لندن- “القدس العربي”: نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا لمراسلتها لشؤون المجتمعات، نيها جوهيل، قالت فيه إن آلافا من المصلين أقاموا صلاة العشاء في مسجد شرق لندن بمناسبة بداية شهر رمضان، وهو وقت مهم للغاية للروحانية والمجتمع للمسلمين. وقالت إن تجربة الصيام والعبادة المشتركة خلال الشهر الكريم، الذي بدأ يوم الإثنين في المملكة المتحدة، “تعزز الشعور بالوحدة والهدف المشترك داخل المجتمع المسلم البريطاني”، بحسب صوفيا علام، رئيسة البرامج في المسجد. لكن بعض المسلمين البريطانيين سيستقبلون شهر رمضان “بقلب مثقل”، كما قالت علام، وسط القصف المستمر لغزة وتصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا في المملكة المتحدة. وقالت “عادة ما يكون الشهر وقتا للتأمل الروحي والمجتمع والفرح، لكن الصراع يثقل كاهل أذهاننا. وأعرب العديد من المصلين عن قلقهم العميق وحزنهم إزاء الخسائر في الأرواح ومعاناة الفلسطينيين”.
واستشهد أكثر من 30 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، في غزة منذ تشرين الأول/ أكتوبر. كما نزح حوالي 85% من السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة منذ أن بدأت إسرائيل حربها في 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
وعلى الرغم من الدعوات المطالبة بوقف إطلاق النار، لا تزال المخاوف بشأن هجوم إسرائيلي وشيك على رفح – آخر مكان آمن نسبيا للفلسطينيين النازحين. وسرعان ما تبددت الآمال في التوصل إلى صفقة المحتجزين بحلول بداية شهر رمضان، فقد نفد الموعد النهائي غير الرسمي بسرعة.
وقال طالب لجوء فلسطيني يعيش في يوركشاير، والذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن الاحتفال بشهر رمضان هذا العام سيكون “صعبا للغاية”.
“إن ملاحظة أن [العائلات] تعاني، وتحت التهديد. يجعل رمضان هذه المرة صعبا للغاية. نشعر بالذنب، على سبيل المثال، لا نشعر بالسعادة عندما نأكل، لأننا نعلم أن العائلات في غزة ليس لديها طعام”.
وقال قمران حسين، الرئيس التنفيذي لمركز التراث الإسلامي البريطاني في مانشستر، إن المعاناة في غزة “لا تزال في طليعة أذهان المجتمع”.
وقال: “ما تغير خلال السنوات الأخيرة هو وسائل التواصل الاجتماعي والطريقة التي نواجه بها الصراعات الآن. يتلقى الجميع هذه الصور الحية الصادمة لأطفال يتعرضون للتشويه والقتل، وأطفال يتضورون جوعا وآخرون يشعرون بالحزن. وهذا يحدث بشكل شبه يومي”.
وأضاف: “إن المجتمع المسلم يشعر بهذا الألم كثيرا ويجد الأمر صعبا للغاية. تلعب غزة دورا في الكثير من المحادثات وفي عملية صنع القرار لدينا أيضا، فالناس يقاطعون بعض المنظمات”.
وقال حسين إن موظفي الأمن في المركز تلقوا تعليمات أيضا بأن يكونوا “أكثر يقظة” هذا العام بسبب ارتفاع حوادث الإسلاموفوبيا في المملكة المتحدة.
وجدت الإحصائيات الصادرة عن منظمة “تيل ماما”، وهي منظمة مختصة في توثيق جرائم الكراهية ضد المسلمين أن حوادث الإسلاموفوبيا تضاعفت أكثر من ثلاثة أضعاف خلال فترة الأربعة أشهر بعد هجوم حماس العام الماضي. تم استهداف النساء المسلمات في اثنين من كل ثلاثة حوادث سجلتها المؤسسة الخيرية.
قال حسين: “لقد وضع عددا من الضوابط والاحتياطات للتأكد من أننا أكثر أمانا. نحن لا نتوقع أي شيء ولكن أعتقد، في ضوء ما نراه الآن، من المنطقي بالنسبة لنا أن نكون أكثر يقظة قليلا”. وسيقوم كل من المركز في مانشستر ومسجد شرق لندن بجمع التبرعات لجهود الإغاثة في غزة. ووصف حسين رمضان بأنه “من أكثر فترات السنة عطاء للمسلمين”.
وقالت شازيا، التي تستعد لشهر رمضان في برمنغهام، إنها ستتبرع لمساعدات الإغاثة في غزة، “بالنسبة لي، أعتقد أن صلاتي هذا العام ستكون مختلفة تماما. أشعر بأنني سأصلي من أجل أن يحل السلام لهم في غزة”. و”سيكون رمضان مختلفا جدا هذا العام. أشعر أنه عندما نفطر في وقت الإفطار، سيكون لدينا دعاء خاص لأهل غزة”.
وقالت ابتسام بيلولا، إحدى أمينات شبكة النساء المسلمات، إن شهر رمضان كان وقتا “خاصا” للمجتمع وأنها تتطلع إلى الشهر الفضيل. وأضافت “إنه وقت للتأمل والروحانية ولكن أيضا للعمل الجماعي … إنه وقت إيجابي. رمضان هو الوقت الذي يتطلع إليه المسلمون في كثير من الأحيان. إننا نتطلع إلى هذه الإمكانية على التواصل مع الآخرين”.