لندن ـ “القدس العربي”:
علقت صحيفة “الغارديان” في افتتاحيتها على انتخاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لفترة خامسة أنها دليل على مضي إسرائيل في الطريق الخطأ. وقالت إن انتصار نتنياهو مدهش في ضوء الإتهامات الموجهة إليه بالفساد وعدد كبير من الأعداء. فرغم إشارة الإستطلاعات الأولية أن غالبية الناخبين الإسرائيليين يريدون التخلص منه، إلا أن “الملك بيبي” احتفظ بعرشه. ومع أن منافسه الرئيسي بيني غانتس حصل على عدد متقارب من المقاعد في الكنيست كنتنياهو إلا أنه اعترف بالهزيمة وأن رئيس الوزراء الحالي في موقع أفضل منه لتشكيل ائتلاف حكومي. وترى الصحيفة أن نتائج الإنتخابات الإسرائيلية تؤكد ما نعرفه، أولا، أن نتنياهو رجل يملك قدرات سياسية غير عادية. وهو ما كان واضحا في تعهده بضم المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية. ففي المرة الأخيرة التي خاف فيها خسارة الإنتخابات حذر الإسرائيليين من العرب الذين تدفقوا إلى صناديق الإقتراع بأعداد كبيرة. وفي هذه المرة قام حزب الليكود بوضع كاميرات في مراكز الإقتراع العربية بسبب مخاوفه من “التزوير الإنتخابي” وهو ما يشير إلى محاولة لقمع التصويت ومنع العرب من الذهاب إلى مراكز الإنتخاب. وبدا واضحا قدرته على عقد تحالفات مع حلفاء كريهين. ولو احتفظ بها فلأن نتنياهو مستعد لتبني العنصرية والسياسيين اليمينيين. أما الأمر الثاني، فإن الإنتخابات تؤكد أن إدارة ترامب مستعدة لتقديم دعم غير مطلق وبحماس لليمين الإسرائيلي. فبعد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وانهى الدعم الأمريكي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، وبتوقيت جيد أثناء الإنتخابات اعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلة في عام 1967. أما الأمر الثالث، هو تقدم إسرائيل المستمر باتجاه اليمين. فقد قام نتنياهو الذي تبني الخطاب الشعبوي بزرع الإنقسام لا رأبه. ولكنه ليس الرجل الوحيد الذي يقف وراء هذا التحول. ففي كانون الأول (ديسمبر) قالت نسبة 73% من الإسرائيليين إنهم يريدون حكومة يمين- وسط. فقد خاض قائد الجيش السابق بيني غان الذي لا يشبه نتنياهو، السباق الإنتخابي على أنه الرجل الذي لا يختلف عنه عندما يتعلق الأمر بالأمن.
كشفت الإنتخابات الإسرائيلية الأخيرة عن حالة اليسار الذي بدا مهمشا بل وفوضويا ولم يحصل إلا على ستة مقاعد من 120 مقعدا في الكنيست.
وكشفت الإنتخابات الأخيرة عن حالة اليسار الذي بدا مهمشا بل وفوضويا ولم يحصل إلا على ستة مقاعد من 120 مقعدا في الكنيست. وتقول الصحيفة إن السؤال هو عن السرعة التي سيتحرك فيها نتنياهو. وهناك من يرى أن فترة الخامسة ستشهد تقويضا لمؤسسات الدولة والمجتمع المدني. ويتوقع الكثيرون صفقة “حصانة مقابل الضم” يحميه من المحاكمة وهو في مركز رئيس الوزراء. وقد يقتصر وعده بتطبيق القانون الإسرائيلي على الكتل الإستيطانية غير الشرعية في محاولة لترضية اليمين. ويشعر نتيناهو أن لا شيء يقف أمامه لعمل ما يريد. فعندما سئل وزير الخارجية مايك بومبيو عما ستفعله الولايات المتحدة لو تحرك نتنياهو لضم المستوطنات رفض الإجابة. واعلن ترامب عبر تغريدة أن فوز نتنياهو يعني “فرصة جيدة” للسلام . ورغم أن احدا لا يعرف خطة ترامب ومحتوياتها إلا أن المؤكد أنها ستجلب معاناة جديدة للفلسطينيين. والضرر الذي سيقوم به نتنياهو في ولايته الخامسة سيظهر لاحقا ولكن الطريق الذي يسير فيه معروف.