مع إيغور حتى بعد انفصالهما ولكنه لم يخبرها عن الجهة التي رتبت الرحلة له إلى سوريا. ووصلت أخبار مقتله من خلال قنوات غير رسمية. وقالت “أجمع معلومات عنه من مصادر مختلفة وأحاول معرفة مكان جثث القتلى”. وعندما سئلت عن سبب عدم اتصال السلطات تنهدت قائلة: “هذه لعبة سياسية لا أفهمها”.

3

وكانت الغارة الجوية أول عملية يقتل فيها مواطنون روس على يد الأمريكيين في سوريا ومنذ قرار الكرملين دخول الحرب إلى جانب الرئيس الأسد، نهاية شهر أيلول (سبتمبر) 2015. وكتب ميخائيل بولينكوف، المدون القومي على الإنترنت أنه زار عددا من الرجال الذي جرحوا في الهجوم بمستشفى لم يذكر اسمه في موسكو: “بناء على مصادر خاصة فقد قتل 200 من وحدة واحدة فقط”. إلا أن الكرملين قرر الصمت رغم انتشار أخبار القتل على وسائل التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي. وقال المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ديمتري بيسكوف إن هناك احتمال وفاة بعض المواطنين الروس في سوريا لكن الكرملين ليست لديه معلومات إلا عن الجنود في الجيش النظامي. وفي تصريحات المتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية ماريا رخاروفا قالت فيها إن الحديث عن عدد أكبر من خمسة هو “تضليل كلاسيكي”.

وقالت: “في محور الحرب هناك مواطنون من كل أنحاء العالم بمن فيها روسيا ومن الصعب مراقبتهم وماذا يفعلون”. وإلى جانب كوستوروف فهناك تسعة سافروا على الأرجح من إسبست والمناطق المحيطة بها للقتال مع شركة “فاغنر”. وتقول يالينا ماتفيفا أرملة ستانيلاف ماتفيف، المرتزق من إسبست والذي كان من بين القتلى على ما يعتقد “لقد رموهم إلى المعركة مثل الخنازير”.

وقالت في مقابلة مع “أر أف إي/أر أل” “في كل مكان أرسلوهم إليه كانوا بدون حماية”. وتشير الصحيفة إلى أن بلدة أسبست التي تبعد عن موسكو 1.100 ميل بسكان 70.000 نسمة وفيها أكبر منجم مفتوح في العالم ولا يتجاوز راتب الموظف عن 25.000 روبل (أي ما يعادل 314 جنيها استرلينا) ويعاني سكانها من مشاكل صحية. وبالمقابل فالراتب الشهري في شركة فاغنر يتراوح ما بين 90.000 روبل (1.132 جنيها) للمقاتل إلى 250.000 روبل (3.147 جنيها) للعسكريين المتخصصين، وهذه أرقام حسب رسلان ليفييف، مؤسس شركة “كونفليكت إنتلجنس تيم” في موسكو والتي تقوم بمتابعة الضحايا الروس في سوريا. ويقول النقاد إن تردد الكرملين بالاعتراف علاوة على تشريف الروس الذين ماتوا في المواجهات مع القوات الموالية للولايات المتحدة يتناقض مع الطريقة البطولية التي تم فيها تشيع الطيار الروسي رومان فيليبوف، الذي سقطت طائرته في سوريا الشهر الماضي. وتقول نادجيدا: ” البعض يحصل على الميداليات ويدفن آخرون بهدوء ويتم نسيانهم”. ومن الأسماء التي قيل إنها من بين القتلى هو كريل أنانييف، عضو الحزب اليساري الراديكالي “روسيا الأخرى”. وقال المتحدث باسم الحركة ألكسندر أفيرين “لقد ذهب إلى سوريا لأنه يحب القتال والروس معروفون بهذا”.

ورغم الغضب النسبي إلا أن البعض دافع عن تردد الكرملين نشر أخبار الوفيات. وبحسب ألكسندر بروخانوف، الكاتب القومي الذي يعتقد أنه مقرب من المخابرات الروسية “من حق السلطات أن تعتم على الأخبار لمصلحة البلد” و “هؤلاء الأشخاص الذين ماتوا تلقوا تحذيرات قبل سفرهم إلى سوريا وأنهم لن يحظوا بتشريف عسكري لو ماتوا هناك”.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول صالح:

    كل الاجناس تساهم في قتل العرب ..اصبحنا الهنود الحمر لهذا العصر

  2. يقول ماجد / الأردن:

    وكم قتل من الامريكان في العراق ولا يعرف مصيرهم

  3. يقول ابو عرب:

    (ولو لم نوقف تنظيم الدولة في سوريا فسيأتون إلى روسيا) …. نظريه بائسه يضحك بها ديكتاتوردوله على شعبه البائس . هذه الدوله التي صارت عُظمى بمصادفة تحالفها مع امريكا وبريطانيا في الحرب العالميه الثانيه . ولم تملك هذه الدوله من مقومات العظمه الا نظاماً سياسياً مُضحكاً وترسانه نوويه مُدمرةً للبيئه دفعت امريكا مُعظم نفقات التخلص منها . الآن يريد ايفان الرهيب الجديد ان يجعل منها فوةً عظمى
    بجنود يخجل نت ذكر اسمائهم

إشترك في قائمتنا البريدية