الغارديان: انتصار طالبان زلزال سيدفع دول الخليج للبحث عن تحالفات جديدة

إبراهيم درويش
حجم الخط
2

لندن- “القدس العربي”: قال المحرر الدبلوماسي في صحيفة “الغارديان” باتريك وينتور، إن سيطرة طالبان على السلطة في أفغانستان سيعيد تشكيل منطقة الشرق الأوسط. وأضاف نقلا عن مسؤول إن دول الخليج قد تضطر لإعادة النظر في تحالفاتها وخاصة الولايات المتحدة وإن كانت ستظل تثق بها.

ووصف المسؤول عودة طالبان إلى الحكم بأنها هزة أرضية مدمرة ستؤثر على مسار الشرق الأوسط لسنوات قادمة، مضيفا أن وعود الحركة بالاعتدال ليست إلا كلاما، وأن النسخة الحالية هي “بالضرورة نفس” النسخة التي حكمت في السابق.

ولم تكشف الصحيفة عن هوية المسؤول، ولكنه قال إن خروج الولايات المتحدة السريع يثير أسئلة لدول الخليج حول معنى الوعود الأمريكية لتوفير الأمن على مدى العشرين عاما المقبلة. وقال: “أفغانستان هي هزة أرضية، هزة أرضية مدمرة وستظل معنا لمدة طويلة جدا جدا”. وعلق أن الحادثة تمثل تحولا عن “عقيدة كارتر” التي عفا عليها الزمن، وتقضي بقيام الولايات المتحدة التي تعتمد على النفط باستخدام القوة العسكرية للدفاع عن مصالحها في منطقة الخليج.

وتساءل: “هل يمكننا الاعتماد على المظلة الأمنية الأمريكية في العشرين عاما القادمة؟ أعتقد أن هذا سؤال إشكالي في الوقت الحالي”. واقترح أن 20 عاما من الحرب التي كان من المفترض أنها ضد من “اختطفوا الإسلام”  لم تترك أي أثر في افغانستان. وتوقع أن يؤدي انتصار طالبان إلى قلق بين دول غرب أفريقيا والساحل بشأن عودة التطرف الإسلامي الواثق.

وقال المسؤول إنه لا يثق بأن طالبان ستتصرف بطريقة مختلفة عن الفترة السابقة التي حكمت فيها “هم في الجوهر نفسهم ولكنهم أكثر ذكاء في تعاملهم مع العالم”. وقال المسؤول إن المفاجأة الكبرى هي العملية الأمريكية العاجزة والخلاف البيروقراطي الذي علم التفكير الأمريكي بشأن الانسحاب. وقال إن انتصار طالبان سينظر إليه على انتصار لباكستان وفرصة للصين ولن تلعب الولايات المتحدة سوى دورا بسيطا ولو “حدث صراع جيوسياسي على افغانستان فسنرى باكستان والصين من جهة والهند وإيران وروسيا من جهة أخرى” و”لا اعتقد أن الأمريكيين سيكونون جزءا من الصراع الجيوسياسي في أفغانستان”.

وأشار المسؤول إلى أن الكثير من دول الخليج بدأت بإعادة ضبط علاقتها الخارجية وتأخذ بعين الاعتبار تراجع اعتماد الولايات المتحدة على نفط دول الخليج والميل الأمريكي للعزلة، مضيفا أن العملية ستتزايد الآن مما سيقود إلى إعادة اصطفاف في التحالفات ورغبة بعض المتنافسين التاريخيين بإقامة علاقات تاريخية. والهدف الرئيسي هو تخفيض التوتر في المنطقة.

وأضاف المسؤول أنه يتوقع مزيدا من الحوارات في المستقبل بين السعودية وإيران وكذا الإمارات العربية المتحدة وإيران. وأشار إلى توقيع اتفاقية الدفاع بين السعودية وروسيا، كإشارة عن مرحلة ما بعد عصر الكربون، حيث ستحاول دول الخليج تنويع مصادرها الأمنية بعيدا عن الولايات المتحدة. وبدأت إيران في ظل حكومة حسن روحاني لقاءات سرية مع السعودية وتعاونا على المستوى الأمني، وربما خرجت هذه للعلن.

وتبحث البحرين عن تحالفات جديدة في المنطقة، بما فيها اتفاقيات إبراهيم مع إسرائيل، وفي حالة الإمارات استئناف العلاقات مع سوريا. وزعم المسؤول أن الهدف من كل هذا هو منع تحول المنطقة إلى “طنجرة ضغط”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول إبن آكسيل:

    لا هزة أرضية و لا هم يحزنون ……كارثة إنسانية بأتم معنى الكلمة ……و لن يستقر لهم أمر لأن الله عدل و لا يقبل بأن يحكم هؤلاء الجهلة عباده المسالمين ……

    1. يقول ميساء:

      لا تحكم على الناس بالجهل،. لعل الله يجعل فيهم خيرا كثيرا،. لا تحقرن الناس على ملابسهم ولا على ما يقولون عنهم حتى تعاشرهم

إشترك في قائمتنا البريدية